________________________________________
مناقب سراجُ أهل الجنة الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .
قال سيدنا علي رضي الله عنه سمعت سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة فبلغه ذلك فقال أنت سمعت هذا من رسول الله قال نعم قال أُكتب لي بخطك فكتب بعد البسملة هذا ما ضمن علي بن أبي طالب لعمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أن عمر بن الخطاب سراجُ أهل الجنة فأخذها عمر وقال إجعلوها في كفني حتى ألقى بها ربي ففعلوا 0
قال الطبراني معناه أن قريشاً كانت في ظلمة الشرك فلما أسلم عمر أنقذهم الله من ظلمة الشرك إلى نور الإسلام فإن قيل فائدة: السراج ضوؤه في الظلمة والجنة لا ظلمة فيها فالجواب أنه يزهو ويضيء لأهلها كما يضيء السراج لأهل الدنيا وينتفعون بهديه كما ينتفعون بالسراج في الدنيا 0
قال صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فأتيت على قصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب وفي رواية لرجل عربي قلت أنا عربي لمن هذا القصر قالوا لرجل من قريش قلت أنا من قريش لمن هذا القصر قالوا لرجل من أمة محمد قلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب 0
وكان عمر بن الخطاب طويلاً ضيف العارضين شديد حُمرة العينين وكان عند الكوفيين أسمر اللون وعند أهل الحجاز أبيض أمهق أي لونهُ كلون الجص الآدم له ظاهر 0
وقال إبن عباس نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر ذات يوم فتبسم وقال يا بن الخطاب أتدري لم تبسمت في وجهك قال الله ورسوله أعلم قال إن الله نظر إليك بالشفقة والرحمة ليلة عرفة وجعلك مفتاح الإسلام 0
وقال أُبي بن كعب كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول أول من يُسلم عليه الحق عمر بن الخطاب 0
وعن إبن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ينادي مُناد يوم القيامة أين الفاروق فيؤتى بعمر إلى الله تعالى فيقال مرحباً بك يا أبا حفص هذا كتابك إن شئت فاقرأهُ وإن شئت فلا فقد غفرت لك فيقول الإسلام يا رب هذا عمر أعزني في دار الدنيا فأعزه في عرضات القيامة فعند ذلك يُحمل على ناقة من نور ثم يُكسى حلتين لو نشرت أحدهما لغطت الخلائق ثم يسير بين يديه سبعون ألف مَلك ثم ينادي مُناد يا أهل الموقف هذا عمر بن الخطاب فإعرفوه 0
وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب عُمر عَمرَ قلبهُ بالإيمان 0
وقال سيدنا علي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم إتقوا غضب عمر فإن الله تعالى يغضب إذا غضب عُمر 0
وقال صلى الله عليه وسلم من أحب عمر فقد أحبني ومن أبغض عمر فقد أبغضني 0
وقال إبن عباس لما أسلم عمر قال المشركون إنتصف القوم منا وجاء جبريل وقال يا مُحمد إستبشر أهل السماء بإسلام عُمر 0
وقالت عائشة رضي الله عنها نظرتُ إلى السماء والنجوم مشتبكة فقلت يا رسول الله أيكون في الدنيا أحد له حسنات بعدد نجوم السماء فقال نعم قلت من هو قال عمر بن الخطاب فقالت كنت أشتهيها لأبي بكر فقال إن عمر حسنة من حسنات أبي بكر
قال بعضهم دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعمر وأمن أبو بكر فاستجاب الله ذلك فهو حسنة من حسنات أبي بكر وحسنات النبي صلى الله عليه وسلم 0
وقال علي رضى الله عنه رأيت في المنام كأني أصُلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءته جارية برطب فأخذ رطبة فجعلها في فمي ثم أخذ آخرى كذلك فإستيقظت وفي قلبي الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلاوة الرطب في فمي فذهبت إلى المسجد فصليت الصبح خلف عمر فأردت أن أتكلم بالرؤيا وإذا بجارية على باب المسجد ومعها رطب فوضع بين يدي عمر فأخذ رطبة فجعلها في فمي ثم أخذ أخرى كذلك ثم فرق على صحابه وكنت أشتهي منه يعني الزيادة فقال لو زادك رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة لزدتك فتعجبت من ذلك فقال يا علي المؤمن ينظر بنور الله فقال صدقت يا أمير المؤمنين هكذا رأيت وهكذا وجدت طعمه من يدك كما وجدته من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم...
