مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني) Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني)   كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني) Clock13الإثنين سبتمبر 19, 2011 1:04 am

فقر حاجة عدم محض
أكرم الله
أحبابه المتقين وأظهر على أيديهم الخوارق وأيدهم بروح من عنده ورفع منارهم
فاشتغلوا به تعالى عن كل ذلك خافوا الله فأسكنهم جنة قربه وأكرمهم إذ نزلوا
به بالنظر إلى وجهه الكريم وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن
الجنة هي المأوى
أشر الهوى رؤية الأغيار والاشتغال عن الخالق بالمخلوق
ما الذي يراه العاقل من الاشتغال بغيره القول بتأثير غيره في كل أثر ما
قليل أو كثير كلي أو جزئي شرك
قال رسول الله لعبد الله بن
عباس رضي الله عنهما يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله
تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة
لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت
الأقلام وجفت الصحف
أي سادة تفرقت الطوائف شيعا واحيمد بقي مع أهل الذل والانكسار والمسكنة والاضطرار
إياكم والكذب على الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا
خطيئة الحلاج
ينقلون عن الحلاج أنه قال أنا الحق أخطأ بوهمه لو كان على الحق ما قال أنا الحق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجلا واصلا أبدا ما
أراه شرب ما أراه حضر ما أراه سمع إلا رنة أو طنينا فأخذه الوهم من حال
إلى حال
من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور
إياكم والقول
بهذه الأقاويل إن هي إلا أباطيل درج السلف على الحدود بلا تجاوز بالله
عليكم هل يتجاوز الحد إلا الجاهل هل يدوس عنوة في الجب إلا الأعمى ما هذا
التطاول وذلك المتطاول ساقط بالجوع ساقط بالعطش ساقط بالنوم ساقط بالوجع
ساقط بالفاقة ساقط بالهرم ساقط بالعناء أين هذا التطاول من صدمة صوت لمن
الملك اليوم
العبد متى تجاوز حده مع إخوانه يعد في الحضرة ناقصا
التجاوز علم نقص ينشر على رأس صاحبه يشهد عليه بالدعوى يشهد عليه بالغفلة
يشهد عليه بالزهو يشهد عليه بالحجاب يتحدث القوم بالنعم لكن مع ملاحظة
الحدود الشرعية
الحقوق الإلهية تطلبهم في كل قول وفعل الولاية ليست بفرعونية ولا بنمة بنمرودية قال فرعون أنا ربكم الأعلى
وقال قائد الأولياء وسيد الأنبياء لست بملك
نزع ثوب التعالي والإمرة والفوقية
كيف يتجرأ على ذلك العارفون والله يقول وامتازوا اليوم أيها المجرمون وصف
الافتقار إلى الله وصف المؤمنين قال تعالى يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى
الله
هذا الذي أقوله علم القوم تعلموا هذا العلم فأن جذبات الرحمن في هذا الزمان قلت اصرفوا الشكوى إلى الله في كل
أمر العاقل لا يشكو لا إلى ملك ولا إلى سلطان العاقل كل أعماله لله
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
أي سادة ما قلت لكم إلا ما فعلته وتخلقت به فلا حجة لكم علي إذا رأيتم
واعظا أو قاصا أو مدرسا فخذوا منه كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام أئمة
الدين الذين يحكمون عدلا ويقولون حقا واطرحوا ما زاد
وإن أتى بما لم يأت به رسول الله فأضربوا به وجهه
الحذر الحذر من مخالفة أمر النبي العظيم
قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
كان العراق أخاذة المشايخ وغيبة العارفين مات القوم الله الله بمتابعتهم أخلفوهم بحسن التخلق أعقبوهم
بصحة الصدق لا تلبسوا ثوب قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات
أي إخواني لا تخجلوني غدا بين يدي العزيز سبحانه وقد سبقكم أصحاب الأعمال
