-
بسم الله الرحمن الرحيم
التوحيد الخالص
أي سادة، المغبون مَن أنفق عمره في غير طاعة الله، والزاهد مَن ترك كل شيء يشغل عن الله، والمُقبل من أقبل إلى الله، وذو المروءة من لم ينزل بدون الله، والقوي من استقوى بالله.
عليكم بتجريد التوحيد، وهو فقدان رؤية ما سواه لوحدانيته.
إن قلتَ: يا الله! فقد ذكرته باسمه الأعظم، ولكن حرمتَ هيبته لأنك تقول من حيث أنت، لا من حيث هو.
الغنى الأكبر، الأنس به سبحانه وتعالى. والفاقة العظمى، دوام الأنس بالموتى. وأغلظ حجب القلوب، الاستناد إلى المربوب.
معدن المعرفة؛ القلب. قال تعالى{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ}(ق37). وقال تعالى{وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }(الحج32 ).
أي سادة، {مَن يَتَّقِ اللَّهَ}، بحفظ السر عن آفات الالتفات إلى السوى، {يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} من حُجُب الإبعاد، {وَيَرْزُقْهُ} المشاهدة والوصلة {مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}(الطلاق2-3).
سبب معرفة العبد ربَّه، معرفة العبد نفسه. (من عرف نفسه، فقد عرف ربه). من عرف نفسه لربه، أفنى كليته بربه.
أوحى الله إلى داود عليه السلام، ألا من عرفني أرادني وطلبني، ومن طلبني وجدني، ومن وجدني لم يختر عليَّ حبيباً سواي.
__________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عجبتُ لمن يقول ذكرت ربي ... وهل أنسى فأذكر من نسيتُ
أموتُ إذا ذكرتك ثم أحيا ... ولولا ماء وصلك ما حييتُ
فأحيا بالمنى وأموت شوقا ... فكم أحيا عليك وكم أموتُ
شربتُ الحب كأساً بعد كأسٍ ... فما نفد الشراب وما رويتُ
عليكم أي سادة بذكر الله، فإن الذكر مغناطيس الوصل، وحبل القُرب. مَن ذكر الله طاب بالله، ومن طاب بالله وصل إلى الله. ذكر الله يثبت في القلب ببركة الصُحبة. المرء على دين خليله، عليكم بنا، صحبتنا ترياق مجرب، والبعد عنا سم قاتل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
اللهم بك كل شئ، ومنك كل شئ، وأنت القادر على كل شئ ، لا بعدك ولا قبلك شئ، يا من ليس كمثله شئ، دارِك ذلنا بعزك، وفقرنا بغناك، وعجزنا بقدرتك، وضعفنا بقوتك، وذنوبنا بمغفرتك، وتقصيرنا بعفوك، وسوء حالنا برحمتك، يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
( لسيدي الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن للجميع الآن تحميل نسخة جديدة كاملة مصححة
word doc.
من كتاب - البرهان المؤيد
وذلك من الموقع التالي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ البرهان المؤيد - الرفاعي الحسيني ]
الكتاب : البرهان المؤيد
المؤلف : أحمد بن علي بن ثابت الرفاعي الحسيني
الناشر : دار الكتاب النفيس - بيروت
الطبعة الأواى ، 1408
تحقيق : عبد الغني نكه مي
عدد الأجزاء : 1
البرهان المؤيد
لصاحب مد اليد مولانا القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه
مقدمة الواسطي تلميذ المؤلف
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده والصلاة والسلام على الدرة النبوية الفريدة روح جسم الوجود وعلة كل موجود سيدنا ومولانا وقرة عيوننا ونبينا الرسول المكرم حبيب الرحمن محمد وعلى آله وأصحابه وعترته وأحبابه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين آمين آمين
أما بعد فيقول العبد الفقير إلى رحمة الله شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي كان الله له وغفر بفضله ذنبه وزلله قد تلقينا مع جم غفير من المحبين والإخوان الصالحين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] <a href="http://ebooks.roro44.com/206-كتاب-البرهان-المؤيد.html" target="_blank">كتاب البرهان المؤيد</a>