مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 افتراضي أهل التصوف و الجهاد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الإثنين أغسطس 06, 2012 7:20 pm


*منقول:
صور من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين - أسعد الخطيب (*)

التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له، أو تجاهله بأي حال من الأحوال.

ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.

يقول الذهبي: ".... إنما التصوف والتأله والسير والمحبة، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله(1)".

ويعنينا هنا في هذه الدراسة الموجزة، العبارة الأخيرة من كلام مؤرخنا الكبير، أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.

ولا نعدو الصواب إذا قلنا: إن هذا الجانب الهام غفل عن الخوض فيه جل الدارسين لهذا العلم ورجاله. بل حاولت فئة واسعة من المستشرقين، وبعض من حذا حذوهم من الباحثين المعاصرين، أن يصم التصوف بالخمول والكسل، والضعف والخنوع، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين.

ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه: الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً: "... وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..."(2).

وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ماندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ): ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"(3).

وقريب من ذلك ماجاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:

"... إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص"(4) وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" (5).

أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء: "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."(6).

والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ): "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة"(7). ويذكر غيره: "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(Cool.

وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ)، وقال له: "أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً: "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...."(9).

ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وزبدة القول:

إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة"(10). فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:

ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل (11).

ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها.

يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ): "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية"(12).

ولننتقل الآن إلى أرض الواقع، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 هـ): "طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه".

فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه."(13). وذكر الحفاظ: "لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب"(14).

وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(15)، وقال أيضاً: "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (16). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.

من مأثوراته: "ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل"(17).

ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه:

محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ)، ومالك بن دينار (ت 131 هـ). وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(Cool. وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (19) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه(20).

وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(21).

وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(22).

ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(23) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(24)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.

ومنهم عبد الواحد بن زيد -رحمه الله- (ت 177هـ) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...."(25)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: "لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد"(26).

ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(27).

من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.

ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(28)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"(29).

ومنهم شقيق البلخي -رحمه الله- (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(30) فيما وراء النهر.

وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.

ومنهم علي بن بكّار -رحمه الله- (ت199هـ)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة".

قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً"(31).

ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله- (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر"> المصيصة، فصحبه الصوفية...(32). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.

وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو.(33).

ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله- ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:

أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى

تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا

لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(34).

ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله- (ت 183هـ)، وقد أطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"(35)، وترجم له صاحب الحلية: "تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.

ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله- وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (36)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.

ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (37). (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً.

ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع"(38).

فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(39).

ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(40)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(41).

ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(42). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.

* ومنهم السري السقطي -رحمه الله- (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(43)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.

قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (44). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.

ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205هـ) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (45). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(46). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.

ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله- (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(47).



ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي-رحمه الله- (ت 269هـ) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(48).

قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(49). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.

ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: ".... كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج"(50).

ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243هـ) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(51).

ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال.(52) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: "وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة"(53). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.

وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلىالثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية "وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(54).

منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله- (ت 225 هـ تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟! قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(55).

ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(56).

ومنهم زهير المروزي -رحمه الله- (ت 258هـ) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(57).

ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:

علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي (58) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 هـ) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أي شيء فاتك يامحروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على مافاتني.(59).

وروى أبو القاسم القشيري (ت 465هـ) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(60).

وفي الختام من المناسب أن نذكر مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937هـ).

- أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو.

- أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.

- أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(61).

وأخيراً أرجو أن أكون في هذا العرض السريع، قد أزحت عن وجه من وجوه تراثنا المشرق، ماعلق به من فساد الدهر، وماتراكم عليه من غبار الزمن.

وألقيت الضوء على أبطال ميامين، وأولياء صادقين، عرفهم من عرفهم، وجهلهم من جهلهم. إنهم بلا شك ورثة تلك النماذج من الصحابة الكرام الأعلام، أمثال: علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وسواهم.

وما أحسن وصف الشاعر الصوفي البوصيري لهم حين قال:

هم الجبال فسل عنهم مصادمهم *** ماذا رأى منهم في كل مصطدم

وعلى كل فإن هذا البحث يفتح آفاقاً جديدة، ويحتاج إلى دراسة واسعة أشمل، لأن مثل هذه الدراسة لن تعمق فهمها واحترامنا لتراثنا الروحي فحسب، ولكنها سوف تعمق وعينا بأنفسنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهذا مطلب بالغ الأهمية في هذه المرحلة من تاريخنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الإثنين أغسطس 06, 2012 7:22 pm


منقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وبعد

:- الجهاد الصوفي ضد الإستعمار.