المرضيات كل نفس من أنفاس الفقير أعز من الكبريت الأحمر إياكم وضياع
الأوقات فإن الوقت سيف إن لم يقطعه الفقير قطعه
قال تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا عليكم بالأدب فإن الأدب باب الأرب
الذين يخشون ربهم
حكي عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه قال من لم يعرف ما لله عليه في نفسه ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب في عزلة
قال الله تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء
سئل الحسن البصري رضي الله عنه عن أنفع الأدب
فقال التفقه في الدين والزهد في الدنيا والمعرفة بحقوق الله تعالى على عبده
وقال سهل بن عبد الله رضي الله عنه من قهر نفسه بالأدب عبد الله بالإخلاص
ومن الأدب أيضا الأدب مع المشايخ فإن من لم يحفظ قلوب المشايخ سلط الله عليه الكلاب التي تؤذيه
أدب صحبة من فوقك الخدمة ومن هو مثلك الإيثار والفتوة ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة
صحبة العارف مع الله بالموافقة ومع الخلق بالمناصحة ومع النفس بالمخالفة ومع الشيطان بالعداوة
إنكار العبد نعمة الله من موجبات السلب أنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون إن الله إذا وهب عبده نعمة ما
استردها شكر النعمة معرفة قدرها من أراد أن تدوم نعمته فليعرف قدرها ومن أراد أن يعرف قدرها فليشكرها
الشكر ما قاله الجنيد رضي الله عنه وهو أن لا يستعين العبد بنعمته تعالى على معصيته الشكر وقوف القلب على جادة الأدب مع المنعم
الشكر أن يتقي العبد ربه حق تقاته وذلك أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر
الشكر اجتناب ما يغضب المنعم تعالى
الشكر رؤية المنعم لا رؤية النعمة قالت عائشة رضي الله عنها أتاني رسول
الله في ليلة فدخل معي في لحافي حتى مس جلدي جلده ثم قال يا بنت أبي بكر
ذريني أتعبد لربي قلت إني أحب قربك وأذنت له فقام إلى قربة من ماء فتوضأ
وأكثر صب الماء ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم
سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة فقلت
يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
فقال أفلا أكون عبدا شكورا
قال داود عليه السلام أي رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك فأوحى الله إليه الآن شكرتني
الشكر طلب المنعم ورفض الدنيا وما فيها طلب المنعم يصح بالزهد والزاهد من ترك الدنيا ولا يبالي من أخذها
حذار من الدنيا
قال أمير المؤمنين علي رضوان الله عليه وسلامه
دنيا تخادعني كأني ... لست أعرف حالها
ذم الإله حرامها ... وأنا اجتنبت حلالها
بسطت إلي يمينها ... فكففتها وشمالها
ورأيتها محتاجة ... فوهبت جملتها لها
قال العارفون الزهد قصر الأمل ليس بأكل الغليظ ولا لبس العباء من زهد في الدنيا وكل الله به ملكا يغرس الحكمة في قلبه
قال الله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
والعاقبة للتقوى كل الخير جعله
الله في بيت وجعل مفتاحه التقوى قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر أو
أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة
أي سادة أحذركم الدنيا وأحذركم رؤية
الأغيار الأمر صعب والناقد بصير إياكم وهذه البطالات إياكم وهذه الغفلات
إياكم والعوالم إياكم والمحدثات اطلبوا الكل بترك الكل من ترك الكل نال
الكل من أراد الكل فاته الكل
كل ما أنتم عليه من الطلب لا يصلحه إلا
تركه والوقوف وراءه وحدوا المطلوب تندرج تحت وحيدكم كل المطالب من حصل له
الله حصل له كل شيء ومن فاته الله فاته كل شيء بالله عليكم هذه المعرفة تمر
هيهات هيهات من خرج عن نفسه وغيره وصفع أبهة طبعة تخلص من قيد الجهل
