بسم الله الرحمن الرحيم اعلم ان المصاحف العثمانيه كانت مجرده من النقط والشكل فلم يكن فيها اعراب وسبب ترك الاعراب فيها والله اعلم
استغنائهم عنه فان القوم كانوا اعرابا لا يعرفون اللحن ولم يكن في زمنهم نحو واول من وضع اللنحو وجعل المصاحف ابو الاسود الدؤ لي
التابعي البصري حكي امه سمع قارئا يقرا ان الله بريء من المشركين ورسوله بكسر لام الرسول فاعظم ذلك وقال عز وجه الله تعالي أن يبرا من رسول
ثم جعل الاعراب في المصاحف وكانت علامته نقطا بالحمره غير لون المداد فكانت علامة الفتحه نقطه فوق الحرف وعلامة الضمه نقطه بين يدي الحرف
وعلامة الكسره نقطه تحت الحرف وعلامة الغنه نقطتان ثم احدث الخليل بن احمد الفراهيدي هذه الصور : الشده والمده والهمزه وعلامة السكون علامة الوصل
بعد هذا ونقل الاعراب من النقطه الي ماهو عليه (واما النقطه) فاول من وضعها بالمصحف الشريف نصر بن عاصم الليثي بامر من الحجاج بن يوسف امير
العراق وخرسان وسببه ان الناس كانوا يقرؤون في مصحف عثمان نيفا واربعين سنه الي ايام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق فامر الحجاج
ان يضعوا لهذه الكلمات المتشابهه علامات فقام بذلك نصر المذكور فوضع النقط افرادا وازواجا وخالف بين اماكنها وكان يقال له نصر ابن العاصم واول ما احدثوا
نقطا عند منتهي الايه ثم احدثوا الفواتح والخواتم فابو الاسود هو السابق الي اعرابه والمبتدي به ثم نصر بن عاصموضع النقطه بعده الخليل بن احمد نقل الاعراب الي هذه الصوره وكان مع استعمال النقط والشكل يقع التصحيف فالتمسوا حيله فلم يقدروا فيها الا علي الاخذ من افواه الرجال بالتلقين فانتدب بذمة علماء الامه وصناديد الائمه
وبالغوافي الاجتهاد وجمعوا الحروف والقرات حتي بينوا الصواب وازالوا الاشكال رضي الله عنهم اجمعين (واما الاعشار) فيه فحكي ان المامون العباسي امر بذلك وقيل ان الحجاج وروي ان القران قسم في زمن الحجاج الي ثلاثين جزا كذا في روح البيان
منقول من كتاب خزائن الاسرار/للسيد محمد حقي النازلي