توكل أهل التصوف هو التوكل الحق
التوكل :
في اللغة :
توكَّلَ الشخص : قَبِلَ الوكالة .
توكل الشخص بالأمر : ضمن القيام به .
توكل الشخص في الأمر : أظهر العجز واعتمد على غيره فيه .
توكل على الله : استسلم إليه (المعجم العربي الأساسي – ص 1330 ) .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (70) مرة باشتقاقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى : ( إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلونَ )( يوسف : 67 ) .
في الاصطلاح الصوفي :
الشيخ الحسن البصري :
يقول : التوكل : هو الرضا (الشيخ أبو طالب المكي – قوت القلوب – ج 2 ص 8 ) .
الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
يقول : التوكل : هو كأس مختوم بختام الله عز وجل ، فلا يشرب بها ولا يفض ختامها إلا المتوكلون . كما قال الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ )( عادل خير الدين – العالم الفكري للإمام جعفر الصادق – ص 281 – 282 ) .
ويقول : التوكل : هو أن لا تتقدم على مقامك ، ولا تتأخر ، وألق عن قلبك ذكر ما مضى وما هو آت (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – زيادات حقائق التفسير – ص 113 ) .
الشيخ شقيق البلخي :
يقول : التوكل : هو أن يطمئن قلبك بموعود الله ( الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – طبقات الصوفية – ص 63 ) .
الإمام أحمد بن حنبل :
يقول : التوكل : هو عمل القلب ( د . يوسف القرضاوي – في الطريق إلى الله ( 3 – التوكل ) – ص17 ) .
الشيخ أبو تراب النخشبي :
يقول : التوكل : هو طمأنينة القلب إلى الله عز وجل (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – طبقات الصوفية – ص 150 ) .
ويقول : التوكل : هو طرح البدن في العبودية ، وتعلق القلب بالربوبية ، والانقطاع إلى الله بالكلية . فإن أعطى شكر ، وإن منع صبر ، راضياً وموافقاً للقدر )( الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – المقدمة في التصوف وحقيقته – ص 32 ) .
الشيخ ذو النون المصري :
يقول : التوكل : هو الخروج من طاعة آلهة كثيرة والاشتغال بطاعة إله واحد ، والانقطاع عن الأسباب .
التوكل : هو الإبقاء على صفة العبودية ، والخروج من صفة الألوهية ...
التوكل : هو الامتناع عن التدبير والخروج عن الحول والقوة ( د . قاسم غني – تاريخ التصوف في الإسلام – ص 417 ) .
ويقول : التوكل : هو انقطاع المطامع مع انهمال المدامع (القاضي عزيزي بن عبد الملك – مخطوطة لوامع أنوار القلوب – ورقة 28 أ ) .
ويقول : التوكل : هو نقض العلائق ، وترك النطق في السلائق ، واستعمال الصدق في الخلائق (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 294 ) .
الشيخ السري السقطي :
يقول : التوكل : هو الانخلاع عن الحول والقوة (– الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – طبقات الصوفية – ص 50 ) .
ويقول : التوكل : هو ترك تدبير النفس (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 1095 ) .
الشيخ أبو يزيد البسطامي :
يقول : التوكل : هو أن تفني تدبيرك في تدبيره ، وترضى بالله وكيلا ومدبراً (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 1095 ) .
الإمام القشيري :
يقول : التوكل : هو سكون القلب في ضمان الغيب .
[ وهو ] : هُدُوّ الضمير عند هجوم التقدير .
[ وهو ] : عدم الإزعاج في مواطن الاحتياج .
[ وهو ] : نفي الاضطراب عند عدم الأسباب .
[ وهو ] : دفع التهمة عند سابق القسمة (د . قاسم السامرائي – أربع رسائل في التصوف لأبي القاسم القشيري – ص61 ) .
ويقول : التوكل : هو تفويض الأمور إلى الله . وحقه وأصله : علم العبد بأن الحادثات كلها حاصلة من الله تعالى ، وأنه لا يقدر أحد على الإيجاد غيره (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 315 ) .
ويقول : التوكل : هو زوال الاستشراف ، وسقوط الطمع ، وفراغ القلب من تعب الانتظار.
ويقال : التوكل السكون عند مجاري الأقدار على اختلافها (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317 ) .
ويقول : التوكل : انتظار مع استبشار .
التوكل : سكون السر إلى الله .
التوكل : استقلال بحقيقة التوكل ، فلا تتبرم في الخلوة بانقطاع الأغيار عنك .
التوكل : إعراض القلب عن غير الرب (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317 ) .
ويقول : التوكل : تفويض الأمر إلى الله . وأمارته : ترك التدبير بشهود التقدير ، والثقة بالموعود عند عدم الموجود ، ويتبين ذلك بانتفاء الاضطراب عند عدم الأسباب .
ويقال : التوكل السكون والثقة بالمضمون .
ويقال : التوكل سكون القلب بمضمون الرب
ويقول : التوكل : التوقي بالله بحسن الرجاء ... التوكل الثقة بالله في استدفاع المحذور ... التوكل الثقة بما يرجو (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317 ) .
ويقول : التوكل : شهود نفسك خارجا عن المنة تجري عليك أحكام التقدير من غير تدبير منك ولا اطلاع لك على حكمه (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317) .
ويقول : يقال : التوكل : استواء القلب في العدم والوجود (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317) .
الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
يقول : التوكل : هو الخروج من الحول والقوة ، مع السكون إلى رب الأرباب تعالى (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 4 ص 317) .
ويقول : التوكل : قطع الأسباب ، ترك الكل (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 332 ) .
ويقول : وقيل : التوكل : هو اكتفاء العبد الذليل بالرب الجليل ، كاكتفاء الخليل بالجليل حين لم ينظر إلى عناية جبريل عليه السلام .
وقيل : هو السكون عن الحركات اعتماداً على خالق الأرض والسماوات (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الغنية لطالبي طريق الحق – ج 2 ص 606 ) .
ويقول : التوكل : هو اشتغال السر بالله تعالى عن غيره ، فينسى ما يتوكل عليه لأجله ، ويستغني به عما سواه ، فيرتفع عن حشمة الفنا في التوكل .
والتوكل استشراف السر بملاحظة عين المعرفة إلى خفي غيب المقدورات ، واعتقاد حقيقة اليقين بمعاني مذاهب المعرفة ، لأنها مختومة لا يقدح فيها تناقض اليقين (الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي – قلائد الجواهر – ص 71 ) .
في اصطلاح الشيخ محمد الكسنـزان :
التوكل : هو الإيمان بقدرة الله تعالى على إدارة الأمور ، وتوجيهها ، والتصرف بالعبد كيفما يشاء سبحانه ، وعند ذلك يسلَّم العبد الأمور لله ويوكلها إليه ، وهو أوّل المقامات في الطريقة [الكسنـزانية] ، فبدون التوكل لا يدخل المريد ولا يعد سالكاً في طريق القوم .
في أصل التوكل :
يقول الشيخ أبو بكر الواسطي :
أصل التوكل : الفاقة والافتقار ، وأن لا يفارق التوكل في أمانيه ، ولا يلتفت بسره إلى توكله لحظة في عمره (الشيخ السراج الطوسي – اللُّمَع في التصوف – ص 52 ) .
في حقيقة التوكل :
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
حقيقة التوكل : عبارة عن حالة يصدر عن التوحيد ، ويظهر أثرها على
الأعمال (الإمام جعفر الصادق – مخطوطة بحار العلوم – ص 143 ) .
ويقول الشيخ أحمد بن عاصم الأنطاكي :
حقيقة التوكل : هي أن لا ينطلق السر إلى الرفق حتى يبتدئ (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – زيادات حقائق التفسير – ص 202 ) .
ويقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
حقيقة التوكل : هي الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد (الشيخ سهل بن عبد الله التستري – تفسير القرآن العظيم – ص 76 ) .
ويقول الشيخ ابن عطاء الأدمي :
حقيقة التوكل : هي أن لا يظهر فيك انزعاج إلى الأسباب مع شدة فاقتك إليها ، ولا تزول عن حقيقة السكون إلى الحق مع وقوفك عليها ( الإمام القشيري – الرسالة القشيرية – ص 130 ) .
ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
حقيقة التوكل : هي قطع الأسباب والأرباب ، والخروج من حولك وقوتك من حيث قلبك وسرك (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 205 ) .
ويقول : حقيقة التوكل : هي تفويض الأمور إلى الله عز وجل ، والتنفي عن ظلمات الاختيار ، والتدبير والترقي إلى ساحات شهود الأحكام والتقدير ، فيقطع العبد أن لا تبديل للقسمة ، فما قسم له لا يفوته ، وما لم يقدر له لا يناله ، فيسكن قلبه إلى ذلك ، ويطمئن إلى وعد مولاه ، فيأخذ من مولاه (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الغنية لطالبي طريق الحق – ج 2 ص 605 ) .
ويقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :
حقيقة التوكل : هي أن تدع التدبير عن خلقك . وحقيقته نسيان كل شيء سواه . وسره : وجود الحق دون كل شيء يلقاه . وسر سره : ملك وتمليك لما يحبه ويرضاه (الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 177 ) .
ويقول الشيخ محمد بن وفا الشاذلي :
حقيقته [ التوكل ] : هي إسقاط رؤية الأسباب بملاحظة السوابق (الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - رقم ( 11353 ) – ص 6 ) .
في حق التوكل :
يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
حق التوكل : صرف القلب عن كل شيء سوى الله (الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 176 ) .
في القيام بحق التوكل :
يقول الشيخ عمر السهروردي :
قال بعضهم : من أراد أن يقوم بحق التوكل فليحفر لنفسه قبرا يدفنها فيه وينس الدنيا وأهلها ، لأن حقيقة التوكل لا يقوم لها أحد من الخلق على كماله (الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب احياء علوم الدين للغزالي - ج 5 ) – ص 237 ) .
في شرط التوكل :
يقول الدكتور عبد المنعم الحفني :
التوكل : اشتراطه مقام الإحسان (د . عبد المنعم الحفني – معجم مصطلحات الصوفية – ص 53 ) .
في علامة التوكل :
يقول الشيخ ذو النون المصري :
علامة التوكل : انقطاع المطامع (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – طبقات الصوفية – ص 26 ) .
ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
وقيل : علامات التوكل لدى العام ثلاث : أن لا يسأل الفقير ولا يرد ولا يدخر .
وعلامة توكل الخواص : أن يكون الفقير ساكناً ، بحيث أنه لو أحاطت به السباع والأفاعي لا يتحرك لها قلبه (الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ص 298 ) .
في أقسام التوكل :
يقول الشيخ عبد الله اليافعي :
ذكر العلماء رضي الله تعالى عنهم أن الناس في التوكل على ثلاثة أقسام :
القسم الأول : قوم سلموا نفوسهم لله ، فلم يجلبوا لها نفعا ولا دفعوا عنها من الضر دفعا ...
القسم الثاني ... قوم تسببوا في الضرورات دون غيرها جلبا ودفعا ضرا ونفعا ، وهذه الطريقة عليها الجمهور من الأنبياء والأولياء ...
القسم الثالث ... قوم دخلوا في الأسباب كلها في الضرورات وغيرها ، لكن مع اعتمادهم على المسبب دون السبب (الشيخ عبد الله اليافعي – روض الرياحين في حكايات الصالحين – ص 473 – 474 ) .
ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي :
التوكل على ثلاثة أقسام هي :
توكل العام : وهو على الشفاعة .
وتوكل الخاص : وهو على الطاعة .
وتوكل الأخص : وهو على العناية (الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي – جامع الأصول في الأولياء – ج 1 ص 199 ) .
في درجات التوكل :
يقول الإمام موسى الكاظم عليه السلام :
التوكل على درجات :
منها : أن تتوكل عليه في أمورك كلها ، فما فعل بك عز وجل كنت عنه راضيا . تعلم أنه لا يألوك إلا خيرا وفضلا ، وتعلم أن الحكم في ذلك إليه ، وتثق به فيها وفي غيرها (وهاب رزاق شريف – لمحات من سيرة الإمام موسى الكاظم – ص 20 ) .
ويقول الشيخ أبو علي الدقاق :
التوكل ثلاث درجات : التوكل ثم التسليم ثم التفويض . فالمتوكل يسكن إلى
وعده ، وصاحب التسليم يكتفي بعلمه ، وصاحب التفويض يرضى ...
التوكل بداية ، والتسليم واسطة ، والتفويض نهاية ...
التوكل صفة المؤمنين ، والتسليم صفة الأولياء ، والتفويض صفة الموحدين .
فالتوكل صفة العوام ، والتسليم صفة الخواص ، والتفويض صفة خواص الخواص ...
التوكل صفة الأنبياء ، والتسليم صفة إبراهيم عليه السلام ، والتفويض صفة نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم (الإمام القشيري – الرسالة القشيرية – ص 131 – 132 ) .
في مراتب التوكل :
يقول الإمام القشيري :
يقال : التوكل تحقق ثم تخلق ثم توثق ثم تملق .
تحقق في العقيدة .
وتخلق بإقامة الشريعة .
وتوثق بالمقسوم من القضية .
وتملق بين يديه بحسن العبودية .
ويقال : التوكل : تحقق وتعلق وتخلق .
تحقق بالله ، وتعلق بالله ، ثم تخلق بأوامر الله (الإمام القشيري – تفسير لطائف الاشارات – ج 5 ص 150 ) .
في مقامات التوكل :
يقول الشيخ أبو يعقوب السوسي :
التوكل على ثلاث مقامات : عام وخاص عام وخاص خاص .
فمن دخل في الأسباب ، واستعمل العلم ، وتوكل على الله تعالى ، ولم يتحقق
باليقين : فهو عام .
ومن ترك الأسباب ، وتوكل على الله ، وحقق اليقين : فهو خاص عام .
ومن خرج من الأسباب على حقيقته بوجود اليقين ، ثم دخل في الأسباب فتصرف لغيره : فهذا خاص خاص ( الشيخ أبو طالب المكي – قوت القلوب – ج 2 ص 16 ) .
في أول التوكل :
يقول الشيخ أبو يعقوب السوسي :
أول التوكل :
ترك الاختيار (الشيخ أبو طالب المكي – قوت القلوب – ج 2 ص 4 ) .
في أول مقام التوكل :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
أول مقام التوكل : أن يكون العبد بين يدي الله عز وجل كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء ، وترك الكسب إنما هو وبال (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – المقدمة في التصوف وحقيقته – ص 28 ) .
في أدنى التوكل :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
أدنى التوكل ... ترك الأماني ، وأوسطه : ترك الاختيار . قيل : فما أعلاه ؟ قال : لا يعرفه إلا من توسط التوكل وترك الاختيار (الشيخ أبو طالب المكي – قوت القلوب – ج 2 ص 4 ) .
في تمام التوكل :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
لا يتم التوكل إلا ببذل الروح ، ولا يتأتى إلا بترك التدبير (د . قاسم غني – تاريخ التصوف في الإسلام – ص 419 ) .
في صحة التوكل :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
لا يصح لأحد التوكل : حتى يكون عنده السماء كالصفر ، والأرض كالحديد لا ينـزل من السماء مطر ، ولا يخرج من الأرض نبات ، ويعلم أن الله لا ينسى له ما ضمن له من رزقه بين هذين (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الغنية لطالبي طريق الحق – ج 2 ص 606 ) .
ويقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي :
اعلم أن صحة التوكل : هو بهجران النفس ، ونسيان الخلق ، والتعلق بالحق ، وملازمة الذكر (د . عبد الحليم محمود – أبو الحسن الشاذلي الصوفي المجاهد والعارف بالله – ص 124 ( بتصرف ) ) .
في غاية التوكل :
يقول الشيخ محمد بن وفا الشاذلي :
غاية التوكل : تحقق النفس بالعجز في كل وجه ، مع الثقة بصلاح القدرة للقيام بمصالح الخلق ، وتبليغ المنح ما في قوة الاجتهاد (الشيخ محمد بن وفا الشاذلي – مخطوطة دار المخطوطات العراقية - رقم ( 11353 ) – ص 6 ) .
في محل التوكل :
يقول الإمام القشيري :
التوكل محله : القلب ، والحركة بالظاهر لا تنافي التوكل بالقلب بعد ما تحقق العبد أن التقدير من قبل الله تعالى . وإن تعسر شيء فبتقديره ، وإن اتفق شيء فبتيسيره ( الإمام القشيري – الرسالة القشيرية – ص 129 ) .
في آثار التوكل في القلب :
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
التوكل يصحح القلب ويقويه ويهذبه ويهديه ويريه العجائب (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 169 ) .
في قدر التوكل :
يقول الشيخ عمر السهروردي :
التوكل على قدر العلم بالوكيل ، فكل من كان أتم معرفة كان أتم توكلا ، ومن كمل توكله غاب في رؤية الوكيل عن رؤية توكله (الشيخ عمر السهروردي – عوارف المعارف ( ملحق بكتاب احياء علوم الدين - ج 5 ) – ص 238 ) .
في نعوت أهل التوكل :
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
الرجال المنعوتون بهذا المقام :
منهم : من يكون بين يدي الله فيه كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف يشاء ولا يعترض عليه في شيء .
ومنهم : من حالته فيه حال العبد مع سيده في مال سيده .
ومنهم : من حاله فيه حال الولد مع والده في مال ولده .
ومنهم : من حاله فيه حال الوكيل مع موكله ، بجعل كان أو بغير جعل .
والذي عليه المحققون وبه نقول : أن التوكل لا يصح في الإنسان على الإطلاق على الكمال ، لأن الافتقار الطبيعي بحكم ذاته فيه ، والإنسان مركب من أمر طبيعي وملكوتي ، ولما علم الحق أنه على هذا الحد وقد أمر بالتوكل وما أمر به إلا وهو ممكن الاتصاف به وقد وصف نفسه بالغيرة على الألوهية ، فأقام نفسه مقام كل شيء في خلقه ، إذ هو المفتقر إليه بكل وجه وفي كل حال فقال : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ) ، وما خص مؤمنا ولا غيره : ( أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )( فاطر : 15 ) ، فما افتقرتم إليه من الأشياء هو لنا وبأيدينا ، وما هو لنا فما يطلب إلا منا فإلينا الافتقار لا إليه ، إذ هو غير مستقل إلا بنا (الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 2 ص 199 – 200 ) .
في عدم التعارض بين التوكل والعمل بالأسباب :
يقول الشيخ الحارث بن أسد المحاسبي :
إن هناك أقواماً كثيرة يزعمون أن السعي للرزق يتعارض مع التوكل ، وهم في الواقع إنما جهلوا حقيقة السنة وسر الأنبياء في كل زمان مما يرويه لنا القرآن (الإمام عبد الحليم محمود – أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي – ص 183 ) .
في اقتران التوكل بالإيمان :
يقول الشيخ أبو الحسين الدراج :
التوكل مقرون مع الإيمان ، وكل إنسان توكله على قدر إيمانه (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 991 ) .
في آفة التوكل على الحق :
يقول الشيخ محمد بن زياد العليماني :
آفة التوكل على الحق : هو قلة المعرفة بالحق (الشيخ الشيخ محمد بن زياد العليماني – مخطوطة نهج الخواص إلى جناب الخاص – ص 74 ) .
في منازل المتوكل والوصول إليها :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
المتوكل له ألف منـزل أول منـزل منه المشي في الهواء .
قيل له : بماذا يصل العبد إليه ؟
فقال : إن أول الأشياء المعرفة ، ثم الإقرار ، ثم التوحيد ، ثم الإسلام ، ثم الإحسان ، ثم التفويض ، ثم التوكل ، ثم السكون إلى الحق جل وعز في جميع الحالات (الشيخ سهل بن عبد الله التستري – تفسير القرآن العظيم – ص 47 ) .
في حد التوكل :
يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
حد التوكل : هو اليقين (أحمد كاظم البهادلي – من هدي النبي والعترة في تهذيب النفس وآداب العشرة ( القسم الأول ) – ص 247 ) .
في صدق التوكل :
يقول الشيخ الحسين بن عبد الله بن بكر الصبيحي :
صدق التوكل : هو استعمال السبب مع ترك الاختيار (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 586 ) .
في الفرق بين التوكل والتسليم والتفويض :
يقول الشيخ الحارث بن أسد المحاسبي :
التوكل : هو الاعتقاد بأن لا شيء يكون إلا بإرادة الله ,والتفويض : هو جوهر التوكل ، أي أظهر ما يجد العبد في الثقة بالله .
والتوكل : مبعثه الثقة بالله ، فإذا ما عمر قلب العبد به انتهى إلى التفويض , ويحل بالعبد من التفويض خير كثير في الدنيا والآخرة .
فمن وهبه الله ذلك زالت عنه هموم الدنيا ، والخوف من العباد ، والطمع فيما في أيديهم ، وترك النظر من المؤمن إلى حياته . فهذه راحة للقلوب ، وفراغ منها لطاعة الله ، ويدل على ذلك قول المصطفى لرجلين : ( فوضا أمركما إلى الله تستريحا )( مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 176 ) ...
والتفويض عمل نية ، لا مؤنة له على القلب والبدن ، بل فيه الراحة للقلب والبدن (الإمام عبد الحليم محمود – أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي – ص 196 ) .
ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
المتوكل يسكن إلى وعد ربه , وصاحب التسليم يكتفي بعلمه , وصاحب التفويض يرضى بحكمه .
وقيل : التوكل بداية , والتسليم وسط , والتفويض نهاية .
وقيل : التوكل صفة المؤمنين , والتسليم صفة الأولياء , والتفويض صفة الموحدين .
وقيل : التوكل صفة العوام , والتسليم صفة الخواص , والتفويض صفة خواص الخواص .
وقيل : التوكل صفة الأنبياء . والتسليم صفة إبراهيم . والتفويض صفة نبينا صلوات الله عليهم أجمعين (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الغنية لطالبي طريق الحق – ج 2 ص 605 ) .
[ من أقوال الصوفية ] :
يقول الشيخ الحسن البصري :
من توكل وقنع ورضى أتاه الشيء بلا طلب (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – المقدمة في التصوف وحقيقته – ص 25 – 26 ) .
يقول الشيخ أبو يزيد البسطامي :
حسبك من التوكل : أن لا ترى لنفسك ناصراً غيره ، ولا لرزقك رازقاً غيره ، ولا لعلمك شاهداً غيره (الشيخ أبو يزيد البسطامي – مخطوطة 2784 – ص 48 – 49 ) .
ويقول : ليس التوكل أن ترى من نفسك توكلاً . إنما التوكل : هو أن يعرف الله منك التوكل (د . قاسم غني – تاريخ التصوف في الإسلام – ص 418 ) .
ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني :
بالتوكل تخرج الأشياء من قلبك وتتعلق بربك عز وجل ، وتتنحى عنك الدنيا والآخرة وما سوى المولى (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 30 ) .
ويقول : الق نفسك في بحر التوكل فتجمع بين السبب والمسبب (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 30 ) .
ويقول : التوكل ليس فيه وقوف مع سبب (الشيخ عبد القادر الكيلاني – الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 30 ) .
ويقول : لا تهتموا لأرزاقكم من حيث قلوبكم ، بل اهتموا بها من حيث كسبكم وسعيكم (انظر كتابنا جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر الكيلاني – ص 24 ) .
[ من حوارات الصوفية ] :
يقول الشيخ أبو موسى الديبلي :
قيل لأبي يزيد [ البسطامي ] ما التوكل ؟
فقال لي : ما تقول أنت ؟
قلت : إن أصحابنا يقولون لو أن السباع والأفاعي عن يمينك ويسارك ما تحرك لذلك سرك .
فقال أبو يزيد : نعم هذا قريب ولكن لو أن أهل الجنة في الجنة يتنعمون وأهل النار في النار يعذبون ، ثم وقع بك تمييز عليهما خرجت من جملة التوكل (الشيخ أبو يزيد البسطامي – مخطوطة 2784 – ص 44 ) .