ليس الأمر كما تظنون جبة صوف وتاج وثوب قصير جبة حزن وتاج صدق وثوب توكل
وقد عرفتم العارف لا يخلو ظاهره من بوارق الشريعة وباطنه من نيران المحبة
يقف مع الأمر ولا ينحرف عن الطريق وقلبه يتقلب على جمر الوجد وجده إيمان
ووقوفه إذعان
الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك
هكذا أخبر الصادق المصدوق ألزمنا الإحسان أن نقف أمامه وقوف من يراه وهو
لا تخفى عليه خافية علم وأمر وإرادة وبعدها الإمكان وبعد الإمكان التكوين
وبعده التكليف وبعده الفصل أو الوصل
صدق العبودية أن يسلم العبد لسيده الفقير إذا انتصر لنفسه تعب وإذا سلم الأمر لمولاه نصره من غير عشيرة ولا أهل
أئمة دعوة الحق
أقامنا الله أئمة الدعوة إليه بالنيابة عن نبيه من اقتدى بنا سلم ومن أناب
إلى الله بنا غنم الحق يقال نحن أهل بيت ما أراد سلبنا سالب إلا وسلب ولا
نبح علينا كلب إلا وجرب ولا هم على ضربنا ضارب إلا وضرب ولا تعالى على
حائطنا حائط إلا وخرب إن الله يدافع عن الذين آمنوا النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم
إنكار بوارق الأرواح جهل بمدد الفتاح لا تعطيل لكلمة الله إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين
يتولى أمورهم وأمور مناديهم ومن ينزل بناديهم حال حياتهم وبعد مماتهم
بلحوق علم منهم وبغير لحوق علم منهم العبد إذا كان راحما يستر النائم ولا
يذكر له ذلك يوصل الخير إلى الفقير ولا يعرفه الخبر الله الرحمن الرحيم
العظيم الكريم ينتصر لعبده الولي من حيث لا يدري يرزقه من حيث لا يحتسب
تعصمه جبال عنايته من ماء غرق الأكدار والاقتدار تدفع عنه وعن محبيه
الأقدار بالأقدار لا به ولكن له التنزلات المحكمة ليس لها من دون الله
كاشفة من اعتصم بالله عصم ومن وقف مع الأغيار ندم قال سيدي الشيخ منصور
الرباني رضي الله عنه الاعتصام بالله ثقتك به وتنزيه خواطرك عن غيره

القوم أرشدونا دلونا على الطريق كشفوا لنا حجاب الإغلاق عن خزائن درر
الكتاب والسنة عرفونا حكمة الأدب مع الله ورسوله هم القوم لا يشقى جليسهم
من آمن بالله وعرف شأن رسوله أحبهم واتبعهم
البيعة الصحيحة
أي سادة القوم بايعوا الله بصدق النيات وخالص الطويات على كثرة المجاهدات
وملازمة المراقبات والطاعات والصبر على جميع المكروهات وقال سبحانه وتعالى
فيهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
بادروا ركوب العزائم بالعزم وقوة
الحزم فهجروا المنام وتركوا الشراب والطعام وقاموا لله بالخدمة في حنادس
الليل والظلام وخدموا بالخشوع والسهر والقيام والركوع والسجود والصيام
وتململوا في محاربيهم بين يدي محبوبهم لنيل مطلوبهم حتى وصلوا إلى مقام
القرب ومحل الأنس وظهر لهم سر قوله تعالى إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
فأعطاهم الدرجة العليا والمحل الأدنى ولا ريب فالقريب من القريب قريب
والمحب عند أحباب الحبيب حبيب حبيب لهم حبيب لمحبيهم محبوب عند الله ترفعه
بركة محبته إلى درجة المحبوبية ما شاء الله كان
في محبة الأولياء
أي سادة عليكم بالتقرب من أولياء الله من والى ولي الله والى الله ومن عادى ولي الله عادى الله من أحب عدوك هل تحبه
يا أخي لا والله الله أغير من
الخلق يغار ويفعل وينتقم ويقهر من أحب محبك هل تبغضه لا والله الله أكرم
من الخلق يحسن ويجمل وينعم ويكرم وهو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين نعم
الله تعالى تذكر من قربته من العزيز فهو قريب ومن أبعدته عنه فهو بعيد أيها
البعيد عنا الممقوت منا ما هذا منك يا مسكين لو كان لنا فيك مقصد يشهد
بحسن استعدادك وخالص حبك إلى الله وأهله اجتذبناك إلينا وحسبناك علينا شئت
