لماذا لم يستعمل حضرة الرسول الأعظم
فعاليات الدروشة في نشر الإسلام ؟
ينكر البعض جهلاً او تجاهلاً فعاليات الدروشة بدعوى أنها لو كانت صحيحة لاستخدمها حضرة الرسول في نشر الإسلام ، ولأقام مثل هذه الحلقات والفعاليات . ونحن بدورنا نسأل هؤلاء:
هل جلس سيدنا محمد في النار كما فعل إبراهيم مع قومه ؟
هل قَلب سيدنا محمد الصخرة إلى ناقة كما فعل صالح مع قومه ؟
هل قَلب سيدنا محمد العصا إلى حية كما فعل موسى لقومه ؟
هل أحيى سيدنا محمد الميت كما فعل عيسى مع قومه ؟
وبالمقابل:هل نزل القرآن الكريم على أحد من الأنبياء كما نزل على سيدنا محمد ؟
هل شق القمر لأحد من الأنبياء كما شق لسيدنا محمد ؟
هل سرى أحد من الأنبياء ووصل الى مقام قاب قوسين او أدنى كما سرى سيدنا محمدr ؟
الجواب الحاسم هو: لا .
فهل يعني ذلك إن معجزات الأنبياء غير صحيحة لأن حضرة الرسول الأعظم لم يأت بمثلها أو أن معجزات سيدنا محمد r ليست صحيحة لأنها غير مسبوقة بسنة الأنبياء ؟
فإذا كان الجواب بالنفي ، فلم إذاً يشـترط المنكر أ ن الكرامة يجب أن تكون مما جرى على يدي النبي ؟
لقد تواتر عن أئمة الأمة المحمدية وحفاظها عدد هائل من كرامات الأولياء والصالحين ، ابتداءاً بعصر الصحابة ، وتوسطاً بعصر التابعين وتابعيهم ، وانتهاءاً ببقية العصور ، من شتى أنواع الكرامات والتي لم يسند أن حضرة الرسول قد قام بمثلها ، فهل يعني ذلك أن هذه الكرامات غير صحيحة مع تواترها في النقل ؟
إن الخوارق ليست من الأقوال والأفعال التكليفية على الأمة ، وإنما هي ثمرة من ثمار التقوى ، وعلى قدر التقوى يكون التكريم عند الله تعالى ، يقول سبحانه: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (1) .
ولهذا فلا يشترط فيها ما يشترط في بقية الواجبات والسنن الشرعية . فالأصل فيها الإقرار بل والنص على ثبات وجود المعجزات للأنبياء والكرامات للأولياء والصالحين ، وهذا مما لا يختلف فيه اثنان من أهل ملة الإسلام وأما نوعية وكيفية تلك الخوارق فأمرها الى الله تعالى .
لقد كان لسيدنا محمد أسلوبه ومنهجه الذي علمه إياه الخالق جل وعلا في الدعوة الى الله ، فكان بحق وحقيقة كما وصف نفسه الشريفة مدينة للعلم الإلهي في هذا المجال وكل مجال ، ولقد خلف باباً مفتوحة لهذه المدينة في كل زمان تقتبس من معين هذا العلم وتنشره في كل جيل بأسلوب ومنهج يناسب ذلك الجيل ، فكانت من تلك الأساليب تغير لغة الحوار وطريقة نقل العلوم والأفكار ، وكذلك تغير في نوع الخوارق وطريقة إظهارها ، وكل ذلك بإذن الله تعالى ومشيئته .