آيات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد حضور وشهود ونظر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فينا ولا نقصد أمته فحسب بل العالمين ، وإن أمته المؤمنين منهم من أخص الخصوص الذين يذكّرُهم المولى عز وجل بمنّته عليهم إذ بعث نوره وحبيبه فيهم فيقول لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ( آل عمران : 164 ) ومن منّته تعالى أن جعل تلاوة الآيات والتزكية الروحية وتعليم الكتاب والحكمة سرمدية وحكم مستمر لا ينقطع إلى يوم القيامة كآية واعلموا أن فيكم رسول الله ( الحجرات : 7 ) وآية لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ( الأحزاب : 21 ) والآيات التي خاطب بها رسوله إنما هي تفهيم لنا وتعليم بأن نبيكم حاضر معكم وشاهد عليكم وناظر إليكم ، وإن هذا النظر وهذا الشهود وهذا الحضور إنما هو كنور الشمس التي تضيء على الكل لا ينقص من نورها شيء ولا يحجبها عن الإضاءة شيء ولكن الحضور المادي والجسدي إنما هو متمثل بوارثيه صلى الله تعالى عليه وسلم فقد قال المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبداً كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأنظر كيف تخلفوني فيهما وبحق أن أهل بيته والصالحين من أمته هم خير وريث له إذ ورثوا منه كل شيء إلا النبوة كما في ورد الخبر على مدى الزمن وإلى يوم القيامة والدليل على حضور رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وشهوده فينا عملياً من خلال وارثيه يقول الله عز وجل إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ( الفتح : 10 ) ، ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ( النساء : 64 ) و فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ( النساء : 65 ) فهذه الكاف في [ يبايعونك وجاءوك ويحكموك ] إنما هي للمخاطب الحاضر المفرد وهذه الآيات لا يمكن تحقيقها والعمل بها ونحن مأمورون بالعمل بأحكامها إلا عن طريق من يمثل الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم في كل زمان يكون مجدداً للدين وداعياً إليه بإذنه حتى يتحقق أمر الله وهو الغاية من هذه الدعوة بأن يكون الدين سراجاً منيراً يضيء على كل العالم فيتم الله نوره ويظهر هذا الدين الذي ارتضاه للناس جميعاً على كل الأديان ولو كره الكافرون وتحقق وعود كثيرة وعدها الله جل وعلا لرسوله ولمن اتبعوه كما في الآية الكريم ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( الأنبياء : 105 ) . فمرحباً بك يا سيدي يا رسول الله قلت حيلتي خذ بيدي أدركني في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله تعالى .