كتاب الفتوحات المكية للشيخ الاكبر محي الدين بن عربي
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
ابو قدوس العربي مشرف الموقع
وسام التميز : عدد المساهمات : 237
موضوع: كتاب الفتوحات المكية للشيخ الاكبر محي الدين بن عربي الثلاثاء يوليو 24, 2012 2:35 pm
أضخم آثار ابن عربي وأهمها. بل إنه في الحقيقة مستودع آرائه، وسجل ذكرياته، ومرآة شخصيته، وقد ألفه جنباً إلى جنب مع بقية مؤلفاته ورسائلة البالغة زهاء (250) عملاً، فكان كلما فرغ من كتاب اختار منه مقتطفات وضمها للفتوحات، ومن هنا ورد الحديث عن معظم كتبه فيها. حتى إنه يمكن اعتبار ما ورد في (ج2 ص359-374) ملخصاً لفصوص الحكم الذي ألفه سنة 628هـ.ومع أنه صنع فهرساً للفتوحات احتل (61) صفحة من فاتحتها، بقي الكتاب وكأنه نهر متدفق من المعلومات غير المترابطة. قال عثمان يحيى: وهو أشبه شيء بالغابة العذراء التي يضل زائرها بمسالكها اللاحبة وحراجها الكثة المنيعة.كتب ابن عربي الفتوحات مرتين، الأولى: في مكة، أثناء سقوط بلده (مرسية) في قبضة ابن هود، وفرغ منها سنة 629هـ والثانية: في دمشق، فرغ منها بعد أيام من سقوط (بلنسية) سنة 636 وأهداها لصديقه عبد العزيز القرشي نزيل تونس. ووصلتنا النسخة الأولى بخط أحد تلاميذه، والثانية بخط ابن عربي نفسه، وهي النسخة التي يحتفظ بها متحف الآثار الإسلامية باستنبول. وقد طبعت مرات، منها طبعة بولاق 1293هـ وطبعة القاهرة على نفقة الأمير عبد القادر الجزائري سنة 1329هـ وطبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985م بعناية عثمان يحيى، الصادرة ضمن برنامج الاحتفال بالذكرى المئوية الثامنة لميلاد ابن عربي، وتمتاز بعنونة الفقرات ذات الدلالة الخاصة بما يكشف عن موضوعاتها، مع التقديم لكل سفر بمقدمة تتناول بإيجاز مسائله العلمية ومشاكله الفكرية، إضافة إلى مجموعة فهارس فنية منها: فهرس الأفكار والمباحث الرئيسية. والكتاب يضم (560) باباً موزعة على ستة أقسام هي: (المعارف 73 باباً) و(المعاملات 116باباً) و(الأحوال 80 باباً) و(المنازل 114باباً) و(المنازلات 78 باباً) و(المقامات 99باباً). ولابد هنا من ذكر الشيخ الشعراني (ت973هـ) الذي عرف بإسهاماته الثرة في خدمة الفتوحات والتنبيه إلى ما لحقها من الدس، مع أن ما حكم عليه بأنه مدسوس قد وصلنا بخط ابن عربي، في النسخة التي تسلمها منه القونوي. وبالرغم من الحملات العنيفة التي وجهها أعداء ابن عربي إلى الفتوحات، وفي مقدمتهم البقاعي، فإن ابن تيمية استثناه من عمالقة القائلين بوحدة الوجود فقال: (لكن ابن عربي أقربهم إلى الإسلام وأحسن كلاماً في مواضع كثيرة) مجموع الرسائل 1/ 176 وانظر د. سعاد الحكيم (الحكمة في حدود الكلمة) بحث في مفردات ابن عربي (820) صفحة.ونشير هنا إلى ما ورد في خاتمة الفتوحات، وهوبخط ابن عربي، ونصه: (انتهى الكتاب على أمكن ما يكون من الإيجاز والاختصار، على يد منشيه. وهو النسخة الثانية من الكتاب بخط يدي، وكان الفراغ من هذا الباب الذي هو خاتمة الكتاب بكرة يوم الأربعاء 24/ ربيع الأول/ 636هـ وكتب منشيه بخطه محمد بن علي بن محمد بن العربي الطائي الحاتمي وفقه الله.وتحت هذا الخاتمة حاشية وفيها:هذه النسخة سبعة وثلاثون مجلدا وفيها زيادات على النسخة الأولى التي وقفتها على ولدي محمد الكبير، الذي أمه فاطمة بنت يونس بن يوسف أمير الحرمين، وفقه الله، وعلى عقبه وعلى المسلمين بعد ذلك شرقا وغربا وبرا وبحرا، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين): ولكن كون هذه النسخة حقيقة بخط ابن عربي كما تشهد الطرر والسماعات المثبتة عليها مسألة يعترضها سؤال وجيه وهو: هل وصلنا من كتب ابن عربي كتاب آخر بخطه، أم الفتوحات المكية فقط ؟؟ .