وسوف نورد فقط امثله من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وكلها موثقة من كتب اجل العلماء فارجعوا اليها للتاكد.
وهي من عده بحوث وكتب ومواضيع ومقالات ولقاءات صحفية تم تجميعها وتنسيقها للتيسر علي الوقوف علي كذب وتزوير الوهابية السلفية والله المستعان.
________________________________________
1- يفرد لنا ابن الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفوة الصفوة) للزهَّاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني للهجرة منهم: أحمد بن عاصم الأنطاكي وكان يقال له (جاسوس القلوب) لحدة فراسته ويصفه بأنه من متقدمي مشائخ الثغور ومنهم أبو يوسف الغسولي الذي كان يغزو مع الناس بلاد الروم وهناك كثيرون أمثال أبي إسحق الفزاري وعيسى بن أبي إسحق السبيعي ويوسف بن إسباط وأبي معاوية الأسود (ت 199) هـ) انتهي
صفوة الصفوة، ابن الجوزي. ت محمود فاخوري. بيروت 1985، دار المعارف ط(3) ج(4)، ص255 وتوابعها.
________________________________________
2- عبد الله بن المبارك (ت 181هـ)
قال عنه الخطيب البغدادي "وكان من الربانيين في العلم ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد المصيصة – ثغر من ثغور الروم - فصحبه الصوفية...
"تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي. دمشق دار الفكر. ج10، ص157 د.ت.
( وكان لا يخرج إلا إلى حج أو جهاد وقيل له ألا تستوحش فقال: "كيف أستوحش وأنا مع النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه"
تاريخ بغداد، ص 154
وهو أول من صنَّف في الجهاد وله كتاب الزهد والرقائق.
________________________________________
3- إبراهيم بن أدهم إمام المتصوفين الروحانيين
يذكره ابن عساكر بأنه كان فارساً شجاعاً ومقاتلاً باسلاً رابط في الثغور وخاض المعارك على البيزنطيين العدو الرئيسي للدولة الإسلامية الناشئة.
انظر مقال إبراهيم بن أدهم. مجلة التراث العربي. العددان 11- 12 عام 1983. وقد أثنى على ورعه وزهده الإمام أحمد بن حنبل والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم و
ما ذكره ابن كثير في وفاته (انة توفي وهو مرابط في جزيرة من جزائر بحر الروم سنة (162هـ)
البداية والنهاية، ابن كثير. بيروت 1966. دار المعارف. ط(1) ج(10) ص44.
وقد صحب إبراهيم وأخذ عنه الطريق شقيق البلخي.
جاء في سير أعلام النبلاء للامام الذهبي: وفي فوات الوفيات
( "قال حاتم: "كنا مع شقيق في مصاف نحارب الترك في يوم لا تُرى إلا رؤوس "تطير ورماح تقصف وسيوف تقطع فقال لي: كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم؟ تُراه مثل ما كنت في الليلة التي زُفَّت إليك امرأتك؟ قال: لا والله قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة ومات في غزوة كوملان (ما وراء النهر) (عام 194هـ)
انظر سير أعلام النبلاء، الذهبي. بيروت 1986 مؤسسة الرسالة ط(4) ج(16) ص313.
وانظر أيضاً فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي. ت إحسان عباس. بيروت دار صادر. ج(2) ص764.
________________________________________
4- حاتم الأصم
"القدوة الرباني كان يقال له لقمان هذه الأمة توفي وهو مرابط على رأس سروَد على جبل فوق واشجرد"
شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي. بيروت دار المسيرة ج(Cool ص87.
وانظر سير أعلام النبلاء ج(11) ص484
________________________________________
5- أبو القاسم القحطبي الصوفي وأبو القاسم الأبّار وأبو القاسم الملطي الصوفي
يروي ابن العديم أنه ( في القرن الثالث الهجري تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام إذ وفدوا إلى هذه الثغور جهاداً في سبيل الله للوقوف في وجه البيزنطيين وأشهرهم أبو القاسم القحطبي الصوفي وأبو القاسم الأبّار وأبو القاسم الملطي الصوفي الذي صحب الجنيد البغدادي)
غية الطلب في تاريخ حلب، ابن العديم. ت سهيل زكار. دمشق 1988 ط(1) ج(10) ص4591.
وانظر الحياة السياسية وأهم مظاهر الحضارة في بلاد الشام. د.أمينة بيطار. دمشق وزارة الثقافة. ص380.
________________________________________
6- رباط العالم المجاهد رسلان الدمشقي (ت 541هـ)
جاء في كتاب امام السالكين وشيخ المجاهدين
(صاحب الرسالة المعروفة في التوحيد والتصوف الذي لم يكن رباطه يقع داخل سور المدينة بل خارجها كأنه مخفر يأوي إليه حرس الحدود والذين يطوفون حول المدينة بعد إغلاقها ليلاً كي لا يكون هناك عدو مباغت وكان المريدون يترددون إلى رباطه يتعلمون فيه جميع أنواع الدراسة ويتدربون على الفنون الحربية للوقوف في وجه الصليبيين حتى لقّب الشيخ رسلان بحق (إمام السالكين وشيخ المجاهدين)
كتاب إمام السالكين وشيخ المجاهدين الشيخ أرسلان الدمشقي، عزة حصرية. دمشق 1965.
وحتى الآن لا يزال أهالي دمشق يرددون الأنشودة المعروفة (شيخ رسلان يا شيخ رسلان يا حامي البر والشام).
________________________________________
7- الشيخ محي الدين بن عربي الصوفي المشهور (ت 638هـ)
(أُثر عنه أنه كان خلال الحروب الصليبية يحرض المسلمين على الجهاد ومقاومة الغزاة الصليبيين)
ظهر الإسلام، أحمد أمين. النهضة المصرية 1966 ط(3) ج(4) ص222
ومن وصاياه قوله: "وعليك بالجهاد الأكبر وهو جهاد هواك فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي إن قتلت فيه كنت من الشهداء الأحياء الذين عند ربهم يرزقون... واجهد أن ترمي بسهم في سبيل الله واحذر إن لم تغز أن لا تحدِّث نفسك بالغزو..."
الوصايا، ابن عربي دمشق 1958 مطبعة كرم ص49.
وانظر إجازة ابن عربي للملك المظفر. مكتبة الأسد الوطنية. مخطوط رقم 6284.
________________________________________
8- الامام أبو الحسن الشاذلي (ت656هـ)
(تذكر كتب التاريخ مشاركته في معركة المنصورة سنة (647هـ) وقد التف حوله أتباعه.)
انظر أبو الحسن الشاذلي الصوفي المجاهد والعارف بالله (سلسلة أعلام العرب)
د.عبد الحليم محمود. القاهرة 1967، ص60 وتواليها.
ومثل هذا يذكره ابن العماد في معرض كلامه على وفيات سنة (656هـ)
"وفيها الشاذلي أبو الحسن المغربي الزاهد شيخ الطائفة الشاذلية كان ضريراً اشتغل بالعلوم الشرعية ثم سلك منهاج التصوف حتى ظهر صلاحه... قدم إلى اسكندرية في المغرب وصار يلازم ثغرها من الفجر إلى المغرب"
شذرات الذهب، ج(5) ص.279
________________________________________
9- أبو العباس المرسي ( وهو من تلاميذ ألامام ابو الحسن الشاذلي)
قال عنه ابن تغري بردي "الإمام العارف قطب زمانه... وكان من جملة الشهود بالثغر)
لنجوم الزاهرة، ابن تغري بردي. وزارة الثقافة المصرية ج(7)، ص371 د.ت.
________________________________________
10- السلطان محمد الفاتح الصوفي الحنفي الماتريدي العقيدة
هذا الرجل الذي قال فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد في مسنده:

(لتفتحن القسطنتينية فلنعم الامير اميرها ولنعم الجيش جيشها )
و لايخفي تصوف الخلافه العثمانية وما قدمتة لخدمة الاسلام والمسلمين