وإلا لكن الحق يقال حظك منعك وعدم استعدادك قطعك لو حسبناك منا ما تباعدت
عنا خذ مني يا أخي علم القلب خذ مني علم الذوق خذ مني علم الشوق أين أنت
مني يا أخا الحجاب كشف لي قلبك
كيف نزيل الهم
أي أخي لو سمعت نصحي لتبعتني لا تقل لو أخذتني تبعتك أنا على النصيحة وأنت
على كل حال عليك أن تسمع وتتبع اعمل بطاعة الله وارض بقضاء الله واستأنس
بذكر الله تكن من أصفياء الله
من عرف الله زال همه العارف من هاجر وتجرد من الخلق
أي سادة المغبون من أنفق عمره في غير طاعة الله والزاهد من ترك كل شيء يشغل عن الله والمقبل من أقبل إلى الله وذو
المروءة من لم ينزل بدون الله والقوي من استقوى بالله
عليكم بتجريد التوحيد وهو فقدان رؤية ما سواه لوحدانيته إن قلت يا الله
فقد ذكرته بإسمه الأعظم ولكن حرمت هيبته لأنك تقول من حيث أنت لا من حيث هو
الغني الأكبر الأنس به سبحانه وتعالى والفاقة العظمى دوام الأنس بالموتى
وأغلظ حجب القلوب الاستناد إلى المربوب معدن المعرفة القلب قال تعالى إن في
ذلك لذكرى لمن كان له قلب
وقال تعالى ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
أي سادة من يتق الله بحفظ السر عن آفات الالتفات إلى السوى يجعل له مخرجا من حجب الإبعاد ويرزقه المشاهدة والوصلة من حيث لا يحتسب
سبب معرفة العبد ربه معرفة العبد نفسه من عرف نفسه فقد عرف ربه من عرف نفسه لربه أفنى كليته بربه

أوحى الله إلى داود عليه السلام ألا من عرفني أرادني وطلبني ومن طلبني وجدني ومن وجدني لم يختر علي حبيبا سواي
عجبت لمن يقول ذكرت ربي ... وهل أنسى فأذكر من نسيت
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا ... ولولا ماء وصلك ما حييت
فأحيا بالمنى وأموت شوقا ... فكم أحيا عليك وكم أموت
شربت الحب كأسا بعد كأس ... فما نفد الشراب وما رويت
الصحبة المليحة
عليكم أي سادة بذكر الله فإن الذكر مغناطيس الوصل وحبل القرب من ذكر الله
طاب بالله ومن طاب بالله وصل إلى الله ذكر الله يثبت في القلب ببركة الصحبة
المرء على دين خليله عليكم بنا صحبتنا ترياق مجرب والبعد عنا سم قاتل
أي محجوب تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك ما الفائدة من علم بلا عمل ما الفائدة
من عمل بلا إخلاص الإخلاص على حافة طريق الخطر من ينهض بك إلى العمل من
يداويك من سم الرياء من يدلك على الطريق القويم بعد الإخلاص فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون
هكذا أنبأنا العليم الخبير
تظن أنك من أهل الذكر لو كنت منهم ما كنت محجوبا عنهم لو كنت

من أهل الذكر ما حرمت ثمرة الفكر صدك حجابك قطعك عملك
قال اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع
لازم أبوابنا أي محجوب فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجة وإنابة
إلى الله تعالىصحت إنابتنا إلى الله قال تعالى واتبع سبيل من أناب إلي
أيها المتصوف لم هذه البطالة صر صوفيا حتى نقول لك أيها الصوفي
أي حبيبي تظن أن هذه الطريقة تورث من أبيك تسلسل من جدك تأتيك باسم بكر
وعمرو تصير لك في وثيقة نسبك تنقش لك على جيب خرقتك على طرف تاجك حسبت هذه
البضاعة ثوب شعر وتاجا وعكازا ودلقا وعمامة كبيرة وزيا صالحا لا والله إن
الله لا ينظر إلى كل هذا ينظر إلى قلبك كيف يفرغ فيه سره وبركة قربه وأنت
غافل عنه بحجاب التاج بحجاب الخرقة بحجاب السبحة بحجاب العصا بحجاب المسوح

إيش هذا العقل الخالي من نور المعرفة إيش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ما عملت بأعمال الطائفة وتلبس لباسهم يا مسكين
لباس التقوى
يا أخي لو كلفت قلبك لباس الخشية وظاهرك لباس الأدب ونفسك لباس الذل
وأنانيتك لباس المحو ولسانك لباس الذكر وتخلصت من هذه الحجب وبعدها تلبست
بهذه الثياب كان أولى لك ثم أولى لكن كيف يقال لك هذا القول وأنت تظن أن
تاجك كتاج القوم وثوبك كثوبهم كلا الأشكال مؤتلفة والقلوب مختلفة
لو
كنت على بصيرة من أمرك خلعت أباك وأمك وجدك وعمك وقميصك وتاجك وسريرك
ومعراجك وأتيتنا بالله لله وبعد حسن الأدب لبست وأظنك بعد الأدب تقطع نفسك
عن الثوب والعوارض القاطعة أي مسكين تمشي مع وهمك مع خيالك مع كذبك مع عجبك
وغرورك وتحمل نجاسة أنانيتك وتظن أنك على شيء

وكيف يكون ذلك تعلم علم التواضع تعلم علم الحيرة تعلم علم المسكنة والانكسار
أي بطال تعلمت علم الكبر تعلمت علم الدعوى تعلمت علم التعالي إيش حصل لك
من كل ذلك تطلب هذه الدنيا الجايفة بظاهر حال الآخرة لبئس ما صنعت ما أنت
إلا كمشتري النجاسة بالنجاسة كيف تغفل نفسك بنفسك وتكذب على نفسك وأبناء
جنسك لا يقرب المحب من محبوبه حتى يبعد عن عدوه
رمى بعض المريدين ركوته في بعض الآبار ليستقي الماء فخرجت مملوءة بالذهب فرمى بها في البئر وقال يا عزيزي وحقك لا أريد غيرك
من أثبت نفسه مريدا صار مرادا من أثبت نفسه طالبا صار مطلوبا من عكف على
الباب دخل الرحاب ومن أحسن القصد بعد الدخول تصدر في غرفة الوصلة
دخل
علي كرم الله وجهه ورضي عنه مسجد رسول الله فرأى أعرابيا في المسجد يقول
إلهي أريد منك شويهة ورأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه في زاوية أخرى يقول
إلهي أريدك
شتان ما بين المرادين شتان ما بين الهمتين
تلعب
الآمال بالعقول تلعب بالهمم كل يطير بجناح همته إلى أمله ومقصد قلبه فإذا
بلغ غاية همته وقف فلم يجاوزها قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته أي على
نيته وهمته
لا تكن مثل الطير والحوت
أي أخي لا تجعل غاية همتك ومنتهى قصدك أن تمر على الماء أو تطير في الهواء
يصنع الطير والحوت ما أردت طر بجناح همتك إلى ما لا غاية له العارف
المتمكن لا شيء عنده من العرش إلا الثرى أعظم من سروره بربه والجنة وكل ما
فيها في جنب سروره بربه أصغر من خردلة ملقاة في أرض فلاة من خساسة النفس
ودناءة الهمة وقلة المعرفة اشتغالك بالنعمة عن المنعم العارفون تجردوا عن
الدارين وطلبوا رب العالمين تجردوا عن النفس والولد
أوحى الله تعالى
إلى يعقوب عليه السلام لما قال يا أسفا على يوسف إلى متى تذكر يوسف أيوسف
خلقك أو رزقك أو أعطاك النبوة فبعزتي لو كنت ذكرتني واشتغلت بي عن ذكر غيري
لفرجت عنك من ساعتك
فعلم يعقوب عليه السلام أنه مخطئ في ذكر يوسف فأمسك لسانه عن ذكره
قال موسى عليه السلام إلهي أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك
فقال الله تعالى أنا جليس لمن ذكرني وقريب ممن أنس بي أقرب إليه من حبل الوريد
طعام وشراب
أي سادة قال أهل الله رضي الله عنهم من ذكر الله فهو على نور من ربه وعلى طمأنينة من قلبه وعلى سلامة من عدوه
وقالوا ذكر الله طعام الروح والثناء عليه تعالى شرابها والحياء منه لباسها
وقالوا ما تنعم المتنعمون بمثل أنسه ولا تلذذ المتلذذون بمثل ذكره
وجاء في بعض الكتب الإلهية أن الله تعالى قال من ذكرني في نفسه ذكرته في
نفسي ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ ومن ذكرني من حيث هو ذكرته من حيث أنا ومن
ذكرني من حيث هو أعطيته من حيث أنا
القوم شغلهم ذكره ومقصدهم هو يرون
أن الحوادث الكونية تقوم بقضائه وقدره فلا يعارضوها لا بقلب ولا بلسان إن
الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
قال ابن عباس رضي الله عنهما ما من مؤمن إلا وعلى قلبه شيطان إذا ذكر الله خنس وإذا نسي الله وسوس
لا تغضب لنفسك
