حمزة الزيات الكوفي
هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الجد أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميم العرب الزيات أحد القراء السبعة
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسنة فيحتمل أن يكون رأي بعضهم أخذ القراءة عرضاً عن سُليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السُبيعي ومُحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومُغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي سليم وجعفر بن مُحمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا إستفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وإبن أبي ليلى وكان الأعمش يُجود حرف إبن مسعود وكان إبن أبي ليلى يُجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة إبن مسعود ولا يخالف مُصحف عُثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مُصحف عثمان وهذا كان إختيار حمزة
مزاياه قال رأيت في منامي كأني عُرضت على الله فقال يا حمزة إقرأ ما علمتك فوثبت قائماً فقال لي إجلس فإني أُحب أهل القرآن فقرأت حتى بلغت سورة طه فقلت وأنا إخترتك فقال بين فلبيت فقرأت وحتى بلغت سورة يس فأردت أن أقول تنزيل العزيز الرحيم فقال تنزيل العزيز كذا قرأتهُ حملة العرش وكذا يَقرأ المقربون ثم دعا بسوارٍ من ذهب فسورني به فقال هذا بقراءتك القرآن ثم دعا بمنطقة فمنطقني بها فقال هذا بصومك ثم توجني بتاج فقال هذا بإقرائك الناس القرآن يا حمزة لا تدع تنزيل العزيز فإني أنزلته إنزالاً وإليه أشار الشاطبي بقوله بما أزكاه وكان لا يأخذ أجراً على القرآن لأنه تمذهب بحديث التغليظ في أخذ الأُجرة عليه حَمل إليه رجل من مشاهير الكوفة كان قد ختم عليه القرآن جملة دراهم فردها عليه وقال أنا لا آخذ أجراً على القرآن أرجو بذلك الفردوس
وعَرض عليه تلميذ له ماء في يوم حر فأبى وإليهما أشار الشاطبي بقوله من مُتورع بمتورع وقال عنه الأعمش هذا حبر القرآن وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس بالقرآن والفرائض وإليه أشار بالإمام وكان يتكلف الوحل بالشتاء والشمس بالصيف وإليه أشار بصبور وهو فيه أصحاب الترتيل وقيل ما شوهد قط إلا وهو يقرأ وقيل كان يختم كل شهر خمساً أو تِسعاً وعشرين ختمة وإليه أشار بمُرتل وكان يُصلي بعد الإقراء أربع ركعات ويُصلي الظهر والعصر بين المغرب والعشاء ويقوم أكثر الليل. قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق على أبيه أبي جعفر مُحمد الباقر على أبيه أبي الحُسين علي زين العابدين على أبيه أبي عبد الله الحُسين على أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش على يحيى إبن وثاب الأسدي على أبي شبل علقمة النخعي على عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى مُحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي على المنهال بن عمر على سعيد بن جبير على عبد الله بن عباس على أُبي بن كعب وعلى حمران بن أعين على أبي الأسود على عُثمان وعلي رضي الله
عنهما
قرأ عليه أي روى القراءة عنه إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن إسحاق إبن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم بن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يونس السبيعي وأشعث بن عطاف وبكر بن عبد الرحمن وجعفر بن محمد الخشكني وحجاج بن مُحمد والحسن بن بنت الشمالي والحسن بن عيسى وحمزة بن القاسم الأحول وخالد بن يزيد الطبيب وخلاد بن خالد الأحول وربيع بن زياد وسعيد بن أبي الجهم ومسلم الأبرش المُجدر وأبو الأحوص سلام بن سليم وسُليمان بن أيوب وسُليمان بن يحيى الضبي وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه وسليم بن منصور وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله وشعيب بن حرب وزكريا بن يحيى إبن اليماني وصباح بن دينار وعائد بن أبي عائد أبو بشر الكوفي وعبد الرحمن إبن أبي حماد وعبد الرحمن بن قلوقا وعبد الله بن صالح بن مُسلم العجلي وعبيد الله بن موسى وعلي بن حمزة الكسائي أجل أصحابه وعلي بن صالح بن حيي وأبو عثمان عمرو بن ميمون القناد وغالب بن فائد ومُحمد بن حفص الحنفي ومُحمد بن زكريا ومُحمد بن عبد الرحمن النحوي ومُحمد بن أبي عبد الهذلي ومُحمد بن عيسى الراشي بن فُضيل بن غزوان ومُحمد بن الهيثم النخعي ومُحمد بن واصل المؤدب ومندل بن علي ومُنذر بن الصباح ونعيم بن يحيى السعيدي ويحيى بن زياد الفراء ويحيى بن علي الخزاز ويحيى بن المُبارك اليزيدي ويوسف إبن إسباط ومحمد بن مُسلم العجلي كما ذكر أبو الحسن الخياط وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماماً حجة ثقة مثبتاً رضياً قيماً بكتاب الله بصيراً بالفرائض عارفاً بالعربية حافظاً للحديث عابداً خاشعاً زاهداً ورعاً قانتاً لله عديم النظير وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وقال أيضاً عنه ما قرأ حمزة حرفاً من كتاب الله إلا بأثر وقال عبيد الله بن موسى كان حمزة يقرىء القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيُصلي أربع ركعات ثم يُصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول هذا جد القرآن
وروي عنه أنه كان يقول لمن يُفرط في المد والهمزة لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو بَرص وما كان فوق الجعودة فهو قَطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة قال يحيى بن معين سمعت مُحمد بن فضيل يقول ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة
توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصواب والله أعلم