سيد قحطان العيثاوي عضو مبتدئ
وسام التميز : عدد المساهمات : 198 مرشد*مريد*مداح : سيد و كاتب
| موضوع: الطريق الى محبة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الإثنين مايو 28, 2012 4:22 am | |
| ________________________________________ الطريق إلى محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنام مُحمد النبي الخاتم الأمين وبعد: فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم زادنا إلى الله , وشفاء قلوبنا , ونور حياتنا , وسعادة أفئدتنا ولكن ما حقيقة المحبة : يتصور البعض أنه بمجرد الاقتناع بوجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم فقد حصل له الحُب,ولا عليه بعد ذلك إن ذكر أمامه النبي صلى الله عليه وسلم فلم تتحرك مشاعره , ولم يلتهب الشوق في قلبه نحو الحبيب, والبعض يظن أنه بمجرد القيام ببعض السنن أو حتى إتباع السنة كاملة يكون قد حقق الحب الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وأقول مبيناً فهمي لقضية المحبة : إن الحب عمل قلبي تتفاعل فيه الأحاسيس, وتستجيب به المشاعر, وتتفجر معه الأشواق,وتظهر إنفعالات الحُب مع ذكر المحبوب فيهتز القلب وتدمع العين ويزداد الطلب والشوق لرؤية المحبوب والجلوس بين يديه لتكتحل العين برؤيته, وتأنس النفس بالحديث معه, ويتقطع القلب شوقاً, ويتحرق ألماً, عندما لا يتمكن من رؤيته, ويطول الفراق والبعاد فلا يبق إلا الحديث والإخبار دون الرؤية واللقاء,فتسهر عين المُحب, ويتقلب على فراش الشوق والعشق, حتى إنه لا يصبر إلا إذا وعد موعداً قريباً بلقاء. فالمحبة ليست قناعة عقلية وفقط بل هي مزيج دموع وأشواق ومشاعر وإنفعالات وحركة نفسانية قلبية , أما الإقتناع بعظمة المحبوب وشدة إتباعه فقط دون ما ذكرنا من معاني فهذا عمل سطحي , يحتاج إلى روح تبعثه من مواته, وروح تحركه من سباته.
ومن هنا فلابد من مراقبة النفس عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مراقبة: - حال القلب من الشوق والإنفعال أشد من شوق الإنسان إلى ولده وزوجه وكل حبيب لديه. - بدمع عينيه أشد ما يكون من مفارقة أحب المحبوبين إلى نفسه. - عمله وإقتدائه وإمتثاله أشد ما يكون طاعةً وإنقياداً لأحب الناس إليه . لا بدمن مراقبة النفس في هذه الأحوال ليكون الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه فينفعل نحوه قلبه ,وتدمع شوقاً إليه عينه, وتتحرك للإقتداء به جوارحهُ. وأرجو أن يكون فهمي في ذلك صائباً صحيحاً موافقاً لمراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لماذا محبة النبي صلى الله عليه وسلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي الطريق لتذوق حلاوة الإيمان ففي الحديث "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وأولها: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" إن الإيمان لا يتحقق مطلقاً في قلب المؤمن إلا بمحبته صلى الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله ووالده وولده والناس أجمعين" إن الإتباع العملي من غير رابطة قلبية برسول الله صلى الله عليه وسلم عبارة عن شبح بلا روح فلا يكمل العمل إلا بالمحبة. إن المحبة القلبية هي وقود الإستمرار العملي والثبات عليه والإجتهاد فيه. إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي روح الحياة وزاد الأرواح ومصدر السعادة ومبعث الحب للآخرين. لا تستريح النفس إلا بها, ولا تسكن الأفئدة إلا بتحقيقها.
وأخيراً – وهو المقصود - كيف الطريق إلى هذه القمة السامقة والمقصد العظيم محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم
أتصور أخي القارئ الحبيب إن الطريق إلى ما قصدناه لا بد فيه من خطوات علمية وأخرى عملية نوجزها في الآتي:
أولاً : خطوات علمية وتتلخص في : - الإطلاع والمعايشة للسيرة النبوية وننصح هنا بالمواهب اللدنية للقسطلاني مع شرحه للزرقاني ومعه فقه السيرة لمحمد الغزالي والرحيق المختوم للمباركفوري . - الإطلاع والمعايشة للشمائل المحمدية ويكفي هنا الشمائل المحمدية مع شرح وجيز له. - الإطلاع والمعايشة للخصائص المصطفوية وننصح هنا بالخصائص الكبرى للسيوطي مع الحذر من بعض مروياته. - معرفة حقوقه صلى الله عليه وسلم وننصح هنا بالكتاب الماتع "الشفا "للقاضي عياض . - معرفة طرف من أقواله النيرة المربية وننصح هنا برياض الصالحين للنووي. إن الإطلاع على هذه الجوانب "السيرة – والشمائل - والخصائص – ومعرفة الحقوق- والإطلاع على الأقوال والأحاديث "ليهيئ قلب المؤمن للتعرف على أعظم نبي بل أعظم إنسان على الإطلاق,فالمعرفة هي الخطوة الأولى ولكن بتلك الجوانب المتكاملة التي أشرنا إليها.
ثانياً : الخطوات العملية وتتلخص في الآتي: - كثرة الصلاة عليه في كل وقت وحين ,وليرجع في ذلك إلى كتاب "جلاء الأفهام" لإبن القيم وهذا موضوع روحاني طويل الذيل عظيم النيل. - مجالسة محبيه صلى الله عليه وسلم, وهذا سر يلقيه الله تعالى في قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من خلقه, قد ينالها الزوج دون زوجته, العبد دون سيده, والغني دون الفقير, والصغير دون الكبير, وما أكثر المُحبين المُشتاقين الذين يودون لو رأوه صلى الله عليه وسلم وبذلوا لذلك مُهجهم وأموالهم ,أعرف أُناساً بسطاء ما إن يذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى تفيض أعينهم بالدمع, وتتقطع قلوبهم حُباً وحِزناً يودون أن لو رأوه وبذلوا الدنيا كلها, وعزاؤهم في ذلك حبهم للمحبوب و"المرء مع من أحب". - الإطلاع على أحوال محبيه, والصوفية السنية المُلتزمة البعيدة عن البدع والخرافات لهم أحوال في ذلك يصعب حصرها. - ثم الإتباع العملي لكافة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إتباعاً كاملاً بإخلاص تام , ممزوج بحب كامل, وإعتزاز وفخر بإتباع أشرف الخلق. - زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم فتلك عبادة مستقلة مندوب إليها, بها يشعر الزائر بالقرب من حبيبه صلى الله عليه وسلم, فتتفجر من قلبه أحاسيس المحبة والشوق,وتسيل عيونه بدمع المحبة , فتفيض على قلبه أنوار من أنوار النبوة المباركة ببركة المكان والعمل. - الإكثار من الحديث عنه صلى الله عليه وسلم في المجالس, فكل مجلس لا يذكر فيه الحبيب فهو نقص على الجلساء, ومن أحب شيئا أكثر من ذكره. وكلمة أخيرة: حول رؤيته صلى الله عليه وسلم مناماً, أقول ليست رؤيته صلى الله عليه وسلم دليلاً على كمال إيمان الرائي أو أفضليته, فقد يراه صلى الله عليه وسلم المفضول دون الفاضل , فرؤيته لا تدل على أفضلية دائمة ,وعدم رؤيته صلى الله عليه وسلم لا تدل على بعد عنه صلى الله عليه وسلم ولا عدم تعلق به ,وعلى أي حال هي شرف للرائي , ومتعة لقلبه ورسالة ربانية تُشرف صاحبها متى إستوفت الشروط.
أسأل الله تعالى أن يرزُقنا حبهُ وحب نبيه صلى الله عليه وسلم, وينفعنا بذلك الحب يوم أن نلقاه
| |
|
ابو قدوس العربي مشرف الموقع
وسام التميز : عدد المساهمات : 237
| موضوع: رد: الطريق الى محبة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الثلاثاء مايو 29, 2012 12:27 am | |
| مدد ياسيدي
دائما نجد عندك ما نحتاج
جزاك الله كل خير
| |
|
ابوصفاءالدين السلطان مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
وسام التميز : عدد المساهمات : 1858 مرشد*مريد*مداح : مداح
خدمات المنتدى مشاركة الموضوع: الاعجاب بموقع الرفاعيه:
| موضوع: رد: الطريق الى محبة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الثلاثاء مايو 29, 2012 1:27 am | |
| ما شاء الله سلمت اياديك على موضوعك المميز و جعلها في ميزان حسناتك
جزاك الله كل خير اخي الكريم | |
|