أي سادة لو أن العالم فريقان فريق يبخرني بالند والعنبر
وفريق يقرض لحمي بمقاريض من نار ما نقص هؤلاء عندي ولا زاد هؤلاء عندي لعلمي أن ذلك من مجاري الأقدار
إذا قطعتم حبل المعارضة بسكين التسليم له ذكرتموه
جاء في الخبر أذكر الله حتى يقولوا مجنون
أي سادة هذه الخيالات الباطلة أخذتكم من واد إلى واد وهذه الحجب الغليظة
حولتكم من مقام إلى مقام ليست الهمة أن يقف الرجل عند حجابه بل الهمة أن
يفتق شراع الحجاب ويتدلى إلى الرحاب
صوارم الهمم تفعل ما لا يمر بالأوهام حجب القلوب لا تشق إلا بسهام القلوب قال علي أمير المؤمنين عليه السلام
دواؤك منك وما تبصر ... وداؤك فيك وما تشعر
وتزعم أنك جرم صغير ... وفيك انطوى العالم الأكبر
العالم الأكبر العقل وقد انطوى بك ومن العالم المطوي فيك يظهر لك جرمك
الذي استصغرته إذ لولا وصول جرمك إلى الغاية التي تحيط بذلك العالم الأكبر
وتليق له لما صار محلا للعالم المذكور فخذ بالهمة العلية على مقدار ما بلغه
جرم هيكلك من الإحاطة بالعالم الأكبر الذي يمتد شعاع مادته إلى كل مقام
وتنتهي بوارق رسله إلى كل حيطة وتشق عزائم مداركه صف كل معمعة وتبلغ نجاب
فكرته إلى كل حضرة به الله يعطي
ويمنع ويصل ويقطع ويفرق ويجمع ويضع ويرفع وعليه جعل مدار الأكوان وهو أول مخلوق من المواد الكبرى الآدمية
أنبأنا الحبيب الكريم والسيد العظيم إن أول ما خلق الله العقل
فإذا علمتم ما انطوى فيكم عظمتم شأن ذواتكم واحتفلتم بإعلاء شرف صفاتكم
حتى تسمو عن منزلة الحجاب بالقوة بالجمال بالمال بالأهل بالعشيرة بالمنصب
بالرياسة
قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه
وكل رياسة من غير علم ... أذل من الجلوس على الكناسة
منزلة العقل والعلم
العقل عاقل العلم لا يتم شرف العلم للمخلوق إلا بالعقل قال جماعة بإعلاء
قدر العلم على العقل ولكن ذلك بالنسبة إلى الله لأن العلم صفته تعالى
والعقل صفة المخلوق وأما بالنسبة إلى علمنا وعقلنا فعقلنا أجل مرتبة وأرفع
منزلة من علمنا إذ لولا العقل لما تم لنا العلم
العاقل يكبو ويصرع ولكن يؤمل له النجاح ويرجى له الخير
والأحمق يصرع ويكبو ويخشى عليه القطيعة وعدم النجاح العاقل من فهم حكمة الدين
بلغنا عن الإمام علي أمير المؤمنين كرم الله وجهه وBه أنه قال كل عقل لم يحط بالدين فليس بعقل وكل دين لم يحط بالعقل فليس بدين
هذا الدين أتى بأحكام ألزمنا المبلغ العمل بها ووعد وأوعد فإذا تريض العقل بالعمل والاجتناب يصل إلى الإحاطة بسر الوعد والوعيد
أي سادة تفكروا هل من عقل ذكي قر بطبع سليم يجهل حكمة الأوامر والنواهي
الدينية ويردها لا والله بل كل عاقل ذكي العقل سليم الطبع تعكف أشعة عقله
على عتبة باب الأمر والنهي علما يجمعها بين خيري الدنيا والآخرة وما بقي
عندكم إلا ما جاء في الوعد من فضل الله وكرمه
وفيه أبحاث علية تذكر
عجائب قدرته تعالى وما جاء في الوعيد من بطش الله وعدله وفيه أبحاث غامضة
تذكر غرائب عظمة الألوهية يشهد على كونها طبعك وحجابك وفهمك وفكرك وكل ما
تراه من المشهودات الكونية العلوية والسفلية حجبك عن حقيقة كشفها عدم
استعدادك وقلة قابليتك وقطيعتك ودناءة همتك
أين الرياضة التي جلت عن مرآة عقلك غبار غفلتك
أين متابعة الدليل الأعظم بكل ما جاء به قولا وفعلا وحالا وخلقا
جلساء الملك
هات هذه النقود واطلب بعدها البضاعة أيصح لبواب الملك أن ينكر على جلاسه
ما يذكرونه من زينة داره وأمتعة بيته وحسن ألبسته وأوانيه وأسلحته
ومخزوناته وشدة عقابه وبطشه في من يغضب عليه وكثرة عوائده وفوائده وإحسانه
إلى من يحبه ويقربه
كيف يصح ذلك للبواب وهو مسكين محجوب بما هو فيه من
عقله أن يجتهد لإحراز رتبة المجالسة كي يرى ما رآه جلاس الملك هذا أجمل من
