ابي الحسن الشاذلي

ابي الحسن الشاذلي
حكم ومأثورات

حقائق

حقيقة الزهد فراغ القلب مما سوى الرب تبارك وتعالى
حقيقة الصدق والتقوى وجدان ما تشاء مع المولى قال تعالى: والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون لهم ما يشاؤون عند ربهم
حقيقة العلم بالخير السكون فيه وحقيقة العلم بالشر الخروج منه.
حقيقة النية عدم غير المنوى عند الدخول فيه وكمالها عند استصحاب ذلك على الكمال.
حقيقة السجود إذعان القلب لأحكام الرب.
حقيقة زوال الهوى من القلب حب لقاء الله في كل نفس من غير اختيار حالة يكون المرء عليها.
حقيقة الهجران نسيان المهجور.
حقيقة المحبة رؤية المحبوب على العيان وكمالها فقدانك في كل وقت وآن.
حقيقة الهمة تعلق القلب بالشيء المهتم به وكمالها اتصال القلب بالله بالانفصال عن كل شيء سواه.
حقيقة القرب الغيبة بالقرب عن القرب العظيم القرب.
حقيقة المريد فقدان المريد لعظيم المراد
حقيقة القدرة أن يكون يأسه ممن يحب أشد من يأسه ممن يبغضه
وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ما حقيقة المتابعة؟ فقال رؤية المتبوع عند كل شيء ومع كل شيء وفي كل شيء.
الصوفي والرجل الكامل والحليم

الشيخ من دلك على راحتك لا من دلك على تعبك
كل شيخ لم تصبك منه الفوائد حجاب فليس بشيخ
ليس الرجل الكامل من سقط الخوف عنه في نفسه إنما الرجل الكامل من سقط الخوف به عن غيره قال الله تعالى ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس الرجل الكامل من حيى في نفسه وإنما الرجل الكامل من حيى به غيره.
التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية
الصوفي من لا يلتفت إلى الخلق ولم يركن لمواعيد الحق
الصوفي فيه أربعة أخلاق: التخلق بأوصاف الله تعالى والمجاورة لأوامر الله وترك الانتصار للنفس حياء من الله وملازمة البساط بصدق الوفاء مع الله
الصوفي من الخلق في طي سره كالهباء في الهواء غير موجودين ولا معدومين حسبما هم في علم الله. فالعوارض التي تمر على السر إنما هي للتحديد أو التأكيد ليعلم بذلك حقيقة التوحيد.
أحسن الناس منزلة من يتحمل بالدنيا على من يستحقها
أشقى الناس منزلة من يعترض على مولاه وأركس في تدبيره دنياه ونسي المبدأ والمنتهى والعمل لأخراه.
من سبق نوره عقله فهو المبارك ومن سبق عقله نوره فهو المسكين.
الحكيم الذي علم المبدأ والمنتهى وحكم على الغيب بما حكم عليه
المعرفة ما قطعك من غير الله وردك إليه.
علامة التفويض عدم الاضطراب عند نزول المكان.
أرحم الناس بالناس عبد يرحم من لا يرحم نفسه.
العلوم على القلوب كالدنانير والدراهم في الأيدي إن شاء نفعك بها وإن شاء ضرك.
قوة النفس بالعلم والمعرفة والاقتداء بالكتاب والسنة
التقوى كسوة أنواره وشهوده الإحاطة بصفاته والقيام عليه بذاته ذلك خير ذلك من آيات الله.
حد السخط إرادة ما لم يرد الله بالحكم.
من آمن بالقسمة حرام عليه أن ينازع في الحكمة
في تفسير بسم الله الرحمان الرحيم : النقض والإبرام
رأس النفس إرادتها ويداها علمها ورجلاها تدبيرها واختيارها
في الأدب والسلوك

أربعة آداب إذا خلا الفقير المجرد عنها فأجعله والتراب سواء الرحمة للأصاغر والحرمة للأكابر والانتصاف من النفس وترك الانتصاف لها.
وأربعة آداب إذا خلا الفقير المتسبب منها فلا تعبأن به وإن كان أحدهم اعلم البرية: مجانبة الظلمة وإيثار أهل الآخرة ومواساة أهل الفاقة ومواضبة الخمس في الجماعة: فمجانبة الظلمة تدل على الخوف، وإيثار أهل الآخرة يدل على المحبة ومواساة أهل الفاقة يدل على الرجاء ومواضبة الخمس في الجماعة يدل على الشوق.
وقال: مجالسة الأكابر بأربعة أوصاف:

الأول بالتخلي عن أضدادهم والميل والمحبة والتخصيص لهم

الثاني : إلقاء السمع بين أيديهم وترك ما تهوى لما يهوون

الثالث : إيثار أقوالهم وأفعالهم والتحبيس عن عقائدهم

الرابع : الهمة بما تعلقت به هممهم بشرط الموافقة في أفعاله

حصون السر أربعة : ارتباط القلب مع الله وترك ما سوى الله والا تنظر بعينك إلى ما حرم الله والا تنقل قدميك حيث لا ترجو ثواب الله.
وقال حكاية عن أستاذه: سيئتان قلما ينفع معهما كثرة الحسنات : السخط لقضاء الله والظلم لعابد الله. وحسنتان قلما يضر معهما كثرة السيآت : الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله.
وقال حاكيا عن أستاذه انه قال : الأنفس ثلاثة : نفس لم يقع عليها البيع لحريتها ونفس وقع عليها البيع لشرفيتها ونفس مهملة لا حرية ولا شرف.

وقال حاكيا عن أستاذه : أفضل الأعمال أربعة بعد أربعة : المحبة لله والرضا بقضاء الله والزهد في الدنيا والتوكل على الله والقيام بفرائض الله واجتناب محارم الله والصبر على ما لا يعنى والورع عن كل شيء يلهي.
في النفس وأهوائها

إذا كانت النفس غالبة والروح مغلوبة فقد حصل القحط والجدب وانقلب الأمر وجاء الشر كله. فعليك بكتاب الله الهادي وسنة رسوله الشافي فلن تزال بخير ما آثرتهما وقد أصاب الشر من عدل عنهما. وأهل الحق إذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وإذا سمعوا الحق اقبلوا عليه ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا.

عمى البصيرة في ثلاثة أشياء : في إرسال الجوارح في معاصي الله والتصنع بطاعة الله والطمع في خلق الله فمن ادعى البصيرة مع واحدة من هذه فقلبه دفع لظنون النفس ووساوس الشيطان.
إذا أردت السلامة من الغرق فاخلص العمل لله بشرط العلم ولا ترض عن نفسك بشيء
الإيمان أن تشهد أوليتك بأوليته وآخرتك بآخرته وظاهريتك بظاهريته وباطنيتك بباطنيته.
العزيز من رسخ في علم الهيبة وتصرف بحكم المشيئة لا بحكم الهوى والشهوة والطبيعة
إذا أردت جهاد النفس فاحكم عليها بالعجز في كل حركة واضربها بالخوف عند كل خطوة واسجنها في قبضة الله أينما كنت واشك عجزها إليه كلما عقلت فهي التي لم تقدروا عليها وقد أحاط الله بها. فإن سخرت لك في قبضة فجدير بأن تذكر نعمة الله وتقول (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) الزخرف 13.
حرام عليك أن تتصل بالمحبوب وبقي لك في العالمين مصحوب.
التوحيد نور يعدمك لغيرك ويعدم غيرك لك.
حد السخط إرادة ما لم يرد الله بالحكم.
قلما سلم عبد من النفاق وبعد الوفاق
آداب الحضرة ثلاثة : دوام النظر وإلقاء السمع والتوطين لما يرد من الحكم.
ألق بنفسك على باب الرضا وانخلع عن عزائمك وإرادتك حتى توبتك بتوبته قال تعالى (فتاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم).
لا يكون حظك من دعائك الفرح بقضاء حاجتك دون الفرح بمناجاة محبوبك فتكون من المحجوبين.
علامة التفويض عدم الاضطراب عند نزول المكاره.
من استغنى بحسناته فهو فقير ومن استغنى بجاهه فهو حقير ومن استغنى بعشيرته فهو ذليل ومن استغنى بحسناته فهو مفلس ومن استغنى بالله فهو الغني على الحقيقة.
وقال دخل علي شخص وأنا بالمغرب فقال لي سمعت فعلمني. فقلت أعلمها لك ولا أغادر منها حرفا إن كنت قابلا فقال : إني والله اقبل فقلت : اسقط الخلق من قلبك واقطع الطمع من ربك أن يعطيك غير ما سبق لك فقال : ما أطيق هذه فقلت له ألم أقل لك إنك لا تقبل هذا فانصرف عني.

بساط الكرامة أربع : حب يشغلك عن حب غيره ورضى يتصل به حبك بحبه وزهد يحقك زهده في بريته وتوكل عليه يكشف لك حقيقة قدرته.
في التوبة والمحبة والمعرفة

ليكن همك ثلاثا: التوبة والتقوى والحذر وقوها بثلاث: الذكر والاستغفار والصمت عبودية لله وحصن هذه الستة بأربع: الحب والرضا والزهد والتوكل.
وقال دخل علي بعض كبار الدولة بالمغرب فقال لي: ما أرى لك كثير عمل فأخبرني بم أحبك الناس وعظموك؟ فقلت: لي حسنة واحدة افترضا الله على نبيه صلى الله عليه وسلم تمسكت بها فقال ما هي؟ فقلت: الاعراض عنكم وعن دنياكم. قال الله تعالى فاعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا النجم29.

وقال المحب الصافي على مبان أربعة: الإيمان والتوحيد وصدق النية وعلو الهمة ومن لم تكن له أربع خصال فلا ترج له فلاحا: العلم والورع والخشية لله والتواضع لعباد الله.
وقال : يئست من منفعة نفسي لنفسي فكيف لا أيأس من منفعة نفسي لغيري ورجوت الله لغيري فكيف لا ارجوه لنفسي.
أوراد الصادقين الصوم والصلاة والذكر والتلاوة وحفظ الجوارح ورد النفس عن الشهوات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أصول أربعة: الزهد في الدنيا والتوكل على الله والرضا بقضاء الله والصبر على بلاء الله.
لعدو ترجع به إلى مولاك خير من حبيب يشغلك عن مولاك.
أهرب من خير الناس أكثر من أن تهرب من شر الناس فإن شرهم يصيبك في بدنك وخيرهم يصيبك في قلبك ولئن تصاب في بدنك خير من أن تصاب في قلبك.
المعرفة ما قطعت عن غير الله وردك إليه.
أحصن الحصون ما أخبرك عنه من الاستغفار وحقيقته الا يكون لك من غير الله قرار ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقال : خرجت لبستان مع أصحابي بمدينة تونس ثم عدنا إلى المدينة وكنا ركبانا على حمير فلما وصلنا قريبا من المدينة نزلوا وكان الطين وقالوا لي يا سيدنا انزل هنا فقلت ولم؟ قالوا: هذه المدينة ونستحي أن ندخلها على الحمير فثنيت رجلي وأردت موافقتهم فإذا النداء : إن الله لا يعذب على راحة يصحبها التواضع ولكن يعذب على لقب يصحبه الكبر.
اتخذ الله وليا والشيطان عدوا وقد استرحت.
لا كبيرة عندنا اكبر من اثنين: حب الدنيا والإيثار (الأثرة) والمنام على الجهل بالرضا: لأن حب الدنيا رأس كل خطيئة والمقام على الجهل أصل كل معصية.
في الدنيا والأدب والسير إلى الله

كل علم تسبق إليك فيه الخواطر وتميل إليه النفس وتلذ به فأرم به وخذ بالكتاب والسنة.
لا يشم الولاية من لا يزهد في الدنيا وأهلها.
من أراد عز الدنيا فليرح من الدنيا وأهلها قلبه.
ليس هذا الطريق بالرهبانية وأكل الشعير بل بالصبر والحضور مع الله تعالى.
أخشى الناس منزلة من بخل بالدنيا على من لا يستحقها فكيف بمن يستحقها.
أتتني الدنيا ففرحت بها لأستعين وأعين وأقمت أجمع بين الشكر بالقلب والحمد باللسان فرأيت أستاذي يقول لي : استعذ بالله تعالى من شر الدنيا إذا أقبلت وإذا أدبرت وإذا أنفقت.
من علامة النفاق ثقل الذكر على اللسان فتب إلى الله تعالى يخف الذكر على لسانك.
من أحب أن لا يعصي الله تعالى في مملكته فقد أحب أن لا تظهر مغفرته ورحمته.
إذا افتقرت فسلم وإذا ظلمت فاصبر واسكن تحت جريان الأقدار فإنها سحابة سائرة.
لا يشم الولاية من لا يزهد في الدنيا وأهلها.
من آداب مجالسة الأكابر عدم التجسس على عقائدهم ومن آداب مجالسة العلماء عدم تحديثهم بغير المنقول.
نحن لا نقيد على مريد أنه لا يجتمع بغيرنا بل نقول: إن وجدت منهلا أعذب منا فعليك به.
ورد المحبين الحقيقي إسقاط الهوى ومحبة المولى فإن المحبة أبت أن تستعمل لغير محبوبها.
لكل وقت سهم من العبودية فإياك أن تؤخر طاعة وقت لوقت فتعاقب بفوتها أو بفوت غيرها أو مثلها ولهذا قالوا الوقت سيف إذا لم تقطعه قطعك.
من لم يزدد بعلمه وعمله تواضعا للخلق فهو هالك.
لا يعطي الكرامة من طلبها ولا من حدث بها نفسه.
لا تركن إلى علم ولا عمل ولا مدد ولكن مع الله بالله لله.
من اقبل على الخلق قبل خمود بشريته سقط من عين رعاية الله واحذروا هذا الداء الذي هلك به كثير.
الولي إذا طلب النصرة ممن ظلمه خرج عن الولاية قال تعالى للمعصوم فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.
إذا ترك العارف نفسا أو نفسين عوقب بالبين.
إذا أراد الله هوان عبد ستر عنه عيوبه وإذا اعزه بصّره بها ليتوب منها.
لا يصل عبد إلى حضرة الله تعالى ومعه شهوة من شهواته أو مشيئة من مشيئاته.
لا تختر مع ربك شيئا واختر أن لا تختار وفرّ من المختار ومن فرارك ومن كل شيء إلى ربك وربك يخلق ما يشاء ويختار
لا ترق قبل أن ترقى بك فتزل قدمك.
أشقى الناس من يحب أن يعامله الناس بكل ما يريد وهو لا يجد من نفسه بعض ما يريد.
طالب نفسك بإكرامك للناس ولا تطالبهم بإكرامهم لك (لا تكلف إلا نفسك).
إذا أردت أن لا يصدأ لك قلب ولا يلحق بك هم ولا كرب ولا يبقى عليك ذنب فأكثر من الباقيات الصالحات.
وللشيخ أبي الحسن الشاذلي مأثورات وحكم مبثوثة في الكتب التي الفت عنه كلطائف المنن ودرة الأسرار والمفاخر العلية وكذلك في الكتب التي ترجمت له كالطبقات الكبرى للشعراني والحلل السندسية للسراج وغيرهما.

لأبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وردت في كتاب حياة الحيوان للدميري ونقلها بحذافيرها مؤلف كتاب طبقات الشاذلية الكبرى المسمى جامع الكرامات العلية في طبقات السادة الشاذلية لمؤلفه أبو علي الحسن بن محمد بن قاسم الكوهن الفاسي المغربي المتوفى سنة 1347هـ.

نص الوصية الشاذلية

قال سيدنا الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: كن متمسكا بهذه الصفات الحميدة تفز بسعادة الدارين: لا تتخذ من الكافرين وليّا ولا من المؤمنين عدوا، وارحل بزادك من التقوى في الدنيا، وعد نفسك من الموتى، واشهد لله تعالى بالوحدانية، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وحسبك عمل صالح وان قل، قل: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، وبالقدر خيره وشره (لا نفرق بين احد من رسله، وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) (البقرة285). فمن كان متمسكا بهذه الصفات الحميدة ضمن الله عز وجل له أربعة في الدنيا: الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والرزق كالمطر، والوقاية من الشر، وأربعة في الآخرة: المغفرة العظمى، والقربة الزلفى، ودخول جنة المأوى، واللحوق بالدرجة العليا.

وان أردت الصدق في القول فداوم على قراءة (أنا انزلنه في ليلة القدر)(القدر1) وان أردت الرزق كالمطر، فداوم على قراءة (قل أعوذ برب الفلق) (الفلق:113) وان أردت السلامة من شر الناس فداوم على قراءة(قل أعوذ برب الناس) (الناس114) وان أردت جلب الخير والرزق والبركة فداوم على قراءة: بسم الله الرحمان الرحيم الملك الحق المبين، نعم المولى ونعم النصير. واقرأ سورة الواقعة، وسورة يس، فانه ياتيك الرزق كالمطر.

وان أردت أن يجعل الله لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرج وان ويرزق من حيث لا تحتسب، فالزم الاستغفار.

وان أردت أن تامن مما يروعك ويفزعك فقل (أعوذ بكلمات الله التامات من شر غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن شر همزات الشياطين وان يحضرون)

وان أردت أن تعرف أي وقت تفتح فيه أبواب السماء، ويستجاب به الدعاء فاشهد وقت نداء المنادي فاجبه، ففي الحديث “من نزل به كرب أو شدة فليجب المنادي” والمنادي هو المؤذن.

وان أردت أن تسلم من أمر يريبك فقل “توكلت على الحي الذي لا يموت أبدا، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا” ففي الحديث: “ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال: يا محمد، قال”توكلت على الحي الذي لا يموت أبدا، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا“وان أردت أن تنجو من هم أو غم أو خوف يصيبك فقل:”اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، اسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو انزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي" (1) فيذهب عنك همك وغمك وحزنك.

وان أردت أن يداويك الله تعالى من تسعة وتسعين داء ايسرها الهم، فقل ما ورد في الحديث: “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” فإنها دواء مما ذكر.

وان أردت أن تؤجر مما يصيبك من مصيبة فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم،عندك احتسب مصيبتي فاجرني فيها، وابدلني خيرا منها. ومنه: حسبنا الله ونعم الوكيل، توكلنا على الله، وعلى اله توكلنا.

وان أردت أن يذهب همك ويقضى دينك فقل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم حين سأله السائل فقال: “ألا أعلمك كلاما إذا قلته اذهب الله همك وقضى دينك” قال: بلى يا رسول الله، قال: “قل إذا أصبحت وإذا امسيت: اللهم، إني أعوذ به من الهم والحزن، واعوذ بك من العجز والكسل، واعوذ بك من الجبن والبخل، واعوذ بك من غلبة الدين، واعوذ بك من قهر الرجال”

وان أردت أن توفق للخشوع فاترك فضول النظر

وان أردت أن توفق للحكمة فاترك فضول الكلام

وان أردت أن توفق لحلاوة العبادة فعليك بالصوم وقيام الليل والتهجد فيه.

وان أردت أن توفق للهيبة فاترك المزاح والضحك، فانهما يسقطان الهيبة.

وان أردت أن توفق للمحبة فاترك فضول الرغبة في الدنيا

وان أردت أن توفق لإصلاح عيب نفسك فاترك التجسس على عيوب الناس، فان التجسس من شعب النفاق، كما أن حسن الظن من شعب الإيمان.

وان أردت أن توفق للخشية فاترك التوهم في كيفية ذات الله تعالى، تسلم من الشك والنفاق.

وان أردت أن توفق للسلامة من كل سوء فاترك الظن السيئ بكل الناس.

وان أردت العزلة، فاترك الاعتقاد في الناس وتوكل على الله

وان أردت أن لا يموت قلبك فقل كل يوم أربعين مرة: يا حي يا قيوم، لا اله إلا أنت.

وان أردت أن ترى النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يوم الحسرة والندامة فأكثر من قراءة (إذا الشمس كورت) (التكوير) و(إذا السماء انفطرت) (الانفطار) و(إذا السماء انشقت) (الانشقاق)

وان أردت أن ينور وجهك فداوم على قيام الليل

وان أردت السلامة من عطش يوم القيامة فلازم الصوم

وان أردت أن تسلم من عذاب القبر فاحترز من النجاسات، واكل المحرمات، وارفض الشهوات.

وان أردت أن تكون أغنى الناس فلازم القناعة

وان أردت أن تكون خير الناس فكن نافعا للناس

وان أردت أن تكون اعبد الناس فكن متمسكا بقوله صلى الله عليه وسلم “من يأخذ عني هؤلاء الكلمات ليعمل بهن، أو يعلم من يعمل بهن” قال أبو هريرة قلت: أنا يا رسول الله، فاخذ بيدي وعد خمسا، وقال: “اتق المحارم تكن اعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، واحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب”

وان أردت أن تكون من المحسنين الخالصين، فاعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك

وان أردت أن يكمل ايمانك فحسن خلقك.

وان أردت أن يحبك الله فاقض حوائج إخوانك المسلمين، ففي الحديث: “إذا أحب الله عبدا صير حوائج الناس إليه”

وان أردت أن تكن من المطيعين فأد ما فرض الله عليك.

وان أردت أن تلقى الله نقيا من الذنوب فاغتسل من الجنابة، ولازم غسل الجمعة تلق الله تعالى يوم القيامة وما عليك ذنب.

وان أردت أن تحشر يوم القيامة في النور الهادي، وتسلم من الظلمات لا تظلم أحدا من خلق الله تعالى.

وان أردت أن تقل ذنوبك فالزم دوام الاستغفار.

وان أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله.

وان أردت أن يوسع الله عليك الرزق كالمطر فلازم الطهارة الكاملة.

وان أردت أن تكون آمنا من سخط الله تعالى فلا تغضب على احد من خلق الله تعالى.

وان أردت أن يستجاب دعاؤك فاجتنب الربا واكل الحرام، واكل السحت

وان أردت أن لا يفضحك الله على رؤوس الاشهاد فاحفظ فرجك ولسانك.

وان أردت أن يستر الله عليك عيبك فاستر عيوب الناس، فان الله ستار يحب من عباده الستيرين.

وان أردت أن تمحى خطاياك فأكثر من الاستغفار والخضوع والخشوع والحسنات في الخلوات.

وان أردت الحسنات العظام فعليك بحسن الخلق، والتواضع والتصبر على البلية.

وان أردت السلامة من السيئات العظام فاجتنب سوء الخلق والشح المطاع.

وان أردت أن يسكن عنك غضب الجبار فعليك باخفاء الصدقة وصلة الرحم.

وان أردت أن يقضي الله عنك الدين فقل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم للاعرابي حين سأله، وقال عليه الصلاة والسلام له: “لو كان عليك مثل الجبال دينا اداه الله عنك، فقال: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك” وفي الحديث “لو كان على أحدكم جبل من ذهب دينا فدعا بذلك لقضاه الله عنه” وهو “اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة، ورحيمها، أنت ترحمني،فارحمني برحمة تغنيني بها عمن سواك”

وان أردت أن تنجو من هلكة فالزم ما في الحديث “إذا وقعت في ورطة فقل: بسم الله الرحمان الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم” فان الله تعالى يصرف عنك ما شاء من أنواع البلاء والورطة بفتح الواو واسكان الراء الهلاك.

وان أردت أن تامن من قوم خفت شرهم فقال ما ورد في الحديث “اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم” أو تقول “الله اكفنا بما شئت وكيف شئت انك على كل شيء قدير”

وان أردت أن تامن سلطانا فقل ما ورد في الحديث “لا اله إلا الله الحليم الكريم، رب السماوات السبع ورب العرش العظيم لا إلاه إلا أنت عز جارك، وجل ثناؤك لا اله إلا أنت” ويستحب أن تقول ما تقدم “اللهم إنا نجعلك في نحورهم...” الخ، وفي الحديث “إذا اتيت سلطانا مهابا، تخاف أن يسطو عليك فقل الله اكبر، الله اكبر الله اعز من خلقه جميعا الله اعز واكبر مما أخاف واحذر، والحمد لله رب العالمين”

وان أردت ثبات القلب على الدين فادع بما اسند مرفوعا انه كان من دعائه صلى الله عليه وسلم (اللهم ثبت قلبي على دينك) وفي رواية “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”

جزاك الله خير وبركه أخي خادم الباز

بارك الله فيك أخي خادم الباز ورضي الله تعالى عن سيدنا أبي الحسن الشاذلي