عَلَى الأَوْلِيَا أَلْقَيْتُ سِرِّي وَبُرْهَانِي | فَهَامُوا بِهِ مِنَ سِرِّ سِرِّي وَإِعْلاَنِي |
فَأَسْكَرَهُمْ كَأْسِي فَبَاتُوا بِخَمْرَتِي | سَكَارَى حَيَارَى مِنْ شُهُودِي وَعِرْفَانِي |
أَنَأ كُنْتُ قَبْلَ القبْلِ قُطْباً مُبَجَّلاَ | تَطُوفُ بِي الأَكْوَانُ وَالرَّبُّ سَمَّانِي |
خَرَقْتُ جَمِيعَ الْحُجْبِ حَتَّى وَصَلْتُهُ | مَقَاماً بِهِ قَدْ جِدَّى لَهُ دَانِي |
وَقَدْ كَشَفَ الأَسْتَارَ عَنْ نُورِ وَجْهِهِ | وَمِنْ خَمْرَةِ التَّوْحِيدِ بِالْكَاسِ أَسْقَانِي |
نَظَرْتُ إِلَى الْمَحْفُوظِ والْعَرْشِ نَظْرَةً | فَلاَحَتْ ليَ الأَنْوَارُ والرَّبُ أَعْطَانِي |
أَنَا قُطْبُ أَقْطَابِ الْوُجُودِ بأَسْرِهِ | أَنَا بَازُهُمْ وَالكُلُّ يُدْعَى بِغِلْمَانِي |
فَلَوْ أَنَّنِي أَلْقَيْتُ سِرِّي بِدَجْلَةٍ | لغَارَتْ وَرَاحَ الْمَاءُ مِنْ سِرِّ بُرْهَانِي |
وَلَوْ أَنَّنِي أَلْقَيْتُ سِرِّي إِلَى لَظَىً | لأَخْمِدَتِ النِّيرانُ مِنْ عُظْمِ سُلْطَانِي |
وَلَوْ أَنَّنِي أَلْقَيْتُ سِرِّي لِمَيِّتٍ | لقَامَ بإِذْنِ اللهِ حَيّاً وَنَادَانِي |
سَلُوا عَنِّيَ السُّرَى سلُوا عَنِّيَ المُنَى | سَلُوا عَنِّيَ القَاصِي سَلُوا عَنِّيَ الدَّانِي |
سَلُوا عَنِّيَ العَليَا سَلُوا عَنَّيَ الثَرَّى | وَمَا كَأنَ تَحْتَ التَحْتِ وَالإِنْسِ وَالجَانِ |
فَيَا مَعْشَرَ الأَقْطَابِ لُمُّوا بِحَضْرَتِي | وَطُوفُوا بِحَانَاتِي وَاسْعُوا لأَرْكَانِي |
وَغُوصُوا بِحَارِي تَظْفَرُوا بِجَوَاهِرِي | وَتِبْرِي وَيَاقُوتِي وَدُرِّي وَمُرْجَانِي |
وَقَفْتُ عَلَى الإِنْجِيلِ حَتَّى شَرَحْتُهُ | وَفَكَّكْتُ في التَّوْرَاةِ رَمْزَةَ عِبْرانَيِ |
وَحَلَّلتُ رَمْزاً كَانَ عِيسَى يَحُلُّهُ | بِهِ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَا وَالرَّمْزُ سُرْيَانِي |
وَخُضْتُ بِحَارَ الْعِلْمِ مِنْ قَبْلِ نَشْأَتِي | أَخِي وَرفَيقِي كَانَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانِ |
فَمَنْ فِي رِجَالِ اللهِ نَالَ مَكَانَتِي | وَجَدِّي رَسُولُ اللَّهِ فِي الأَصْلِ رَبَّانِي |
أَنَا قَادِرِيُّ الْوَقْتِ عَبْدٌ لِقَادِرٍ | أُكَنَّى بِمُحْيِي الدِّينِ وَالأَصْلُ جِيلاَنِي |