إنكاره وأعم مكرمة وأحسن حالا وأسلم عاقبة وأصلح شأنا إذا طبعت مرآة بصيرة
القلب بتراكم صدأ الغفلة عن الرب توارت وجوه الحقائق عن بواطن الإفهام
وامتنع عنها إنفاذ نور الإلهام فأظلم وجه البيان بتصاعد أنجزة الخيالات
وغمامات الأوهام ما يغني الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها وماله عيون تقبل
منه نورها وبرهانها وما يجدي فرط الإشراق مع ضعف الإحداق
نحن في موقف
إشراق شمس القدرة وعيون أفهامنا ضعيفة وبغمامات الغفلة محتجبة فما لنا
عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ولا قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلك
الجلال
كلنا تجري بنا سبل الفناء
وتقذفنا في أغوار غاياتنا المغيبة عنا المحجوبة دوننا كلنا تجري سفن
المنايا برياح حرصنا وشراع أطماعنا في بحار آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا
وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنا عن عاجل أمورنا وأيدي الحوادث تتلاعب بنا
وهواتف الفناء تزعجنا
الناس في غفلاتهم ... ورحى المنية تطحن
ما دون دائرة الرحى ... حصن لمن يتحصن
كل يوم ينادي ملك الموت من بين أيدينا ومن خلفنا أينما تكونوا يدرككم الموت
وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا ونحن غرقى في غمرة غفلاتنا وسكرة شهواتنا
النجاة من المهالك
فيا أيها العاقل إلى متى تصرف نفسك عن طريق النجاة إلى سبيل المعاطب
والمهلكات وتصرفها عن فسحة الطاعات إلى مضايق المخالفات وتعرضها لما بين
يديها وتسقيها من كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات وتوردها موارد الفتن
والآفات
أي أخي العمر قصير والناقد بصير وإلى الله المصير
يا أيها المعدود أنفاسه ... لا بد يوما أن يتم العدد
لا بد من يوم بلا ليلة ... وليلة تأتي بلا يوم غد
أي سادة الفكر أول أعمال النبي
كان قبل فريضة المفروضات عبادته التفكر في آلاء الله ومصنوعاته حتى كلف ما
كلف بالتفكر بآلاء الله وأخذ العبرة من الفكرة فإن الفكرة إذا خلت من
العبرة بقيت وسواسا وخيالا وإذا أنتجت العبرة بقيت واعظا وحكمة
احكموا
الأعمال بعد التفكر على أصل صحيح وأحكموا الأخلاق بعد الأعمال على طريق
مليح وزينوا كل ذلك بالنية وخذوا بحبال السخاء فإنه من علامات الزهد وأقول
هو باب الزهد وأقول إذا صح وعلت طبقته كل الزهد وهو أول قدم القاصدين إلى
الله
قال تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم
ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون
نظرات إلى الخلق
أيدوا عقدة حبل الوصلة مع الله بغض الطرف عما تراه أبصاركم من النكس عند
الخلق طمعا بتعمير الحق فإنه تعالى يقول ومن نعمره ننكسه في الخلق


    [ البرهان المؤيد - الرفاعي الحسيني ]
    الكتاب : البرهان المؤيد
    المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت الرفاعي الحسيني
    الناشر : دار الكتاب النفيس - بيروت
    الطبعة الأواى ، 1408
    تحقيق : عبد الغني نكه مي
    عدد الأجزاء : 1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
 
كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الاول)
» كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الرابع)
» كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزء الثالث)
» كتاب البرهان المؤيد للشيخ احمد الرفاعي رضى الله عنه(الجزءالخامس)
» كتاب البرهان المؤيد لسيد احمد الرفاعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة :: أخِذ العَهدِ وَالإحتِساب الى الطَريقَةِ الرِفاعيَة للشيخ حُمود صالِح مُحَمَد السُلطان-
انتقل الى: