تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    ابوصفاءالدين السلطان
    ابوصفاءالدين السلطان
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات


    وسام التميز : تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Katip
    ذكر عدد المساهمات : 1858
    مرشد*مريد*مداح : مداح

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:
    الاعجاب بموقع الرفاعيه:

    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Empty تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    مُساهمة من طرف ابوصفاءالدين السلطان الأحد أكتوبر 31, 2010 2:57 am

    عتبر التصوف الإسلامي جزءا أساسيا في التراث الإسلامي حيث تبوأ مكانا هاما في الفكر العربي الإسلامي، والاهتمام بالتصوف قديم، تناوله المؤرخون والعلماء العرب والمسلمون كالطوسي، والكلاباذي، والقشيري وغيرهم، كما ألف فيه الفلاسفة كابن سينا والغزالي وابن خلدون، وتجادل فيه الفقهاء وعلماء الكلام إضافة إلى جهود المستشرقين. ولم يتفق هؤلاء على رأي سواء تعلق الأمر بحدوده أو أصوله فاختلفت الآراء والمشارب حوله. فالتصوف ليس ظاهرة إسلامية خاصة بل إن جذوره وعروقه لتمتد في أي فكر ديني عموما، حتى إن كثيرا من الدارسين ربطه بأصول غير إسلامية كالمسيحية والهندية والفارسية والفلسفة اليونانية. ورأي آخر يرفض هذه الصلات جملة وتفصيلا ويرده إلى أصوله الإسلامية ومنابعه الأولى القرآن والسنة.[1]
    محتويات
    [أخف]

    * 1 أصل كلمة التصوف
    o 1.1 من حيث اللغة
    o 1.2 من حيث الاصطلاح
    * 2 جذور التصوف
    o 2.1 أصل التصوف
    o 2.2 بداية ظهور اسم الصوفية
    o 2.3 ظهور التصوف كعلم
    o 2.4 ظهور التصوف كطرق ومدارس
    * 3 التصوف في جزيرة العرب
    o 3.1 الحجاز
    o 3.2 الكويت
    o 3.3 البحرين
    * 4 التصوف في الأندلس
    * 5 التصوف في المغرب الأقصى
    o 5.1 أول مراكز الذكر
    * 6 التصوف في المغرب الأوسط
    * 7 التصوف في المغرب الأدنى
    * 8 التصوف في غرب أفريقيا
    * 9 التصوف في مصر
    * 10 التصوف في الشام
    o 10.1 التصوف في الأردن
    o 10.2 التصوف في سوريا
    o 10.3 التصوف في فلسطين
    o 10.4 التصوف في لبنان
    * 11 التصوف في العراق
    * 12 التصوف في فارس
    * 13 التصوف في تركيا
    o 13.1 الطريقة النقشبندية
    o 13.2 الجماعة النورسية
    * 14 التصوف في آسيا
    o 14.1 شبه القارة الهندية وباكستان
    o 14.2 ماليزيا وأندونيسيا
    * 15 الجهاد والقعود
    * 16 مراجع
    * 17 وصلات خارجية

    [عدل] أصل كلمة التصوف
    [عدل] من حيث اللغة

    كثرت الأقوال في اشتقاق التصوف عند المسلمين على عدة أقوال، أشهرها[2]:

    * أنه من الصوفة، لأن الصوفي مع الله تعالى كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى.
    * أنه من الصِّفة، إذ أن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها.
    * أنه من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهل الصُفَّة الذين هم الرعيل الأول من رجال التصوف (وهم مجموعة من المساكين الفقراء كانوا يقيمون في المسجد النبوي الشريف ويعطيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقات والزكاة طعامهم ولباسهم).
    * أنه من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى؛ وتسابقهم في سائر الطاعات.
    * أنه من الصوف، لأنهم كانوا يؤثرون لبس الصوف الخشن للتقشف والاخشيشان.
    * أنه من الصفاء، فلفظة "صوفي" على وزن "عوفي"، أي: عافاه الله فعوفي، وقال أبو الفتح البستي:


    تنازع الناس في الصوفي واختلفوا وظنه البعض مشتقاً من الصوف
    ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي

    * أنها في الأصل صفوي، ونقل ذلك الطوسي أبو نصر السراج، في كتابه الذي يعد أقدم مرجع صوفي، عن صوفي فقال: (كان في الأصل صفوي، فاستثقل ذلك، فقيل : صوفي – وبمثل ذلك نقل عن أبي الحسن الكناد : هو مأخوذ من الصفاء) [3].

    بينما أرجع البعض اسم "التصوف" إلى رجل زاهد متعبد في الجاهلية كان يلقب ب (صوفة) واسمه هو الغوث بن بركان أو في رواية الغوث بن مر، كما أشار الزمخشري في أساس البلاغة والفيروز آبادي في قاموسه المحيط إلى أن قوماً في الجاهلية سموا بهذا الاسم وكانوا يعبدون الله في الكعبة ومن تشبه بهم سمي صوفي.[4] ومنهم نشأت طبقة المتحنفين مثل ورقة بن نوفل.[1].

    المستشرقين يرون أن كلمة صوفي مأخوذة من (صوفيا) اليونانية بمعنى الحكمة وعندما فلسفت العرب عبادتهم حرفوا الكلمة وأطلقوها على رجال التعبد والفلسفة الروحية، أو مأخوذة من (ثيوصوفيا) بمعنى الإشراق أو محب الحكمة الإلهية.[5][6] بسبب المشابهة الصوتية بين كلمة (صوفي) والكلمة اليونانية (صوفيا)، وكذلك لوجه الشبه الموجود بين كلمة (تصوف)، (تيوصوفيا)، وأن كلمتي صوفي وتصوف أخذتا من الكلمتين اليونانيتين (سوفيا) و(وتيوسوفيا) وبهذا الرأي أخذ محمد لطفي جمعة إلا أن نولدكه أثبت خطأ هذا الزعم كما أيده في ذلك نيكلسون، وماسينيون، وبالإضافة إلى البراهين القوية الأخرى التي أقامها نولدكه، فإنه يدلل على أن (س) اليونانية نقلت إلى العربية كما هي سينا، لا صادا كما أنه لا يوجد في اللغة الآرامية كلمة تعد واسطة لانتقال سوفيا إلى الصوفي)[7].

    فهذا هو الاختلاف الواقع في أصل لفظة التصوف واشتقاقها، ولذلك اضطر الصوفي القديم علىّ الهجويري المتوفى سنة 465 هـ إلى أن يقول : (إن اشتقاق هذا الاسم لا يصح من مقتضى اللغة في أي معنى، لأن هذا الاسم أعظم من أن يكون له جنس ليشتق منه)[8]. وبمثل ذلك قال القشيري في رسالته : (ليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق) [9]. كما أنه مما لاشك فيه أنه لا يصح ولا يستقيم اشتقاقه من حيث اللغة إلا من الصوف، ولو أنه هو اختيار الكثيرين من الصوفية وغيرهم كالطوسي، وأبي طالب المكي، والسهروردي وأبي المفاخر يحيى باخرزي، وابن تيمية، وابن خلدون من المتقدمين. وأرجح الأقوال وأقربها إلى العقل مذهب القائلين بأن الصوفي نسبة إلى الصوف، وأن المتصوف مأخوذ منه أيضا، فيقال : تصوف إذا لبس الصوف) [10].
    [عدل] من حيث الاصطلاح

    كثرت الأقوال أيضا في تعريف التصوف تعريفا اصطلاحيا على آراء متقاربة، كل منها يشير إلى جانب رئيسي في التصوف، والتي منها:

    * قول الشيخ زكريا الأنصاري : التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية[11].
    * قول الشيخ أحمد زروق: التصوف علم قصد لإصلاح القلوب وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل وحفظ النظام وظهور الحكمة بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين وتحلية الإيمان بالإيقان.[12].وقال أيضا: وقد حُدَّ التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ نحو الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله تعالى، وإنما هي وجوه فيه[13].
    * قول الإمام الجنيد: التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني[14].
    * قول الإمام أبو الحسن الشاذلي: التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية[15].
    * قول الإمام ابن عجيبة: التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة[16].

    [عدل] جذور التصوف
    هو كلمة تستخدم للدلالة على الله في الطرق الصوفية. تم العثور على هذا النقش في قبر قديم يعود إلى فترة العصر العثماني
    [عدل] أصل التصوف

    يرجع أصل التصوف - كسلوك وتعبد وزهد في الدنيا وإقبال على العبادات واجتناب المنهيات ومجاهدة للنفس وكثرة لذكر الله - إلى عهد رسول الله محمد وعهد الصحابة، وأن أول صوفي هو نبي الإسلام محمد، لأنه بحد ذاته أول من دخل الخلوة في غار حراء.[17]. وأن التصوف يستمد أصوله وفروعه من تعاليم الدين الإسلامي المستمدة من القرآن والسنة النبوية. وكوجهة نظر أخرى، يرى بعض الناس أن أصل التصوف هو الرهبنة البوذية[18]، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية، وأصول الديانة الفارسية التي ظهرت بخراسان[19]. بينما يرفض الصوفية تلك النسبة ويقولون بأن التصوف ما هو إلا التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب[20].
    [عدل] بداية ظهور اسم الصوفية

    يقول الإمام القشيري: اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد، ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة[21].

    ويقول محمد صديق الغماري: ويعضد ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة المائتين: إنه ظهر بالإسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة (150 هـ)[22].
    [عدل] ظهور التصوف كعلم

    بعد عهد الصحابة، والتابعين، دخل في دين الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم، وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ فقام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث، وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض "الميراث" وغيرها. وبعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، من باب سد النقص، واستكمال حاجات الدين في جميع نواحي النشاط[23].

    وكان من أوائل من كتب في التصوف من العلماء:

    * الحارث المحاسبي، المتوفى سنة 243 هـ، ومن كتبه: بدء من أناب إلى الله، وآداب النفوس، ورسالة التوهم.
    * أبو سعيد الخراز، المتوفى سنة 277 هـ، ومن كتبه: الطريق إلى الله.
    * أبو نصر عبد الله بن علي السراج الطوسي، المتوفي سنة 378 هـ، وله كتاب: اللمع في التصوف.
    * أبو بكر الكلاباذي، المتوفي سنة 380 هـ، وله كتاب: التعرف على مذهب أهل التصوف.
    * أبو طالب المكي، المتوفى سنة 386 هـ، وله كتاب: قوت القلوب في معاملة المحبوب.
    * أبو قاسم القشيري، المتوفى سنة 465 هـ، وله الرسالة القشيرية، وهي من أهم الكتب في التصوف.
    * أبو حامد الغزالي، المتوفى سنة 505 هـ، ومن كتبه: إحياء علوم الدين، الأربعين في أصول الدين، منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين، بداية الهداية، وغيرها الكثير. ويعد كتاب إحياء علوم الدين من أشهر -إن لم يكن الأشهر- كتب التصوف ومن أجمعها.

    [عدل] ظهور التصوف كطرق ومدارس

    يرجع أصل الطرق الصوفية إلى عهد رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يخصّ كل من الصحابة بورد يتفق مع درجته وأحواله:

    * أما الصحابي علي بن أبي طالب، فقد أخذ من النبى الذكر بالنفى والإثبات وهو (لا إله إلا الله).
    * وأما الصحابي أبو بكر الصديق، فقد أخذ عنه الذكر بالاسم المفرد (الله).

    ثم أخذ عنهما من التابعين هذه الأذكار وسميت الطريقتين: بالبكرية والعلوية. ثم نقلت الطريقتين حتى إلتقتا عند الإمام أبوالقاسم الجنيد. ثم تفرعتا إلى الخلوتية، والنقشبندية. واستمر الحال كذلك حتى جاء الأقطاب الأربعة السيد أحمد الرفاعي والسيد عبد القادر الجيلاني والسيد أحمد البدوي والسيد إبراهيم الدسوقي وشيّدوا طرقهم الرئيسية الأربعة وأضافوا إليها أورادهم وأدعيتهم. وتوجد اليوم طرق عديدة جدًا في أنحاء العالم ولكنها كلها مستمدة من هذه الطرق الأربعة. إضافة إلى أوراد السيد أبو الحسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية والتي تعتبر أوراده جزءًا من أوراد أى طريقة موجودة اليوم.
    [عدل] التصوف في جزيرة العرب
    [عدل] الحجاز

    كان الحجاز بشكل عام في عهد الدولة العثمانية ساحةً للتصوف، فبحكم مكانته الدينية بوجود الحرمين؛ فقد كان تنوع الطرق الصوفية عجيباً فيها؛ فقد كان هناك طرق السنوسية، والطريقة الإدريسية، الختمية، والكيلانية، والأحمدية، والرفاعية، وبكطاشية، والنقشبندية.[24]. بعد ظهور دعوة محمد بن عبد الوهاب زال بشكل كبير النشاط الصوفي ومظاهره في المجتمع.
    [عدل] الكويت

    الطريقة الرفاعية هي الطريقة التي أدخلت الصوفية إلى الكويت حسب بعض المصادر، ويستضيف في ديوانه حلقتين أسبوعياً، يلتقي فيها أتباعه لتلاوة الأوراد والأذكار، ويرى بعضهم أن الصوفية في الكويت هي سورية المنبع. لها أتباع في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة الكويت ووزارة الأوقاف، لكنهم يجنبون إظهار ذلك بشكل واضح خشية استهدافهم من جانب التيار السلفي، من أبرزهم الدكتور محمد عبد الغفار الشريف الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف وعميد كلية الشريعة سابقا، والدكتور يوسف الشراح، والشيخ حمد سنان، والدكتور عبد الله المعتوق وزير الأوقاف السابق الذي كان ضحية التجاذب السلفي – الصوفي إذ تعرض إلى حملة انتقادات حادة من جانب البرلمانيين السلفيين بذريعة أن وزارته كانت تستضيف أقطاب الصوفية في العالم الإسلامي لإلقاء محاضرات ودروس في الكويت، في الوقت الذي تمنع فيه كتب السلفيين كابن باز وابن عثيمين من معرض الكتاب الإسلامي، ولم تتوقف هذه الحملة إلا بعد الإطاحة بالمعتوق من الوزارة. يعد هاشم الرفاعي الأب الروحي للصوفيين، وأحد المنظرين لأفكارهم والمدافعين عن معتقداتهم. لصوفية الكويت جهود في مجال التقريب بين السنة والشيعة.[25]
    [عدل] البحرين

    ينتسب صوفية البحرين إلى عدة طرق، يكتسب الجنيد البغدادي مكانة خاصة، كما تأثروا بشيخهم في البحرين محمد بن علي الحجازي المتوفى في يوليو 1996م والذي كان مجازاً على الطريقة النقشبندية والقادرية. لا تعاني الصوفية في البحرين من مضايقات من قبل الدولة بسبب هامش الحرية الكبير الذي تعيشه الطوائف في البحرين، ويشتكي أتباع المدرسة الصوفية، حسب قولهم، من الحملات المستمرة لتكفيرهم من قبل غلاة السلفية.[26].
    [عدل] التصوف في الأندلس
    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضا :أبو الحسن الششتري

    وجد التصوّف طريقه إلى الأندلس منذ القرن الثاني للهجرة وذلك تحت تأثير الاتصال بحركة التصوف في ديار الإسلام، سواء عبر الشمال الإفريقي أو عن طريق الصلات المباشرة مع المشرق الإسلامي, إذ كانت حركة العلماء لا تنقطع، فكان هناك من يغادر الشام للإقامة في الأندلس، كذلك كان علماء الأندلس يقصدون الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج فيتصلون بالمتصوفة في مكة والمدينة، بل ويسافرون للتباحث مع علماء ومتصوفة في العراق وبلاد الشام وبلاد فارس أيضًا. ازدهر التصوف في الأندلس بدخول القرن السابع الهجري وأصبح محيي الدين ابن عربي أحد رؤوس الصوفية حتى لقب بالشيخ الأكبر.

    لاق التصوف ازدهارا واسعا، وهو ما تؤكده عشرات الأسماء التي ورد ذكرها في المصادر التاريخية من أمثال موسى بن عمران الميرتلي وأبو الحجاج يوسف الشبربلي، وأبو عبد الله بن المجاهد، وأبو عبد الله قسم وأبو العباس العرياني ونونة فاطمة بنت أبي المدني القرطبية وأبو عبد الله الشرفي وأبو عبد الله محمد الخياط، وأحمد الحزاز وأبو علي حسن الشكاز وعبد الله المالقي.

    من متصوّفة الأندلس الأوائل الذين نالوا قدرًا من الشهرة ابن سبعين، ابن عباد الرندي الذي كان صوفيا على الطريقة الشاذلية، قام بشرح كتاب الحكم لابن عطاء الله السكندري ويظهر أنه ترك أثرا واضحا في المصطلحات التي استعملها الصوفي المسيحي المعروف بالقديس يوحنا الصليبي وأتباعه المسمون بأهل النور، ومن دلائل ذلك استعمال الشاذلية وأهل النور لفظي «البسط» و{القبض» بمعنى النور والظلام، وكذلك زهد الفريقين في الكرامات.

    ترك متصوفة الأندلس أثرا لا يُمحى في تاريخ المسيحية في أوروبا وهو ما يظهر جليا في كتابات رامي لك أو رايموند ليليو الصوفي النصراني الميورقي، اعتمد على كُتَّاب المسلمين، خصوصا ابن عربي، وتتجلى في كتابات ليوليو رقة ظاهرة للمسلمين تولدت من دون شك من مداومته على قراءة الكتب العربية، فقد كان يرمي إلى أن ينقل إلى النصرانية طائفة مما جرى عليه المسلمون من تقاليد دينية، فدأب على استهلال رسائله باسم المسيح، لأن المسلمين يستهلون كتبهم باسم محمد، وقام بفصل الرجال عن النساء في الكنائس وهو يمتدح في المسلمين إخلاصهم لدينهم وأراد أن تتلى أسماء الله في الكنائس كما يرتل المسلمون القرآن في المساجد وهو يؤكد في كتابه «بلا نكرنا» أنه ألف كتاب «الصديق والمحبوب» على طريقة الصوفية، ولا يبعد أن يكون ألف على نهج ترجمان الأشواق لابن عربي.[27]
    [عدل] التصوف في المغرب الأقصى

    إن تاريخ المغرب هو تاريخ سيادة التيار الصوفي بتعبيراته المختلفة، ولم يشكل هذا التيار محاضن للتربية الروحية فقط، بل محاضن للجهاد أيضا، لقد كانت الممارسة الصوفية هي الشكل السائد للتدين في المجتمع المغربي وذالك من خلال الرعاية الرسمية للدولة.[28] مر التصوف في بلاد المغرب الأقصى بمرحلتين : مرحلة التبعية؛ حيث تم إدخال التصوف ابتداء من القرن الحادي عشر الميلادي من قِبل حجاج الأماكن المقدسة، ومن الصعب الحديث في هذه الفترة عن تصوف "مغربي"؛ لكون أهم الصوفية المغاربة -أمثال أبي يعزى يلنور، وابن عربي، وعلي بن حرزهم- كانت صوفيتهم شرقية قلبا وقالبا. ومرحلة "مغربة" التصوف التي دشنها عبد السلام بن مشيش، فبرغم أنه درس على يد أئمة الصوفية التابعين -كأبي مدين الغوث وعلي بن حرزهم- فإنه لم يسلك مسلكهم؛ بل سعى إلى التميز عنهم، وقد أكمل تلميذه أبو الحسن الشاذلي مرحلة "مغربة" التصوف لتصل ذروتها مع محمد بن سليمان الجزولي. [29]

    انتشار التصوف في المغرب في البداية كانت تهدف أساسا إلى نشر الإسلام فيما وراء الحواضر؛ حيث بدأ منذ القرن الثالث عشر الميلادي يتوغل في الأرياف.

    وبدءا من القرن الرابع عشر الميلادي انتقل التصوف من الإطار الدعوي إلى الإطار السياسي، وبدأت المعالم الأولى للطرق الصوفية تتشكل في العهد الموحدي ليكتمل هذا التشكل مع أبي عبد الله محمد بن سليمان الجزولي الذي يعتبر مؤسس أول طريقة صوفية في المغرب جراء التحولات التي طرأت على بنية المجتمع. ويمكن القول بأن الطرق الصوفية أصبحت ابتداء من القرن الخامس عشر الميلادي مؤهلة لتزويد البلاد بنظام الحكم.[29] امتدت الصوفية المغربية إلى ما وراء الحدود، فتأسست بمختلف أقاليم الشمال الإفريقي ـ بل وحتى في مصر - زوايا تقبس من معين الطرق المغربية كالعيساوية والتيجانية والطيبية بتونس، كما أحدث المغاربة أورادا خاصة لطرق خارجة عن المغرب مثل القادرية.[30]

    يتميز المشهد الصوفي المغربي حاليا بتنوع الطرق والزوايا التي تمتد على طول التراب المغربي، من الشمال إلى الجنوب، ومن أشهرها: الطريقة الكتانية، والعلوية، والبودشيشية، والزاوية الريسونية، ومجلس أهل الله، والطريقة البوعزاويةو الطريقة المعينية

    ما يميز الزوايا الصوفية بالمغرب هو اتفاقها جميعا على ضرورة "الشيخ" في السلوك إلى الله تعالى، وهذا ما يثير تحفظات منتقدي الصوفية؛ لأن هناك مبالغات غير مقبولة في النظر للشيخ، والاعتماد عليه في الزاد الإيماني والمراقبة والمشارطة.
    ضريح في أحد الزاويات

    طبيعة التنشئة السياسية التي يتلقاها مريدو الزوايا والطرق الصوفية تكرس بشكل متزايد الثقافة السياسية القائمة على الانكفاء والانشغال بالدين بمفهومه الطقوسي والشعائري بعيدا عن الاهتمام والخوض في أمور الشأن العام، وبالتالي تكريس مزيد من السلبية السياسية التي تؤدي إلى تزايد عدد أعضاء التيار الديني الشعبي الموالي للسلطة السياسية، بالإضافة إلى أنها تشكل أحد الروافد الأساسية لجلب التأييد وإحياء الولاء الديني والروحي لأمير المؤمنين. تموقع التصوف عنصرا أساسيا ضمن إستراتيجية إعادة هيكلة الحقل الديني بالمغرب، وهي استراتيجية جديدة، من ضمن أبعادها تفعيل التصوف كمحدد للسلوك، بهدف مواجهة التيار السلفي الوهابي بصيغته التقليدية والجديدة، حيث اعتبرت السلطات أن مصدر الخطر يكمن في الإيديولوجية السلفية.[31]
    [عدل] أول مراكز الذكر

    برزت زوايا أصبحت مراكز للتصوف وتلاوة الأحزاب وقراءة الأوراد والذكر. وكان أنشط هذه الزوايا:

    * زاوية حي المخفية بفاس وزاوية حي العيون بتطوان، وقد أسسهما معا الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي المتوفي سنة 1013 هـ.
    * زاوية حي القلقليين بفاس التي أسسها عبد الرحمن بن محمد الفاسي المدعو بالعارف المتوفى سنة 1045 هـ
    * زاوية تامكروت بدرعة جنوب المغرب التي أسسها عمر بن أحمد الأنصاري عام 983 هـ
    * الزاوية الدلائية التي أسسها في أواخر القرن العاشر أبو بكر بن محمد الدلائي.
    * الزاوية المعينية التي اسسها الشيخ ماء العينين الملقب بشيخ الاقطاب

    [عدل] التصوف في المغرب الأوسط

    في الجزائر أو ما يعرف قديماً بالمغرب الأوسط، فقد بدأ التصوف فيه تصوفاً نظرياً، ثم تحول ابتداء من القرن العاشر الهجري، واتجه إلى الناحية العملية الصرف، وأصبح يطلق عليه "تصوف الزوايا والطرق الصوفية". كان من أوائل وأحد أوتاد الطريقة الصوفية في الجزائر: الشيخ أبو مدين شعيب بن الحسن الأندلسي، وقد عرفت طريقته المدينيـة شهرة واسعة وأتباعاً كثر في مختلف أنحاء المغرب الإسلامي، وازدادت شهرة على يد تلميذه عبد السلام بن مشيش (ت 665هـ= 1228م)، ثم ازدادت نشاطاً وأحياها من بعده شيخ الطريقة الشاذلية وتلميذ ابن مشيش أبو الحسن الشاذلي. وكان لتعاليم الشاذلي في الجزائر الأثر الأكبر بحيث يكاد يجزم أن معظم الطرق التي ظهرت بعد القرن الثامن تتصل بطريقة أو بأخرى بالطريقة الشاذلية.

    ومن أبرز علماء الجزائر الذين شاع التصوف العملي وانتشر بفضلهم عبد الرحمن الثعالبي ومحمد بن يوسف السنوسي، اللذان يعتبران من كبار العلماء والزهاد في القرن التاسع الهجري، فقد جمع كل منهما بين الإنتاج العلمي والسلوك الصوفي، وانتفع بكل منهما خلق كثير وكان لهما تأثير في المعاصرين وفي اللاحقين، وقد كانا كلاهما من أتباع الطريقة الشاذلية، وألفوا كتبا في أصولها وفي تراجم رجالها.

    اتخذ التصوف في الجزائر منذ بداية ظهوره بها أبعادا اجتماعية، وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها البلاد في تلك الفترة (ق7، 8، 9هـ) وانساق الناس ورائه لما وجدوا فيه من مساواة وعدل وإحساس بالوجود والأهمية، فقد كان شكلا من أشكال التعبير عن الغضب الشعبي والتمييز الطبقي بين طبقة الأغنياء والمترفين وطبقة الفقراء والمعدمين.[32]

    مر التصوف في الجزائر بمرحلتين أساسيتين هما:

    * فترة التصوف النخبوي، وذلك خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجرية: وهي الفترة التي بقي فيها التصوف يدرس في المدارس الخاصة، واقتصاره على طبقة معينة من المتعلمين، وعدم انتشاره بين الطبقات الشعبية، وبقائه في الحواضر الكبرى: تلمسان، بجاية، وهران.
    * فترة التصوف الشعبي، أو ما تعرف بفترة الانتقال من التصوف الفكري إلى التصوف الشعبي، وقد وقع ذلك في القرن التاسع الهجري، وفيها انتقل التصوف من الجانب النظري إلى الجانب العملي، وهو الانتشار الكبير للزوايا والرباطات في الريف والمدن، وانضواء الآلاف من الناس تحت لوائه، والتركيز على الذكر والخلوة، وآداب الصحبة وما إليها من مظاهر التصوف الشعبي. وبفتح باب التصوف للعامة وأهل الريف، انتقل من النخبة إلى العامة، من المدينة إلى الريف، وظهرت الطرق الصوفية الكبرى وانتشرت في مختلف أرجاء القطر: كالقادرية، المدينية، الشاذلية.[32]

    حالياً تحظى برعاية خاصة من قبل السلطات، تجلت بالأساس في تنظيم الملتقيات الوطنية والإقليمية، وحتى الدولية التي تعرف بالدور التاريخي والحضاري لهذه الفرق فضلا عن فتح وسائل الإعلام الثقيلة أمامها بغية الترويج لأفكارها وأدبياتها.[33]
    [عدل] التصوف في المغرب الأدنى
    [عدل] التصوف في غرب أفريقيا
    [عدل] التصوف في مصر
    رقص صوفي في القاهرة، مصر

    اشتهرت بمصر عدّة طرق صوفيّة كانت في معظمها وافدة وليست من تأسيس المصريين، كانت تمثل مع بداية ثورة 23 يوليو 1952م نحو 3 ملايين منتسب ينتظمون في 60 طريقة، أيدت جمال عبد الناصر بوضوح في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية من البداية فعلى سبيل المثال وقفت مشيخة الطرق الصوفية مع عبد الناصر في صراعه ضد الإخوان المسلمين.[34] في ديسمبر 1967م سار أكبر موكب صوفي رسمي في مصر تأييدا لعبد الناصر في أعقاب هزيمة 5 يونيو 1967. وما زالت الطرق الصوفية تسير على هذا النهج حتى الآن من تأييد الحاكم وعدم اتخاذ أي مواقف معارضة له, وعدم تأييد أي قوى معارضة. وهذا كله أضعف من إقبال الناشطين الإسلاميين عليها, فلا يقبل عليها إلا راغبي الراحة النفسية والبعد عن مشكلات الواقع بكل تعقيداته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. من أهم الطرق الصوفية في مصر على مر التاريخ:
    حلقات الذكر في مصر

    * الطريقة القادرية انتشرت طريقته في مصر، وأصبحت هذه الطريقة أصل الكثير من الطرق الصوفيّة بمصر والمغرب.
    * الطريقة الرفاعيّة أسّست بالعراق، ثمّ انتقلت هذه الطريقة إلى مصر عبر أبي الفتح الواسطي أواخر القرن 6ھ/12م، وأنشأ رباطا له ولمريديه بالإسكندرية عرف برباط الواسطي، واستمر نشاط هذه الطريقة بمصر خلال عصر المماليك وانتسب إليها الكثير من أفراد المجتمع المصري.

    * الطريقة السهروردية انتشرت هذه الطريقة بمصر بشكل كبير، وأصبح أتباعها يؤسّسون المدارس والربط الخاصّة بهم لنشر تعاليم طريقتهم.

    * الطريقة الأحمدية: أسّسها السيد أحمد البدوي، الّذي ارتحل من المغرب إلى مكّة ومنها إلى مصر. لما توفي خلفه في رئاسة الطريقة تلميذه عبد العال الأنصاري.

    * الطريقة البرهامية: أسّسها الشيخ إبراهيم الدَّسُوقي القرشي (ت:676ھ/1278م)، وهو مصري الأصل والمولد، وانتشرت طريقته في مصر وبقية بلدان المشرق.

    غير أنّ أشهر طريقة عمّت مصر ومنها انتقلت إلى المغرب الأوسط وإن كان أصل مؤسّسها مغربي هي:

    * الطريقة الشاذلية: وهي منسوبة لمؤسّسها الشيخ أبي الحسن الشاذلي، وهو صوفي بارز الاتجاه، وأصله من شاذلة ببلاد المغرب، ووفد إلى مصر مع جملة من تلاميذه، واستوطنوا مدينة الإسكندرية حوالي سنة 642ھ/1243م وكونوا بها مدرسة صوفيّة. وكان من أشهر تلامذة أبي الحسن الشاذلي الشيخ أحمد أبي العبّاس المرسي الّذي خلفه وتولى قيادة الطريقة الشاذليّة حتّى وفاته بالإسكندريّة سنة 686 ھ/1284م، ثمّ خلفه تاج الدين بن عطاء الله السكندري المصري الّذي ألّف في مناقب شيوخه كتاب لطائف المنن.

    شيخ مشايخ الطرق الصوفية حالياً هو حسن المنشاوي، الذي دعم إنشاء أول فضائية عربية، القناة الصوفية، لنشر ثقافة "الاعتدال" الصوفي بالمنطقة.[35]
    [عدل] التصوف في الشام
    دراويش شاميين من القرن التاسع عشر - تصوير هارت
    [عدل] التصوف في الأردن
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في سوريا
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في فلسطين
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في لبنان
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في العراق
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في فارس
    Crystal xedit.png هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم مرحب بها!
    [عدل] التصوف في تركيا

    كان للطرق الصوفية دور بارز في إدارة شئون الدولة وتأسيسها فكان شيوخ الطرق يعملون على نشر الإسلام وإعداد المسلمين للجهاد.وقد تقلد الصوفية مناصب كبيرة في الدولة، ومن أشهر الطرق التي كان لها دور بارز في الدولة العثمانية الطريقة البكتاشية والطريقة الرفاعية والطريقة المولوية. وكان السلاطين العثمانيون مرتبطون بشيوخ الصوفية وبالطرق والتكايا، وكان لأهل التصوف دورهم في الدفاع عن الإسلام وكان لهم نفوذ على الهيئة الحاكمة في الدولة ورقابة سياساتها، وكان رجال التصوف يشتركون مع الجيش العثماني في فتوحاته وساهموا في تحقيق العديد من الانتصارات.[36]
    متصوفة في إسطمبول
    [عدل] الطريقة النقشبندية
    Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :الطريقة النقشبندية

    تعد الطريقة النقشبندية أكبر الطرق الصوفية في تركيا من حيث عدد المنتسبين إليها، وينتسب معظم أهلها إلى الفرع المعروف بـ"النقشبندية الخالدية" التي أخذت اسمها من خالد البغدادي الذي توفي في القرن الـ19، ومن أبرز الجماعات المندرجة ضمن هذه الطريقة من يحسب لها أدوار اجتماعية وثقافية وسياسية فاعلة:

    * السليمانيون
    * جماعة إسماعيل أغا
    * جماعة المنزل
    * جماعة أرانكوي
    * جماعة إسكندر باشا

    [عدل] الجماعة النورسية

    الطريقة النورسية نسبة إلى مؤسسها بديع الزمان سعيد النورسي, فقد شكّلت نوعاَ من جماعات التكامل والتضامن الاجتماعي، وهي من أكثر الجماعات الصوفية الإسلامية تأثيراَ على الحياة السياسية التركية، وقد تأسست على يد بديع الزمان سعيد النورسي الذي اشتغل بالتدريس في فروع ومناح علمية مختلفة، وسعى إلى إنشاء جامعة إسلامية في شرق الأناضول لخدمة الإسلام على غرار الجامع الأزهر، وتكون قادرة على تعليم الشباب العلوم الحديثة والعلوم القرآنية. ولكن مع انهيار الإمبراطورية العثمانية وقيام تركيا الحديثة على يد حكومة أتاتورك ثارت الأقاليم الشرقية في الأناضول عام 1925 ضد حكومة أتاتورك وطلب من سعيد النورسي الحرب ضد الحكومة إلا انه رفض إراقة دماء إخوانه في الإسلام, وشرع في كتابة رسائل النور التي تمحورت حول أبعاد خطر الفوضى الداخلية وتقوية أواصر المحبة بين تركيا والعالم الإسلامي، وإبعاد فكرة القومية والعنصرية.[36]
    [عدل] التصوف في آسيا
    [عدل] شبه القارة الهندية وباكستان
    Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :صوفية شبه القارة الهندية وباكستان
    [عدل] ماليزيا وأندونيسيا

    لا يُعرف على وجه التحديد متى دخلت تعاليم التصوف إلى ما يعرف بماليزيا اليوم، ومع وجود اختلافات في تقدير ذلك فإن من المتفق عليه أن تاريخها يمتد لعدة قرون ماضية بفضل الدعاة المتقدمين الذين جاءوا إلى شبه جزيرة الملايو وأرخبيل (جزر ما يعرف بإندونيسيا وجوارها اليوم)، ومن أشهر هؤلاء: الشيخ عبد الله العارف الذي قدم من جزيرة العرب عام 1165م وغيره. وأبرز 3 مصادر للتصوف في ماليزيا هي: مكة المكرمة، والهند، وإندونيسيا. فمكة كانت مقصد طلاب العلم الملايويين وخصوصا في الفترة ما بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين. والتصوف في ماليزيا تأثر بمراحل تغييره على امتداد العالم الإسلامي من عهد جيل التصوف السني الأول إلى عهد تيارات التصوف الفلسفي، وما عرف عنها من انحرافات، ثم التصوف الشعبي فيما بعد سقوط بغداد. نزعة التصوف لازمت الكثير من الدعاة العرب والهنود وغيرهم ممن جاء إلى هذه البلاد، ثم كان دور جيل العلماء الملايويين الذين تركوا لأحفادهم مؤلفات إسلامية صوفية كثيرة. مع مجيء الشيخ عبد الله العارف كان مجيء الشيخ إسماعيل ظفي الذي زار آتشيه بشمال سومطرة الإندونيسية، وعمل على الدعوة إلى الإسلام متلازما مع نشر طريقته القادرية، وكان هناك داعية عربي آخر هو عبد الله الذي زار ولاية قدح الماليزية الشمالية عام 531 هـ ناشرا الإسلام بين سكانها خلال 5 سنوات فقط، وتقول الحكايات بأنه هو الذي سمى الولاية بهذه الاسم بعد أن صار ملك الولاية يطيع الشيخ فيما ينصحه به، وقبره معروف بالولاية.

    ومن هؤلاء الدعاة الأوائل الشيخ أبو عبد الله مسعود بن عبد الله الجاوي الذي ذكره الشيخ يوسف النبهاني قائلا بأن "الشيخ الجاوي عالم مشهور كان له تلاميذ كثيرون في عدن"، وقد توفي في سنة 768 هـ، وكان معاصرا لابن بطوطة، وعاش في مملكة باساي الإسلامية الشهيرة بسومطرا، وهكذا جمع الجاوي بين تأثيره بين العرب والملايويين في آن واحد، لكن مؤلفاته اختفت اليوم.[37] وفي القرن التاسع الهجري (الـخامس عشر الميلادي) اشتهرت في جزيرة جاوا الإندونيسية الواقعة جنوب شبه جزيرة الملايو قصة الأولياء التسعة الذين كانوا من أوائل الدعاة الذين نشروا الإسلام بين أهالي الجزيرة وأخرجوا سكانها من الهندوسية والبوذية والوثنية، وكانوا يعملون كفريق دعوي، ويسمى رئيسهم الولي، وكان عندما يتوفى أحدهم يرشحون داعية آخر مكانه حتى يظل العدد هو 9 دعاة.

    برزت أسماء مشهورة في تاريخ مسلمي جنوب شرق آسيا مثل شمس الدين باساي الذي كان يتبع الجنيد البغدادي، وحمزة الفنصوري الذي يُعد أشهر علماء الصوفية في العالم الملايوي، ويتحدث عنه بإسهاب، فيما تركه من آثار ومؤلفات كثيرة؛ ولأنه كان في سومطرا الأقرب لما يعرف بماليزيا اليوم؛ فقد كان دوره واضحا في نشر الصوفية في ماليزيا التي زارها في الفترة التي عاش بها بين عامي 1589م و1604م، وكان من تلامذته صوفيون ملايويون كبار مثل الشيخ شمس الدين السومطراني، لكنه في نفس الوقت كان محل جدل واسع بين الدارسين المسلمين منهم والمستشرقين.[37]
    [عدل] الجهاد والقعود

    عملت الصوفية في أحسن ظروفها في مجال مجاهدة النفس، واعتزال صوارف الدنيا، والسعي إلى طريق الله، وكل ذلك يتم من خلال منظومة يقف على قمتها شيخ الطريقة، كما توجد لهم مفاهيم بها قدر غير قليل من الإشكالات الشرعية، تتهم بأنها تدعو مريديها إلى القعود عن الجهاد، بل يصل الإتهام إلى وصفها بالتعاون مع الأعداء لنشر روح القعود والتخاذل بين الناس.

    قاد مشايخ الطريقة حركة الجهاد في مناطق مختلفة، ابرزهم فرق النقشبندية، منهم القاضي ملا محمد الكمراوي النقشبندي الذي قاد المجاهدين في انتصارات متوالية على القوات الروسية حتى أطلق عليه اسم الغازي محمد، حيث ظل يحقق انتصارات متوالية بين عامي 1832م إلى 1834م. وكان الشيخ منصور أشرمة أول قائد عسكري صوفي، بمنطقة الشيشان وداغستان وقاد هجمات ناجحة على قوات القيصرية الروسية، واستطاع أن يفني سَرية روسية كاملة على نهر سونجا عام 1785م، وقد أسره الروس في إحدى المعارك عام 1791م، وحكم عليه بالمؤبد. وتولى الشيخ خاس محمد أفندي الباراغلاري النقشبندي قيادة حركة الجهاد.[38]

    كما شكلت الصوفية مقاومة شرسة ضد الجيوش الأوروبية في أفريقيا، منها الطريقة التيجانية ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، والطريقة السنوسية ضد القوات الفرنسية في وسط أفريقيا، ثم مقاومتها للقوات الإيطالية في ليبياو الطريقة المعينية بقيادة الشيخ ماء العينين مؤسس الطريقة على القوات الفرنسية والاسباني في المغرب. تصنف حالياً تحليلات بعض المراكز البحثية الأمريكية الصوفيةَ في خانة "الإسلام المعتدل"، وتدعو الغرب إلى تشجيعها ورعايتها باعتبارها تنبذ العنف ولا تتبنى التطرف.[39]
    [عدل] مراجع

    1. ^ أ ب التصّوف الإسلامي، مفهومه وأصوله فاطمة داود- جامعة مستغانم
    2. ^ من كتاب حقائق عن التصوف، تأليف: عبد القادر عيسى، ص25.
    3. ^ (كتاب اللمع) ص 46 بتحقيق الدكتور عبد الحليم محمود طه عبد الباقي سرور ط دار الكتب الحديثة بمصر 1960 م.
    4. ^ كان آل صوفة يجيزون الحاج من عرفات أي يفيضون بهم، ويقال لهم: آل صوفان وآل صفوان وكانوا يخدمون الكعبة ويتنسّكون ولعلّ الصوفية نسبوا إليهم تشبيهاً بهم في النسك والتعبد أو إلى أهل الصفة فقيل: مكان الصفية الصوفية بقلب إحدى الفاءين واواً للتخفيف أو إلى الصوف الذي هو لباس العباد وأهل الصوامع، أساس البلاغة، كتاب الصاد 3، (34 من 60)
    5. ^ محمد عبد المنعم الخفاجي : الأدب في التراث الصوفي، دار غريب للطباعة، القاهرة 1938، ص 23-24
    6. ^ القشيري : الرسالة القشيرية، ص 126
    7. ^ تاريخ التصوف في الإسلام للدكتور قاسم غني ترجمة عربية ص 67، 68.
    8. ^ كشف المحجوب للهجويري ترجمة عربية دكتورة أسعاد عبد الهادي قنديل ص 230 ط دار النهضة العربية بيروت 1980 م.
    9. ^ الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ج2 ص 550 دار الكتب الحديثة القاهرة.
    10. ^ التصوف لمصطفى عبد الرزاق ص 57 إلى 62 ط دار الكتاب اللبناني بيروت
    11. ^ على هامش الرسالة القشيرية ص7.
    12. ^ قواعد التصوف، تأليف: أحمد زروق، قاعدة 13 ص 6.
    13. ^ قواعد التصوف، تأليف: أحمد زروق، ص2.
    14. ^ النصرة النبوية، تأليف: مصطفى المدني ص22.
    15. ^ نور التحقيق، تأليف: حامد صقر ص93.
    16. ^ معراج التشوف إلى حقائق التصوف، تأليف: أحمد بن عجيبة الحسني ص4.
    17. ^ خطبة ما هو التصوف؟ الشيخ سيدي محمد سعيد الجمل
    18. ^ عبد الحكيم عبد الغني قاسم، المذاهب الصوفية ومدارسها، مكتبة مدبولي القاهرة، ط1، 1989-1991 ص 28 - 37
    19. ^ عبد الحكيم عبد الغني قاسم، المذاهب الصوفية ومدارسها، مكتبة مدبولي القاهرة، ط1، 1989-1991، ص 28
    20. ^ حقائق عن التصوف، تأليف عبد القادر عيسى، ص30.
    21. ^ كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون، تأليف: حاجي خليفة، ج1/ص414.
    22. ^ الانتصار لطريق الصوفية، تأليف: محمد صديق الغماري، ص17 ـ 18.
    23. ^ مجلة العشيرة المحمدية، عدد محرم 1376هـ، من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية، للدكتور أحمد علوش.
    24. ^ انظر قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة 105
    25. ^ الصوفية في الكويت.. نبتة في بيئة سلفية إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 23/07/2009
    26. ^ خلافات الصوفية والسلفية تؤخر قيام مرجعية موحدة للسنة بالبحرين العربية، تاريخ الولوج 23/7/2009
    27. ^ الأندلس حضارة غاربة وتاريخ عريق محيط، تاريخ الولوج 21/07/2009
    28. ^ الباحث الصوفي المغربي لحسن السباعي الإدريسي في كتابه: "حول التصوف والمجتمع" (منشورات الإشارة، 2007):
    29. ^ أ ب تصوف المغرب.. شيخٌ ومريد إسلام أون لاين.نت
    30. ^ الحسن السائح: دعوة الحق، ع 2، 3، السنة 19 مارس 1978.
    31. ^ صوفية المغرب.. رعاية رسمية ودعم أمريكي تاريخ الولوج 16-04-2009
    32. ^ أ ب عن التصوف والصوفية في الجزائر.islamic-sufism.com،تاريخ الولوج 21-04-2009
    33. ^ أول موسوعة إسلامية عن التصوف.. جزائرية إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 23/07/2009
    34. ^ »خريطة الحركات الإسلامية في مصر الطرق الصوفية، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، تاريخ الولوج 22/07/2009
    35. ^ مصر.. إطلاق أول فضائية صوفية مطلع 2009 إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 23/07/2009
    36. ^ أ ب الصوفية في تركيا
    37. ^ أ ب الصوفية ونشر الإسلام في ماليزيا إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 15-04-2009
    38. ^ الصوفية المقاتلة إسلام ان لاين، تاريخ الولوج 23/07/2009
    39. ^ صوفية مصر لا يؤيدون التظاهر لدعم غزة إسلام أن لاين، تاريخ الولوج 23/07/2009






    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

    ابوصفاءالدين السلطان
    ابوصفاءالدين السلطان
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات


    وسام التميز : تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Katip
    ذكر عدد المساهمات : 1858
    مرشد*مريد*مداح : مداح

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:
    الاعجاب بموقع الرفاعيه:

    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Empty رد: تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    مُساهمة من طرف ابوصفاءالدين السلطان الأحد أكتوبر 31, 2010 2:59 am

    صور من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين - أسعد الخطيب (*)

    التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له، أو تجاهله بأي حال من الأحوال.

    ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.

    يقول الذهبي: ".... إنما التصوف والتأله والسير والمحبة، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله(1)".

    ويعنينا هنا في هذه الدراسة الموجزة، العبارة الأخيرة من كلام مؤرخنا الكبير، أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.

    ولا نعدو الصواب إذا قلنا: إن هذا الجانب الهام غفل عن الخوض فيه جل الدارسين لهذا العلم ورجاله. بل حاولت فئة واسعة من المستشرقين، وبعض من حذا حذوهم من الباحثين المعاصرين، أن يصم التصوف بالخمول والكسل، والضعف والخنوع، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين.

    ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه: الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً: "... وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..."(2).

    وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ماندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ): ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"(3).

    وقريب من ذلك ماجاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:

    "... إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص"(4) وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" (5).

    أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء: "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."(6).

    والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ): "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة"(7). ويذكر غيره: "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(Cool.

    وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ)، وقال له: "أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً: "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...."(9).

    ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وزبدة القول:

    إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة"(10). فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:

    ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل (11).

    ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها.

    يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ): "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية"(12).

    ولننتقل الآن إلى أرض الواقع، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 هـ): "طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه".

    فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه."(13). وذكر الحفاظ: "لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب"(14).

    وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(15)، وقال أيضاً: "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (16). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.

    من مأثوراته: "ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل"(17).

    ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه:

    محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ)، ومالك بن دينار (ت 131 هـ). وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(Cool. وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (19) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه(20).

    وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(21).

    وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(22).

    ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(23) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(24)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.

    ومنهم عبد الواحد بن زيد -رحمه الله- (ت 177هـ) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...."(25)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: "لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد"(26).

    ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(27).

    من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.

    ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(28)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"(29).

    ومنهم شقيق البلخي -رحمه الله- (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(30) فيما وراء النهر.

    وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.

    ومنهم علي بن بكّار -رحمه الله- (ت199هـ)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة".

    قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً"(31).

    ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله- (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر"> المصيصة، فصحبه الصوفية...(32). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.

    وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو.(33).

    ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله- ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:

    أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى

    تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا

    لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(34).

    ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله- (ت 183هـ)، وقد أطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"(35)، وترجم له صاحب الحلية: "تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.

    ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله- وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (36)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.

    ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (37). (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً.

    ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع"(38).

    فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(39).

    ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(40)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(41).

    ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(42). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.

    * ومنهم السري السقطي -رحمه الله- (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(43)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.

    قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (44). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.

    ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205هـ) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (45). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(46). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.

    ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله- (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(47).



    ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي-رحمه الله- (ت 269هـ) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(48).

    قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(49). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.

    ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: ".... كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج"(50).

    ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243هـ) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(51).

    ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال.(52) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: "وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة"(53). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

    وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلىالثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية "وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(54).

    منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله- (ت 225 هـ تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟! قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(55).

    ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(56).

    ومنهم زهير المروزي -رحمه الله- (ت 258هـ) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(57).

    ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:

    علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي (58) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 هـ) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أي شيء فاتك يامحروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على مافاتني.(59).

    وروى أبو القاسم القشيري (ت 465هـ) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(60).

    وفي الختام من المناسب أن نذكر مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937هـ).

    - أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو.

    - أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.

    - أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(61).

    وأخيراً أرجو أن أكون في هذا العرض السريع، قد أزحت عن وجه من وجوه تراثنا المشرق، ماعلق به من فساد الدهر، وماتراكم عليه من غبار الزمن.

    وألقيت الضوء على أبطال ميامين، وأولياء صادقين، عرفهم من عرفهم، وجهلهم من جهلهم. إنهم بلا شك ورثة تلك النماذج من الصحابة الكرام الأعلام، أمثال: علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وسواهم.

    وما أحسن وصف الشاعر الصوفي البوصيري لهم حين قال:

    هم الجبال فسل عنهم مصادمهم *** ماذا رأى منهم في كل مصطدم

    وعلى كل فإن هذا البحث يفتح آفاقاً جديدة، ويحتاج إلى دراسة واسعة أشمل، لأن مثل هذه الدراسة لن تعمق فهمها واحترامنا لتراثنا الروحي فحسب، ولكنها سوف تعمق وعينا بأنفسنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهذا مطلب بالغ الأهمية في هذه المرحلة من تاريخنا.

    المصادر والمراجع والهوامش

    1- سير أعلام النبلاء: للذهبي: (مؤسسة الرسالة ، بيروت 1986) ج 15- ص 410.

    2- الوصايا: لابن عربي. (مؤسسة الأعلمي، بيروت د.ت) ص 37 ومابعدها.

    3- قوت القلوب: لأبي طالب المكي. (ط الميمنية، مصر 1310 هـ) ج1 ص 64.

    4- احياء علوم الدين: للغزالي. (دار الفكر، دمشق 1994) ج4، ص 242.

    5- المصدر السابق ج1 ص 359.

    6- الفتوحات المكية: لابن عربي. (دار صادر، بيروت د.ت) ج2 ص 33.

    7- أحياء علوم الدين ج4 ص 409.

    8- الفتوة في الإسلام وصلة الفتوة بالتصوف: لإبراهيم الجمل. (نهضة مصر 1992)، ص 26.

    9- كشف المحجوب : للهجويري. (القاهرة 1976) ص 232.

    10- نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: لعلي سامي النشار. (دار المعارف، مصر 1978)؛ ص 44، ص 322. والمرابطة كما ذكر المقريزي في خططه: "ملازمة ثغر العدو، وقيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن البلاد والعباد".

    11- إحياء علوم الدين ج4- ص 357.

    12- طبقات الصوفية: لأبي عبد الرحمن السلمي. (دار الكتاب النفيس، حلب 1986)، ص 101.

    13- قوت القلوب ج1، ص 150.

    14- تذكرة الحفاظ : للذهبي ج1 ص 71. تهذيب التهذيب: للعسقلاني ج1، ص 483.

    15- الطبقات الكبرى: لابن سعد. (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت) ج3 ص 175.

    16- تهذيب الأسماء واللقاب؛ للنووي. (بيروت . د.ت) ج1- ص 162.

    17- الزهد : للإمام أحمد بن حنبل. (دار الدعوة ، الإسكندرية 1987)، ص 348.

    18- العقد الفريد: لابن عبد ربه ج6 ص 225. الإحياء: ج4، ص 249.

    مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان. (القاهرة 1959)، ص 151.

    19- البيان والتبيين : للجاحظ : (القاهرة 1948) ج1، ص 273.

    20- التعرف لمذهب أهل التصوف : للكلاباذي. (بيروت 1993). ص 115.

    ويعلق الهجويري على هذه العبارة: إن المرء عندما تغلبه المحبة للذات الإلهية، يصل إلى مرحلة لا يرى فيها الصنع وإنما يرى الصانع. وقال الشيخ ابن عربي في الفتوحات (ج4 ص 379): وماقال بالاتحاد- إلا أهل الإلحاد، ومن قال بالحلول فهو معلول بلا دواء له.

    21- كنوز الأولياء: للزيلي الحنفي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 2927)، الورقة 60 أ. وانظر أيضاً عن جهاد عبد الواحد: حلية الأولياء ج6 ص 162. وجهاد مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

    22- مشاهير علماء الأمصار ص 185.

    23- حلية الأولياء: لأبي نعيم. (بيروت 1985) ج6 ص 227-228.

    24- المصيصة، قال ياقوت في معجم البلدان: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، رابط بها الصالحون قديماً.

    25- روض الرياحين في حكايات الصالحين: لليافعين: (مط الإبراهيمية، مصر د.ت)، ص 36.

    26- حلية الأولياء ج6 ص 157.

    27- المصدر السابق ج6 ص 194.

    28- انظر: تهذيب تاريخ دمشق: لبدران. (بيروت 1979) ج2، ص 179. وانظر مقال : إبراهيم بن أدهم، مجلة التراث العربي، (العددان 11 و 12 لعام 1983).

    29- البداية والنهاية: لابن كثير (بيروت 1966) ج10 ص 145. معجم البلدان مادة "سوقين".

    30- سير أعلام النبلاء ج6 ص 313. تهذيب ابن عساكر ج6 ص 335.

    31- صفة الصفوة: لابن الجوزي. (طبعات متعددة). والعلج: هو الرجل القوي الضخم من كفار العجم= لسان العرب.

    32- تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت) ج10 ص 157.

    33- الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: للمناوي. (مصر 1937). ج1 ص 176.

    34- حلية الأولياء ج10، ص 165.

    35-البداية والنهاية ج10 ص 200.

    36- حلية الأولياء ج8 ص 207.

    37- صفة الصفوة ج4، ص 255. وفي مواضع متفرقة. وطرسوس: في مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.

    38- انظر مقال (المطوعة ودورهم في حراسة ديار العروبة والإسلام). مجلة العربي "الكويتية" العدد 287، ت1، 1982.

    39- انظر بغية الطلب في تاريخ حلب: لابن العديم. (دمشق 1988) ج10، ص 4591. وانظر: الحياة السياسية في بلاد الشام: لأمينة بيطار. (دمشق 1980) ص 380.

    40- الأعلام للزركلي. (بيروت 1989). ج2، ص 152.

    41- شذرات الذهب: لابن العماد الحنبلي. وفيات 237 هـ. ومن أقوال حاتم: الجهاد ثلاثة: جهادك في سرك مع الشيطان حتى تكسره، وجهادك في العلانية في أداء الفرائض، وجهادك مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).

    42- تاريخ دمشق: لابن عساكر. (ط مجمع اللغة العربية، دمشق 1997)، المجلد 47، ص 358.

    43- انظر: تاريخ بغداد ج9، ص 188.

    44- صفة الصفوة ج2، ص 378.

    45- البداية والنهاية، وفيات 205 هـ.

    46- الزاهد العنسي أبو سلمان الداراني: الرياض شحادة.(دمشق 1997)، ص 184.

    47- أبو يزيد البسطامي: لعبد الحليم محمود، (بيروت د.ت) ص 73.

    48- تاريخ بغداد ج1 ص 390.

    49- طبقات الأولياء: للخاوي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 16627) ورقة 61 أ.

    50- تاريخ بغداد ج8 ص 484.

    51- صفة الصفوة ج2، ص 278.

    52- شرح حديث النزول: لابن تيمية. (بيروت 1977)، ص 123.

    53- روض الرياحين في حكايات الصالحين. ص 211.

    54-انظر مقال: (حياة الناس في مدن الثغور)، مجلة دراسات تاريخية: العدد 4 لعام 1981.

    55- صفة الصفوة، ج4 - ص 279.

    56- العصر العباسي الثاني: لشوقي ضيف . (دار المعارف. نصر د.ت). ص 473.

    57- تاريخ بغداد، ج8، ص 484.

    58- طبقات الأولياء: لابن الملقن. (بيروت 1986)، ص 355.

    59-تاريخ دمشق، المجلد 43 ص 328. قلت : وهذا من باب الكشف عند الصوفية، يذكر ابن خلدون في مقدمته ص 329: "أن المجاهدة والخلوة، يتبعها غالباً حجاب الحس، والإطلاع على عوالم من أمر الله..." وقد وقع مثل هذا لكثير من الصحابة، كقول عمر رضي الله عنه: ياسارية الجبل الجبل، وهوعلى منبر المدينة وسارية بنها وند.

    60-الرسالة القشيرية: لأبي القاسم القشيري. (بيروت د.ت) ص61.

    61- لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود، المحمدية: للشعراني. (حلب 1991)، ص 146، ومابعدها.
    ابوصفاءالدين السلطان
    ابوصفاءالدين السلطان
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات


    وسام التميز : تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Katip
    ذكر عدد المساهمات : 1858
    مرشد*مريد*مداح : مداح

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:
    الاعجاب بموقع الرفاعيه:

    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Empty رد: تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    مُساهمة من طرف ابوصفاءالدين السلطان الأحد أكتوبر 31, 2010 3:05 am

    مؤسسة " الزوايا او التكايه" لغة واصطلاحا ومنشأ

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان



    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.وبعد:

    منذ تأسيس المسجد النبوي في المدينة المنورة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم، والحركية الدينية للمسلمين من أجل نشر الإسلام وتربية أهله على تعاليمه، تتفاعل مع مستجدات الأعصر والمجتمعات والأقوام، وكان أن رأى بعضهم لضرورات وقتية نقلَ بعض الأنشطة الموازية المقررة في المساجد، إلى أماكن أخرى يباح الدخول إليها في كل الأحوال التي تمر بالمرء عادة، كحالة التلبس بالجنابة والحيض ، وحالة تعليم الصبيان الذين قد لا يستطيعون المحافظة على نظافة المسجد ووقاره.

    هكذا نشأ في المجتمع الإسلامي الميل إلى تجنيب المساجد ما ينقص من حرمتها أو يؤذي روادها المصلين. فكان أن أُسِّسَت الكتاتيبُ القرآنية لتعليم الصبيان، واكْتُفِيَ في المساجد بإلقاء الدروس العلمية للكبار، ثُم اتَّخَذَ كلُّ شيخ أو عالم زاويةً ( ركنا ) من زوايا المسجد مقرا خاصا لإلقاء دروسه، والتفرد بتلامذته ومريديه، فكانت كل زاوية تسمى باسم شيخها، ونقل بعضهم هذه الدروس تخفيفا عليه وعلى الطلبة إلى بيوت خاصة احتفظت بما كان يطلق عليها في المسجد " زاوية الشيخ فلان". وبعد ظهور الطرق الصوفية تبنى شيوخها هذا النظام الجديد، واتخذت كل طريقة مقرا لها دُعِيَ زاويةً.

    ومع مرور الزمن صار موضوع الزوايا عقديا وشرعيا من أشد المواضيع حساسيةً وأكثرها إثارةً للجدل بين طوائف الأمة ومذاهبها، لما التبس من أمره في الأذهان، وما مورس تحت مظلته من طقوس، واسْتُحْدِثَ من بدع، عَدَّها البعض شركا خفيا وآخرون شركا صريحا.

    لذلك نرى لزاما بادئ ذي بدء أن نقدم موجزا عن نشأة الزوايا وتطورها والمعاني التي استهدفت من تسميتها والغاية التي أسست لها، مع الإشارة إلى بعض الممارسات غير اللائقة شرعا واجتماعا في بعضها.

    من حيث الأصلُ اللغوي يشتق لفظ " الزاوية " من جذره " زَوَى يزوِي " الشيءَ إذا جمعه وضمه، ومنه زوى سرَّه عن الناس إذا كتمه وطواه، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاريSad لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ ( تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ) حَتَّى يَضَعَ رَبُّ الْعِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلمSad إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ).

    يقال أيضا: زَوَاه فانْزَوَى أي نَحَّاه فتنحى، وتَزَوَّى الرجل وَزَوَّى تَزْوِية وانْزَوَى إذا تنحى إلى ركن من بيت أو مسجد أو مطلق بناء أو آوَى إليه، ومن ذلك قول لوط عليه السلام لقومه كما ورد في الآية 80 من سورة هودSad قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ).

    و" الزَّوُّ " كذلك معناه القَدَر ، يقال قُضِي علينا وقُدِّر وحُمَّ وزُيَّ، أي كُتِب علينا.

    ومن مشتقات اللفظ أيضا " الزَّوّ " بمعنى الاقتران والصحبة، فيقال : " جاء الرجلان زَوّأ " أي مقترنان يصطحب أحدهما الآخر.

    من هذه المعاني كلها نستخلص المعنى الاصطلاحي للفظ " الزاوية ":

    فمن معنى الانزواء والانقطاع للعبادة أو العلم والاجتهاد فيهما تعد الزاوية ركنا يأوي إليه الطالب ويحتمي به من الفتن وعوائق التحصيل. وذلك مما يؤدي إليه قوله تعالى (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الذاريات 50.

    ومن معنى القضاء وما حُمَّ وَزُيَّ من تكاليف شرعية تعد الزاوية مكانا لأداء الواجب وتبرئة الذمة امتثالا لأمر الله تعالى في قوله في الآية 122 من سورة التوبة: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

    وباعتبارها ملتقى للأحباب والرفقة الصالحة في طريق الله فروادها يجتمعون ويدرسون ويتهجدون ويذكرون الله تعالى فيها زَوًّا وقرناء.

    وباعتبار الزاوية بؤرة الأسرار الإلهية والأنوار القدسية علما أو عبادة فأسرارها أحق أن تُزْوَى وأمرها أحق أن يكتم عن السفهاء.

    ومن حيث هي مركز للتعبئة الروحية والإعداد والاستعداد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعد ركنا ركينا وبناء متينا وزاوية انطلاق حركي تنظيمي، وتقلصا تاكتيكيا تحفزا للانطلاق السوقي الاستراتيجي نحو إقامة الدين ونشر الفضيلة والمحبة.

    إن الزاوية بكل هذه المعاني هي المجال الحيوي الذي أريد له أن يكون أداة لإعادة صياغة المنزوين فيها، علميا وتربويا وروحيا ونفسيا واجتماعيا.

    أما مبتدأ الأمر في نشوء الزوايا فقد كان تأسيس الكتاتيب القرآنية، وانفراد العلماء بطلبتهم في زوايا المساجد، ثم تطور ذلك مع مرور الزمن إلى مدارس خاصة للعلوم الدينية، وتفرع عنها مساكن للطلبة والضيوف وعابري السبيل، ثم أضيفت إليها رباطات لسكن الفقراء والمساكين والمحتاجين كان يقيمها الأثرياء والأمراء قربات وصدقات جارية في سبيل الله تعالى.

    ثم بعد ذلك تطورت بعض هذه المدارس والرباطات إلى معاهد عليا وجامعات للعلوم الدينية والدنيوية، يتخرج منها فطاحل العلماء والفقهاء والمفكرين ، مثل ما هو حال جامعة القرويين بفاس وابن يوسف بمراكش والزيتونة بتونس؛ في حين تحول بعضها الآخر إلى مراكز للعبادة والذكر والتزهد والانطواء على الذات، ترقبا لإشراق روحي مؤمل أو نسمة خيال مجنح، أو شطحات حال مغرية. وبعد أن ازدهرت ظاهرة الزهد والفرار من مشاق المعاناة الدنيوية والظلم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وتأثرت بالثقافات الدينية الأجنبية الدخيلة هندية وفارسية، تحول بعضها إلى مراكز لتصوف مغال أو معتدل، وبعضها الآخر إلى نوع من المزاوجة بين طلب العلم والتصوف.

    هكذا ظهر ثلاثة أصناف من الزوايا أو الرباطات والمدارس الدينية:

    · الزوايا القرآنية والعلمية التي تدرس فيها القراآت و علومها ، والشرعيات فقها وأصولا للفقه والعقيدة وعلوما للحديث، واللغويات تقويما للسان والقلم.

    · الزوايا الصوفية المحضة.

    · الزوايا المزدوجة صوفية وعلمية.

    ومن أمثلة الزوايا العلمية الزاوية التاغية التي نحن بصدد التمهيد للحديث عنها، والتي أسسها الشيخ أحمد التاغي الحمداوي، في قبائل حمداوة ومزاب بالشاوية العليا جوار مدينة ابن أحمد بين مدينتي برشيد وخريبكة، والزاوية الناصرية في قبيلة أولاد حريز، وزاوية سيدي أحمد بن علي في زاكورة.

    ومن أمثلة الزوايا الصوفية المحضة الزاوية الحمداوية (أو زاوية زكزل ) في قبيلة بني وريمش بالناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون وسوقها الوحيد يدعى"تانزارت"، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و أعظم بطونهم بنو عبد السيد، و أولاد علي الشاب و رسلان و تاكمة ، و بنو محيو المجاورون لقصبة عيون سيدي ملوك و في هذا القسم تقع أراضي أكليم .

    وتقع هذه الزاوية الحمداوية (زكزل ) في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مغارة الجمل، أسسها مولاي أحمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما طريقتها الصوفية فهي التجانية و الخلوتية، و للزاوية فروع كثيرة مثل فرع عين الهراوة وفرع بني نوكة...

    أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي و سعيد باونت و أولاد سيدي سعيد العرعار ، و أولاد سيدي موسى المدعون بأولاد معبورة ، و أولاد فسير ، و أولاد عطية وأهل ورين و بنو وال و التميميون و الشراقة ، وهؤلاء الشرفاء الأدارسة يقيمون مواسم دورية ترحما على أجدادهم وتخليدا لذكراهم.

    ومن أمثلة الزوايا مزدوجة النشاط علميا وصوفيا الزاوية الناصرية في تامكروت بزاكورة والزاوية الشرقاوية بأبي الجعد.

    أغلب هذه الزوايا كانت تقام في بقاع تجمع بين الخصب ووفرة المياه وجودة الطقس، والبعد بمسافة قريبة من مواطن الكثافة السكانية. أما مرافقها فغالبا ما تضم مسجدا وبيتا خاصا للشيخ المؤسس، وبيتين آخرين أحدهما لمسؤول النظام الداخلي والثاني للضيوف، وغرفا لسكن الطلبة، وكتابا قرآنيا للصغار، ومضافة للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، ومخزنا لحفظ المؤن والمواد الغذائية التي يكون مصدرها في الأغلب زكوات القبائل المجاورة وتبرعاتهم ، ومداخيل الأراضي الموقوفة على الزاوية..

    أما الدراسة فتكون عادة في المسجد، وتشمل بجانب عملية الصياغة التربوية للطلبة، المواد اللغوية والعلوم القرآنية والشرعية، التي تؤهلهم لولوج الجامعات العليا كالقرويين وابن يوسف، أو لتولي مناصب العدالة والتدريس والإمامة.

    غير أن ما نال الأمة الإسلامية جميعها من تخلف وانحطاط وجهل في عصور الضعف والانحلال السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي عرفتها في القرون الأخيرة، أثرت في مؤسسة الزوايا علمية كانت أو صوفية أو مزدوجة، فتفشت فيها ظواهر مخالفة للشرع والعرف السليم والتقاليد الوطنية النظيفة، منها على سبيل المثال لا الحصر:

    · في المجال العقدي ظاهرة اتخاذ الأضرحة مساجد والتمسح بالقبور ودعاء أهلها التماسا للعون واستشفاء من الأمراض، واستجلابا للذرية، واستنصارا على الظالمين...الخ.

    · في المجال الاجتماعي ظاهرة الاسترقاء غير الشرعي والسحر والشعوذة وادعاء الاطلاع على الغيب...، بل تحولت بعض الأضرحة إلى مباآت للفاحشة والانحراف الخلقي الصرف.

    · في المجال الاقتصادي ظاهرة استغلال العامة واستغفالهم وابتزازهم وأكل أموالهم بالباطل.

    وهذا مما يخالف النصوص الصريحة في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، وقد ورد فيهما التحريم الصريح والقاطع لكل هذه الظواهر والممارسات:

    فعن دعوة غير الله تعالى استهداء واستطعاما واستسقاء واستشفاء واستغفارا واستنصارا ومنعا وعطاء، يقول عز وجل في سورة الأعراف: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ(194)أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلَا تُنظِرُونِي(195)إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ(196)وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ(197) .

    ويقول في سورة الشعراءSad الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِي(78)وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي(79)وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِي(80)وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ(81)وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ(82).

    ويقول في سورة الشورىSad يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(49)أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ).

    وقد روى البخاري في موضوع اتخاذ القبور مساجد حديثا صحيحا هو : (حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ:" لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

    وعن الاشتغال بالسحر والشعوذة يقول رب العزة في سورة البقرة في الآية 102: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)

    وعن الاسترقاء بغير الرقية الشرعية التي وردت صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج البخاري أيضا (حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ: مَا هَذَا ؟ أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيلَ: بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، قِيلَ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الْأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الْأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُمْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا: نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلَادُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ فَقَالَ:" هُمِ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ" فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ: أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:" نَعَمْ "، فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: أَمِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَ " سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ ".

    وعن أكل أموال الناس بالباطل يقول تعالى في سورة النساءSad فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا(160)وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(161).

    نخلص من هذه الدراسة الموجزة لأمر الزوايا إلى الأحكام التالية:

    · الزوايا آلية مشروعة لنشر العلم والتربية وتبليغ العقيدة والشريعة بصفتها منارات قرآنية ومؤسسات اجتماعية تساهم في التنوير والتثقيف والتوعية ، ما لم تتحول ذريعة أو غطاء للمخالفات الشرعية والشرك الخفي أو الظاهر.

    · ما استحدث في الزوايا طيلة عهود الانحطاط من مخالفات شرعية واجتماعية ينبغي إزاحته وتوضيح أحكام الإسلام كتابا وسنة فيه.

    · الأساليب العتيقة الحالية التي تسير عليها الزوايا ينبغي أن تتطور وتُحَدَّث بما يناسب العصر، وأن يستفاد فيها من الأدوات العلمية المعاصرة إذاعة وصحافة وأدوات اتصال إلكتروني ( حواسيب وإنترنيت)، وغير ذلك مما صار من ضروريات العلم والتعلم.

    المشرف العام على الموقع

    أحمد مطيع الحمداوي

    القبائل والزوايا في منطقة بني يزناسن ( بركان)

    بالشمال المغربي( الريف)

    من بحث لنيل الإجازة في التاريخ بعنوان: الولي الصالح محمد أبركان

    إعداد الطالب يوسف أسرار

    إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره ، و نتوب إليه ، و نعود بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إلاه إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .

    أما بعــد :

    كعادة معظم الباحثين المبتدئين واجهتني حيرة كبيرة لاختيار موضوع البحث، لكن هاته الحيرة زالت بمجرد أن التقيت أستاذي الفاضل مصطفى أخليف حينما اقترح علي أن أقوم بترجمة لأحد علماء المنطقة التي أقطن فيها ، ولم أتردد كثيرا في قبول الموضوع لأن حيرتي كانت سجينة منطقة بني يزناسن ، و كنت أتمنى دائما أن أكتب في موضوع يهتم بمنطقتي و التي لها تاريخ عريق ، وذلك أن المغرب الشرقي عموما و منطقة بني يزناسن خصوصا لم يحظيا بما حظيت به مختلف مناطق المغرب من قبل الدارسين المهتمين باستثناء بعض الدراسات القليلة التي ضلت مقتصرة على بعض جوانب المنطقة ، و جل تاريخها ظل حبيس ذاكرة أبنائها يموت بموتهم ، فلم يجد من ينقب عنه و يحييه ، و على الخصوص علماء و أولياء المنطقة الذين صالوا و جالوا المغرب كله بل و حتى المشرق .

    و لهذا فبمجرد أن اقترح علي الأستاذ مصطفى أخليف الموضوع المشار إليه سابقا اقترحت عليه أن أقوم بترجمة للولي الصالح محمد أبركان ولطالما تمنيت أن أكتب عن هذا العالم مع العلم أني عرفت أنه عالما محدث و حافظ من خلال و ثيقة حصلت عليها من أحد الأصدقاء حصل عليها بدوره من بلدية أبركان و برجوعي كذلك إلى كتاب " بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني " لمؤلفه قدور الورطاسي واستجابة لدعوته النبيلة :

    " ومن الواجب على السادة الراشديين أن يبحثوا جمع جميع المعلومات عن هذا العالم الحافظ و الولي الصالح و يعطوه ما يستحقه من العناية ، و ذلك بترجمته ترجمة وافية ... و هذا الواجب مطوق أيضا بكل يزناسني على العموم بالطبقة المثقفة على الخصوص . "

    وبقبول الأستاذ الموضوع نهائيا ، بدأت بجمع المعلومات الوافية عنه و اتصلت بكل من له علاقة به ، لكن المفاجأة التي لم أكن أنتظرها ، أن لا أجد من يعرف عنه سوى ما أعرفه شخصيا و هو ما ذكره قدور الورطاسي ، باستثناء شخصين، أعطياني إشارات قليلة جدا و المفاجئة كانت أعظم لما رجعت إلى المراجع المترجمة لهذا الولي فلم أجد في أغلبها سوى السطر أو الثلاثة أسطر ، و أصبت بخيبة أمل كدت على إثرها أن أغير الموضوع ، لكن تشجيعات الأستاذ لي و إطلاعي على كتاب نيل الابتهاج لأحمد بابا السوداني و البستان لابن مريم بعثا في الأمل من جديد و خصوصا أن الكتاب الأخير قد أحاط بجل حياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف والد محمد أبركان لهذا سيتخذ بحثي مسارا آخر و بعنوان آخر( ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان و أبيه الولي الصالح الحسن بن مخلوف ) .و صدق الله العظيم حيث قال في محكم تنزيله " و ما تشاءون إلا أن يشاء الله . إن الله كان عليما حكيما " سورة الإنسان

    و أشير هنا أن ابن مريم يخلط بين ما هو تاريخي و ما هو واقعي و أسطوري و قد اعتمدت عليه و نقلت كل ما يتعلق بحياة الولي الصالح الحسن بن مخلوف و ذلك لقلة المراجع التي ترجمت له .

    و بعد جمع مادة البحث سأقوم بتقسيمه إلى مقدمة و تمهيد ، فصلين و خاتمة .

    و سأحاول أن أتطرق في التمهيد لجغرافية بني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم .

    أما الفصل الأول فسأتناول فيه ترجمة للمحدث الحافظ محمد أبركان ، و الفصل الثاني سأتناول فيه ترجمة للولي الصالح الحسن بن مخلوف و اختم البحث بخاتمة مجملة .

    و في الختام أتقدم بجزيل الشكر إلى أستاذي الفاضل " المشرف على هذا الموضوع " ذ : مصطفى أخليف الذي نور لي الطريق و ساعدني بتوجيهاته و تشجيعاته النيرة و منحنى و قته الغالي فجزاه الله عني خير الجزاء .

    و الله ولي التوفيق .

    تمهــيد :

    إن الأصل اليزناسني للوليين الصالحين محمد أبركان و أبيه الحسن بن مخلوف و تصوفهما هما اللذان دفعاني لوضع هذا التمهيد ، وذلك بوضع تعريف مبسط لبني يزناسن و مدى انتشار التصوف في منطقتهم ، كما أن اليزناسيين أصبحوا يعرفون بالبركانيين منذ فجر النهضة الوطنية التحريرية في المغرب نسبة إلى الوالي الصالح محمد أبركان .

    1 ـ القبائل الكبرى لبني يزناسن و تموقع الزوايا و الشرفاء فيها :

    يعتبر بنو يزناسن من القبائل البربرية البترية[1]* و ينتمون إلى زناتة كما يذكر ابن حوقل (1) "و من قبائل البربر الخارجة من صلب " زناتة بني يزناسن" لكن قدور الورطاسي (2) يذكر أن لكل من القبيلتين نسب خاص " فلبني يزناسن نسبهم الخاص ، و لزناتة نسبهم الخاص ، و أن كانت القبيلتان تجتمعان في أصل واحد " أما مواطنهم الأصلي فيذكر ابن خلدون (3) "بني يزناسن أهل الجبل المطل على وجدة " ويعرف الحسن الوزان (4) هذا الجبل بقوله:" يقع هذا الجبل على بعد نحو خمسين ميلا غربي تلمسان ، و يتاخم من جهة قفر كرط و قفر أنكاد من جهة أخرى ، ممتدا على طول خمس و عشرين ميلا و على عرض نحو خمسة عشرة ميلا و هو شديد الوعورة و الارتفاع ، صعب المسالك ، تكسوه غابات كثيرة ، و يضم هذا الجبل مداشر عديدة يسكنها قوم ذوو بأس شديد" . و تنقسم منطقة بني يزناسن إلى أربعة قبائل كبرى و هي : قبيلة بني وريمش ، وقبيلة بني عتيق ، قبيلة بني منقوش ، قبيلة بني خالد .

    1* ـ البترية نسبة إلى شعب البتر وقد لقبو بهذا اللقب لأنهم كانوا يلبسون البرنس الصوفي ناقصا أي بدون غطاء الرأس عكس البرانس هذا ما ذكره ابن منصور نقلا عن مرسي في كتابه " قبائل المغرب " ، ج 1 ، ص : 262 الرباط 1968 ، لكن النسابة العرب يرجعون سبب التسمية إلى أجدادهم فالبتر هم الذين ينسبون إلى "ماد غيس" و يلقب بالإبتر - ابن خلدون كتاب العبر ج 6 ، ص : 229 -.

    1 ـ قبيلة بني وريمش :

    تقع قبيلة بني وريمش في الناحية المجاورة لقبائل كبدانة والريف ، و معظم سكانها من العيون ، و تنتشر هذه القبيلة على الجزء الغربي من جبل تافوغالت شرقا وحوض ملوية غربا ، و تضم فروعا من الزاوية الحمداوية في عين الهراوة و بني نوكة (5) و لا يوجد في بني وريمش إلا سوق واحد يسمى "سوق تانزارت"، وأعظم بطونهم بنو عبد السيد، وأولاد علي الشاب، ورسلان، وتاكمة، و بنو محيو المجاورن لقصبة عيون سيدي ملوك، و في هذا القسم تقع أراضي أكليم (6) .

    أما شرفاء القبيلة فهم : أولاد سيدي علي، وسعيد باونت وأولاد سيدي سعيد العرعار، وأولاد سيدي موسى المدعوون بأولاد معبورة، وأولاد فسير، وأولاد عطية، وأهل ورين، وبنو وال، و التميميون، والشراقة، وهؤلاء الشرفاء الإدريسيون، وهم يقيمون مواسم دورية[1] * ترحما على أجدادهم (7) .

    2 ـ قبيلة بني عتيق :

    يمتد مجالها الطبيعي بين بني منقوش شرقا و بني وريمش غربا، وتشرف من جهة الجنوب على سهل أنكاد و من الشمال على تريفة و مدينة بركان الحالية و هي تقع في هذه القبيلة (Cool . و في بني عتيق يقع جبل فوغال أو" ألمو " الذي ينبع الماء منه في كل جهة من بين الصخور كما توجد بها بحيرة واو اللوت التي تسقي البساتين المجاورة لها (9) ومن أهم الأسر العتيقة بهذه القبيلة آل الهبيل أسرة البكاي لهبيل رئيس أول حكومة مغربية في عهد الاستقلال ، وتضم هذه القبيلة ضريح مولاي أحمد العياشي مؤسس الزاوية الحمداوية (زاوية زكزل) كما تضم الشرفاء الحافيين والسغروشنيين، والورطاسيين، و آل تيزي أزمور، و الصبانيين ، و لكل هؤلاء الشرفاء مواسم خاصة في كل سنة (10) و في هذه القبيلة تقع مغارتا الجمل والحمامة المشهورتان عالميا \

    3 ـ قبيلة بني منقوش :

    تمتد هذه القبيلة جنوبا من أراضي " لبصارة " الواقعة على حدود قبيلة " لمهاية " الشمالية وتنتهي شمالا إلى حدود أراضي غرب سهل تريفة و قبيلة لعثامنة أي تمتد بين بني خالد شرقا و بني عتيق غربا ... و في سهل بني منقوش تقع قصبة عين الركادة التي أعاد بناءها السلطان إسماعيل و تقع أيضا في هذه القبيلة عين فزوان المعدنية ( المعروفة وطنيا ) و عين الصفا الجميلة (11) .

    ومن أهم الأسر المنقوشية أولاد سيدي رمضان ، و أولاد بوغنم ، أهل وجوت ، لكرارجة ، أما الشرفاء الادريسيون فهم أولاد سيدي علي البكاي (صاحب الزاوية البكاوية ) و أولاد بنيعقوب وأل وكوت والحسنيون و الرمضانيون (أصحاب الزاوية الرمضانية ) و الوليون و أولاد الطاهر من عين الصفا (12).

    4 ـ قبيلة بني خالد :

    ينتشر بنو خالد في الجزء الشرقي من جبال بني يزناسن ، يحدهم شرقا الأراضي الجزائرية و غربا قبيلة بني منقوش و تشرف هذه القبيلة على سهل أنكاد جنوبا و سهل تريفة شمالا ، و أهم الأسر في بني خالد : بنو مريحا و بنو خلوف و أولاد الزعيم و أولاد بن عزة ، أما شرفاؤهم فهم : أولاد سيدي عبد الله بن عزة وأولاد سيدي المختار بوتشيش القادري و أولاد بن العالم (13) و تضم هذه القبيلة أهم الزوايا على الصعيد الوطني و هي الزاوية البوتشيشية و الهبرية .

    II ـ ظاهرة التصوف بمنطقة بني يزناسن :

    إن المهتمين بتاريخ المنطقة يعلمون أنها عرفت عبر التاريخ انتشارا واسعا لظاهرة التصوف ، ويرجع الفضل في ذلك لهجرة العديد من الأولياء والعلماء إلى المنطقة حاملين لفكر التصوف و الذين عملوا على إنشاء زاويا خاصة بهم و بطرقهم الصوفية، وهذا ما يفسر الانتشار الهام للزوايا و أضرحة الأولياء بالمنطقة إذ يفوق عدد الأولياء بها ثلاثين وليا وعدد الزوايا اثنين و عشرين زاوية أغلبها ليس لها مقر وبلا أهمية (14).

    1 ـ الزوايا التي ليس لها مقر بلا أهمية :

    يقول Voinot في كتابه " وجدة العمالة " " نجد في العمالة عددا كبيرا من الزوايا أغلبها ليس لها مقر و بلا أهمية " (15 ) و سنقتصر نحن على ذكر الزوايا التي توجد بمنطقة بني يزناسن و هي في الجدول الآتي :

    القبيلة التي تنتهي إليها


    اسم الزاوية

    بنو خالد

    بنو خالد

    بنو منقوش

    بنو منقوش

    بنو منقوش

    بنو عتيق

    بنو عتيق

    بنو عتيق

    بنو عتيق

    بنو وريمش

    بنو وريمش

    بنو وريمش

    بنو وريمش

    بنو وريمش

    بنو وريمش

    بنو وريمش


    ـ زاوية محمد بن الحاج العزاوي

    ـ زاوية أولاد سيدي سليمان

    ـ زاوية أولاد سيدي علي

    ـ زاوية أولاد بنعيني

    ـ زاوية أولاد ملحة

    ـ زاوية مالو

    ـ زاوية الوالي

    ـ زاوية تاقربوست

    ـ زاوية سيدي عبد المومن

    ـ زاوية أولاد مولاي أحمد

    ـ زاوية أولاد داود

    ـ زاوية بن عطية

    ـ زاوية سيدي علي بن سعيد

    ـ زاوية مولاي اليزيد

    ـ زاوية أهل الورين

    ـ زاوية أهل أونوت

    2 ـ الزوايا التي لها مقر وبلا أهمية :

    لم تعد هاته الزاويا معروفة حاليا بالرغم من أن لها مقرا معروفا ، و هذا راجع إلى أصحابها الذين هاجروا إلى المدينة واستقروا بها وأصبحوا يتوارثون النسب فقط[1]*، ومن بني هاته الزوايا نذكر :

    أ : الزاوية البكاوية :

    تقع هذه الزاوية ببني وكلان جبل بني يزناسن قبيلة بني منقوش ، و مؤسسها هو علي البكاي بن محمد بن محمد ( فتحا ) و ينتهي نسبه إلى سيدنا علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) و لقب بالبكاي لأنه كان كثير البكاء[2] لفراق شيخه سيدي بوزيان (16) .

    وتقام في الزاوية حاليا مختلف الأنشطة الدينية من ذكر و صلاة و غيرها و الغالب فيها هي الحضرة التي تقام كل خميس كما يقام موسم سنوي في ضريح جد البكاويين في بني وكلان (17) .

    ب ـ الزاوية الرمضانية:

    تقع الزاوية الرمضانية بالسفوح الشمالية لجبال بني منقوش جنوب جراوة بحوالي ست كيلومترات قرب مدينة أبركان ، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى الشيخ رمضان الذي يعتبر مؤسسها الحقيقي و هو الذي أعطى الانطلاقة الأولى للطريقة الوزانية الطيبية بالمنطقة وما زال الناس يقصدون هاته الزاوية للتبرك (18) و السياحة .

    [1]* ـ أي أصبحوا يتوارثون نسب الشرف خلافا للقديم حيث كان يتسابقون لخدمة الزاوية وأهلها.

    [2]* ـ ولهذا سميت الزاوية بالبكاوية .

    ج ـ الزاوية الحمداوية أو زاوية زكزل :

    تقع زاوية زكزل في جبل بني يزناسن قرب قرية تافوغالت بمقربة مكان سياحي يسمى مغارة الجمل و مؤسس هاته الزاوية ، مولاي احمد بن محمد بن مولاي العياشي ، أما الطريقة الصوفية للزاوية فهي الطريقة التجانية و الخلوتية وذلك ما ذكره أحمد الغزالي (19) بالنظر إلى سند الطريقة نلاحظ أن رجالاتها غير مذكورين في نسب الدرقاوية بل أنهم ينتمون خاصة إلى الخلوتية و التجانية " وللزاوية فروع كثيرة ذكرها V O I N T في كتابه وجدة العمالة .

    3 ـ الزوايا التي لها مقر وذات أهمية :

    تعتبر الزاويتان البوتشيشية و الهبرية من أهم الزوايا التي توجد بالمنطقة و مقرهما معروف لدى العامة و الخاصة ، بل أن الزاوية البوتشيشية تعدت المستوى المحلي ليصبح لها صيت كبير على المستوى الوطني و لها مريدون حتى في بعض الدول الأوربية و أمريكا (21) .

    1 ـ الزاوية البوتشيشية :

    يوجد مقر الزاوية البوتشيشية حاليا بقرب مداغ ، و يرجع إنشاؤها إلى الشيخ المختار البوتشيشيي القادري[1]* وذلك في عهد المولى عبد الرحمن القرن 13 هـ (22)

    [1] * ـ لقب الشيخ المختار القادري ببوتشيش لأنه كان يقدم "التشيشة" كطعام لمريديه ولهذا سميت بالزاوية البوتشيشية .

    2 ـ الزاوية الدرقاوية أو الهبرية :

    تأتي في الأهمية بعد الزاوية البوتشيشية فهي اقل انتشارا و أتباعا من هاته الأخيرة ، و مؤسس هاته الزاوية هو الحاج محمد الهبري العزاوي و يوجد مقرها بالمحل المعروف " بالضريرة " التابعة لأحفير و هي توجد على الحدود الجزائرية المغربية وقريبة من مصطاف السعيدية ، و إنشاؤها يرجع إلى ما قبل الاستعمار الفرنسي ببضع سنوات وتتميز هاته الزاوية عن الزوايا الأخرى بكونها تستعمل الطبل أثناء رقصاتهم " الحضرة " مع أناشيد وجدانية في قالب الشعر العربي (27 ) .

    *هوامش التمهيد :

    (1) ـ ابن حوقل ، صورة الأرض ، طبعة بيروت 1979 ، ص : 103 .

    (2) ـ قدور الورطاسي ، بنو يزناسن عبر الكفاح الوطني ، مطبوعات دار المغرب ، الرباط ، 1976 ، ص : 18 .

    (3) ـ ابن خلدون ، العبر ، طبعة بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، 1957 ، ج6 ، ص :229 .

    (4) ـ الحسن الوزان ، وصف إفريقيا ، ط2 ،1983 ،ج2 ، ص : 43 .

    (5) ـ قدور الورطاسي ، م.س، ص : 21 ـ احمد الغزالي ، زوايا بني يزناسن القادرية البوتشيشية نمودجا ،مطبعة البلابل بفاس ، 1998 .ص : 22 .

    (6) ـ قدور ، م .س ، ص : 23 ـ احمد الغزالي ، م.س، ص : 22 .

    (7) ـ نفسه ـ نفسه .

    (Cool ـ قدور ، م.س، ص: 24 ـ احمد الغزالي ، م.س ،ص : 81 .

    (9) ـ قدور ، م. س ، ص : 25 .

    (10) ـ نفسه ، ص : ص : 27 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص ، 21 .

    (11) ـ قدور ، م.س ، ص : 30 ـ 31 .

    (12) ـ قدور ، م.س ، ص : 34 ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 21 .

    (13) ـ قدور ، م.س ، ص : 35 ـ 38 . ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 20 ـ 21 .

    (14) ـvoinot , Oujda et Al Amalat , p : 218, Oran 1912 .

    (15) ـ نفسه .

    (16) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 123 .

    (17) ـ كما يحكيه أهل المنطقة .

    (18) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 143 ـ 144 .

    (19) ـ نفسه ، ص : 153 .

    (20) ـ Voinot, Oujda et Alamlat , p : 218

    (21) ـ حسب ما ذكر لي أحد المريدين بالزاوية وهو من خدامها .

    (22) ـ قدور ، م.س ، ص : 61

    (23) ـ احمد الغزالي ، م.س ، ص : 58 .

    (24) ـ نفسه ، ص : 51 .

    (25) ـ نفسه ، ص : 60 .

    (26) ـ نفسه ، ص : 61 .

    (27) ـ قدور ، م.س ، ص : 59 .

    (28) ـ نفسه ، ص : 60
    ابوصفاءالدين السلطان
    ابوصفاءالدين السلطان
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات


    وسام التميز : تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Katip
    ذكر عدد المساهمات : 1858
    مرشد*مريد*مداح : مداح

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:
    الاعجاب بموقع الرفاعيه:

    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Empty رد: تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    مُساهمة من طرف ابوصفاءالدين السلطان الأحد أكتوبر 31, 2010 3:09 am



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الزوايا والتكايا ودورها في الاسلام
    ولنبدأ اولاً:
    في اصل تسميه التكيه ومصدر اشتقاقها وفيها أقول ُ واضهرها انها عربيه الاصل من حيث الصيغه والاشتقاق اخذاً من الفعل ( أتكأ) ومنه : ( المتكأُ ) واصل الباب اخذاً الاستطلاح مادة (وَكأ ) وقد فسر ابو الحسن علي بن سليمان الاخفش اللغوي المشهور – أحد الاخافشه الثلاثه – ( الُمتكأ ) في الايه بـ ( المجلس ) فمن ثم يُعلم أن التكيه هي :- المجلس الذي تعقد فيه الاذكار وتقام فيه الشعائر . والتاء فيها منقلبةُ عن (الواو) كما لايخفا على من درس علم الصرف .
    وجمع تكيه (تكيات) وهو الاكثر في اللغه بناءاً على جمع (فعله) فعلات وتجمه على (التكايا) لو ورود شواهد كثيرة على جمع (فعله) (فعائل).
    والى التكايا جذورُ ضاربة في اعماق التاريخ الاسلامي – متزامنه مع نشوء صرحه السامي من حيث الفكرة والمضمون وقد ولدة هي والمسجد في اناً واحد – ان اردنا التجوز والاتساع – او متقارب ان قصدنا الدقه في الاستقرار في الصفه التي كانت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الا ان النواة الاولى للتكيه من حيث التقاء الاثنين في معناً واحد هو الطهاره الدائمه وملازمة الذكر والنخلاع من علائق الدنيا والزهد في حطامها الفاني – في تلك البقعه المباركه المعنيه في مقابل المبادرة الى صالح الاعمال وتزكيه النفس من الدنس والاقدار وبالارتقاء على سلالم (صرح السمو الروحي ) وقد خرجت الصفه التي هي سلف التكيه – عضماء الرجال وقادة الفكر والنماذج العليا للمِثُلُ الاسلاميه الراقيه في الفقه والحديث والتفسير ولك من هؤلاء الرجال النوابغ سخصية واحدة على سبيل المثال هو سيدنا الصحابي الجليل ( ابي هريرة رضيه الله تعالى عليه ) الذي لم يرد عن احد من الصحابه من حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ماورد عنه حيث جاوزة الاحاديث المرويه عنه خمسة الآف حديث في الفقه والتفسير وخبار الانبياء والحديث القدسي وعجائب الاثار . واذا رجعنا الى استقراء التاريخ عن نشأة ( التكايا ) وجدناها مرة في مراحل متعددة من حيث( الشمول والتبلور) واتساع المعنى لتستقر على (المفهوم الشمولي) الذي خصها الاستطلاح به في العصر الراهم والذي بدا يسير في هذا الاتجاه – بتقديرنا – من بداية القرن الثالث الهجري على نحو التقريب كما مرة باسماء متعدده حتى استقرت على هذا الاستطلاح – التكيه فقد اطلق عليها في القرن السادس والسابع والثامن وما بعده في المشرق الاسلامي – اسمُ الرباط) أخذأً من –المرابطه – وهي الملازمه – وهو مستطلح قرآني ومعنى اسلامي بحت قال تعالى (( ياايها الذين امنو اصبروا وصابروا ورابطوا )) وهذا وان كان في معنى ملازمة الثغر لحفظ بيضة الاسلام لكنه يلتقي مع مفهوم الرباط او – التكيه – بجامع الملازمه لتحقيق امتثال الامر المولوي – الاسر الالهي – في اختلاف الصورة ضاهراً وتعدد مصادير العنوان لا يقدح اتحاد المآل فالالتقاءُ بالنتيجه واحد وهو التحقيق ( الرقربه ) فمنشأ الانتزاع بأصطلاح الاصوليين ضاهر بالمسانحه لاغبار عليه مضافاً الى ورود هذه المادة أي ( رَبَطَ ) في معاني ملتقيه جميعها في الغايه في غير ما آيه في الكتاب الكريم وقال تعالى (( وربطنا على قلوبهم )) وقال تعالى (( لو لاان ربطنا على قلبهم )) وقال تعالى (( وليربط على قلوبهم )) ( وجمع الرباط ) : (رُبُط ٌُ )و (رباطاتٌ )وكان من اشهرها : رباطُ سلطان العارفين قطب الاقطاب انسان حدقة المفاخر سيدنا محي الدين والسنه السيد الشيخ ( عبدالقادر الجيلاني ) قدسه سره العزيز وكان يقعفي الجهه الشرقيه الى الحنوب قليلاً من مدرسته قريباً من البرج الذي كان معروفاً ( برج العجمي ) وموضعه بين المرقد المنسوب الى ابي حامد الغزالي و ( باب الطلسم ) الذي مازالت بعض اثاره وبقاياه قائمة من الجهه الغربيه في الجسر السريع الحالي وكانت تعرف قبل ثلاثة عقول من السنين ( المحطه ) وكان مجلس وعض الشيخ (عبدالقادر الجيلاني) ( قدسه سره ) يعقد في هذا الرباط المبارك فتحضره الآلاف المؤلفه من العلماء والفهاء والقضاة والاولياء والامراء والفقراء وربما حضره الخليفه بنفسه كما كان يحضره علماء المذاهب والنحل الاخرى كالمعتزله والشيعه وذوي العلوم المتباينه كالنحاة واللغويين والمفسرين والمؤرخين والعروضيين ومما لا يحصرعددهم وقد زام هذا الاستطلاح استطلاح اخر في معناه ذلك هو (( الرواق )) وقد شاع هذا المستطلح ايام الشيخ العارف بالله سيدي ابي العابس (احمد ابن الحسن علي ابن الرفاعي) قدس سره العزيز وكان رواقه في (ام عبيده) ( بفتح العين وكسر الباء) على زنة ( سفينه ) وهو الذي دفن فيه مازال مرقده قائماً مقصودا بالزيارة والتبرك ويعرف اليوم بمرقد (السيد احمد الرفاعي) قدس سره العزيز شمالي قضاء الميمونه التابع لمحافظة ميسان وفي اواسط العهد العثماني اكتسبه اصطلاح اخر (( الخانقاه )) بل ان هذا الاسم اسبق من هذا الزمن على ما حققناه في غير هذا الموضع واكثر مااستعمل هذا المصطلح في بلاد العجم – غير العرب – كنيسا بور – وصبهان – وسمر قند – وبلخ – ونجارى – وهمدان – وبعض من بلاد العرب والمشرق الاسلامي كسوريه والنسر الى ان اتخذ التسميه الاخيره – التكيه – على ماقررناه - في صدر البحث والباحث المصنف لا يسعه الا الاكبار والاجلال للدور الفعال الذي قامت به التكايا في خدمة الدين الحنيف .
    وتدل الاخبار المتعلقه في المدرسه القادريه الى انها لعبة دور رئيسيا في اعداد المواجهه للخطر الصلبي في البلاد الشاميه فقد كانت المدرسه القادريه تستقبل ابناء النازحين الذين فرو من وجه الاحتلال الصليبي ثم تقوم باعداده ثم اعادتهم الى مناطق المواجهه الدائرة تحت القياده الاسلاميه وقد اشتهره بعض نفرا من هؤلاء الطلاب منهم ( ابن نجا الواعض ) اصبح فيما بعد ما مستشار صلاح الدين الايوبي السياسي والعسكري ( والحافظ الرهاوي ) و (موسى ابن الشيخ عبدالقادر) الذي انتقل الى بلاد الشام ليسهم في النشاط الفكري ( وموفق الدين ابن قدامه ) صاحب كتاب (المغني ) وكان مستشار صلاح الدين ايضاً .
    وللتكايا دور عضيم في تربية الابطال وتخريجهم ودعني اضرب لك بعض الامثله فهاهو الفقيه المحدث اللغوي الاديب الصوفي الكبير ( ابو القاسم القشيري ) صاحب ( الرساله القشيريه) المعروفه والتي شرحت بعدة شروح والامام المحدث ( ابو النعيم الاصفهاني ) صاحب ( الحليه ) ( وما نزل في اهل البيت من القرآن ) و ( نعت المهدي ) وغيرها من المصنفات وهذا الامام الجنيد البغدادي رضي الله عنه سيد الطائفه الصوفيه وقبله خاله وشيخه سيدنا ابو الحسن سري السقطي قدسه سره العزيز فكل هؤلاء المشايخ تخرجوا من التكايا فكل الاجلال للزوايا والتكايا لدورها الفعال لخدمة هذا الدين الحنيف .

    ابوصفاءالدين السلطان
    ابوصفاءالدين السلطان
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
    مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات


    وسام التميز : تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Katip
    ذكر عدد المساهمات : 1858
    مرشد*مريد*مداح : مداح

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:
    الاعجاب بموقع الرفاعيه:

    تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول Empty رد: تاريخ التصوف اصل الاصول وصل والصول

    مُساهمة من طرف ابوصفاءالدين السلطان الأحد أكتوبر 31, 2010 3:17 am


    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما كتب عن محافظة البصرة حضارة وسياسة وتاريخاً كثير إلا ان ما كتب عن التكيات فيها وجذورها قليل ان لم يكن نادراً . ولا حاجة الى القول ان تناول التكيات التي هي نمط من انماط اماكن العبادة يعد ربطاً للحاضر والمستقبل الذين يتصلان اتصالاً عضوياً بالماضي وان اي بناء جديد في اي ميدان من ميادين الحياة الانسانية لابد من ان يربط الماضي بالحاضر والمستقبل لفهم اصولها ومرجعيتها التاريخية ومعرفة الاسس التي قامت عليها تلك التكايا بصورة عامة .
    وتعرف التكايا بانها مكان للصلاة والاذكار يسكن فيها الدراويش من منتسبي الطرق الصوفية ، ويذكر لنا التاريخ الاسلامي انشاء التكايا التي ما كتب عن محافظة البصرة كثير .
    وكتب عن تاريخها كثير ايضاً إلا ان اكتب عرفت باسمها القديمة منها ( الزوايا ) او ( خانقاه ) التي اتخذت بعض من المتصوفين لهم كمكان للعبادة والتدريس وللعزلة ومنها المتصوف الغزالي .
    وفي محافظة البصرة فقد تنوعت هي الاخرى مثل باقي المدن العراقية في انواع التكايا التي انشئت بسبب الاحتلال العثماني للعراق بالتسهيلات التي قدمت لانشاء التكايا ومكاناً للدعاء بجانب السلطان العثماني آنذاك .
    وتذكر المصادر ان مكان التكايا متفرقة في محلات وأقضية البصرة منها التكية السهروردية والقادرية وتكية جامع ابن المنارتين وتكية عبد القادر الهندي وتكية الملا مرهون في الرباط بالعشار وتكايا اخرى ملحقة مثل جامع العابدين وسير الذهب وجميعها داخل المدينة .
    وقد ذكر المؤرخ الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة عدد التكايا في كتابه التحفة النبهانية التي وصلت الى 10 تكيات في البصرة .
    وقد تقلصت الآن عدد التكايا لاسباب منها وفاة المقيمين عليها أو التجاوز في شوارع البصرة مما اضطر الى ازالتها وهكذا .

    13/6/2010

    نسخة للطباعةأرسل إلى صديقللحفظ
    تكايا الاعظمية


    الجمعة – بغداد – مدينة بغداد موطن العلم والعلماء ومركز العارفين والاولياء وهي تزخر بمدارس طلبة العلم وتكايا اهل الحق ، فالمدرسة لاعداد وتأهيل العلماء والتكية مكان للتعبد ومأوى لتهذيب نفوس الصالحين . وقد اشتهرت في بغداد مدرسة المستنصرية والمدرسة النظامية ومدرسة الامام ابي حنيفة والتكية الخالدية ، وتكية العيدروسي وتكية الرواس وتكية السهروردي وتكية السيد سلطان علي وغيرها فهي تضم من كل لون وطيف ومذهب وما من منطقة في بغداد الا وكان فيها عدد من التكايا او المدارس وقد اندثرت ولم تبق الا اخبارا تتناقلها المصادر والكتب.وفي الاعظمية ذكرت المصادر ان هناك رباط او تكية الامام ابي حنيفة النعمان ذكر هذه التكية الرحالة ابن بطوطة عند زيارته بغداد سنة 727هـ - 1327 م مسميا اياها بالزوية قال (( وبقرب الرصافة قبر الامام ابي حنيفة وعليه قبة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر ، وليس بمدينة السلام بغداد اليوم زاوية يطعم فيها ما عدا هذه الزاوية )) وفي منتصف القرن الحادي عشر للهجرة اشار الى هذه التكية الرحالة أولبا ?لبي في كتابه ((سياحتنا مه سي )) وهذا يدل على بقاء هذه التكية عدة قرون ثم اختفت بعد ذلك ولم نعرف عنها بعد ذلك شيئا.كما ذكرت المصادر تكية النوري وهي تنسب الى الزاهد والمتصوف ابي الحسين النوري البغدادي المتوفى سنة 295 هـ وقد بنيت قرب مرقده ويقع مرقده في محلة الشيوخ في وسط سوق الاعظمية ، وما زال المعمرون من اهالي الاعظمية يسمون هذه المنطقة سوق التكية نسبة الى تكية النوري وقد ظلت هذه التكية تقريبا الى منتصف القرن الماضي اذ كان يقام بها الذكر ويهتم بشأنها بعض الناس ثم اندثرت وتلاشت اما في العصر الحاضر فتوجد فيها:



    - تكية ابو خمرة قرب جامع انيس في شارع عشرين وقد أوقفتها الحاجة نجيبة داود اسماعيل السامرائي سنة 1383 هـ ـ 1963 م وهي بيت صغير يجتمع فيها الذاكرون مساء كل جمعة بعد صلاة العشاء لاقامة حلقة الذكر ، والان يسكن بها بعض الناس ولم يعد يقام بها الذكر >التكية القادرية الكسنزانية وقد انشأت قرب مرقد ابي الحسين النوري في وسط سوق الاعظمية في مكان تكية النوري المندثرة وكأن ارادة الله أبت الا ان يكون هذا الموضع لاهل الذكر ، وقد تم حفر الاساس لها في عام 1979 م ثم توقفت ثم اعيد فيها العمل في عام 1984 م واستمر لعدة سنوات لقلة المال وشحته الا انه منذ بدأ العمل فيها بالبناء كانت تقام فيها الصلوات وحلقات الذكر بعد صلاة العشاء من كل اثنين وخميس بشكل منتظم ومستمر من دون انقطاع رغم الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد وكان يشهد الذكر الكثير من الناس هذا بالاضافة الى اقامة المولد النبوي الشريف واحياء الليالي الفضيلة بالذكر والصلوات.



    وتتكون التكية من حجرة كبيرة تبلغ مساحتها تقريبا16 16 x م وتقع على يمين مرقد الامام ابي الحسين النوري وهي منفصلة عنه مع مطبخ لاعداد الطعام ومحلات للوضوء وتحوي على مساحة كبيرة اكبر من الحجرة تقام فيها الصلوات والذكر في فصل الصيف وكانت لا تخلو من ذاكر او مصل في ليل او نهار وكان يتولى شؤونها ويقوم بخدمتها منذ بداية بنائها الاخ عبد الباسط عثمان رحمه الله وكان صاحب خلق عظيم وادب جم قل نظيره مع جد ومثابرة في العبادة وطهارة في القلب يحسد عليها ، وقد اغتيل رحمه الله واسكناه فسيح جناته في 2007 م بسبب ما عصف بالبلاد من احداث دامية فأنقطع بموته فيها الذكر ثم استولى عليها بعض الناس . وقد افتتحت تكية اخرى للطريقة القادرية الكسنزانية في الصليخ (( الستمية)) في سنة 1994 م وهي حجرة صغيرة تقدر مساحتها 4 x 6 م مع محلات للوضوء بنيت على جانب في حديقة منزل الاخ مشتاق هيلان وهو يتولى امرها وما زالت تفتح ابوابها ويقام بها حلقة الذكر وهي تسيرعلى غرارالتكية الكسنزانية في الاعظميةوهناك بعض المحبين من يقوم بفتح التكية في منزله فيعمد احدهم الى اتخاذ احد حجرات المنزل ويخصصها للذكر وللاجتماع مع الاخرين والكثير من هذه التكايا يكون مصيرها الاغلاق بعد بضع سنوات لعدم مقدرة اصحابها الاستمرار بها ورعايتها لما يتطلب من جهد وتفرغ مع صدق النية او لسبب اخر ومن هذه التكايا تكية الشيخ باسل الشيخلي الرفاعية في منزله بالسفينة وتكية السيد وليد الحيالي الرفاعية في منزله بالنصة ، وتكية السيد رعد النعيمي الرفاعية في شارع عشرين وجميع هؤلاء اغلقوا تكاياهم بسبب الوضع الامني وما اصاب البلاد من الكوارث.



    كما ان بعض النسوة يحرصن على فتح بعض التكايا في منازلهن فتكون محل اجتماع ولقاء بين نساء المحلة منها تكية الحاجة ام تيسير وكان الاجتماع فيها بعد صلاة العصر من كل يوم ثلاثاء في منزلها في شارع عشرين وقد توفيت رحمها الله واغلقت التكية ، والحاجة ام أحمد وموعد الاجتماع في تكيتها بعد صلاة العصر من كل يوم أحد في منزلها بشارع عشرين.

    د. هيثم عبد السلام محمد


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 01, 2024 8:31 am