ا
وهو السيد إبراهيم بن عبد العزيز المكنى بأبى المجد بن قريش
... وينتهى نسبه إلى مولانا الإمام الحسين أجمعين.
ولد بمدينة دسوق فى الليلة الأخيرة من شهر شعبان (ليلة
الشك) سنة 633هـ.
تفقه على مذهب الإمام الشافعى ، واشتهر بين أحبائه بعدة كنى منها:
(أبا العينين ، برهان الملة والدين).
وهو أحد الأئمة الذين أظهر الله لهم المغيبات وخرق لهم العادات، ذو الباع الطويل
والتصرف النافذ واليد البيضاء فى أحكام الولاية، والقدم الراسخ فى درجات النهــاية،
وكان يتكلم بجميع اللغات.
وقال فى حياته (وشاع طريقى فى الورى بعد غيبتى) وتحقق قوله فعلا، فظهرت طريقته
(الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية) بعد انتقاله على يد الإمام فخر الدين الشيخ محمد عثمان
عبده البرهانى والذى خلف من بعده لمشيخة الطريقة ابنه الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان
عبده البرهانى.
ومما نقل إلينا من كراماته أنه توجه فقير من أحبابه إلى الإسكندرية لقضاء شىء من السوق
لشيخه، فتشاجر أحد السوقة مع الرجل، فاشتكاه السوقى إلى قاضى المدينة، وكان هذا القاضى
ظالم جبار، مبغض للأوليـاء، فما عرف أن هذا الفقير من أحباب السيد إبراهيم الدسوقى، إلا
وأمر بحبسه وضربه، وآذاه بالقول والفعل، فأرسل الفقير إلى الشيخ يتشفع به فى خلاصه مما هو
فيه، فكتب الشيخ للقاضى هذه الأبيات:
سهام الليل صـائبة المرامى
يصوبها إلى المـرمى رجال
بألسـنة تهمهم فى دعـاء
إذا وترن ثم رمين سـهما
إذا وترت بأوتار الخشـوع
يطيلون السجود مع الركوع
بأجفان تفيـض من الدموع
فما يغنى التحـصن بالدروع
فلما وصلت هذه الرقعة إلى القاضى، جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها حتى
وصل به الحال إلى سب الشيخ ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، وعندما وصل إلى قول
الشيخ (إذا أوترن ثم رمين سهما) خرج سهم من الورقة فدخل فى صدره وخرج من ظهره فوقع
ميتا.
وقد نظم الشيخ قصيدة تكلم فيها عن حاله وكراماته وطريقته فقال:
سـقانى محـبوبى بكـاس المحــبة
ولاح لـنا نـور الجلالة لو أضـا
وكنت أنا السـاقى لمن كان حاضرا
ونادمـنى سـرا بسـر وحكـمة
وعـاهـدنى عهدا حفـظت لعهده
وحكمنى فى سـائر الأرض كـلها
وفى أرض صين الصين والشرق كلها
أنا الحـرف لا أقـرى لكل مناظر
وكم عـالم قد جـاءنا وهو منـكر
وما قلت هذا القـول فخـرا وإنما
تجـلى لنا المحـبوب فى كل وجهـة
فتهت عن العشاق سكرا بخلوتى
لصـم الجبال الراسيات لدكت
أطـوف عليهم كـرة بعد كرة
وأن رسول الله شيخى وقدوتى
وعـشت وثييـقا صادقا بمحبتى
وفى الجـن والأشـياخ والمردية
لأقصى بـلاد الله صحت ولايتى
وكل الورى من أمر ربى رعيتى
فصـار بفضل من أهل خرقتى
أتى الأذن كى لا يجهلون طريقتى
فشـاهدى فى كل معنى وصورة
توفى سنة 676هـ أى عاش من العمر 43 عاما وأرجح الأقوال أنه عاش من العمر 63
عاما، ودفن بمسجده المشهور بمدينة دسوق.