حكاية: قال عمر رضي الله عنه خرجت أتعرض للنبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فإستفتح سورة الحاقة وهي القيامة فتعجبت من تأليف القرآن فقلت هذا شعر فقرأ إنهُ لقول رسول كريم إلى قوله وما هو بقول شاعر فقلت هذا كاهن فقرأ وما هو بقول كاهن قليلاً ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ولو تَقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين أي لأخذنا بالقوة والقدر ثم لقطعنا منه الوتين وهو عرق مُعلق به القلب فما منكم من أحد عنه حاجزين فوقع الإسلام في قلبي 0
وقال أنس رضي الله عنه خرج عمر يريد قتل النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه رجل فأخبره فقال كيف تأمن من بني هاشم ثم قال يا عمر إن أختك وزوجها يعني سعيد بن زيد أحد العشرة قد أسلما فلما دخل عليهما قال ما هذا الصوت الذي أسمع منكما وكان عندهما رجل يعلمهما سورة طه قال القرطبي هو حبيب بن الحارث من المهاجرين فاستخفى حبيب من عمر فقال سعيد يا عمر أرأيت إن كنا على الحق فضربه ضرباً شديداً فقامت أخته فاطمة ودفعته عن زوجها فضربها فأدمى وجهها ثم قال عمر أعطنيي هذه الصحيفة فقالت إنه لا يمسه إلا المطهرون فقام فتوضأ فأخذها فوجد فيها طه إلى قوله تعالى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فإعبدني وأقم الصلاة لذكري فقال دلوني على مُحمد فلما سمع الصحابي الذي يُعلمهم إطمأن وخرج فقال إبشر يا عمر فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعَمرو بن هشام يعني أبا جهل فانطلق عمر إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم فوجد على الباب الحمزة وجماعة فلما رأى الحمزة أن القوم خافوا من عمر لما رأوه فقال الحمزة إن كان الله يُريد بعمر خيراً هداه إلى الإسلام وإن يرد به غير ذلك فقتلهُ علينا هين فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثوب عمر وقال أما أنت بمنتهِ يا عمر حتى يُنزل الله بك ما أنزل بالوليد بن المغيرة من الخزي اللهم إهد عمر اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فكبر المسلمون تكبيرة سمعها أهل مكة لأنهم أشدُ عداوةً للنبي حين أخبروا بإسلامي فقلت خالي أبو جهل فإنتبه فقال مرحباً بك يا إبن أختي ما حاجتك قلت جئتك أخبرك أنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فضرب الباب في وجهي وقال قبحك الله وقبح ما جئت به 0
قالت عائشة كانت الدعوة من النبي يوم الأربعاء فأسلم عمر يوم الخميس ثم قال يا نبي الله لا نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل فقال إنا قليل فقال والذي بعثك بالحق نبياً لا يبقى مجلس جلست فيه للكفر إلا جلست فيه للإيمان ثم خرج وطاف بالبيت وهو يظهر بالشهادتين فوثب إليه المشركون فوثب عمر على واحد منهم وجلس على صدره وأدخل إصبعيه في عينيه فصاح الرجل ففر الناس من عمر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله لم يبق مجلس إلا وأظهرت فيه الإسلام فخرج من الدار وعمر أمامه والحمزة من خلفه حتى طاف بالبيت وصلى الظهيرة جهرةً 0
قال العلائي في سورة براءة كان إسلام عمر بعد إسلام الحمزة بيوم وقيل بثلاثة وعن إبن عباس رضي الله عنهما قال جاء جبريل وقال يا مُحمد أقرئ عمر مني السلام وأخبره رضاه عز وغضبه حُلم وليبكين الإسلام بعد موتك على موت عمر فقال يا جبريل أخبرني عن فضائل عمر وما له عند الله تعالى فقال يا مُحمد لو جلست معك قدر ما لبث نوح في قومه لم أستطع أن أخبرك بفضائل عمر وما له عند الله تعالى 0
حكاية: أرسل عمر بن الخطاب جيشاً إلى مدائن كسرى فلما بلغوا الدجلة لم يجد سفينة فقال سعد بن أبي وقاص وهو أمير السرية وخالد بن الوليد رضي الله عنهما يا بحر إنك تجري بأمر الله فبحرمة محمد صلى الله عليه وسلم وعمل عمر ألا ما خليتنا والعبور فعبروا بخيلهم ورجالهم فلم تبتل حوافرها ذكرهُ الحسني في قمع النفوس قال مؤلفه هذا ما يسر الله به من مناقب من رشد من الدين أركانه وزحزح من الكفر بنيانه وأعلى من الحق مناره وأخذ من الكفر ناره حتى إستعز به الإسلام وأغيظت به عبدة الأصنام المتسربل برداء الحياء والغيرة الذي ما سلك فجاً إلا سلك الشيطان غيره الذي أزاح عن الحق دين الباطل ولفظه وحل محله ونقضه وسل صارم عزمه على جيش الجهالة فأنقضه ورمى الطاعون بسهام الإسلام فأرفضه وزوج نبيه بالطاهرة إبنته حفصة ونعته النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق وخصه القصير الأمل الكثير العمل الذي لا يتدخل فعله زيغ ولا ورع ولا زلل الناطق بالصواب المنصور يوم الأحزاب الملهم فصل الخطاب السابق يوم القيامة بيمينه لأخذ الكتاب أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب وأحاديثه خمسمائة وستة وعشرون في الصحيحين في البخاري وحده أربعة وثلاثون في مُسلم أحد وعشرون والله أعلم
----------
وصلى الله على مولانا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم