سلوك ذو النون
المصري مشرب التصوف ت 246هـ
أبو الفيض ذو النون بن ابراهيم المصرى الصوفي
وكان سيدنا ذو النون المصري من أهل النُّوبة أسمر اللون جميل
الطلعة وقد أوتي علمًا كثيرًا
يقول عنه صاحب الكواكب الدريهالعارف الناطق
بالحقائق،الفائق للطرائق، ذوالعبارات الوثيقه،
والاشارات الدقيقه، والصفات الكامله، والنفس العامله، والهمم
الجليه، والطريقه المرضيه، والمحاسن الجزيله المتبعه، والافعال
والاقوال التى لا تخشى منها تبعه، زهت به مصر وديارها، وأشـرق
بنوره ليلها ونهارهـا)
من الكرامات التي ذكرها عنه أبو عبد الرحمن السلمي
أن الطير الخضر أخذت ترفرف فوق جنازته حتى وصل إلى قبره.
شذرات الذهب، ج2 ص108
سئل ذو النون المصري عن
الصوفي فقال :
((من إذا نطق أبان نطقه عن الحقائق و إن سكت نطقت
الجوارح بقطع العلائق))
جاء في البداية
والنهاية الجزء العاشر في ترجمته
ذو النون المصري ثوبان
بن إبراهيم، وقيل ابن الفيض بن إبراهيم، أبو الفيض المصري أحد
المشايخ المشهورين، وقد ترجمه ابن خلكان في الوفيات،
وذكر شيئا من فضائله وأحواله، وأرخ وفاته في هذه السنة، وقيل
في التي بعدها، وقيل في سنة ثمان وأربعين ومائتين فالله أعلم.
وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن مالك.
وذكره ابن يونس في تاريخ مصر، قال: كان أبوه نوبيا، وقيل إنه
كان من أهل إخميم، وكان حكيما فصيحا،
قيل وسئل عن سبب توبته فذكر أنه رأى قبرة عمياء نزلت من وكرها
فانشقت لها الارض عن سكرجتين من ذهب وفضة في إحداهما سمسم وفي
الاخرى ماء، فأكلت من هذه وشربت من هذه.
وقد شكى عليه مرة إلى المتوكل فأحضره من
مصر إلى العراق، فلما دخل عليه وعظه فأبكاه، فرده مكرما.
فكان بعد ذلك إذا ذكر عند المتوكل يثني عليه.
ــــــــــــــــــ
جاء في العبر في عام سنة خمس وأربعين
ومئتين
وفيها ذو النون المصري الزاهد
أحد مشايخ الطريق وله تسعون سنة أو نحوها .
وله مواعظ نافعة وكلام رفيع . استحضره المتوكل إليه ليسمع كلامه
وينتفع برؤيته
ــــــــــــــــــ
وجاء في النجوم الزاهرة في ملوك مصر
والقاهرة
السنة الثالثة من ولاية يزيد
وفيها توفي ذو النون المصري الزاهد
العابد المشهور، وآسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال: الفيض
بن أحمد أبو الفيض، ويقال: الفياض الإخميمي،
كان إماماً زاهداً عابداً فاضلاً؛
روى عن الإمام مالك والليث بن
سعد وابن لهيعة والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وغيرهم ؛ وروى عنه أحمد بن صبيح الفيومي وربيعة بن محمد الطائي
والجنيد بن محمد وغيرهم ؛ وكان أبوه نوبياً.
وذو النون هو أول من تكلم ببلده في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية، فأنكر
عليه عبد الله بن عبد الحكم، ووقع له بسبب ذلك أمور يلزم من
ذكرها الإطالة في ترجمته، وليس لذلك هنا محل. وقال يوسف بن
الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في فهمك فالله بخلاف
ذلك. وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان
كثيرة ثم فسرها. ومات ذو النون في ذي القعدة بمصر، ودفن
بالقرافة، وقبره معروف بها يقصد للزيارة.
ــــــــــــــــــ
وفي حسن المحاضرة في ملوك مصر
ذو النون المصري ثوبان بن
إبراهيم أبو الفيض، أحد مشايخ الطريق
المذكورين في رسالة القشيري؛ وهو أول من عبر عن علوم
المنازلات، وأنكر عليه أهل مصر، وقالوا: أحدث علما لم تتكلم
فيه الصحابة، وسعوا به إلى الخليفة المتوكل، ورموه عنده
بالزندقة، وأحضره من مصر على البريد، فلما دخل سر من رأى،
وعظمه، فبكى المتوكل، ورده مكرما.