________________________________________
11- الإمام العز بن عبد السلام (ت 660هـ)
ودروة في التحضير لمعركة "عين جالوت" (سنة 658هـ) معلوم للقاصي والداني فلم يمنعه تقدمه في السن من المشاركة في الاجتماعات مع السلطان وقادة الأمة وحثهم على ملاقاة التتار وفتواه في الجهاد مشهورة معروفة.
ولا مجال للتردد أن العز كان صوفياً ونصوصه العديدة وكلام مترجميه قاضية بذلك.
فقد حكى السيوطي أن: (سلطان العلماء) "لبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي" (ت 632هـ).
حسن المحاضرة، السيوطي. ج(1) مصر 1967 مطبعة عيسى البابي الحلبي. ص315،
بدائع الزهور ص.318.
________________________________________
12- السلطان نور الدين محمود زنكي قاهر الصلبيين (ت 569هـ)
أ- ذكر أبو شامة: (وكان يحضر مشايخهم عنده ويقربهم ويدنيهم ويبسطهم ويتواضع لهم فإذا أقبل أحدهم إليه يقوم له مذ تقع عينه عليه ويعتنقه ويجلسه معه على سجادته ويقبل عليه بحديثه)
الكواكب الدرية في السيرة الفورية، ابن قاضي شهبة ت. محمود زايد بيروت 1971 دار الكتاب الجديد ط1 ص38
الروضتين في أخبار الدولتين ج1 ص9.
ب- وكان يقول عن الصوفية: "هؤلاء جند الله وبدعائهم ننتصر على الأعداء"
البداية والنهاية، ج(12) ص281
ج- ويصف لنا ابن خلِّكان نور الدين هذا بأنه كان ملكاً عابداً زاهداً ورعاً مجاهداً في سبيل الله وقد لامه بعض أصحابه على تكريمه للصوفية فغضب غضباً شديداً وقال: "إني لا أرجو النصر إلا بأولئك... كيف أقطع صلات قوم يقاتلون بسهام لا تخطئ...)
وفيات الأعيان. ج(5) ص188. الكواكب الدرية. ص162.
ح-(فبنى الربط والخانقاهات في جميع البلاد للصوفية ووقف عليها الوقوف الكثيرة وأدرّ عليهم الإدارات الصالحة)
الروضتين في أخبار الدولتين، أبو شامة المقدسي. بيروت دار الجيل ج(1) ص9
الكامل في التاريخ ج(11) ص402.
د- وكما يقول أحد المستشرقين المنصفين "نذر نور الدين حياته للحرب المقدسة متفانياً فيها بحماسة الصوفي العنيدة"
كتاب صلاح الدين الأيوبي البطل الأنقى في الإسلام، ألبير شاندور. ترجمة سعيد أبو الحسن دمشق 1988 دار طلاس ط(1) ص117.
ذ-.. ومما قيل في شعره:
ذو الجهادين من عدو ونفس
فهو طول الحياة في هيجاء
أنت حيناً تقاس بأسد الور
د وحيناً تعدّ في الأولياء.
الروضتين، ج(1) ص18
ر- وعندما فتح الموصل سنة 566هـ قصد الشيخ عمر الملاّ في زاويته وكان يستشيره في أموره ويعتمد عليه في مهماته وعندما غادر الموصل أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفعلوا أمراً حتى يعلموا الملاّ به
البداية والنهاية، ج(12) ص282، الكواكب الدرية. ص68
________________________________________
13- السلطان صلاح الدين الايوبي قاهر الصلبيين ومحرر الاقصي
(قد ورد عنه أنه خلال المعارك كان يصحب علماء الصوفية لأخذ الرأي والمشورة فضلاً على أن وجودهم يعتبر حافزاً قوياً للمريدين على القتال ببسالة وشجاعة نادرة)
وما ورد من ادلة علي تصوف صلاح الدين في هذا الموضوع فيه الغية لكل طالب حق

السلطان المملوكي ظاهر البيبرس ت 676ه
أ- (روي صاحب شذرات الذهب: "أنه بوصول السيد البدوي إلى مصر قادماً من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه)
شذرات الذهب ج(5) ص.345
ب- (بوصول السيد البدوي إلى مصر قادماً من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمهوانتسب إلى طريقته)
الأعلام، الزركلي. دار العلم للملايين ط8، 1989، ج1، ص175.
ج- وقد لعب دورا مهما الشيخ خضر الكردي العدوي في حياه بيبرس
"وقد بنى له السلطان زاوية بجبل المزة خارج دمشق وكان يتردد عليها بيبرس في الأسبوع مرة أو مرتين ويستشيره في أموره ولا يخرج عما يشير به ويأخذه معه في أسفاره وأطلق يده وصرّفه في مملكته"
الخطط والآثار، ج2، ص430
د- ومما يدل على ملازمة الشيخ خضر للسلطان في معاركه قول الشاعر المعاصر لتلك الفترة:
ما الظاهر السلطان إلا مالك الدنـ
ـيا بذاك لنا الملاحم تخبر
ولنا دليل واضح كالشمس في
وسط السماء لكل عين تنظر
لما رأينا الخضر يقدم جيشه
أبداً علمنا أنه الاسكندر.
ذ- يصفه ابن عبد الظاهر "بالصلاح وله كرامات معروفة... وكان له دور متميز في فتح أرسوف..." ويتابع القول:
"وبعد الفتح زار السلطان قبور الصالحين ثم توجه إلى الحج وبقي كأحد الناس لا يحجبه أحد مصلياً وطائفاً ثم عمد إلى الكعبة شرفها الله تعالى فغسلها بيده وحمل الماء في القرب على كتفه وغسل البيت الشريف وكل من رمى إليه إحرامه غسله له بما ينصب من الكعبة الشريفة ويرميه إلى صاحبه.
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، محي الدين بن عبد الظاهر ت. عبد العزيز الخويطر. الرياض 1967 ص238.

ر- ونلمس أثر التصوف واضحاً من خلال الأعمال التي قام بها بيبرس منها أنه جدد قبة الخليل عليه السلام وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجداً ووقف عليه وقفاً وبنى على قبر أبي عبيدة –رضي الله عنه- مشهداً وجدد مشهد زين العابدين
فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي. ت. إحسان عباس بيروت دار صادر، ج2، ص243
________________________________________
15- الامام علي بن ميمون (ت 917هـ)
ونقرأ ترجمة هذا العالم المجاهد في شذرات الذهب "العارف بالله سيدي علي بن ميمون المرشد المربي القدوة الحجة ولي الله تعالى اشتغل بالعلم ولازم الثغور على السواحل وكان رأس العسكر"
شذرات الذهب ج(Cool ص81.
لأعلام ج5ص 27.
________________________________________
16- الأمير عبدالقادر الجزائري الصوفي الاشعري (1832-1847م)
قائد الثورة في الجزائر ضد الاحتلال وصوفيتة لا تخفي علي احد بالطبع.
________________________________________
17- الشيخ المجاهد الصوفي محمد أحمد المهدي (1843-1885)
أ- (حفظ القرآن منذ صغره بهرته دون أترابه في الدرس أنوار التصوف فأقبل عليها)
محمد أحمد المهدي، توفيق أحمد البكري، سلسلة أعلام الإسلام- القاهرة 1944 مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ص7.
ب- "وفي سنة سبع وتسعين ظهر رجل بالسودان يسمى محمد أحمد ولم يدّع أنه المهدي... وكان قبل ظهوره مشهوراً بالصلاح ومن مشايخ الطرائق وكثر أتباعه ومريدوه فلما دخل الإنجليز حاربهم وحصل له وقائع كثيرة والغلبة في تلك الوقائع كلها له عليهم وقتل منهم خلقاً كثيراً... فتملك جميع السودان وكان أمره معهم عجيباً يأتون إليه بالعساكر الكثيرة والمدافع والآلات الشهيرة فيقابلهم بجيوشه السودانيين وليس معهم إلا السيف والرمح والسكاكين"حلية البشر، ج2، ص801
________________________________________
18- البطل المجاهد عمر المختار الصوفي الزاهد التابع للطريقة الصوفية السنوسية (1858-1931م)
الذي جعل من زاويته الكبرى في واحة الجغبوب مقراً ومركزاً للعمليات العسكرية حتى استشهاده.
وتصوفة لا يحتاج الي دليل فهو من أكابر رجال الطريقة السنوسية الليبية.
________________________________________
19- السيد: محمد عبد الله حسن (ت1920م)
الذي كان جهاده في الصومال وهو من أبرز خلفاء شيخ الطريقة الصالحية (وهي فرع من الشاذلية) بلاده من نصر إلى نصر أكثر من عشرين عاماً حارب فيها قوات أكبر ثلاث دول في القرن التاسع عشر وهي بريطانيا وإيطاليا والحبشة. ولبسالة الأعمال الحربية التي قام بها سماه بعض أنصاره بالمهدي بينما هو نفى عن نفسه أن يكون المهدي المنتظر ووصف نفسه بأنه من الدراويش
انظر الكتاب القيم المسلمون والاستعمار الأوروبي لأفريقية، د.عبد الله عبد الرزاق إبراهيم-سلسلة عالم المعرفة الكويتية 139- تموز 189، ص223 وما بعده.
________________________________________
20- الزعيم الروحي ماء العينين (ت 1910م).
تزعم حركة المقاومة في موريتانية في وجه الفرنسيين وتصدى لمطامعهم واخذالطريقة الفاضلة التي أسسها والده (وهي فرع من القادرية)
انظر كتاب جهاد الممالك الإسلامية في غرب أفريقية ضد الاستعمار الفرنسي (1850- 1914) د.الهام ذهني الرياض 1988 دار المريخ للنشر ص200.
________________________________________
21- - الزعيم الصوفي أحمد عرابي صاحب الثورة العرابية (1841-1911م)
أ- الذي نشأ في بيئة صوفية. وفي ذلك يذكر عرابي عن أبيه أنه كان شيخاً جليلاً عالماً ورعاً وأن جده تزوج شقيقة السيد الرفاعي الصيادي
أنظر كتاب أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، محمود الخفيف مصر، 1947، مطبعة الرسالة ط1، ص3.
ب- جاء في بعض الكتابات (أحمد عرابي الحسيني مسلم صوفي جاور في الأزهر عامين اتصاله وثيق مع العلماء قد التف حوله جند مؤمنون يقضون الليل في الاستماع إلى القرآن وفي حلقات الذكر)
كتاب الإسلام وحركات التحرر العربية. د.شوقي أبو خليل. دمشق 1976 دار الرشيد، ط1، ص42 وما بعدها
________________________________________
22- الشيخ فرحان السعدي (المولود عام 1858م)
(أول من أطلق صيحة الجهاد مدوية في فلسطين على الاستعمار الإنجليزي الذي ينتمي إلى عائلة السعدية الجيباوية الصوفية وقد ألقي القبض عليه مع مريديه فأعدمه الإنجليز وهو صائم)
انظر مجلة شؤون فلسطينية عدد 124 آذار 1982، ص22
________________________________________
22- الشهيد الشيخ عز الدين القسام (1882-1935م)
وصوفتية لا تخفي علي احد وقد ترجم له صاحب الأعلام الشرقية بقوله: "شيخ الزاوية الشاذلية في جبلة الأدهمية"
والده الشيخ عبد القادر القسام من المشتغلين بالتصوف أرسل ابنه لمتابعة تعليمه العالي في الأزهر ثم عاد الابن للتدريس والوعظ في زاوية والده وقد امتاز منذ صغره بالميل إلى الانفراد والعزلة الأمر الذي سيؤثر في مستقبله وسيجعله أكثر قدرة على فهم ما يدور حوله من أحداث
انظر كتاب الأعلام الشرقية في المائة الرابعة الهجرية، زكي محمد مجاهد. دار الطباعة المصرية الحديثة 1949، ط1، ج2، ص139.
وكتاب الوعي والثورة، سميح حمودة. جمعية الدراسات العربية في القدس دار الشروق. الأردن ص25.
________________________________________
23- الشيخ الصوفي محمد بدر الدين الحسني (1851-1935م)
يعتبر المفجر الحقيقي للثورة السورية الكبرى ( 1925-1927م) وأصله من المغرب من ذرية الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات ولد في دمشق من أب قادري الطريقة كان فقيهاً زاهداً عارفاً بالله يغوص على مكنونات علم التصوف بدقة وعليه قرأ شيوخ المتصوفة في دمشق).
وصفه صاحب الأعلام أن كان "ورعاً صواماً بعيداً عن الدنيا ولما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سوريا كان الشيخ يطوف المدن السورية متنقلاً من بلدة إلى أخرى حاثاً على الجهاد وحاضاً عليه يقابل الثائرين وينصح لهم الخطط الحكيمة فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين"
الأعلام، ج7، ص157
وانظر كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، دمشق 1986، دار الفكر ط1، ج1، ص472.
________________________________________
24- العارف بالله محمد سعيد البرهاني شيخ الطريقة الشاذلية بدمشق (ت 1967م)
( الذي حارب مع الثوار في معركة ميسلون)
الأعلام، ج6، ص145
________________________________________
25- الطبيب الشيخ أبو اليسر عابدين (النقشبندي) (ت1981م)
( الذي كان يحمل المال والسلاح والدواء للمجاهدين ليلاً)
تاريخ علماء دمشق، ج2، ص969
________________________________________
26- الشيخ الصوفي أحمد الحارون (ت1962م)
إمام السالكين وشيخ المجاهدين الشيخ أرسلان الدمشقي، ص177
________________________________________
27-الشيخ الصوفي علي الدقر (ت1943م)
الإسلام وحركات التحرر العربية، ص147، تاريخ علماء دمشق، ج2، ص587
________________________________________
28-الشيخ الشهيد عز الدين الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري
تاريخ الثورة السورية، محي الدين السفرجلاني. دمشق 1961 دار اليقظة العربية، ص619
29- الشيخ محمد الحامد النقشبندي (ت1969م)
العلامة المجاهد محمد الحامد، عبد الحميد طهماز –سلسلة أعلام المسلمين دمشق، 1981، دار القلم، ص37
________________________________________
30- الشيخ الصوفي "عثمان دان فوديو"
أ ستطاع الشيخ أن يدعو إلى التغيير وإقامة حكم الله في الأرض على طريقة الشيخ الولي المعروفة عند الطرق الصوفية، ولكنه أبدع في تحويلها إلى حركة إيجابية قادرة على استنهاض الطاقات الكامنة داخل الأمة عبر إحياء روح الجهاد والاستشهاد.
انظر ترجمتة علي صفحات الانترنت

محمد عبد الكريم الخطابي
الشيخ الصوفي الورع قائد الجهاد في المغرب ضد الاسبان والفرنسيين وخاض المعارك ضد الاسبان وانتصر في اكثر من معركة
انتصر في معركة انوال علي الاسبان وبعده تكاتف عليه الفرنسيين فتمت هزيمتة وطلب اللجؤ لمصر وتوفي رحمة الله في مصر
في فترة إقامته بالقاهرة كان يتابع نشاط المجاهدين من أبناء المغرب العربي من خلال لجنة تحرير المغرب، التي أسسها وتولى رئاستها.
- ظل الخطابي مقيمًا بالقاهرة حتى وفاته سنة (1382هـ= 1963م).
راجع الهيثم الأيوبي وآخرون: الموسوعة العسكرية- المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت (1985م).

- الشيخ منصور أشرمة النقشبندي الشيشاني
أول قائد عسكري صوفي، بمنطقة الشيشان وداغستان وقاد هجمات ناجحة على قوات القيصرية الروسية، واستطاع أن يفني سَرية روسية كاملة على نهر سونجا عام 1785م، وقد أسره الروس في إحدى المعارك عام 1791م، وحكم عليه بالمؤبد، ومات في حصن شكوبليرغ ولم تتوقف مسيرة الجهاد.
________________________________________
33- الشيخ خاس محمد أفندي الباراغلاري النقشبندي
قائد حركة الجهاد في الشيشان بعد استشهاد الشيخ منصور اشرمة
________________________________________
- ومن الجهاد الشيشاني ايضا
34- القاضي ملا محمد الكمراوي النقشبندي
يقود المجاهدين في انتصارات متوالية على القوات الروسية حتى أطلق عليه اسم الغازي محمد، حيث ظل يحقق انتصارات متوالية بين عامي 1832م إلى 1834م، ويستشهد الرجل في الميدان
________________________________________
35- ويحمل الراية تلميذه الأمير حمزة الخنزاجي
ويلحق التلميد بأستاذه شهيدًا
________________________________________
36- ويتحمل مسئولية القيادة الإمام محمد شامل تلميذ القاضي محمد وشيخ النقشبندية
واستطاع الإمام شامل تحقيق انتصارات رائعة ببطولة وعبقرية نادرة، ويسترد الإمام شامل كثيرًا من القلاع والحصون التي استولى عليها الروس، واستطاع أن يقيم دولة مجاهدة، تقيم العدل، وتقوم برسالة الإسلام من دعوة، وتربية وجهاد خلال خمس وعشرين سنة، وأقام الشيخ محاكم شرعية في كافة الجهات التي تقع تحت سلطانه، وأرسل مندوبين عنه لمتابعة الأعمال.
والي الان يقوم سادتنا النقشبندية بالجهاد في الشيشان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________________________
37- عميد الجهاد والمجاهدين في افغانستان الشيخ فضل عمر مجددي النقشبندي
قد قاد ثورة جهادية أذلت البريطانيين عام 1921 وهو العام نفسه الذي خرجوا فيه مغرورين بانتصارهم في الحرب العالمية الأولى، كما كان اتباع هذه الطريقة في طليعة المقاتلين ضد الاحتلال السوفيتي.
________________________________________
38- رجال التيجانية والنقشبندية الذين الي الان يقومون بالجهاد في افغانستان وكل همهم اصلاح الداخل ايضا وتوحيد الصفوف بسبب أعمال القاعدة الارهابية وهي لا تخفي علي مطلع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________________________
39- جيش رجال الطريقة النقشبندية في العراق
قامت الحركة لرد العدوان الامريكي وهي تقوم علي مقاومة المحتل وعدم قتل اي مدني ولا يراق دماء الابرياء مثلما يفعل رجال القاعدة وغيرهم
فتراهم ينسحبون لو وجد مدنيون وفي تصوير لقناص بغداد وهو فليم مشهور علي صفحات الانترنت باسم (قناص بغداد)
القناص انسحب لوجود مدنيين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
________________________________________
40- الشيخ الصوفي عبدالله الجنابي (قائد معركة الفلوجة)
هو صوفي برهاني وهو رئيس مجلس شورى المجاهدين في الفلوجة وقائد أهل الجهاد في أرض الرافدين واطلق عليه الكثير من الالقاب كقاهر الصلبيين
وقائد امارة الفلوجة وغيرها ويكفيك ان تكتب اسمة في جوجل لتري سيرتة وتري اياض تهجم الوهابية عليه وما هذا الا حقد وحسد فهم لا يريدون الخير للامة الاسلامية بل يريدون طمس كل معالم الدين وقتل سيرة رجالها المجاهدين لان جميعهم لله الحمد من المجاهدين المخلصين.
فالشيخ حفظه الله معروف بعلمه وجهاده وله مكانة بين الناس ومعروف عند أهل الحل والعقد وليس بالمجهول.
فيكفيك كتابة الشيخ عبدالله الجنابي
او كتابة
مجلس شورى المجاهدين في الفلوجة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الإثنين أغسطس 06, 2012 7:23 pm


منقول:
من ابرز معالم التاريخ الوطني بحضرموت تلك المقاومة الباسلة التي أبداها أهل الشحر العزل من السلاح في وجه الحملة الانتقامية التي شنها البرتغاليون على مدينتهم . بعد ان انهزم البرتغاليون المستعمرون أمام الامير مرجان الظافري في عدن سنة 923هـ (1517م) أدركوا ان الشحر هي احد الروافد الرئيسية التي تمد عدن بجانب من قوتها ومنعتها. وبما ان البرتغاليين رغم هزيمتهم أمام الامير مرجان ظلوا طامعين في الاستيلاء على عدن ، فقد قرروا ان يدمروا اولا امكانيات الشحر المادية والبشرية حتى لا تتمكن في المستقبل من تقديم أي عون مادي لعدن ، وذلك لكي تصبح عدن سهلة السقوط في ايديهم .فوصل من الهند البرتغالية الى الشحر صباح يوم الخميس التاسع من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) أسطول برتغالي مكون من ثماني سفن حربية واتصل قائده البرتغالي . (لويز دي متريس) بحاكم الشحر الامير مطران بن منصور مطالبا السلطان بدر الكثيري ( بوطويرق) بممتلكات شخص برتغالي زعم انه مات بالشحر وأن السلطان المذكور استولى على تركته . وطلب القائد البرتغالي تسليم المتوفي اليه في الحال والا فانه سوف ياخذها بالقوة. وكان هذا الطلب سببا مفتعلا لغزو الشحر.. فنفى الامير مطران علمه بالشخص المتوفي وبتركته واخبر القائد ان السلطان بدرا في حضرموت الداخل وانه سوف يعود الى الشحر بعد ايام قليلة وانه سوف يعرض الامر عليه . فأصر القائد على تلبية طلبه فاتضح للامير مطران ولاهل الشحر أن البرتغاليون يبيتون أمرا لهم ، وكان من جملة ماقرروه ، أن استعدوا لمنازلة البرتغاليين مهما كلفهم الامر ، وبعثوا برسالة مستعجلة للسلطان بدر أحطاوه فيها علما بالموقف ، كما وجهوا رسالة اخرى الى الامير عطيف بن علي بن دحدح ، قائد منطقة المشقاص ، بطلب النجدة العسكرية السريعة لان حامية الشحر كانت قد ذهبت الى حضرموت الداخل بصحبة السلطان بدر ولم يبق من الجند بالشحر الا بعض المسنين حراسا على بعض المؤسسات الرسمية .وفي بكرة يوم الجمعة العشر من شهر ربيع الاول سنة 929هـ (1523م) نزل الى الشحر سبعمائة من المقاتلين البرتغاليين والهنود ومعهم كل مااستطاعوا توفيره لأنفسهم من آلات التدمير والقتل ، وأبتدأوا يطلقون النار على كل من يصادفونه ، ويضرمون النار في المنازل والمستودعات والاكواخ ،وامتدت أيديهم بالنهب في المحلات التجارية .ودارت معارك في الشحر ثلاثة أيام متوالية استشهد فيها المئات من أبناء الشحر وأحرقت مئات المنازل والاكواخ . وكان قادة المقاومة سبع اشخاص هم : -
1. الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي .
2. الفقيه الشيخ أحمد بن عبدالله بلحاج بافضل
3. الشيخ سالم بن صالح باعوين .
4. الشيخ حسين بن عبدالله الجمحي (الملقب بــ العيدروس)
5. الشيخ أحمد بن رضوان بافضل
6. الشيخ فضل بن رضوان بافضل .
7. الامير مطران بن منصور حاكم مدينة الشحر .
وقد استشهد هؤلاء السبعة في معارك (الايام الثلاثة) ، ودفن ستة منهم في قبر واحد بالشحر يعرف الى اليوم بأسم (قبر السبعة) . أما الشهيد السابع فهو الشيخ أحمد بن عبدالله بافضل فقد دفن في قبة والده الشيخ عبدالله بلحاج بافضل .
وفي صباح ثالث أيام المعركة (أي الاحد الثاني عشر من ربيع الاول ) جاء جيش المشقاص بقيادة عطيف بن دحدح لنجدة أهل الشحر فلاذ البرتغاليون بالفرار في سفنهم .
فكانت هذه المعركة أول مقاومة تهب في وجه الاطماع الاستعمارية الاوربية في اليمن أو ربما في العالم العربي بأسره عام 1523م.
وظلت ذكرى هذه البطولة الوطنية نبراسا يضيء سبيل الفداء والشرف والكرامة عبر صفحات التاريخ الحضرمي .
وقد أراد الله أن تسير الحوادث على غير ماأراد البرتغاليون المعتدون فلم يتمكنوا على عدن بعد هذه الحادثة .
الذي اعلمه ان المجاهدين كانوا طلبة علم غير مدربين وسلاحهم كان العصى و ماستطاعوا حمله من حديد ولكن الله ادخل الرعب في الاعداء وهزمهم رغم قوتهم وعتادهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الإثنين أغسطس 06, 2012 7:23 pm

رتبط الصوفية بثقافة الشعب الأفغاني فقد لعبت دوراً دينياً وسياسياً بارزاً في مراحل مختلفة من التاريخ الأفغاني، بلغت الحركات الصوفية في أفغانستان من الانتشار والقوة حداً جعل التاريخ يسجل خلعها 13 حاكماً من أصل 27 تعاقبوا عليها منذ القرن الـ 17 وذلك من خلال إصدار مشايخها فتاوى دينية. تقرير تيسير علوني أعده من هناك.

تيسير علوني: على خلاف منهجها في بعض أنحاء العالم الإسلامي لعبت الطرق الصوفية في أفغانستان دوراً بارزاً في إزكاء روح الجهاد بين الناس، وأذاقت الطامعين في استعمار هذا البلد مرارة الهزيمة بشكل متكرر، وكان البريطانيون من أكثر المستعمرين معاناة من قادة هذه الطرق ومشايخها وعلمائها، فقد هُزموا ثلاث مرات على الساحة الأفغانية.

الطريقة النقشبندية من أكثر هذه الطرق انتشاراً بين الأفغان، وعميد الجهاد والمجاهدين في هذه الطريقة هو شيخها الراحل فضل عمر مجددي، أو نور المشايخ –كما يحلو لأتباعه أن يسموه- فقد قاد ثورة جهادية أذلت البريطانيين عام 1921 وهو العام نفسه الذي خرجوا فيه مغرورين بانتصارهم في الحرب العالمية الأولى، كما كان اتباع هذه الطريقة في طليعة المقاتلين ضد الاحتلال السوفيتي.

أحمد أمين مجددي (حفيد نور المشايخ-الطريقة النقشبندية): خلال الحرب مع الإنجليز ثار جمع أتباع الطريقة النقشبندية علماء ومشايخ وطلبة علم وزعماء قبائل، جميعهم وحدوا الصفوف للقتال ضد الإمبراطورية البريطانية في أفغانستان.

تيسير علوني: نور المشايخ قاد أيضاً حركة تصحيحية ضد الملك أمان الله خان عندما أراد الأخير إلحاق أفغانستان بركب الحضارة عن طريق تغريب العادات والتقاليد وتغيير أسلوب حياة الأفغان بالقوة.

عبد الله محمد تينغز (عميد كلية الشريعة في جامعة كابول): العلماء عندما شافوا هذه القوانين الذي.. التي طبقت كما نزل ومن هذه المشايخ فضل عمر وهو قام وقال للمشايخ أن هذا الحاكم الذي جاء من أوروبا ويطبق القوانين غير الشرعية وهو قال للعلماء لازم أن نعمل الجهاد.

تيسير علوني: يتمتع النقشبنديون بوزن سياسي معين في أفغانستان، وبعض مسؤولي حركة طالبان الحاكمة في كابول ينتمون إلى هذه الطريقة التي تقوم حالياً ببعض المساعي الحميدة للتقريب بين الحركة وتحالف الشمال المناوئ لها بهدف إنهاء النزاع الداخلي بأفضل الطرق.

أحمد أمين مجددي: تحدثنا مع مسعود حول مواضيع هامة، وكان لنا محادثة هاتفية معه استمرت أكثر من ساعة، بعدها تحدثت مع أمير المؤمنين مولاي محمد عمر وقلت له: أن القائد أحمد شاه مسعود يرغب أن نقوم بدور الوساطة بينكم وبينه.

