من طرف سيد قحطان العيثاوي الأربعاء مايو 23, 2012 6:25 pm
الشاعر نزار قباني يمدح سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم
قبل فترة وقبل وفاته زار الشاعر نزار قباني المسجد النبوي الشريف ووقف على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فجاءت هذه القصيدة العصماء في سيد البشر عليه أفضل الصلاة والسلام
عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ
ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا وطُردت عن نبع السنـا وأقامـوا
ومُنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا
قصدوك وإمتدحوا ودوني أغلقـت أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ
أدنوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي خجـلاً تضيـق بحملـي الأقـلامُ
أمن الحضيض أريد لمساً للـذرى جـل المقـام فـلا يُطـال مقـامُ
وِزْرِي يكبلني ويخرسني الأسـى فيموت في طرف اللسـان كـلامُ
يممتُ نحوك يـا حبيـب الله فـي شوقٍ تقـض مضاجعـي الآثـامُ
أرجو الوصول فليل عمري غابـة أشـواكـهـا ... الأوزار والآلامُ
يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا نفحات نـورك وإنجلـى الإظـلامُ
أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي أيرد عن حـوض النبـي هَيـامُ
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى والنفس حيرى والذنـوب جسـامُ
أو كلمـا حاولـت إلمامـاً بــه أزف البـلاء فيصعـبُ الإلـمـامُ
ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة عصماء قبلي ... سطـرت أقـلامُ
مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم أسرارُ مجـدك... فالدنـوُّ لمـامُ
حتى وقفـتُ أمـام قبـرك باكيـاً فتدفـقَ الإحـسـاس والإلـهـامُ
ودنوت مذهـولاً أسيـراً لا أرى حيـران يلجـم شعـري الإلجـامُ
وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى وطوى الفـؤاد سكينـةً وسـلامُ
يا ملء روحي وهج حبك في دمي قبس يضـيء سريرتـي وزمـامُ
أنت الحبيب وأنت من أروى لنـا حتـى أضـاء قلوبنـا الإٍســلامُ
حوربت لم تخضع ولم تخش العدى من يحمه الرحمـن كيـف يُضـامُ
وملأت هذا الكون نوراً فاختفـت صور الظـلام وقُوضـت أصنـام
الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي فالمسلمون عن الطريـق تعامـوا
والـذل خيَّـم فالنفـوس كئيبـةً وعلـى الكبـار تطـاول الأقـزامُ
الحزن أصبـح خبزنـا فمساؤنـا شجـن وطعـم صباحنـا أسقـامُ
واليـأس ألقـى ظلـه بنفوسنـا فكـأن وجـه النيريـن ظــلامُ
أنى اتجهت ففي العيون غشـاوةً وعلى القلوب من الظـلام رُكـامُ
الكـرب أرقنـا وسهـد ليلـنـا من مَهدهُ الأشـواك كيـف ينـامُ
يا طيبة الخيرات ذل المسلمـون ولا مجيـر وضيـعـت أحــلامُ
يغضون إن سلب الغريب ديارهـم وعلى القريب شذى التراب حرامُ
باتـوا أسـارى حيـرةً وتمـزق فكأنهـم بيـن الـورى أغـنـامُ
ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم لا غرو وضاع الحـزم والإقـدامُ
ودنوت مذهـولاً أسيـراً لا أرى حيران يلجـم شعـري الإحجـامُ
وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر قـد عاقـه عمـن يحـب زحـامُ
يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة تُدْعَـى بهـا يستيقـظ الـنـوامُ
[center]