من طرف ابو قدوس العربي السبت يوليو 06, 2013 8:18 am
علمــاء أم سـفهــاء
بسـم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين
دمشق في 21 المحرم عام 1419هـ، الموافق 17 أيار عام 1998مسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز: كبير علماء المملكة العربية السعودية، ورئيس المجلس الأعلى لإدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد بالمملكة.السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جاء في كتاب عبد القادر بن جبيب الله السندي "التصوف في ميزان البحث والتحقيق" أن سماحتكم كلفتموه بالرد على كتبي الثلاثة التي أهديت لسماحتكم بتاريخ 16/1/1403هـ، وهي:1- "الفقه عند الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي".2- "شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي".3- "الإنسان الكامل والقطب الغوث من كلام الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي".وقد قام عبد القادر المذكور استجابه لتكليف فضيلتكم بإصدار كتاب سماه "فصل الخطاب في الرد على مزاعم الغراب" طبع عام 1413هـ بإشراف دار الحميضي للنشر في الرياض، ويباع ويوزع في المملكة العربية السعودية، رداً على كتاب "شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية".ولما كان كتاب السندي ثمرة دراسة عشر سنوات لكتابي المذكور، ويعتبر مؤلفه عبد القادر السندي المختار من علماء المملكة العربية السعودية، ممثلاً لإدارة البحوث العلمية بالمملكة ونائباً عنكم، فإن هذه الإدارة مع سماحتكم مسؤولون عما يحويه هذا الكتاب، ولذا فإني أضع بين يدي سماحتكم ملاحظاتي على هذا الكتاب للنظر وإبداء الرأي.يقول عبد القادر السندي في كتابه "فصل الخطاب" في الصفحة 364، السطر13: "إنه رجل أعجمي لا حظ له في اللغة العربية إلا قليلاً"، هذا هو تعريف المؤلف بنفسه، فإن كان هذا الرجل صادقاً فيما يقول، فكيف لسماحتكم ولإدارة البحوث العلمية، أن تجعل مثل هذا الرجل نائباً وممثلاً لعلماء المملكة السعودية؟ وإن كان هذا الرجل كاذباً فيما وصف به نفسه فهو لغيره وعلى غيره أكذب وأكذب.لذا فإني أضع بين يدي فضيلتكم ما يثبت جهل هذا الرجل باللغة العربية، هذا الرجل الذي لم تسعفه المروءة عندما وقف على خطأ واحد ورد في كتاب "شرح كلمات الصوفية"، وهو في أكثر من 455 صفحة، والذي أشرف على تصحيحه ثلاثة من علماء اللغة العربية في سوريا، ذكرت أسماؤهم في آخر الكتاب، لم تسعف السندي المروءة أن يعتبر هذا الخطأ خطأ مطبعياً، فذكره في كتابه مشهراً بالمؤلف محمود الغراب وبجهله باللغة العربية، كما جاء في كتابه "فصل الخطاب" (ص119) تحت رقم (2).أما أخطاء السندي في اللغة العربية في كتابه "فصل الخطاب" والتي لا يحتمل أن تكون خطأ مطبعياً فإلى فضيلتكم نماذج منها مع عدم ذكر الأخطاء المطبعية، نتيجة عدم الإشراف على الطباعة لكثرتها، والتي تحير القارئ، ولا يجد لها حلاً.1- أخطاء السندي في المعجم:استهل السندي كتابه في (ص5، السطر6) من كتابه بقوله: فقد جمع من أسمى نفسه محمود محمود الغراب ثلاثة كتب في الدفاع عن ابن عربي.ويقول في (ص70، السطر19): من قِبـَلِ من أسمى نفسه داود بن سليمان الخالدي النقشبندي.هل يقال في اللغة العربية إن فلاناً أسمى نفسه أم يقال: "من اسمه كذا" أو "من يسمى كذا".ويقول في (ص12، السطر5): إذا أمعنت فيه النظر ودققت الفكر والرأي وأشغلت فيه المخ ... إلخ.ويقول في (ص106، السطر5): ابن حجر رحمه الله تعالى لا يطيل لسانه.ويقول في (ص209، السطر12): ولا بد لكل عاقل فاهم أو غير عاقل عامي أن يدمن النظر في هذا الكلام.ويقول في (ص364، السطر12): والكلام مفهوم لدى إمعان النظر.ويقول في (ص434، السطر12): هكذا يجب على الشيخ الغراب في أن يمعن النظر ويدقق الفكر ويشغل المخ.· لا يقال في اللغة العربية: "أمعن النظر"، بل يقال: "أمعن في النظر" أو "أنعم النظر".· أما قول السندي يشغل المخ ويطيل لسانه، فهو كلام عوام ليس من اللغة في شيء.· وإذا كان العاقل الفاهم يدمن النظر على حد قول السندي، فيعود عليه ذلك بالفائدة، فكيف لغير العاقل أن يستفيد من إدمان النظر؟!!