اللهم صلِ على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
الخلود :
في اللغة :
خَلَدَ في المكان : دام وبقى .
خُلُود النفس : بقاؤها بعد فناء البدن مع الاحتفاظ بخصائصها ومميزاتها الفردية .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ( 87 ) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( ادْخُلوها بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلودِ )( سورة ق : 34 ) .
في اصطلاح الشيخ محمد الكسنـزان :
يقول :
• الخلود : هو أن تصبح الحياة والممات سواء ، يقول تعالى : ( ... كالَّذينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ )( الجاثية : 21 ) ، وهو أول رتب الولاية وأخر مرتبة في التصوف .
• الخلود : هو أحد أهداف الطريقة ، والواصلون في الطريقة هم أهل الوصول إلى الخلود . ولهذا فأن جميع التكايا الكسنـزانية مدارس روحية لتعليم المريدين الوصول إلى الخلود ، أي التقرب إلى الله تعالى .
• الخلود : هو أن تصل إلى مرتبة : ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) ( يونس : 62 ) ، وفيها لحظات تغمض فيها عينيك وتفتحها فتجد نفسك في عالم الأرواح ، في عليين .
• الخلود : يعني أن يكون الإنسان سعيداً في الدنيا والآخرة . في الدنيا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، إذا أرادوا أراد ، وفي الآخرة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، حياتهم ومماتهم سواء .
في أن البقاء والدوام وجهان للخلود :
نقول : البقاء والدوام هما وجهان ملازمان للخلود ، إذ البقاء متعلق بالجانب الوجودي للخالد ، والدوام متعلق بالجانب الزماني له .
الخالدون :
في اصطلاح الشيخ محمد الكسنـزان :
يقول : الخالدون : هم الأولياء الذين وصلوا إلى مرتبة : ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ )( يونس : 62 ) ، فهؤلاء فقط باقون بالله ، وهم قادرين على أن يعلموا كل شيء بالله ، فأحدهم يستطيع أن يزيل الجبال بإشارة إصبعه بالله ، أو أن يحول التراب ذهباً بالله ، لأن الله على كل شيء قدير وهو في حضرته ، فهو يقدر على كل شيء بالله وبإذنهِ تعالى .
في كيفية الوصول إلى مرتبة الخلود والخالدين :
• لا يوجد خلود في الدنيا إلا من خلال بابين : الشهادة في سبيل الله وأخذ الطريقة والسلوك في تطبيق منهجها . فإذا كنت تريد أن تكون من الخالدين ، أي من الأحياء في الدنيا والآخرة ، فيجب عليك :
1. أن تأخذ الطريقة وأن تلتزم بالمنهج إلتزاماً كاملاً خصوصاً بالأوراد والأذكار .
2. أن تصبح من الشهداء ، وذلك بأن تقتل غرائزك ونفسك الأمارة بالسوء ، فإن ماتت نفسك كنت من الذين قال تعالى عنهم : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقونَ )( آل عمران : 169 ) ، أي : أنك خالد .