العبد المحب
قال بعض العارفين : إذا تجلى الله لعبد ملكه جميع الأسرار وألحقه بدرجة الأحرار
وقد عبر الشيخ أبو القاسم الجنيد البغدادي ( رضي الله عنه ) عن هذا العبد لما سأل عن العبد المحب بقوله : هو عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقه ناظر إليه بقلبه أحرقت قلبه أنوار هويته وصفا شرابه من كأس وده وتجلى له الجبار من أستار غيبه .
وهذا العبد هو الذي يكون قلبه محرم على غير الحق ( جل جلاله ) دخوله وكل هذا أوصله إليه التطهير المذكور بقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : (تخلقوا بأخلاق الله ) .
وبقوله صلى الله تعالى عليه وسلم في الحديث القدسي مخبراً على الله تعالى : (هذا دين أرتضيته لنفسي ولمن أُحب ولن يصلحه إلا السخاء والتكرم فأصلحوه بالسخاء والتكرم ما صحبتموه ) .
وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ) .
وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم : (استحيوا من الله حق الحياء ) ، قالوا : إنا نستحي والحمد لله ؟ قال صلى الله تعالى عليه وسلم : (ليس كذلك ولكن الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى وتحفظ البطن وما حوى ولنذكر الموت والبلى فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ) .
إلى غير ذلك من الأحكام المتفرقة في الأحاديث النبوية والآيات القرآنية فعلى العبد ملازمتها والدؤوب على ما يقدر عليه منها بدوام معانقة الذكر معها .