تيسير علوني: وإلى جانب النقشبندية تنتشر في أفغانستان طرق صوفية أخرى كالقادرية والتي ابتعدت عن السياسة بسبب علاقة وطيدة كانت تربط شيخها أحمد حسن الجيلاني بالملك السابق ظاهر شاه، والسهروردية التي انحصر نفوذها في السنوات الأخيرة، والجوتشتية التي يبدو أن نشاطها تقلص بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة لأن الحركة ترفض أسلوبها في إقامة الأذكار والذي لا يخلو من المبالغة في الحركات والأصوات إلى جانب ما يعتقد بأنه شذوذ في العقائد واستخدام للموسيقى التي اختارت حركة طالبان الأخذ بفتوى تحريمها، وهذه الطريقة تمارس أذكارها وطقوسها بعيداً عن أعين رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

سميع الله محتاط (مدرس): يعني هم يذكرون ذكرهم بالجهد مثل من يلعب بالذكر، وهكذا يشركون بالقبور، وهكذا بالصالحين، هم أكثر الناس ليس إعلان بدعوى الشرك فيه أكثر ولكن العلماء الصوفية أبرزهم فعل ليصلح هذا التنظيم ولكن ما استطاع، يصلح وبعده الناس يخربونه في أول الوهلة جيداً، ولكن بعده يخرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الإثنين أغسطس 06, 2012 7:24 pm



الصوفية المقاتلة ( الجهاد الصوفي)

هذا العنوان صحيح وليس به خطأ "الصوفية المقاتلة" نعم هذا يخالف ما نعرف، بل أقول يضاد ما نشاهده من ممارسات لفرق الصوفية، ولا يتفق مع ما قرأنا من كتابات صوفية، وهذا الرصيد كله من المشاهدة والمطالعة والمعرفة الذهنية يصب في نهر واحد، ألا وهو أن الصوفية في أحسن الظروف تعمل في مجال مجاهدة النفس، واعتزال صوارف الدنيا، والسعي إلى طريق الله، وكل ذلك يتم من خلال منظومة يقف على قمتها شيخ الطريقة، كما توجد لهم مفاهيم بها قدر غير قليل من الإشكالات الشرعية، وهذا الرصيد به قدر من التعميم والخلط غير قليل، وفي هذه السطور سيكون التوجه إلى تهمة ملصقة بالصوفية عامة، وهي أنها تدعو مريديها إلى القعود عن مقاومة الأعداء، بل يصل الأمر إلى التعاون مع الأعداء لنشر روح القعود والتخاذل بين الناس، وفي هذه السطور لن ندافع عنهم، ولكن فقط سنوضح بعض سطور من تاريخ هذه الأمة الظالمة المظلومة؛ الظالمة لنفسها من كثرة ما تأخذ المحسن بذنب المسيء، ونسيانها أو جهلها بتاريخها، والمظلومة من جانب ولاة أمورها، ومن جانب إعلامها ومفكريها.
تعرض العالم الإسلامي القرنين الأخيرين لضربات أتت على استقلال أغلب الدول وانهارت الأمة الإسلامية بأسرها تقريبا، ولم يأت مطلع القرن العشرين حتى كانت أمم الإسلام واقعة تحت سلطان غير المسلمين من إنجليز وفرنسيين وهولنديين وغيرهم، وهذا الأمر لم يحدث بين يوم وليلة، بل سبقه أوضاع مهدت له وواكبته أحداث وحروب، ومقاومة لا يعرف كثير من الأجيال المعاصرة الآن شيئًا عنها، فماذا نعرف عن مقاومة الجيوش الأوروبية في أفريقيا؟ وماذا نعرف عن مقاومة الطريقة التيجانية للعدوان الفرنسي في المغرب العربي، وعن محاربة الطريقة السنوسية للقوات الفرنسية في وسط أفريقيا، ثم مقاومتها للقوات الإيطالية في ليبيا، وماذا نعرف عن دور مشايخ الطريقة النقشبندية في مقاومة القيصرية الروسية في وسط آسيا والقوقاز، ثم وقوفها أمام البلشفية الروسية في قوتها، ثم تجدد مقاومتها لروسيا في التسعينيات من القرن العشرين، ومن ينكر دور التربية الصوفية العسكرية في جهاد الإخوان المسلمين في فلسطين ضد اليهود، وضد الإنجليز في منطقة قناة السويس، وما هذا إلا قليل من كثير، وفي السطور التالية سنعرض ببعض التفصيل دور إحدى هذه الطرق في المقاومة للأعداء، وهي الطريقة النقشبندية.
ترجع النقشبندية في أصلها إلى الشيخ، محمد بن بهاء الدين بن لطف الله (توفي 952هـ/1545م)، كان أبوه بهاء الدين مدرسا للشريعة، وجدّه صوفيًّا وفقيهًا في بالي كسرى والشيخ محمد فقيه حنفي، وقد جمع بين فقه أبيه وتصوف جدّه، وسافر إلى الحج مرتين، وقد اتخذ لنفسه صنعة حتى لا يأكل من وراء تعليمه الناس، أو من عطايا الملوك والأمراء، فكانت صنعته التطريز للأطلس، ومن هنا جاء اسم الطريقة نقشي-بندي) وقد ذاع صيته في البلاد المختلفة.
وقد كان بعض مشايخ الطريقة يقودون حركة الجهاد في مناطق مختلفة، وكان الشيخ منصور أشرمة أول قائد عسكري صوفي، بمنطقة الشيشان وداغستان وقاد هجمات ناجحة على قوات القيصرية الروسية، واستطاع أن يفني سَرية روسية كاملة على نهر سونجا عام 1785م، وقد أسره الروس في إحدى المعارك عام 1791م، وحكم عليه بالمؤبد، ومات في حصن شكوبليرغ ولم تتوقف مسيرة الجهاد. وتولى الشيخ خاس محمد أفندي الباراغلاري النقشبندي قيادة حركة الجهاد، ويستشهد في ساحة المعارك ويتولى مشايخ الطريقة النقشبندية قيادة حركة الجهاد في وسط آسيا، ويقود ثورة مدينة أنديجان في سنة 1898م شيخ النقشبندية بها، وبعد قمع الثورة 1899م يشنق على يد الروس.
وقبل هذه الثورة كان القاضي ملا محمد الكمراوي النقشبندي يقود المجاهدين في انتصارات متوالية على القوات الروسية حتى أطلق عليه اسم الغازي محمد، حيث ظل يحقق انتصارات متوالية بين عامي 1832م إلى 1834م، ويستشهد الرجل في الميدان، ويحمل الراية تلميذه الأمير حمزة الخنزاجي، ويلحق التلميد بأستاذه شهيدًا، ويتحمل مسئولية القيادة الإمام محمد شامل تلميذ القاضي محمد وشيخ النقشبندية، واستطاع الإمام شامل تحقيق انتصارات رائعة ببطولة وعبقرية نادرة، ويسترد الإمام شامل كثيرًا من القلاع والحصون التي استولى عليها الروس، واستطاع أن يقيم دولة مجاهدة، تقيم العدل، وتقوم برسالة الإسلام من دعوة، وتربية وجهاد خلال خمس وعشرين سنة، وأقام الشيخ محاكم شرعية في كافة الجهات التي تقع تحت سلطانه، وأرسل مندوبين عنه لمتابعة الأعمال.
وفي هذا السياق نقلت المصادر موقفًا بين أحد نوابه، وقاضي شرعي اشتهر بالجراءة في الحق، قال النائب قبل مغادرته لقاعة المحكمة: إذا لم تحافظ على الحقوق العامة في الدائرة؛ فلأقيمنَّ العدل بهذا..وأشار إلى سيفه. فرد القاضي مجيبًا: وإذا رأينا فيكم إهمالاً أو تقصيرًا في تنفيذ الأحكام المستمدة من شريعة الله...أنفذ فيك أمر ربي...وأشار إلى بندقية إلى جواره.