وكان مولده بإخميم، وحدث عن مالك والليث وابن لهيعة، روى عنه الجنيد
وآخرون. وقد قارب التسعين. قال السلمي: كان أهل مصر يسمونه
الزنديق، فلما أظلت الطير الخضر جنازته ترفرف عليه إلى أن وصل
إلى قبره، فلما دفن غابت، فاحترم أهل مصر بعد ذلك قبره.
ــــــــــــــــــ
وفي الوافي بالوفيات
الفيض ذو النون المصري
ثوبان بن إبراهيم وقيل الفيض بن إبراهيم المصري، المعروف بذي
النون، المصري الصالح المشهور، أحد رجال الطريقة، كان أوحد وقته علماً
وورعاً وحالاً وأدباً، وهو معدود في جملة من روى الموطأ عن الإمام
مالك.
كان أبوه نوبياً، وقيل من أهل إخميم، مولىً لقريش.
وسئل عن سبب توبته فقال: خرجت من مصر لبعض القرى فنمت في الطريق في بعض
الصحارى ففتحت عيني فإذا أنا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها على الأرض
فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان إحداهما ذهب والأخرى فضة وفي إحداهما
سمسم وفي الأخرى ماء فجعلت تأكل من هذه وتشرب من هذه، فقلت: حسبي قد
تبت ولزمت الباب إلى أن قبلني.
وكان قد سعوا به إلى المتوكل فاستحضره من مصر فلما دخل عليه وعظه فبكى
المتوكل ورده مكرماً، وكان المتوكل إذا ذكر أهل الورع بين يديه يبكي
ويقول: إذا ذكر أهل الورع فحي هلا بذي النون: وكان رجلاً نحيفاً تعلوه
حمرة ليس بأبيض اللحية.
وشيخه في الطريقة شقران العابد.
ومن كلامه: إذا صحت المناجاة بالقلوب استراحت الجوارح.
وقال إسحاق بن إبراهيم السرخسي: بمكة سمعت ذا النون يقول وفي يده الغل
وفي رجليه القيد وهو يساق إلى المطبق والناس يبكون حوله وهو يقول: هذا
من مواهب الله ومن عطاياه وكل فعاله عذب حسن طيب وأنشد: - من الخفيف -
لك من قلبي المكان المصون ... كل لومٍ علي فيك يهون
لك عزم بأن أكون قتيلاً ... فيك، والصبر عنك ما لا يكون
قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى: وقفت في بعض
المجاميع على شئ من أخبار ذي النون المصري رحمه الله فقال: إن بعض
الفقراء من تلامذته فارقه من مصر وقدم بغداد فحضر بها سماعاً فلما طاب
القوم وتواجدوا أنشد المغني أبيات ابن التعاويذي: - من البسيط -
سقاك سارٍ من الوسمي هتان
إلى أن قال منها:
بين السيوف وعينيه مشاركة ... من أجلها قيل للأغماد أجفان
قام ذلك الفقير ودار واستمع وصرخ ووقع فحركوه فوجدوه ميتاً فوصل خبره
إلى شيخه ذي النون فقال لأصحابه: تجهزوا حتى نمشي إلى بغداد فلما فرغوا
من أشغالهم خرجوا إليها فقدموا عليها وساعة قدومهم البلد قال: ائتوني
بذلك المغني فأحضروه إليه فأله عن قصته مع ذلك الفقير فقص عليه قصته
فقال له: أنشد ذلك الشعر، وشرع هو وجماعته في الغناء بذلك الشعر فلما
ذكر البيت فعند ابتدائه صرخ الشيخ على ذلك المغني فوقع ميتاً فقال
الشيخ: قتيل بقتيل أخذنا ثأر صاحبنا ثم أخذ في التجهز والرجوع إلى
الديار المصرية ولم يلبث ببغداد وعاد من فوره.
وتوفي ذو النون في ذي القعدة سنة خمس وأربعين - وقيل سنة ست وقيل سنة
ثمان وأربعين
ــــــــــــــــــ
تاريخ الإسلام للذهبي الجزء الثامن عشر
الصفحة
265:266
(حرف الذال)
ذو النون المصري الزاهد، رحمة الله
عليه. اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال
ابن إبراهيم أبو الفيض، ويقال أبو الفياض الإخميمي. وأبوه
نوبي. روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض،
وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.
وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن
محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي،
والجنيد بن محمد، وغيرهم. روى سليمان بن أحمد الملطي وهو ضعيف
ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، ثنا ثوبان بن إبراهيم، نا الليث
بن سعد، فذكر حديثا. وقال محمد بن يوسف الكندي في كتاب الموالي
من أهل مصر: ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخميمي مولى لقريش.
وكان أبوه نوبيا. وقال الدارقطني: روى عن مالك أحاديث فيها
نظر، وكان واعظا. وقال ابن يونس: كان عالما فصيحا حكيما، أصله
من النوبة. توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين. وقال السلمي:
حمل ذو النون إلى المتوكل على البريد من
مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي المتوكل أهل
الورع بكى. وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه
الزنديق، فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس بأبيض
اللحية. وقيل كانت تعلوه صفرة.) وعن أيوب مؤذن ذي النون قال:
أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قوص وهو شاب،
فحفروا قبرا، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو
النون، وسلم إليهم ما وجدوا.
ــــــــــــــــــ
وفي ديوان الاسلام للغزي
الفصل الثاني
في الألقاب
ذو النون المصري ثوبان بن
إبراهيم الإمام الصوفي الزاهد المشهور أبو الفيض صاحب الأحوال
والكرامات.
توفي سنة 245 أو 246 ودفن بقرافة مصر.
ــــــــــــــــــ
وفي الرسالة القشيرية
ذو النون المصري
أبو الفيض ذو النون المصري وإسمه: ثوبان بن إبراهيم،
وقيل الفيض بن إبراهيم، وأبوه كان نوبياً.
تُوفي سنة: خمس وأربعين ومائتين. فائق في هذا الشأن،
وأوحد وقته علماً، وورعاً، وحالاً، وأدباً.
سعَوا به إلى المتوكِّل، فاستحضره من مصر، فلما دخل عليه وعظّه
فبكى المتوكِّل وردَّه إلى مصر مكرَّماً، وكان المتوكل إذا
ذُكر بين يديه أهل الورع يبكي ويقول: إذا ذكر أهل الورع فجهلاً
بذي النون.
وكان رجلاً نحيفاً، تعلوهُ حمرة، ليس بأبيض اللحية.
سمعت أحمد بن محمد يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: سمعت ذا
النون يقول: مدار الكلام على أربع: حبُّ الجليل، وبغض القليل،
واتِّباع التنزيل، وخوف التحويل.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه الله؛ يقول: سمعت سعيد بن أحمد ابن
جعفر يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد ابن
عثمان يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: من علامات المحبِّ لله
عزَّ وجلَّ: متابعة حبيب الله، صلى الله عليه وسلم، في أخلاقه،
وأفعاله، وأوامره، وسننه.
وسئل ذو النون عن السِّفلة فقال: من لا يعرف الطريق إلى الله،
ولا يتعَرَّفه.
ــــــــــــــــــ
قال ذو النون المصري رحمه الله تعالى :
الصوفي إذا نطق أبان منطقه عن الحقائق
وإذا سكت نطقت عنه الجوارح بقطع العلائق أي أن الصوفي بين حالتين إما
أن يتكلم أو يلزم الصمت فغن تكلم لم يقل إلا حقا وإن سكت عهن الكلام
نطقت جوارحه فهو مشغول بالله في الحالتين حالة نطقه وحالة سكونه
في رحاب الله ص 10
ــــــــــــــــــ
وذكر
الإمام القرطبي في التذكرة في ذو النون المصري في باب
احتجاج الجنة والنار وصفة اهلهما
و قد شوهد من جنائز الصالحين من يشيعها
الطير و يسير معها حيث سارت منهم : أبو الفيض ذو النون المصري
و أبو إبراهيم المزني صاحب الشافعي حدث بذلك الثقات : قاله أبو
محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له
ــــــــــــــــــ
وفي حلية الاولياء لابي نعيم الاصفهاني
ذو النون المصري
ومنهم العلم المضى والحكم المرضى الناطق بالحقائق الفائق
للطرائق له العبارات الوثيقة والاشارات الدقيقة نظر فعبر وذكر
فازدجر أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري رحمه الله تعالى
ــــــــــــــــــ
وفي ميزان الاعتدال المجلد الثاني
2701 - ذو النون المصرى الزاهد
العارف .
قال الدارقطني : روى عن مالك أحاديث فيها نظر . قلت : اسمه
ثوبان بن إبراهيم . ويقال الفيض بن أحمد . ويقال كنيته أبو
الفيض . ويقال أبو الفياض . قال محمد بن يوسف الكندى في تاريخ
الموالى المصريين : ومنهم ذو النون بن إبراهيم الاخميمى مولى
لقريش . كان أبوه نوبيا . وقال ابن يونس : كان عالما فصيحا ،
حكيما ، أصله من النوبة .
مات سنة خمس وأربعين ومائتين . قلت : كان ممن امتحن
وأوذى لكونه أتاهم بعلم لم يعهدوه . كان أول من تكلم بمصر في
ترتيب الاحوال ، وفي مقامات الاولياء ، فقال الجهلة : هو زنديق
. قال السلمى : لما مات أظلت الطير جنازته .
ــــــــــــــــــ
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان
الميزان ناقلاً عن الإمام الذهبي
في ترجمة ذو النون المصري
ذو النون المصري الزاهد العارف قال
الدارقطني روى عن مالك أحاديث فيها نظر قلت اسمه ثوبان بن
إبراهيم ويقال الفيض بن أحمد ويقال كنيته أبو الفيض وقيل أبو
الفياض وقال محمد بن يوسف الكندي في تاريخ الموالي المصريين
ومنهم ذو النون بن إبراهيم الأخميمي مولى لقريش كان أبوه نوبيا
وقال بن يونس كان عالما فصيحا حكيما أصله من النوبة مات سنة
خمس وأربعين ومائتين قلت كان ممن امتحن وأوذي لكونه أتاهم بعلم
لم يعهدوه كان أول من تكلم بمصر في ترتيب الأحوال وفي مقامات
الأولياء فقال الجهلة هو زنديق قال السلمي لما مات أظلت الطيور
جنازته انتهى
وقال بن يونس يكنى أبا الفيض من قرية يقال لها اخميم وكان يقرأ
الخط المقدم لقيت غير واحد من أصحابه كانوا يحكون لنا عنه
عجائب وأرخه في ذي القعدة وقال مسلمة بن قاسم كان رجلا صالحا
زاهدا عالما ورعا متقنا في العلوم واحدا في عصره وذكر بن
الطحان في ذيل تاريخ مصر لابن يونس في ترجمة ذي الكفل بن
إبراهيم وهو أخو ذي النون من طريق حيون صاحب ذي النون أن رجلين
اختصما في ثلاث مائة أردب قمح فاعترف أحدهما بحق الآخر وادعى
العجز فوعظه ذو النون فأصر على أنه عاجز عن القضاء فقال لصحاب
الدين يصالحه على مائة أردب فرضي فقال لأخيه ذي الكفل كل له من
هذا البيت وأومىء الى بيت مهجور ففتحه فرأى القمح قد خرج من
شقوق الباب ففتح فكان له مائة وفضل قدر ربعها فأعطاه المديون
قال وارتدم الباب بالتراب كما كان وذكر الذهبي في التاريخ
الكبير أنه روى عن مالك والليث وابن لهيعة وفضيل بن عياض وابن
عيينة وسلم الخواص وغيرهم
وسئل ذو النون المصري : بماذا عرفت ربك ؟ فقال : عرفت ربي
بربي، ولولا ربي ما عرفت ربي !
ــــــــــــــــــ
وللرد على شبهة وكلام جهال
اثاروه عن علم ذو النون المصري
وقاموا بتلوين بعض
الكلمات عن اتهام ذو النون بالزندقة ومخالفة الشريعة
فننقل اليهم والى العالم الإسلامي ما بتروه من الترجمة.
وقبل ذلك نقول
قد استدل بكلام ذون النون المصري جل الائمة والأعلام
وترجم له الكثير كما
وضح في النقول السابقة
وقد وضح زهد
وعلم وورع الإمام ذو النون المصري جل الائمة الاعلام ونفوا عنه
ما نسبه البعض وهذا في جميع التراجم وذكروا انه
أوحد وقته علماً، وورعاً، وحالاً،
وأدباً
ــــــــــــــــــ
علاقته مع الإمام احمد ابن حنبل
قال
المرزوي: دخلت على ذي النون أيام محنته وهو في
السجن فقال لي:
أي شيء حال سيدنا؟- يعني أحمد بن حنبل.
مناقب الإمام أحمد بن حنبل ص 51.
ــــــــــــــــــ
قال
الإمام أحمد لذي النون، لما سُمّي يحيى بن الجلاء بابن الجلاء،
فقال:
سميناه بذلك، لأنه إذا تكلم جلا قلوبنا
النجوم
الزاهرة لابن تغري بردي.
ــــــــــــــــــ
استناد أقوال الحافظ ابن رجب الحنبلي
للإمام ذو النون المصري وترجيح أقوال الصوفية
قال ابن رجب وهو يشرح في كتابه فتح الباري حديث أبي قلابة ، عن
أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،
وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ".
قال الشيخ :
وقد خرجه مسلم وعنده في رواية : " فقد وجد طعم الإيمان ، وجاء
في رواية : " وجد طعم الإيمان وحلاوته " .
فهذه الثلاث خصال من أعلى خصال الإيمان ، فمن كملها فقد وجد
حلاوة الإيمان وطعم طعمه ، فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق
بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم ، فإن الإيمان هو
غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام و الشراب غذاء الأبدان
وقوتها ، وكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام والشراب إلا عند
صحته فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك ، بل قد يستحلي ما
يضره وما ليس فيه حلاوة لغلبة السقم عليه ، فكذلك القلب إنما
يجد حلاوة الإيمان من أسقامه وآفاته ، فإذا سلم من مرض الأهواء
المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ ، ومتى مرض
وسقم لم يجد حلاوة الإيمان ، بل يستحلي ما فيه هلاكه من
الأهواء والمعاصي . ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم : " لا
يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " ، لأنه لو كمل إيمانه لوجد
حلاوة الإيمان فاستغنى بها عن استحلاء المعاصي .
سئل وهيب بن الورد : هل يجد طعم الإيمان من يعصي الله ؟ قال :
لا ، ولا من هم بالمعصية .
وقال ذو النون : كما لا
يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة
العبادة مع الذنوب .... (إلى أن يقول):
وقال بعض السلف : من عرف الله أحبه ، ومن أحبه أطاعه فإن
المحبة تقتضي الطاعة كما قال بعض العارفين : الموافقة في جميع
الأحوال ، ثم أنشد :
ولو قلت لي مت مت سمعا وطاعة*** وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
ومحبة الله على درجتين :
إحداهما : فرض ، وهي المحبة المقتضية لفعل أوامره الواجبة
والانتهاء عن زواجره المحرمة والصبر على مقدوراته المؤلمة ،
فهذا القدر لابد منه في محبة الله ، ومن لم تكن محبته على هذا
الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله ، كما قال بعض العارفين : من
ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده فهو كاذب ، فمن وقع في ارتكاب
شيء من المحرمات أو أخل بشيء من فعل الواجبات فلتقصره في محبة
الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله ، فإن محبة الله
لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه .
وإنما يحصل الوقوع فيما يكرهه لنقص محبته الواجبة في القلوب
وتقديم هوى النفس على محبته وبذلك ينقص الإيمان كما قال صلى
الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "
الحديث .
ثم بعد بعض الشرح يقول:
فلا تتم محبة الله ورسوله إلا بمحبة أوليائه وموالاتهم
وبغض أعدائه ومعاداتهم .
وسئل بعض العارفين : بما تنال المحبة ؟
قال : بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه ، وأصله الموافقة
.....
ويقول: سئل ذو النون :
متى أحب ربي ؟ قال : إذا كان ما يكرهه أمر عندك من الصبر .
وسئل عمر عن قوم يشتهون المعاصي ولا يعملون بها ، قال : {
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } (3) [
الحجرات : 3 ] .
وقد ترتاض النفس بعد ذلك وتألف التقوى حتى تتبدل طبيعتها وتكره
ما كانت مائلة إليه وتصير التقوى لها طبيعة ثابتة .
وهل هذا أفضل من الأول أم الأول أفضل ؟
هذا وقد يخرج على اختلاف العلماء فيمن عمل طاعة ونفسه تأباها
وهو يجاهدها ، وآخر عملها ونفسه طائعة مختارة لها أيهما أفضل ؟
وفيه قولان مشهوران للعلماء والصوفية
.
والأظهر : أن الثاني أفضل .
وفي كلام الإمام أحمد ما يدل على خلافه ...فتح
الباري لابن رجب - (ج 1 / ص 22-28)
انتهى النقل .
ــــــــــــــــــ
قال الإمام ابن كثير في البداية
والنهاية الجزء العاشر في ترجمة ذو النون المصري في امر هذه التهمة .
وقد شكى عليه مرة إلى
المتوكل فأحضره من مصر إلى العراق، فلما دخل عليه وعظه فأبكاه،
فرده مكرما.
فكان بعد ذلك إذا ذكر عند المتوكل يثني عليه.
ــــــــــــــــــ
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان
الميزان ناقلاً عن الامام الذهبي ومؤكداً على هذه الاقوال
وايراد غيرها
في ترجمة ذو النون المصري
ذو النون المصري الزاهد العارف قال الدارقطني روى عن مالك
أحاديث فيها نظر قلت اسمه ثوبان بن إبراهيم ويقال الفيض بن
أحمد ويقال كنيته أبو الفيض وقيل أبو الفياض وقال محمد بن يوسف
الكندي في تاريخ الموالي المصريين ومنهم ذو النون بن إبراهيم
الأخميمي مولى لقريش كان أبوه نوبيا وقال بن يونس كان عالما
فصيحا حكيما أصله من النوبة مات سنة خمس وأربعين ومائتين قلت
كان ممن امتحن وأوذي لكونه أتاهم بعلم لم يعهدوه
كان أول من تكلم بمصر في ترتيب الأحوال
وفي مقامات الأولياء فقال الجهلة هو زنديق قال السلمي لما مات
أظلت الطيور جنازته انتهى
ــــــــــــــــــ
وفي حسن المحاضرة في ملوك مصر
ذو النون المصري ثوبان بن
إبراهيم أبو الفيض، أحد مشايخ الطريق
المذكورين في رسالة القشيري؛ وهو أول من عبر عن علوم
المنازلات، وأنكر عليه أهل مصر، وقالوا: أحدث علما لم تتكلم
فيه الصحابة، وسعوا به إلى الخليفة المتوكل، ورموه عنده
بالزندقة، وأحضره من مصر على البريد، فلما دخل سر من رأى،
وعظمه، فبكى المتوكل، ورده مكرما.
وكان مولده بإخميم، وحدث عن مالك والليث وابن لهيعة، روى عنه الجنيد
وآخرون. وقد قارب التسعين. قال السلمي: كان أهل مصر يسمونه الزنديق، فلما أظلت الطير الخضر جنازته
ترفرف عليه إلى أن وصل إلى قبره، فلما دفن غابت، فاحترم أهل
مصر بعد ذلك قبره.
ــــــــــــــــــ
وقال بن
تغري
في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
وذو النون هو أول من تكلم
ببلده في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية، فأنكر عليه عبد
الله بن عبد الحكم، ووقع له بسبب ذلك أمور يلزم من ذكرها
الإطالة في ترجمته
ــــــــــــــــــ
وفي الرسالة القشيرية
ذو النون المصري
أبو الفيض ذو النون المصري وإسمه: ثوبان بن إبراهيم،
وقيل الفيض بن إبراهيم، وأبوه كان نوبياً.
تُوفي سنة: خمس وأربعين ومائتين. فائق في هذا الشأن، وأوحد
وقته علماً، وورعاً، وحالاً، وأدباً.
سعَوا به إلى المتوكِّل، فاستحضره من
مصر، فلما دخل عليه وعظّه فبكى المتوكِّل وردَّه إلى مصر
مكرَّماً، وكان المتوكل إذا ذُكر بين يديه أهل الورع يبكي
ويقول: إذا ذكر أهل الورع فجهلاً بذي النون.
ــــــــــــــــــ
وقد ترجم
له الإمام الذهبي فقال في ترجمته
ميزان الاعتدال المجلد الثاني
2701 - ذو النون المصرى الزاهد
العارف .
قال الدارقطني : روى عن مالك أحاديث فيها نظر . قلت :
اسمه ثوبان بن إبراهيم . ويقال الفيض بن أحمد . ويقال كنيته
أبو الفيض . ويقال أبو الفياض . قال محمد بن يوسف الكندى في
تاريخ الموالى المصريين : ومنهم ذو النون بن إبراهيم الاخميمى
مولى لقريش . كان أبوه نوبيا . وقال ابن يونس :
كان عالما فصيحا ، حكيما ، أصله من
النوبة . مات سنة خمس وأربعين ومائتين . قلت : كان ممن امتحن
وأوذى لكونه أتاهم بعلم لم يعهدوه . كان أول من تكلم بمصر في
ترتيب الاحوال ، وفي مقامات الاولياء ،
فقال الجهلة :
هو زنديق . قال السلمى : لما مات أظلت الطير جنازته .
ــــــــــــــــــ
و في تاريخ الإسلام
الجزء الثامن عشر الصفحة 265
ذو النون
المصري
الزاهد، رحمة الله عليه.
اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال ابن
إبراهيم أبو الفيض، ويقال أبو الفياض الإخميمي. وأبوه نوبي.
روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن
عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.
الى ان قال
الإمام الذهبي في
الصفحة 266
وقال السلمي: حمل ذو النون إلى المتوكل
على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين
يدي المتوكل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق،
فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس
بأبيض اللحية. وقيل كانت تعلوه صفرة.)
وعن أيوب مؤذن ذي النون قال: أتى أصحاب
المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قوص وهو شاب، فحفروا قبرا،
فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلم
إليهم ما وجدوا.
الصفحة 267
وقال يوسف بن الحسين الرازي: حضرت مجلس ذي النون فقيل: يا أبا
الفيض ما كان سبب توبتك قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في
الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبرة عمياء معلقة بمكان، فسقطت
من وكرها، فآنشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان ذهب وفضة، في
أحديهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حسبي، قد
تبت.
ولزمت الباب إلى أن قبلني.
وقال الذهبي
قال: وقال
محمد بن يعقوب بن الفرجي: كنت مع ذي النون في الزورق، فمر بنا
زورق آخر، فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون
عليك بالكفر. فقال: اللهم إن كانوا كاذبين فغرقهم. فآنقلب
الزورق وغرقوا. فقلت له: إحسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما
بال الملاح قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم. لأن يقفوا بين يدي
الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثم انتفض وتغير وقال:
وعزتك لا أدعو على خلقك بعد هذا. ثم دعاه أمير مصر وسأله عن
اعتقاده، فتكلم، فرضي أمره، وكتب به إلى
المتوكل، فأمر بإحضاره، فحمل على
البريد. فلما سمع كلامه ولع به، وأحبه وأكرمه، حتى أنه لو كان
إذا ذكر العلماء يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بذي النون.
وقال علي بن حاتم: سمعت ذا النون يقول: القرآن كلام
الله غير مخلوق.
وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف
ذلك. وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان
كثيرة، أولهن: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك
الرجوع، والثالث: أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين الله،
والرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض) والمصالحة عليها،
والخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام، والسادس: إذاقة
البدن ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية. وعن عمرو السراج
قال: قلت لذي النون كيف خلصت من المتوكل وقد أمر بقتلك قال:
لما أوصلني الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي: ادخل. فنظرت فإذا
المتوكل في غلالة مكشوف الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متكيء
على السيف. فعرفت في وجوه القوم الشر. ففتح لي باب، فقلت في
نفسي: يا من ليس في السموات قطرات ولا في البحار قطرات، ولا في
ديلج الرياح دلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في قلوب الخلائق
خطرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات،
وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تجير بها من في الأرض
والسموات إلا صليت على محمد وآل محمد، وأخذت قلبه مني. فقام
إلي المتوكل يخطو، حتى اعتنقني وقال: أتعبناك يا أبا الفيض. إن
تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فآنصرف. فاخترت
الانصراف.
ــــــــــــــــــ
وذكر الإمام القرطبي في التذكرة
في ذو النون المصري في باب احتجاج الجنة والنار وصفة اهلهما
و قد شوهد من جنائز الصالحين من
يشيعها الطير و يسير معها حيث سارت منهم : أبو الفيض ذو النون
المصري و أبو إبراهيم المزني صاحب الشافعي حدث بذلك الثقات :
قاله أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له .
ــــــــــــــــــ
فهل بعد هذا
بيان بعد اراء جل علماء الامة الإسلامية
بل واستدل بأقواله الكثير والكثير من الحفاظ والفقهاء والمفسرين
والاصوليين والمؤرخين.