· يقول السندي في (ص97، سطر23): ثم يدافع (أي محمود الغراب) عنه (أي عن الشيخ ابن العربي) بمثل هذه الكيفية العجيبة والغريبة التي لم يسبق لها مثال سابق في الأولين والآخرين فيما علمت اهـ. ويكرر كلمة الآخرين في (ص99، 105، 106، 121).الصواب المتأخرين لا الآخرين، فلا يعلم أحد ما سيأتي به الآخرون.· يورد السندي في (ص212، السطر الأول) قول الراهب في وصف أمة محمد صلى الله عليه وسلم: "إنهم يلبسون الخرقة ويأكلون الكسرة ويرضون (لا يرخون كما جاء في كتاب السندي) بالبلغة ... إلخ" اهـ.يجهل السندي أن المقصود بالخرقة هنا هو القطعة من الثوب كما هو في المعجم، لا الخرقة المعهودة عند الصوفية، فيشطح في تعليقه نتيجة خطئه.· أما عن عجز السندي عن تركيب جملة باللغة العربية فنراه يقول في (ص362، السطر20): أنا العبد الضعيف الفقير العاجز الحقير إلى الله تعالى. اهـ.فيجهل السندي أن كلمة حقير لا تتعدى بـ إلى.سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، هذه أمثلة من أخطاء السندي في معجم اللغة العربية، التي يعترف بأن حظه قليل منها، ومع ذلك نراه ينتقد الإمام الحافظ ابن حجر في (ص366) معلقاً على قول الحافظ بقوله: "هذا غير وجيه في اللغة" اهـ، أما أخطاء السندي في فهم معاني اللغة العربية وتحريفه للكلم عن مواضعه، فإلى سماحتكم أمثلة منها:2- عدم إعادة الضمير على صاحبه من السندي خطأ أو عمداً، يقلب المعنى رأساً على عقب:· يعلق السندي على قول محمد بن قائد الأواني: تركت الكل ورائي وجئت إليه، فرأيت قدماً أمامي، فغرت وقلت: لمن هذا؟ اعتماداً مني أنه ما سبقني أحد، وأني من أهل الرعيل الأول، فقيل لي: هذه قدم نبيك، فسكن روعي. اهـ.ينقل السندي النص محاولاً توضيحه في ص 255 من كتابه فيقول في السطر الأول عن محمد الأواني: تركت الكل ورائي وجئت إليه - أي إلى عبد القادر الجيلاني - ثم يكمل النص ... اهـ. فيعيد الضمير في "إليه" إلى عبد القادر الجيلاني، والضمير هنا يعود إلى الحق تعالى، ولو قرأ السندي وفهم ما جاء في الشرح لقول الأواني، لما زلّ هذه الزلة الشنيعة، فقد جاء في الشرح: واعلم أن لله قوماً جعلوا في نفوسهم أنهم لا سبيل إليه تعالى، إلا والرسول هو الحاجب، فلا يشهدون منه أمراً، إلا ويرون في سيرهم قدم الرسول بين أيديهم، ولا يخاطبهم إلا بلسانه ولغته، كمحمد الأواني ... اهـ.فهذا نص في أن الضمير في "إليه" يعود إلى الحق تعالى، لا إلى عبد القادر الجيلاني.· يعلق السندي على كلمة أبي العباس المقراني الكسار "الحب أملك للنفوس من العقل"، وينقل من الشرح: هذه ليلى وقفت (لا وقعت كما جاء في كتاب السندي) على قيس، فقال لها: إليك عني فإن حبك شغلني عنك، وكان يمشي عرياناً لا يواريه شيء، فلا عقل ولا إحساس اهـ.ينقل السندي النص في كتابه (270) كالآتي: وكان أبو العباس المقراني يمشي عرياناً لا يواريه شيء، فلا عقل ولا إحساس اهـ. فيخطئ السندي جهلاً أو عمداً في إعادة الضمير على أقرب مذكور، ليعلق فيقول: قلت (أي السندي) هكذا الولاية الكبرى والكرامة عندهم، رجل يمشي عرياناً بين الرجال والنساء، ثم يكون ولياً عارفاً زاهداً بهذه الكيفية ... اهـ.فهل يرجع أحد ممن له أدنى معرفة باللغة العربية بالمحذوف بعد كان إلى أبي العباس؟ إن النص يدل على أن اسم كان المضمر هو قيس مجنون ليلى.· يقول السندي في (ص356) من كتابه: ثم قام الغراب في كتابه هذا بترجمة الحكيم الترمذي محمد بن على المتوفى سنة 320هـ، وذلك في (ص356 - 361)، ثم قال: تسميته الحق "ملك الملك" وهكذا شكله ... وأما قول الغراب فيه تسميته الحق أي أن الله سماه بملك الملك، فأقول للغراب: من أين لك ولغيرك الذي يزعم أن الله تعالى سماه بهذه التسمية اهـ.يعترف السندي بأن الكلام مشكول ومع ذلك لم يحسن إعادة الضمير إلى صاحبه، وأي قارئ له أدنى إلمام باللغة العربية يقرأ الشرح يفهم أن الحكيم الترمذي سمى الحق "ملك الملك" لا أن الحق سمى الترمذي "ملك الملك"، فالصواب في كتاب "شرح كلمات الصوفية" كالآتي:الحكيم الترمذي محمد بن علي
تسميته الحق "ملك الملك":فالضمير في تسميته يعود على الحكيم الترمذي لا على الحق، ولو كان المقصود ما ذهب إليه السندي، لكان العنوان: تسمية الحق له "ملك الملك" فهذا مصدر أضيف إلى فاعله، ونصب مفعوله.· أما جهل السندي ببلاغة اللغة العربية وما تتضمنه من مجاز واستعارة وكناية، فيبدو واضحاً عند تعليقه في كتابه (ص81) على قول الشاعر التركي:طيب محي الدين مسك في الورى فاح لكن كل أنف لا يشم
فيقول السندي: إذا كان مسكاً حقيقياً ثم لا يشمه كل أنف، هذا أمر محال مبالغ فيه اهـ. هكذا ذهب السندي بفهمه ولم يدرك أن الشاعر يعني أن هذا المسك مسك معنوي لا حقيقي، فلا يشمه كل أنف، فإن الأنوف منها ما يشم ومنها ما لا يشم، لأن المعاصي أزكمتها، وليس كما فهم السندي أن كل الأنوف لا تشم.================================================== =====3- تزوير السندي النصوص:· يتهم السندي في كتابه "فصل الخطاب" (ص13، السطر13) داود بن سليمان النقشبيدي، بأنه أدخل في "شذرات الذهب" (ص200) أن الشيخ ابن العربي يقول: عرضت أحاديثه صلى الله عليه وسلم جميعها عليه، فكان يقول عن أحاديث صحت من جهة الصناعة ما قلتها، وعن أحاديث ضعفت من جهتها قلتها اهـ.الكلام الذي أورده السندي موجود في "شذرات الذهب" لابن العماد، المتوفى عام (1032هـ)، وداود بن سليمان النقشبندي توفي عام (1298هـ)، فكيف يثبت السندي أن النقشبندي زوّر "شذرات الذهب"؟ وكتاب ابن العماد موجود قبل النقشبندي بأكثر من مائتي سنة ويمكن تحقيقه، وكم من قارئ لكتاب ابن العماد قبل النقشبندي؟ وهل أشار السندي إلى نسخة من "شذرات الذهب" قبل النقشبندي خالية من هذه الإضافة؟ والعبارة التي ذكرها السندي ذكرها ابن العماد بعد كلام أسنده للمناوي عن الشيخ ابن العربي، وانتهى في (ص199) من الشذرات، ثم ابتدأ ابن العماد يقول: وأقول من كلامه ...، وكان يقول: أعرف الاسم الأعظم ... قال في رائيته ...، وقال في نونيته ... إلى أن قال في (ص200)، وقد قال عرضت أحاديثه صلى الله عليه وسلم ... (إلخ النص) ولم ينسب ابن العماد ما نقله عن الشيخ الأكبر ابن العربي لأحد ولا في أي كتاب ورد، كما نسب بعض ما ترجم به عن الشيخ ابن العربي إلى المناوي والفيروزآبادي وابن كمال باشا والشعراني وغيرهم من الأعلام.هذا تحقيق افتراء السندي على داود بن سليمان النقشبيدي، والذي يصر عليه في كتابه ويكرره في (ص25، 36، 42، 70، 93، 97، 99، 123، 149).أما عن تحقيق ما ورد في "شذرات الذهب" فقد ذكر الشيخ ابن العربي اجتماعه برسول الله صلى الله عليه وسلم في الرؤيا ست عشرة مرة في الفتوحات المكية، وأخذ منه أحكاماً وعلوماً، ولم يذكر ما أورده ابن العماد في "شذرات الذهب" نقلاً عن مجهول، والدليل على أن كل ما يكتب وينسب إلى شخص ما في كتاب قد لا يصح إلا بعد التحقيق، قول ابن العماد: وكان يقول (أي الشيخ ابن العربي) أعرف الاسم الأعظم، ولم ينسب ذلك ابن العماد لأحد سمعه من الشيخ ابن العربي، وبالتحقيق نجد أن الشيخ ابن العربي يقول في كتابه "الفتوحات المكية" الجزء الثاني ص122: لا تنقل عني أني أعلم الاسم الأعظم لما ذكرت فيه، هذا لا يلزم، فقد ننقل من الواقعة والكشف جميع ما سطرته ولا يلزم أن أكون به عالماً اهـ.هذا التحقيق العلمي لما يرد في كتاب من الكتب، أما تحريف السندي للنص الذي أورده وإصراره على تحريفه، فنراه يقول بعد أن نقل النص في (السطر13 من الصفحة 13) يقول في (السطر18) من نفس الصفحة: قلت هذا كلام ابن عربي نقله الخالدي النقشبندي في ترجمته في "شذرات الذهب" وهو ينص نصاً صريحاً على أن الأحاديث كلها عرضها ابن عربي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، فالتي صحت أسانيدها حسب قانون الرواية ونظام الدراية فلم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب زعم ابن عربي، وأما التي لم تصح أسانيدها ورواها الكذابون الوضاعون من عند أنفسهم فهي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم حسب زعم ابن عربي. اهـ.كيف أضاف السندي كلمة "يقظة" وجعلها نصاً، وكيف جعل النص - إن صح - الذي يدل على التبعيض يدل على الكل بقوله إن الأحاديث الصحيحة لم يقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي لم تصح قد قالها على حسب زعم ابن عربي؟ فكيف بالسندي إذا لم توجد هذه القصة في أي كتاب من كتب الشيخ ابن العربي التي بين أيدينا؟ بل الثابت العكس تماماً ويفضح السندي، فإن السندي يعترف بأن كتاب "الفقه عند الشيخ الأكبر" بين يديه، فيكذب السندي على القارئ، ويخفي ما قال الشيخ الأكبر ابن العربي من أن السنة هي الأصل الثاني من أصول الأحكام في (ص50) من كتاب الفقه، ثم يفصل الشيخ ابن العربي ما يتعلق بالأحكام باستنادها إلى الأحاديث المتواترة والصحيحة وحكم الزيادة فيها، والخبر المرسل والموقوف، والخبر الواحد الصحيح، كل ذلك مذكور في كتاب "الفقه عند الشيخ الأكبر" من (ص56) إلى (ص59)، ومذهب الشيخ ابن العربي وفقهه المدون في هذا الكتاب مملوء بالاستدلال بأحاديث البخاري ومسلم وغيرهما، فكيف استحل السندي الكذب على القارئ وحرّف و زوّر النص، ولم يقدم حديثاً صحيحاً واحداً أنكره الشيخ ابن العربي ليكون شاهداً له على ما افتراه، بل ينص السندي في كتابه (ص18، السطر19) على أن الشيخ ابن العربي لا يؤمن بالأحاديث الصحيحة التي صحت من طريق الصناعة الإسنادية، بل يؤمن بالأحاديث الموضوعة المخترعة ... إلخ اهـ.· ينقل السندي في كتابه (ص 74) قول الشيخ ابن العربي "وأقرب الناس إليه (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب وأسرار الأنبياء أجمعين" اهـ. ثم يقول السندي في نفس الصفحة بعد أحد عشر سطراً: وأما قول ابن عربي الذي نقله الشيخ محمود الغراب من نسخة الفتوحات المكية في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه (هو أسرار الأنبياء أجمعين)، فهذا باطل منكر قبيح. وكيف كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه (أسرار الأنبياء أجمعين)، وهو وصف خاص لله تعالى دون غيره من الأنبياء والرسل والصديقين والصالحين والشهداء رضي الله عنهم أجمعين، فلا ينبغي للشيخ محمود الغراب أن يقرّ هذا الكلام الصادر عن ابن العربي، بل عليه أن يرد عليه وينكره بما يليق به، والله أعلم. اهـ.فقد أبدل السندي بواو العطف التي جاءت في السطر الرابع (وأسرار) كلمة (هو) في السطر الخامس عشر من نفس الصفحة، فأصبحت (هو أسرار) وهذا لم يقله محمود الغراب ولا الشيخ ابن العربي.ويقول السندي معترضاً - وهو الذي زوّر النص -: فإذا أراد ابن عربي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو أولى بالخلافة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا باطل اهـ.والشيخ ابن العربي لم يرد الخلافة، فإن رأي ابن العربي في خلافة أبي بكر مدون في كتاب "الفقه عند الشيخ الأكبر ابن العربي" (ص386)، والكتاب موجود بين يدي السندي.· يعلق السندي على قول الشيخ الأكبر ابن العربي (وقد ذكره - أي الهباء - علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسهل بن عبد الله، وغيرهما من أهل التحقيق وأهل الكشف والوجود) (ص112) من كتاب السندي، فيعلق السندي في (ص113) على ذلك تحت رقم (2) فيقول: يلزم من تلك العبارة القبيحة التي نقلها الشيخ محمود الغراب عن فتوحات ابن عربي المكية لازم خطير وهو: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان هو وحده من الهبائيين - والهباء هو الغيور، كما شرح هذه الكلمة وفسرها العلامة مجد الدين أبو السعادات المبارك ابن محمد الجزري المعروف بابن الأثير، المتوفى (606هـ)، في النهاية في غريب الحديث والأثر (ص 241 - 242/5) ... اهـ. ويصل السندي إلى نتيجة لهذا اللازم الخطير، فيقول في نفس الصفحة (113): فلم يكن أبو بكر الصديق وجميع إخوانه السابقين الأولين الأخيار البررة الكرام رضي الله عنهم، من الهبائيين - أي الغيورين على دينهم ورسالة نبيهم صلى الله عليه وسلم حسب تعبير ابن عربي اهـ.فإذا نظرنا فيما أورده السندي وحققناه نجد أموراً:أولها: أنه أحال القارئ على مرجع لابن الأثير الذي ذكره باسمه ونسبه وتاريخ وفاته ليقنع القارئ بسعة اطلاعه، وذكر المرجع وهو "النهاية في غريب الحديث والأثر" (ص241 - 242/5) تأكيداً للقارئ على أمانة نقله واستجلاباً لثقة القارئ، وبالرجوع إلى المرجع الذي ذكره نجد أن السندي قد كذب على ابن الأثير ونسب إليه زوراً ما لم يقله في كتابه، بل نجد أن ابن الأثير يقول في (ص241): الهبوة الغبرة (بالباء لا بالياء)، ويقول في (ص242): والهباء هو ما ارتفع من تحت سنابك الخيل والشيء المنبث الذي تراه في ضوء الشمس اهـ. ويطابق ما جاء به ابن الأثير ما جاء في جميع المعاجم العربية التي بين أيدينا.فمن أين أتى السندي - وهو أعجمي كما يقول عن نفسه - أن الهباء في اللغة هو الغيور؟ وكيف اشتق من كلمة الهباء اسم الهبائي ولا وجود له في معاجم اللغة العربية؟ اللهم إلا إذا كان هذا في لغة السند.ثانياً: اللازم الخطير الذي بنى عليه السندي حكمه، من أن ابن عربي يقول إن على بن أبي طالب، كان وحده من الهبائيين أي الغيورين على دين الله، وأن أبا بكر والصحابة لم يكونوا غيورين على دينهم، هذا اللازم صدع في فهم السندي، ناتج عن كذبه وتزويره وتحريفه لمعنى الكلمة في اللسان العربي.ثالثاً: لو افترضنا أن الهباء في اللغة هو الغيور، فكيف يستقيم المعنى عند السندي والنص يقول: وقد ذكر الهباء أي الغيور علي بي أبي طالب وسهل بن عبد الله وغيرهما اهـ. أ يدل هذا النص على ما ذهب إليه السندي من أن علي بن أبي طالب كان وحده من الهبائيين؟ أم هو استخفاف من السندي بعقلية القارئ، وظن منه أن القارئ لا يفهم اللغة العربية؟!.رابعاً: لو رجع السندي إلى ما نقله في كتابه (ص72 - 73) من أن ابن عربي يقول: بدء الخلق الهباء ... إلى آخر ما جاء في النص الذي نقله السندي لكان هذا يعني على فهم السندي وتزويره لمعنى الهباء، أن ابن عربي يقول: بدء الخلق علي بن أبي طالب، وهذا لا يتفق مع ما جاء في النص من أن علي بن أبي طالب وسهل بن عبد الله وغيرهما ذكروا الهباء وأنه بدء الخلق.لذلك نرى السندي يدافع عن من يزور النصوص الثابتة على الشيخ ابن العربي في كتبه، فيقول عن تزوير محمد حامد الفقي للبيتين الثابتين للشيخ الأكبر في أربعة كتب وهي "مواقع النجوم"، و "التنزلات الموصلية"، و "كتاب المسائل"، وفي الصفحة الأولى من الجزء الأول من "الفتوحات المكية"، والبيتان هما: الرب حـق والعبد حـق يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت أو قـلـت رب أنـّى يكــلـف
وقد زوّر هذين البيتين محمد حامد الفقي في كتاب "مدارج السالكين" الذي قام بتحقيقه، و زوّر الشطر الأول من كلا البيتين، كما أوضحنا ذلك في كتابنا "شرح كلمات الصوفية" فيرد السندي على ذلك بقوله: فلو أحسن (أي محمود الغراب) الظن به (أي بحامد الفقي) ولعله نقل ذلك الكلام الذي وجده الشيخ محرفاً من نسخة مخطوطة بخط ابن عربي نفسه بذلك اللفظ الذي نقله الشيخ محمد حامد الفقي. اهـفيشكك السندي في صحة البيتين الثابتين في كتب أربعة منها "الفتوحات المكية" التي هي بخط الشيخ ابن العربي ومحققة من قبل المؤسسات العلمية، بقوله لعل، ويتابع السندي في دفاعة عن تزوير محمد حامد الفقي فيقول: ولا بد للشيخ محمود أن يرجع إلى كتب الشيخ الأكبر حسب قوله، ثم ينقل كلامه كله ثم يضعه أمام الناس، لكي يكون كلام ابن عربي واضحاً فيما دعا إليه في هذين البيتين ... إلخ اهـ.ويخفي السندي عن القارئ أن شرح هذين البيتين مدون بكلام الشيخ ابن العربي في الكتاب الذي بين يدي السندي من (ص367 إلى 375)، وكل ما جاء في هذا الشرح يخالف ما ذهب إليه السندي بفهمه القاصر.ويدافع السندي عن شخص آخر في (ص73) من كتابه قام بتزوير النص المطبوع والثابت للشيخ ابن العربي وهو قوله: "وأقرب الناس إليه (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب وأسرار الأنبياء أجمعين" اهـ. فيدافع السندي عن تزوير الكاتب الذي نقل النص هكذا "وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب إمام العالم وسر الأنبياء أجمعين" اهـ. وتزوير آخر أشد شناعة، فيدافع السندي عن المزور بقوله: فلم يكن للشيخ (أي محمود الغراب) أن يتهمه بهذه التهمة، بل عليه أن يحمل ذلك العمل على محمل حسن منه، ربما أنه نقل المعنى دون اللفظ، اهـ.هذا تزوير السندي، وهذا مذهبه، ولذا قام مقام الدفاع عن كل مزور ويسمي ما يأتي به تحقيقاً علمياً!.================================================== =======4- كذب السندي على القارئ:يكذب السندي على القارئ ويوهمه أن كتاب "شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية" من شرح وتفسير محمود الغراب، فيقول في (ص12) من كتابه "فصل الخطاب" سطر ( 8 ): فكيف جاز للشيخ محمود أن يتكلم فيها وعنها ويشرحها ويفسرها. اهـ، ويكرر ذلك في الصفحات (33، 127، 128، 130، 131، 132، 134، 136، 138) إلى غير ذلك مما يطول إيراده.ويقول السندي في (ص33) من كتابه في السطر الأول، تعليقاً على قول المؤلف "محمود الغراب" لو سألت بها خبيراً لحل معضلها وشرح مشكلها فأصبح بها بصيراً. اهـ. يقول السندي عن المؤلف: ولذا قال عن نفسه ولو سألت بها خبيراً. اهـ، ويقول في السطر (3): ولذا شرح هذه الكلمات وفسرها ثم أوضحها وأبانها لأهل الطريق. اهـويقول السندي في كتابه (ص209) تعيقاً على ما نقله من كتاب "شرح كلمات الصوفية" (ص212): "فالأفراد هم الذين يـُجهل مقامـُهم وما يأتون به ... إلخ" اهـ. يقول السندي: هذا كلام الغراب نقلته حرفاً ونصاً دون تغيير ولا تبديل، ولم يعز هذا الكلام إلى أحد من المتصوفة المتقدمين ولا المتأخرين اهـ.يكذب السندي على القارئ ولا يتفطن إلى أنه ذكر اسم الكتاب في مقدمة كتابه (ص5، السطر7) وهو "شرح كلمات الصوفية والرد على ابن تيمية من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي" فكل ما أورده المؤلف إنما هو للشيخ ابن العربي لا لمحمود الغراب، والخبير هو الشيخ ابن العربي لا محمود الغراب.· يكذب السندي على القارئ ويوهمه أن كتاب "شرح كلمات الصوفية" كتاب تراجم لمن وردت أسماؤهم في الكتاب، والأمر ليس كذلك، بل هو شرح لكلماتهم أو ما نسب إليهم، حتى ينقل السندي أقوال من اختص بعلم التراجم في كتابه خارجاً بذلك عن الموضوع موضوع البحث.· يكذب السندي فيقول في (ص109) من كتابه: ثم قال الشيخ محمود الغراب (ص16) كتاب الإسفار عن نتائج الأسفار، يقول الشيخ الأكبر: وطائفة سوفر بها فيه وهم الرسل والأنبياء والمصطفون من الأولياء، كالمحققين من رجال الصوفية مثل سهل بن عبد الله، وأبي يزيد، وفرقد السبخي، والجنيد بن محمد، والحسن البصري، وممن اشتهر منهم ممن يعرفه الناس إلى زماننا هذا. اهـ.يقول السندي: قلت إذا كان هؤلاء المذكورون على لسان ابن عربي من الأنبياء والرسل وغيرهم الذين سماهم ... إلخ اهـ.أقال ابن العربي هذا؟ أم هو الكذب والافتراء؟· يكذب السندي حيث يقول في (ص120 - 121) من كتابه، معلقاً على ما جاء في كتاب "شرح كلمات الصوفية" من أقوال الجنيد بن محمد "لا يبلغ أحد درج الحقيقة حتى يشهد فيه ألف صديق بأنه زنديق" اهـ. فيقول السندي: الشيخ الغراب لما أورد هذه العبارة ... فلم يشرح هذه العبارة ولم يفسرها ما دام سمى كتابه "شرح كلمات الصوفية" ثم تعداها بدون شرح ولا تعليق، ويكرر ذلك في (ص126) من كتابه عن نفس العبارة فيقول: "ثم لم يشرح ولم يفسر هذا الكفر والنفاق والشرك والفساد، مع أنه سمى كتابه هذا شرح كلمات الصوفية ..." إلخ اهـ.والصحيح أن هذه العبارة مشروحة في الكتاب الذي بين يدي السندي في (ص211 - 212) [في الطبعة الثانية 226 - 228]، ويفتضح كذب السندي بإيراده شرح هذه العبارة في كتابه (ص209) "فصل الخطاب" مشيراً إلى (ص226 - 227) من كتاب "شرح كلمات الصوفية" دون أن يذكر أن هذا شرح لكلمة الجنيد.· يكذب عبد القادر السندي على شيخه ابن تيمية، وينقل ذم ابن تيمية لطائفة تسمى القلندرية في مجموعة الرسائل حيث يقول نقلاً من (ص64-65/1) فيقول في (ص255) من كتابه - فصل: وأما هؤلاء القلندرية المحلقين اللحى فمن أهل الضلالة والجهالة ... ثم إنهم بعد ذلك تركوا الواجبات وفعلوا المحرمات بمنزلة الملامية الذين كانو يخفون حسناتهم، ويظهرون ما لا يظن بصاحبه الصلاح، من زي الأغنياء ولبس العمامة، فهذا قريب وصاحبه مأجور على نيته، ثم حدث قوم فدخلوا في أمور مكروهة في الشريعة، ثم زاد الأمر ففعل قوم المحرمات من الفواحش والمنكرات وترك الفرائض والواجبات، وزعموا أن ذلك دخول منهم في الملاميات اهـ. فيكرر عبد القادر السندي ذم ابن تيمية للقلندرية في (ص345) تحت عنوان "الملامية" ويجعله ذماً من ابن تيمية للملامية بدلاً من القلندرية.· يكذب السندي وينسب إلى الدكتور كمال عيسى مؤلف كتاب "نظرات في معتقدات ابن عربي" ما لم يقله، والدكتور كمال كان أستاذاً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، فيقول السندي في كتابه "فصل الخطاب" (ص82)، ولا بد للشيخ محمود الغراب بأن يدرس هذه النظرات في معقدات ابن عربي دراسة جدية، لأنه كان قد اعتمد على الدكتور المذكور وطلب منه بأن يعلق على كتبه، حسب ما جاء في كلام الدكتور في مقدمة كتابه هذا. اهـ.الدكتور كمال لم يقل هذا في مقدمة كتابه، ولا طلب محمود الغراب منه ولا اعتمد عليه بها، الذي قاله الدكتور كمال في مقدمته كتابه (ص11) هو: ظهر كتاب (الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي) لجامعه ومؤلفه الأستاذ محمود الغراب سنة (1403هـ، 1983م)، وقد طلب إليّ التعليق عليه وإبداء الرأي فيه مـَنْ أشكر له اهتمامه وأقدر له غيرته وعاطفته ...إلخ اهـ. فجعل السندي الاسم الموصول (مـَنْ) يعود على محمود الغراب، وبذلك أفسد المعنى، والذي طلب من الدكتور كمال هي الجهات السعودية التي كلفت السندي بالرد على كتب محمود الغراب الثلاثة، فيكذب السندي على الدكتور كمال وعلى محمود الغراب معاً. والذي يجهله السندي أنني قمت بدراسة وافية لكتاب الدكتور كمال وكتبت إليه موضحاً أخطاءه ومغالطاته بتاريخ 3/2/1986، وأرسلت صورة من هذه الدراسة إلى الشيخ عبد العزيز بن باز بالمسجل رقم (76) بتاريخ (1986م)، وأرسلت صورة أخرى لرئيس قسم الدراسات الإسلامية، بجامعة الملك عبد العزيز، ثم أردفت رسالتي إلى الشيخ عبد العزيز بن باز برسالة ثانية مسجلة برقم (175) بتاريخ (17/3/1986) إلى الشيخ ابن باز محكماً إياه في تزوير الدكتور كمال النص الثابت عن الشيخ ابن العربي، فلم يجب الشيخ على أي من الرسالتين، وكان بسكوته إقرار منه على ما جاء من تزوير ومغالطات في كتاب الدكتور كمال "نظرات في معتقدات ابن عربي".· يكذب عبد القادر السندي على القارئ في (ص88) من كتابه تحت رقم (3) فيقول: كان يجب على الشيخ محمود الغراب أن يذكر موضوع وحدة الوجود ويفصل فيه ويبين ويوضح، خصوصاً ما نسب إلى ابن عربي من قوله في وحدة الوجود والحلول والاتحاد اهـ. فيخفي السندي عن القارئ أن وحدة الوجود مذكورة في كتاب "شرح كلمات الصوفية" في عشرين صفحة من (419) إلى (439) [في الطبعة الثانية 468-488] تحت أكبر عنوان في الكتاب بخط واضح "وحدة الوجود" وفيها نص كلام الشيخ ابن العربي الذي يدحض افتراء كل من ينسب إليه القول بالحلول والاتحاد، ولكن السندي لما لم يجد في هذه الصفحات ما يرفضه، كذب على القارئ وقال: إن وحدة الوجود غير مذكورة في الكتاب.· يكذب السندي على سليمان الدنبلي في (ص275) من كتابه فيقول: ثم قال الغراب نقلاً عن سليمان الدنبلي، هذا المسكين المجنون "التصوف خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوف" ثم بدأ يشرح هذا الهذيان والهراء بما لا يتفق مع الحق والإنصاف ... إلخ اهـ. وهذا ليس من كلام الدنبلي بل هو عنوان مستقل في تعريف التصوف، ويجعل السندي هذه المقولة التي تعتبر من جوامع الكلم والحكمة هذياناً وهراءً.· ومن كذب السندي وتضليله للقارئ قوله في كتابه (ص354): ثم نقل الغراب في (ص353) من كتابه قول العارف "كلما قويت النسبة عظمت المنزلة"، هكذا نقل هذه المقالة المجملة، ثم قال راجع قول الشيخ الأكبر: كلما بعدت النسبة عظمت المنزلة (ص363)، ثم سكت ولم يبين ولم يشرح فيما بعد، كأنه بهذا السطر الواحد قد شرح هذه المقالة المجملة، مع نقله عن شيخه الأكبر في الضلال والبغي والعدوان ... إلخ اهـ.فيكذب السندي على القارئ، فالكلام مشروح في (ص363) بما يقارب الصفحة الكاملة، ولكن السندي عندما عجز عن نقل كلمة من هذا الشرح يوهم القارئ بها أنها كفر وضلال كما يزعم، عمد إلى الكذب، وادعى أن الشارح لم يبين ولم يشرح المقصود من كلام العارف ومن كلام الشيخ ابن العربي.· ويكذب السندي على الشيخ ابن العربي في كتابه (ص10، السطر5)، فيقول: ولذا نجد ابن عربي يصوب أهل الباطن كفرعون وغيره من الكفار، وقد نقل العلماء الثقات كلامه في ذلك بأسانيد متصلة صحيحة والله أعلم. اهـ. أين قال الشيخ ابن العربي إن فرعون من أهل الباطن؟ وفي أي كتاب من كتبه التي بين أيدي الناس؟ ومن هم الثقات الذين نقلوا كلامه هذا؟ وأين هي الأسانيد المتصلة الصحيحة؟!!.هذه جرأة السندي في الكذب دون أن يقدم نقلاً صحيحاً واحداً يثبت ما نسبه إلى الشيخ ابن العربي، قال تعالى: "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون".· مثال آخر من بهتان السندي وافترائه على الشيخ ابن العربي: جاء في كتاب السندي (ص15) ما هذا نصه: اقرأ ما نقله العلامة الشيخ تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي المكي في "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" (ص167 - 271/2) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ما نصه: ولما قرأوا هذا الكتاب - أعني فصوص الحكم - على أفضل متأخريهم، قال له قائل: إن هذا الكتاب يخالف القرآن، فقال: القرآن كله شرك، وأما التوحيد في كلامنا، يعني أن القرآن يفرق بين الرب والعبد، وحقيقة التوحيد عندهم أن الرب هو العبد، فقال له قائل: فأي فرق بين زوجتي وابنتي؟ قال: لا فرق لكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام، فقلنا: حرام عليكم، وهؤلاء إذا قيل مقالتهم إنها كفر، لم يفهم هذا اللفظ حالها، فإن الكفر جنس تحته أنواع متفاوتة، بل كفر كل كافر جزء من كفرهم، ولهذا قيل لرئيسهم: أنت نصيري، فقال: نصيري جزء مني، ثم قال ابن تيمية: وقد علم المسلمون واليهود والنصارى بالاضطرار من دين المسلمين، إن قال أحد من البشر إنه جزء من الله، فإنه كافر في جميع الملل، إذ النصارى لم تقل هذا، وإن كان قولهم من أعظم الكفر، لم يقل أحد إن عين الخالق هي أجزاء الخالق. اهـ.قلت (أي السندي): هذا كلام ابن عربي، نقل عنه بالتواتر، ولن يمكن لأحد أن ينكره أو يزوره، ولو بالتأويل البعيد، والله أعلم. اهـ.هذا ما نقله السندي عن الفاسي من كتابه "العقد الثمين" ونسبه الفاسي إلى ابن تيمية، واعتبره السندي كلام ابن العربي، نقل عنه بالتواتر، ولا يدل النص على شيء من ذلك، ولا هناك أي ذكر لابن العربي، بل هو قول شخص مجهول الاسم والهوية - إن صح النقل عن ابن تيمية - وصفه ابن تيمية بأنه أفضل متأخريهم، من هو هذا الأفضل؟ ومن القائل الأول؟ ومن القائل الثاني؟ ومن هو الرئيس الذي قيل له؟ ومن القائل لهذا الرئيس؟ كل أولئك مجهولون لم يذكر لهم ابن تيمية اسم واحد منهم - هذا إن صح النقل عنه - وهو مسؤول أمام الله تعالى عما كتبه ودونـَه وأشاعه بين الناس، وكلها قصة يرويها ابن تيمية عن أمر حدث في زمانه، وهو بعد وفاة الشيخ ابن العربي بمائة سنة، فكيف يكون هذا كلام ابن العربي نقل عنه بالتواتر؟ ولن يمكن لأحد أن ينكره أو يرده، كما زعم السندي؟!!فهل بعد هذا الاستهتار بعقلية القارئ وفهمه من استهتار؟ وهل بعد تضليل القارئ باستخدام اصطلاح الحديث، وهو كلمة التواتر من تضليل؟ ولكن إذا أحسن الظن بالسندي، فإن ورود اسم كتاب "فصوص الحكم" في هذا النص الذي نقله، جعل السندي يظن أن ما ورد في القصة هو كلام ابن العربي ورد في "فصوص الحكم"، ولكن لا يوجد هذا الكلام في كتاب فصوص الحكم أصلاً، وذلك راجع إلى عدم تحقيق السندي وقلة علمه وقصور فهمه وسقمه، الذي لا يأتي بمثله دارس في المراحل الإبتدائية، وهل للسندي أو غيره أن يثبت علمياً أن للشيخ ابن العربي كتاباً اسمه "فصوص الحكم"؟ وقد ثبت بالتحقيق العلمي أنه كتاب مزور لا أساس له مدسوس على الشيخ ابن العربي.================================================== ====يتبع
عدل سابقا من قبل ابو قدوس العربي في السبت يوليو 06, 2013 8:47 am عدل 4 مرات