ويصف أحد الرحالة العثمانيين شكل الحكم في هذه الدولة، بعد أن وصفها بأنها المدينة الفاضلة التي يحلم بها الفلاسفة فيقول: "يجب ألا تستولي علينا الدهشة حينما نعلم أن الحكم والإدارة عندهم أبعد ما يكون عن الاستبداد، فالحكم المطلق والاستبداد لا يجد بينهم مرتعًا خصيبًا، فهي حكومة الأشراف شكلاً، وحكومة دستورية فعلا... ".
ويصف سلطة الأمير ويُسمَّى "البشي"، "إنك تجد أن سلطة البشي محدودة لا تتعدى القانون، وما عدا ذلك فإنه كان يستمد سلطته من مجلس الأمراء والأعيان..."، "وكذلك ثروته فإنها كانت محدودة لا تتعدى احتياجاته الشخصية.." "وهم خاضعون في كل أحكامهم للشورى...."
هكذا كان حكم دولة الإمام شامل، وفي نفس الوقت يقوم ببناء القلاع والحصون، ومصانع السلاح والبارود، ويرسل النواب للدعوة إلى الجهاد في كافة المدن والقبائل، ومتابعة أعمال الجهاد ضد روسيا، ويقوم بإجراء اتصالات دولية للاستعانة ببعض الدول المعادية لروسيا، وينجح في استثمار أجواء الصراع الدولي ضدها في حرب القرم 1853م، ولكن تسويات دولية بين القوى المتصارعة أدت إلى انتهاء مصالح هذه الدول مع الإمام شامل، ويلتف الجيش القيصري على دولة الإمام ويستشهد مشايخ النقشبندية في الميدان، ويظل يناوشهم بقليل من عدد وعدة طوال عشر سنوات، حتى خرج من الميدان بعد أن فقد كل ما لديه من مؤن وسلاح، وانتهى به إلى جوار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث دفن في البقيع عام 1871م.
ورغم عنف القمع القيصري بالطريقة النقشبندية شيوخا ومريدين وقتلهم وسجنهم ومطاردتهم في أنحاء البلاد، فإن السنين كانت قد مرت وظهر حيوان شرس جديد وهو البلشفية الشيوعية، الذي بدأ ناعما ينادي الجميع للتعاون لإسقاط حكم القياصرة، ولكن النقشبندية فهموا الأمر منذ البداية، وقالوا رأيهم الذي لم يتغير، وهو الدولة الإسلامية هو الطريق الصحيح الوحيد.
بعد أن نجحت الثورة البلشفية في روسيا عام 1917م بدأت تسير الثورة في الأراضي المحيطة، وتقوم بالقمع والمذابح الجماعية لكل من يعارضهم، فقام شيخ النقشبندية نجم الدين دي غوتسو في منطقة داغستان بالوقوف أمام الزحف الشيوعي بدءًا من عام 1917م، واتحد مع مشايخ النقشبندية في الشيشان أوزون حجي، ومحمد البلوكاني وسراج الدين حجي وغيرهم، وبدأت الانتفاضة الكبرى من عام 1918م، واستمرت حتى 1928م وقد سميت باسم ثورة (الباسمشية البسماجي) وهي كلمة تعني قاطع الطريق بالتركية، ولكنها صارت مرادفة لكلمة مجاهد عند المسلمين، وقد نجحت هذه الحركة في تأسيس حكومة للمنطقة في خريف عام 1919م وتم تنظيم أمور الدولة، حتى اختفى اللصوص والجريمة من حياة الناس، وساعد على تقوية الانتفاضة العسكرية -دعم الملا عبد القهار من كابل، وقيادة إبراهيم بك أمير بخارى العسكرية- وقدم إليهم بعد قليل قائد محنك هو أنور باشا من الدولة العثمانية (أنور باشا أحد زملاء مصطفى كمال في انقلابه، ضد السلطان العثماني، ولكنه اختلف مع توجهات مصطفى كمال العلمانية وفر من تركيا إلى وسط آسيا لمساعدة الثوار عسكريا) واستطاع أنور باشا أن يحقق انتصارات رائعة على القوات الروسية، ولكن الضغائن وسلاح الوقيعة، وبعض المعاملات الخشنة من أنور باشا مع الأمراء والقادة، فضت الاجتماع، وفرَّقت القلوب، وانسحب كل أمير بقواته، واستشهد أنور باشا، وانهزمت القوات المسلمة، وذبح ما يقرب من 20 ألف مسلم بيد القوات الروسية، وانتهت الدولة والثورة، وتم تعقب قادة كافة الطرق الصوفية وإعدامهم بالجملة.
هل يتوقع إنسان أن تقوم قائمة للطريقة النقشبندية أو غيرها في هذه المنطقة، العقل يقول يكاد يكون من المستحيل، ولكن الواقع يقول: إن الثورات لم تنقطع، وإن المصادر السوفيتية تقدم إحصاءً من جانبها؛ فتقول: إن هذه المنطقة قامت بها اثنتان وخمسين ثورة ما بين عام 1939م وعام 1979م (مجلة الشئون السوفيتية عدد 4، 21، 28،...) ورغم القمع البربري، ورغم أن ستالين ألغى هذه المحافظة وقام بنفي أهلها جميعًا إلى سيبريا، إلا أنهم عادوا وتجمعوا، ونظموا صفوفهم وعبدوا الله، وتوجهوا إلى الجهاد تحت راية مشايخ النقشبندية، وهم الآن في الشيشان يواصلون طريق أجدادهم.
وهناك فرع آخر للنقشبندية يوجد بين أكراد العراق، وكان ذلك على يد الشيخ خالد بن أحمد بن حسين (1190-1242هـ-1776-1827م) .وإن بحثت عن مقاتلي الأكراد في مواجهة القمع العراقي، فسوف تجد أن قيادتهم في يد عائلة البرازاني التي تولت مشيخة الطريقة النقشبندية في شمال العراق، ولم يستجب المقاتلون الأكراد لقيادة أخرى منذ بدءوا كفاحهم المسلح.
موقع اسلام اونلاين

رد مع اقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
ابو قدوس العربي
مشرف الموقع
مشرف الموقع
ابو قدوس العربي


وسام التميز : افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Katip
ذكر عدد المساهمات : 237

افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Empty
مُساهمةموضوع: رد: افتراضي أهل التصوف و الجهاد    افتراضي أهل التصوف و الجهاد  Clock13الثلاثاء أغسطس 07, 2012 8:04 am

والنعم والله رفعة راس

بارك الله فيك استاذنا الفاضل

والله يبارك فيك سيدي

موضوع ولا اجمل سلمت يداك




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
افتراضي أهل التصوف و الجهاد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إصدار ( قناص العراق - الجزء التاسع ) أروع ملاحم الجهاد في العراق من جيش رجال الطريقة النقشبندية
» كبار اهل العلم صوفية كبار اهل الجهاد صوفية
» علم التصوف
»  أسس التصوف
» أدعياء التصوف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة :: الصُوفيَةِ ( أهلُ الحَقِ )-
انتقل الى: