مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فوائد الذكر (بحث شامل )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
السادة البرزنجية
عضو محترف
عضو محترف
السادة البرزنجية


وسام التميز : فوائد الذكر (بحث شامل ) Katip
ذكر عدد المساهمات : 182
مرشد*مريد*مداح : مرشد

فوائد الذكر (بحث شامل ) Empty
مُساهمةموضوع: فوائد الذكر (بحث شامل )   فوائد الذكر (بحث شامل ) Clock13الثلاثاء مايو 10, 2011 11:44 pm

فوائد الذكر
وردت للذكر فوائد كثيرة تفوق المائة في كثير من المصادر نقتبس منها ما يأتي :
إحداها : أنه يرضي الرحمن عز وجل .
الثانية : أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره .
الثالثة : أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
الرابعة : أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط .
الخامسة : أنه يقوي القلب والبدن .
السادسة : أنه ينور الوجه والقلب .
السابعة : أنه يجلب الرزق .
الثامنة : أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة .
التاسعة : أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين . ومدار السعادة والنجاة ، وقد جعل الله لكل شيء سبباً ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره فإنه الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم ، فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم .
العاشرة : أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان ، فيعبد الله كأنه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت .
الحادية عشرة : أنه يورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله عز وجل ، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعه بقلبه إليه في كل أحواله ، فيبقى الله عز وجل مفزعه وملجأه وملاذه ومعاذه ، وقبلة قلبه ، ومهربه عند النوازل والبلايا. الثانية عشرة : أنه يورثه القرب منه فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه وعلى قدر غفلته يكون بعده منه .
الثالثة عشرة : أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة .
الرابعة عشرة : أنه يورث الهيبة لربه عز وجل وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل ، فإن حجاب الهيبة رقيق في قلبه .
الخامسة عشرة : أنه يورثه ذكر الله تعالى له كما قال تعالى : ( فاذكروني أذكركم ) ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلا وشرفاً ، وقال فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) .
السادسة عشرة : أنه يورث حياة القلب .
السابعة عشرة : أنه قوت القلب والروح ، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين قوته .
الثامنة عشرة : أنه يورث جلاء القلب من صداه ، وكل صدأ وصدأ القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار .
التاسعة عشرة : أنه يحط الخطايا ويذهبها ، فإنه من أعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات .
العشرون : أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى ، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر .
الحادية والعشرون : أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة ، فقد روي الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوى النحل يذكرن بصاحبهن أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يذكره به ) .
الثانية والعشرون : أن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ، وقد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب صوت منكر من عبد منكر .
الثالثة والعشرون : أنه ينجي من عذاب الله تعالى ، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعاً : ( ما عمل آدمي عملا أنجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى ) .
الرابعة والعشرون : أنه سبب تنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما أخبر به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم .
الخامسة والعشرون : أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل ، فإن العبد لا بد له من أن يتكلم ، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر أوامره تكلم بهذه المحرمات أو بعضها ، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى ، والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك ، فمن عوّد لسانه ذكر الله صان لسانه عن الباطل واللغو ، ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
السادسة والعشرون : أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ، ومجالس اللغو والغفلة ومجالس الشياطين ، فليتخير العبد أعجبهما إليه ، وأولاهما به ، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة .
السابعة والعشرون : أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه ، وهذا هو المبارك أين ما كان ، والغافل واللاغي يشقى بلغوه وغفلته ، ويشقى به مجالسه.
الثامنة والعشرون : أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة ، فإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وتِرَة يوم القيامة .
التاسعة والعشرون : أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله تعالى العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه ، والناس في حر الشمس قد صهرتهم في الموقف ، وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل .
الثلاثون : أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين ، ففي الحديث عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال سبحانه وتعالى : ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) .
الحادية والثلاثون : أنه أيسر العبادات وهو من أجلها وأفضلها ، فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها ، ولو تحرك عضو من الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشق عليه غاية المشقة ، بل لا يمكنه ذلك .
الثانية والثلاثون : أنه غراس الجنة ، فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقيت ليلة أسري بي إبراهيم الخليل عليه السلام ، فقال : يا محمد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) قال الترمذي : حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود ، وفي الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ) قال الترمذي حديث حسن صحيح .
الثالثة والثلاثون : أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه ، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ) وفي الترمذي من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يصبح أو يمسي اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمداً عبدك ورسولك أعتق الله ربعه من النار ، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار ، ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار ، ومن قالها أربعاً أعتقه الله تعالى من النار ) وفيه عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال حين يمسي وإذا أصبح رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولا كان حقاً على الله أن يرضيه ) وفي الترمذي ( من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة ) .
الرابعة والثلاثون : أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده ، فإن نسيان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها ، قال تعالى : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) وإذا نسي العبد نفسه أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت ولا بد كمن له زرع أو بستان أو ماشية أو غير ذلك ومما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره وضيع مصالحه ، فإنه يفسد ولابد هذا مع إمكان قيام غيره مقامه فيه ، فكيف الظن بفساد نفسه وهلاكها وشقائها إذا أهملها ونسيها واشتغل عن مصالحها وعطل مراعاتها وترك القيام عليها بما يصلحها فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان وهذا هو الذي صار أمره كله فرطاً ، فانفرط عليه أمره وضاعت مصالحه وأحاطت به أسباب القطوع والخيبة والهلاك ، ولا سبيل إلى الأمان من ذلك إلا بدوام ذكر الله تعالى واللهج به ، وأن لا يزال اللسان رطباً به ، وأن يتولى منزلة حياته التي لا غنى له عنها ، ومنزلة غذائه الذي إذا فقده فسد جسمه وهلك ، وبمنزلة الماء عند شدة العطش ، وبمنزلة اللباس في الحر والبرد ، وبمنزلة الكن في شدة الشتاء والسموم ، فحقيق بالعبد أن ينزل ذكر الله منه بهذه المنزلة وأعظم ، فأين هلاك الروح والقلب وفسادهما من هلاك البدن وفساده هذا هلاك لا بد منه وقد يعقبه صلاح لا بد ، وأما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
في فوائد الذكر وإدامته إلا هذه الفائدة وحدها لكفي بها ، فمن نسي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) أي تنسى في العذاب كما نسيت آياتي ، فلم تذكرها ولم تعمل بها ، وإعراضه عن ذكره يتناول إعراضه عن الذكر الذي أنزله وهو أن يذكر الذي أنزله في كتابه ، وهو المراد بتناول إعراضه عن أن يذكر ربه بكتابه وأسمائه وصفاته وأوامره وآلائه ونعمه ، فإن هذه كلها توابع إعراضه عن كتاب ربه تعالى ، فإن الذكر في الآية إما مصدر مضاف إلى الفاعل أو مضاف إضافة الأسماء المحضة أعرض عن كتابي ولم يتله ولم يتدبره ولم يعمل به ولا فهمه ، فإن حياته ومعيشته لا تكون إلا مضيقة عليه منكدة معذباً فيها ، والضنك الضيق والشدة والبلاء ووصف المعيشة نفسها بالضنك مبالغة ، وفسرت هذه المعيشة بعذاب البرزخ والصحيح أنها تتناول معيشته في الدنيا وحاله في البرزخ فإنه يكون في ضنك في الدارين وهو شدة وجهد وضيق ، وفي الآخرة تنسى في العذاب وهذا عكس أهل السعادة والفلاح ، فإن حياتهم في الدنيا أطيب الحياة ولهم في البرزخ وفي الآخرة أفضل الثواب ، قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) ، فهذا في الدنيا ثم قال : ( ولنجزيهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فهذا في البرزخ والآخرة ) وقال تعالى : ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) وقال تعالى : ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعاً حسناً إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله ) ، فهذا في الآخرة وقال تعالى : ( قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب ) ، فهذه أربعة مواضيع ذكر تعالى فيها أنه يجزي المحسن بإحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة ، فالإحسان له جزاء معجل ولا بد ، والإساءة له جزاء معجل ولابد ولو لم يكن إلا ما يجازي به المحسن من انشراح صدوره في انفساح قلبه وسروره ولذاته بمعاملة ربه عز وجل وطاعته وذكره ونعيم روحه بمحبته ، وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى أعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطانه ، وما يجازي به المسئ من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وحزازاته وغمه وهمه وحزنه وخوفه وهذا أمر لا يكاد من له أدنى حس وحياة يرتاب فيه بل الغموم والهموم والأحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاضرة والإقبال على الله تعالى والإنابة إليه والرضاء به وعنه ، وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل وجنة وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه ألبته .
وكان بعض العارفين يقول : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف .
وقال آخر : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله تعالى ومعرفته وذكره أو نحو هذا .
وقال آخر : إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً .
وقال آخر : إنه لتمر بي أوقات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب .
فبمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون إليه والطمأنينة إليه وإفراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزماته وإرادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم ، وهو قرة عين المحبين وحياة العارفين ، وإنما تقر عيون الناس به على حسب قرة أعينهم بالله عز وجل ، فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين ، ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ، وإنما يصدق هذا من قلبه حياة وإما ميت القلب فيوحشك ما له ثم فاستأنس بغيبته ما أمكنك فإنك لا يوحشك إلا حضوره عندك فإذا ابتليت به فاعطه ظاهرك وترحل عنه بقلبك وفارقه بسرك ولا تشغل به عما هو أولى بك ، واعلم أن الحسرة كل الحسرة الاشتغال بمن لا يجر عليك الاشتغال به إلا فوت نصيبك وحظك من الله عز وجل وانقطاعك عنه وضياع وقتك وضعف عزيمتك وتفرق همك ، فإذا بليت بهذا ولا بد لك منه فعامل الله تعالى فيه واحتسب عليه ما أمكنك وتقرب إلى الله تعالى بمرضاته فيه واجعل اجتماعك به متجراً لك لا تجعله خسارة ، وكن معه كرجل سائر في طريقه عرض له رجل وقفه عن سيره ، فاجتهد أن تأخذه معك وتسير به فتحمله ولا يحملك ، فإن أبى ولم يكن في سيره مطمع ، فلا تقف معه بلا ركب الدرب ودعه ولا تلتفت إليه ، فإنه قاطع الطريق ، ولو كان من كان ، فانج بقلبك وضن بيومك وليلتك ، لا تغرب عليك الشمس قبل وصول المنزلة فتؤخذ ، أو يطلع عليك الفجر وأنت في المنزلة ، فيسير الرفاق فتصبح وحدك ، فأنى لك بلحاقهم .
الخامسة والثلاثون : أن الذكر يسير العبد وهو في فراشه وفي سوقه وفي حال صحته وسقمه وفي حال نعيمه ولذته وليس شيء يعم الأوقات والأحوال مثله حتى يسير العبد وهو نائم على فراشه ، فيسبق القائم مع الغفلة ، فيصبح هذا وقد قطع الركب وهو مستلق على فراشه ، ويصبح ذلك الغافل في ساقه الركب ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وحكي عن رجل من العباد أنه نزل برجل ضيفاً ، فقام العابد ليلة يصلي ، وذلك الرجل مستلق على فراشه ، فلما أصبحا قال له العابد : سبقك الركب أو كما قال ، فقال : ليس الشأن فيمن بات مسافراً وأصبح مع الركب الشأن فيمن بات على فراشه وأصبح قد قطع الركب ، وهذا ونحوه له محمل صحيح ومحمل فاسد ، فمن حكم على أن الراقد المضطجع على فراشه يسبق القائم القانت فهو باطل ، وإنما محمله أن هذا المستلقي على فراشه علق بربه عز وجل وألصق حبه قلبه بالعرش وبات قلبه يطوف حول العرش مع الملائكة قد غاب عن الدنيا ومن فيها وقد عاقه عن قيام الليل عائق من وجع أو برد يمنعه القيام أو خوف على نفسه من رؤية عدو يطلبه أو غير ذلك من الأعذار فهو مستلق على فراشه وفي قلبه ما الله تعالى به عليم ، وآخر قائم يصلي ويتلوا وفي قلبه من الرياء والعجب وطلب الجاه والمحمدة عند الناس ما الله به عليم ، أو قلبه في واد وجسمه في واد ، فلا ريب أن ذلك الراقد يصبح وقد سبق هذا القائم بمراحل كثيرة ، فالعمل على القلوب لا على الأبدان والمعول على الساكن ويهيج الحب المتواري ويبعث الطلب الميت الذكر وحقيقة النور الإلهي .
السادسة والثلاثون : أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط ، فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى ، قال الله تعالى : ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ) فالأول هو المؤمن استنار بالإيمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره ، والآخر هو الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره ومحبته والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور والشقاء كل الشقاء في فواته ، ولهذا كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يبالغ في سؤال ربه تبارك وتعالى حين يسأله أن يجعله في لحمه وعظامه وعصبه وشعره وبشره وسمعه وبصره ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وخلفه وأمامه حتى يقول واجعلني نوراً ، فسأل ربه تبارك وتعالى أن يجعل النور في ذراته الظاهرة والباطنة ، وأن يجعله محيطاً به من جميع جهاته وأن يجعل ذاته وجملته نوراً ، فدين الله عز وجل نور وكتابه نور ورسوله نور وداره التي أعدها لأوليائه نور يتلألأ وهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض ومن أسمائه النور وأشرقت الظلمات لنور وجهه .
السابعة والثلاثون : أن الذكر رأس الأصول وطريق عامة الطائفة ومنشور الولاية ، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل ، فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل يجد عنده كل ما يريد ، فإن وجد ربه عز وجل وجد كل شيء وإن فاته ربه عز وجل فاته كل شيء .
الثامنة والثلاثون : في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء ألبته إلا ذكر الله عز وجل فإذا صار شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة ويفني الفاقة ، فيكون صاحبه غنياً بلا مال عزيزاً بلا عشيرة مهيباً بلا سلطان ، فإذا كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك ، فقير مع كثرة جدته ذليل مع سلطانه حقير مع كثرة عشيرته .
التاسعة والثلاثون : أن الذكر يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويقرب البعيد ويبعد القريب ، فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته وهمومه وعزومه ، والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له والحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وإرادته ، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والأحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه ، ويفرق أيضاً ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل ، ويفرق أيضاً ما اجتمع على حربه من جند الشيطان ، فإن إبليس لا يزال يبعث له سرية وكلما كان أقوى طلباً لله سبحانه وتعالى وأمثل تعلقاً به وإرادة له كانت السرية أكثف وأكثر وأعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والإرادة ولا سبيل إلى تفريق هذا الجمع إلا بدوام الذكر ، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة التي يبعدها منه الشيطان والأمل ، فلا يزال يلهج بالذكر حتى كأنه قد دخلها وحضرها ، فحينئذ تصغر في عينه الدنيا ، وتعظم في قلبه الآخرة ويبعد القريب إليه ، وهي الدنيا التي هي أدنى إليه من الآخرة ، فإن الآخرة متى قربت من قلبه بعدت منه الدنيا ، وكلما قربت منه هذه مرحلة بعدت منه هذه مرحلة ، ولا سبيل إلى هذا إلا بدوام الذكر .
الأربعون : أن الذكر ينبِّه القلب من نومه ويوقظه من سنته ، والقلب إذا كان نائماً فاتته الأرباح والمتاجر وكان الغالب عليه الخسران ، فإذا استيقظ وعلم ما فاته في نومته شد المئزر وأحيا بقية عمره واستدرك ما فاته ، ولا تحصل يقظته إلا بالذكر ، فإن الغفلة نوم ثقيل .
الحادية والأربعون : أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون ، فلا سبيل إلى نيل ثمارها إلا من شجرة الذكر ، وكلما عظمت تلك الشجرة ورسخ أصلها كان أعظم لثمرتها ، فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد وهو أصل كل مقام وقاعدته التي ينبني ذلك المقام عليها كما يبنى الحائط على رأسه ، وكما يقوم السقف على حائطه ، وذلك أن العبد إذا لم يستيقظ لم يمكنه قطع منازل السير ولا يستيقظ إلا بالذكر كما تقدم ، فالغفلة نوم القلب أو موته .
الثانية والأربعون : أن الذاكر قريب من مذكوره ، ومذكوره معه ، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة ، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق كقوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا ) ( وإن الله لمع المحسنين ) ( لا تحزن إن الله معنا ) وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الإلهي : ( أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ) وفي أثر آخر : ( أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيارتي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم ، فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ) والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شيء وهي أخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي ، وهي معية لا تدركها العبارة ، ولا تنالها الصفة وإنما تعلم بالذوق .
الثالثة والأربعون : أن الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل في سبيل الله عز وجل ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل ، وقد تقدم أن : ( من قال في يوم مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه حتى يمسي ) وعن سالم بن أبي الجعد قال : قيل لأبي الدرداء : أن رجلا أعتق مائة نسمة ، قال : إن مائة نسمة من مال رجل كثير وأفضل من ذلك وأفضل إيمان ملزوم بالليل والنهار أن لا يزال لسان أحدكم رطباً من ذكر الله عز وجل ، وقال ابن مسعود : لأن أسبح الله تعالى تسبيحات أحب إلي من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل ، وجلس عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود ، فقال عبد الله : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلى من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل ، فقال عبد الله بن عمرو : لأن أجد في طريق فأقولهن أحب إلي من أحمل عددهن على الخيل في سبيل الله عز وجل . وقد تقدم حديث أبى الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الورق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : اذكروا الله ) رواه ابن ماجه والترمذي وقال الحاكم صحيح الإسناد .
الرابعة والأربعون : أن الذكر رأس الشكر فما شكر الله تعالى من لم يذكره وذكر البيهقي عن زيد بن أسلم : أن موسى عليه السلام قال : رب قد أنعمت علي كثيراً فدلني على أن أشكرك كثيراً ، قال : ( اذكرني كثيراً فإذا ذكرتني كثيراً فقد شكرتني كثيراً وإذا نسيتني فقد كفرتني ) وقد ذكر البيهقي أيضاً في شعب الإيمان عن عبد الله بن سلام قال : قال موسى عليه السلام : يا رب ما الشكر الذي ينبغي لك فأوحى الله تعالى إليه : أن لا يزال لسانك رطباً من ذكري ، قال : يا رب إني أكون على حال أجلك أن أذكرك فيها ، قال : وما هي ؟ قال : أكون جنباً أو على الغائط أو إذا بلت ، فقال : وإن كان ، قال : يا رب ، فما أقول ؟ قال : تقول سبحانك وبحمدك وجنبني الأذى وسبحانك وبحمدك فقني الأذى . قلت : قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله يذكر الله تعالى على كل أحيانه .
الخامسة والأربعون : أن أكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره ، فإنه اتقاه في أمره ونهيه وجعل ذكره شعاره ، فالتقوى أوجبت له دخول الجنة والنجاة من النار ، وهذا هو الثواب والأجر ، والذكر يوجب له القرب من الله عز وجل والزلفى لديه ، وهذه هي المنزلة ، وعمال الآخرة على قسمين منهم من يعمل على الأجر والثواب ، ومنهم من يعمل على المنزلة والدرجة ، فهو ينافس غيره في الوسيلة والمنزلة عند الله تعالى ويسابق إلى القرب منه .
السادسة والأربعون : أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى ، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى .
السابعة والأربعون : أن الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه ، فالقلوب مريضة وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى ، قال مكحول : ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء .
الثامنة والأربعون : أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها ، فإن العبد لا يزال يذكر ربه عز وجل حتى يحبه فيواليه ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه ، قال الأوزاعي : قال حسان ابن عطية : ما عادى عبد ربه بشئ أشد عليه من أن يكره ذكره أو من يذكره ، فهذه المعاداة سببها الغفلة ولا تزال بالعبد حتى يكره ذكر الله ويكره من ذكره ، فحينئذ يتخذه عدواً كما اتخذه الذاكر ولياً .
التاسعة والأربعون : أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى ، فالذكر جلاب للنعم دافع للنقم ، قال سبحانه وتعالى : ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا ) .
الخمسون : أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد أفلح كل الفلاح وفاز كل الفوز قال سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرةً وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً ) فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور ، وإذا حصلت لهم الصلاة من الله تبارك وتعالى وملائكته وأخرجوهم من الظلمات إلى النور ، فأي خير لم يحصل لهم وأي شر لم يندفع عنهم ، فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله .
الحادية والخمسون : أن من شاء الله أن يسكن رياض الجنة في الدنيا وغيره من حديث جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( يا أيها الناس ارتعوا في رياض الجنة ، قلنا : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال : مجالس الذكر ، ثم قال : اغدوا وروحوا واذكروا ، فمن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله تعالى فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده ، فإن الله تعالى ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ) .
الثانية والخمسون : أن مجالس الذكر مجالس الملائكة ، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس إلا مجلس يذكر الله تعالى فيه ، كما أخرجا في الصحيحين من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله ملائكة فُضُلا عن كُتّاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى ، تنادوا هلمّوا إلى حاجتكم ، قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم ، ما يقول عبادي ؟ قال : يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ، قال : فيقول هل رأوني ؟ قال : فيقولون لا والله ما رأوك ، قال : فيقول كيف لو رأوني ؟ قال فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تحميداً وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً ، قال : فيقول ما يسألوني ؟ قال : يسألونك الجنة ، قال يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون لا والله يا رب ما رأوها ، قال فيقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبة ، فيقول : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون من النار ، قال : يقول وهل رأوها ؟ قال : يقولون لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون لو رأوها كانوا أشد منها فراراً ، وأشد لها مخافة ، قال : يقول فأشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم وإنما جاء لحاجة ، قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ) فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم فلهم نصيب من قوله تعالى : ( وجعلني مباركاً أينما كنت ) فهكذا المؤمن مبارك أين حل ، والفاجر مشئوم أين حل ، فمجالس الذكر مجالس الملائكة ، ومجالس الغفلة مجالس الشياطين ، وكل مضاف إلى شكله وأشباهه .
الثالثة والخمسون : أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته .
الرابعة والخمسون : أن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك لما ذكر عن أبي الدرداء قال : ( الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله عز وجل يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك ) .
الخامسة والخمسون : أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله تعالى ، والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى ، قال سبحانه وتعالى : ( أقم الصلاة لذكري ) .
السادسة والخمسون : أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل فأفضل الصوام أكثرهم ذكراً لله عز وجل في صومهم ، وأفضل المتصدقين أكثرهم ذكراً لله عز وجل ، وأفضل الحاج أكثرهم ذكراً لله عز وجل ، وهكذا سائر الأحوال .
السابعة والخمسون : أن إدامته تنوب عن التطوعات وتقوم مقامها سواء كانت بدنية أو مالية كحج التطوع وقد جاء ذلك صريحاً في حديث أبي هريرة : ( أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ، فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموالهم يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ، فقال : ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا أحد يكون أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : تسبّحون وتحمِدون وتكبّرون خلف كل صلاة ) الحديث متفق عليه ، فجعل الذكر عوضاً لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد وأخبر أنهم يسبقونهم بهذا الذكر ، فلما سمع أهل الدثور بذلك عملوا به ، فازدادوا إلى صدقاتهم وعبادتهم بمالهم التعبد بهذا الذكر ، فحازوا الفضيلتين فنفسهم الفقراء وأخبروا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بأنهم قد شاركوهم في ذلك وانفردوا عنهم بما لا قدرة لهم عليه ، فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وفي حديث عبد الله بن بسر قال : ( جاء أعرابي ، فقال : يا رسول الله كثرت علي خلال الإسلام وشرائعه فأخبرني بأمر جامع يكفيني ، قال : عليك بذكر الله تعالى ، قال : ويكفيني يا رسول الله ؟ قال : نعم ويفضل عنك ) ، فدله الناصح على شيء يبعثه على شرائع الإسلام والحرص عليها والاستكثار منها ، فإنه إذا اتخذ ذكر الله تعالى شعاره أحبه وأحب ما يحب فلا شيء أحب من التقرب بشرائع الإسلام ، فدله على ما يتمكن به من شرائع الإسلام ، وتسهل به عليه ، وهو ذكر الله عز وجل يوضحه .
الثامنة والخمسون : أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته ، فإنه يحببها إلى العبد ، ويسهلها عليه ، ويلذذها له ، ويجعل قرة عينه فيها ، ونعيمه وسروره بها ، بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل ، والتجربة شاهدة بذلك يوضحه .
التاسعة والخمسون : أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق ، فما ذكر الله عز وجل على صعب إلا هان ولا على عسير إلا تيسر ولا مشقة إلا خفت ولا شدة إلا زالت ولا كربة إلا انفرجت ، فذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر والفرج بعد الغم والهم يوضحه .
الستون : أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ، وله تأثير عجيب في حصول الأمن ، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله عز وجل إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه حتى كان المخاوف التي يجدها أمان له والغافل خائف مع أمنه حتى كان ما هو فيه من الأمن كله مخاوف ومن له أدنى حس قد جرب هذا .
الحادية والستون : أن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى أنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه ، وقد علم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ابنته فاطمة وعلياً رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين ويحمدا ثلاثاً وثلاثين ويكبرا أربعاً وثلاثين لما سألته الخادم وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة ، فعلمها ذلك وقال : ( إنه خير لكما من خادم ) فقيل إن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم .
الثانية والستون : أن عمال الآخرة كلهم في مضمار السباق ، والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار ، ولكن القترة والغبار يمنع من رؤية سبقهم ، فإذا انجلى الغبار وانكشف رآهم الناس وقد حازوا قصب السبق ، قال محمد بن عجلان سمعت عمر ومولى غفرة يقول : إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملا أفضل ثواباً من الذكر ، فيتحسر عند ذلك أقوام ، فيقولون ما كان شيء أيسر علينا من الذكر . وقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سيروا سبق المفرّدون قيل : يا رسول الله ، ومن المفرّدون ؟ قال : المستهترون بذكر الله عز وجل يضع الذكر عنهم أثقالهم ، فيأتون يوم القيامة خفافاً ) اهتروا بالشيء وفيه أولعوا به ولزموه وجعلوه دأبهم .
الثالثة والستون : أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده فإنه أخبر عن الله تعالى بأوصاف كماله و نعوت جلاله ، فإذا أخبر بها العبد صدقه ربه ، ومن صدقه الله تعالى لم يحشر مع الكاذبين ورجي له أن يحشر مع الصادقين .
الرابعة والستون : أن دور الجنة تبنى بالذكر ، فإذا امسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء . ذكر ابن أبي الدنيا في كتابه عن حكيم بن محمد الاخنسي قال : بلغني أن دور الجنة تبنى بالذكر ، فإذا أمسك عن الذكر أمسكوا عن البناء ، فيقال لهم ، فيقولون حتى تأتينا نفقة .
الخامسة والستون : أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم ، فإذا كانت له إلى جهنم طريق من عمل من الأعمال كان الذكر سداً في تلك الطريق ، فإذا كان ذكراً دائماً كاملا كان سداً محكماً لا منفذ فيه وإلا فبحسبه ، قال عبد العزيز بن أبي رواد : كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجداً ، فجعل في قلبه سبعة أحجار كان إذا قضى صلاته قال : يا أحجار أشهدكم أنه لا إله إلا الله ، قال فمرض الرجل فعرج بروحه قال : فرأيت في منامي أنه أمر بي إلى النار ، قال : فرأيت حجراً من تلك الأحجار أعرفه قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم ثم إلى الباب الآخر وإذا حجر من تلك الأحجار أعرفه قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم حتى سدت عني بقية الأحجار أبواب جهنم .
السادسة والستون : أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب ، كما روي عن عبد الله بن عمرو قال : أجد في كتاب الله المنزل أن العبد إذا قال الحمد لله قالت الملائكة رب العالمين ، وإذا قال الحمد لله رب العالمين قالت الملائكة : اللهم اغفر لعبدك ، وإذا قال سبحان الله ، قالت الملائكة : اللهم اغفر لعبدك ، وإذا قال لا إله إلا الله قالت الملائكة : اللهم اغفر لعبدك .
السابعة والستون : أن الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها ، قال ابن مسعود : إن الجبل لينادي باسمه أمر بك اليوم أحد يذكر الله عز وجل ؟ فإذا قال نعم استبشر . وقال عون بن عبد الله : إن البقاع لينادي بعضها بعضاً : يا جارتاه أمر بك اليوم أحد يذكر الله ، فقائلة نعم وقائلة لا .
فقال الأعمش عن مجاهد : إن الجبل لينادي الجبل باسمه : يا فلان هل مر بك اليوم ذاكر لله عز وجل ؟ فمن قائل لا ومن قائل نعم .
الثامنة والستون : أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق ، فإن المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل ، قال الله عز وجل في المنافقين : ( ولا يذكرون الله إلا قليلا ) وقال كعب : من أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق ، ولهذا والله اعلم ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون ) فإن في ذلك تحذيراً من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق ، وسئل بعض الصحابة رضي الله عنهم عن الخوارج منافقون هم ؟ قال : لا المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا ، فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل وكثرة ذكره أمان من النفاق والله عز وجل أكرم من أن يبتلي قلباً ذاكراً بالنفاق ،
وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل .
التاسعة والستون : أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء ، فلو لم يكن للعبد من ثوابه إلا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به ، ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة . قال مالك بن دينار : وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل ، فليس شيء من الأعمال أخف مؤنة منه ،
ولا أعظم لذة ولا أكثر فرحة وابتهاجاً للقلب .
السبعون : أنه يكسو الوجه نضرةً في الدنيا ونوراً في الآخرة ، فالذاكرون أنضر الناس وجوهاً في الدنيا وأنورهم في الآخرة ، ومن المراسيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير أتى الله تعالى يوم القيامة ووجهه أشد بياضاً من القمر ليلة البدر ) .
الحادية والسبعون : أن في دوام الذكر في الطريق والبيت والحضر والسفر والبقاع تكثيراً لشهود العبد يوم القيامة فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة ، قال تعالى : ( إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ) فروى الترمذي في جامعه من حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : ( قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ( يومئذ تحدث أخبارها ) أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها ، تقول عمل يوم كذا كذا وكذا ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، والذاكر لله عز وجل في سائر البقاع مكثر شهوده ولعلهم أو أكثرهم أن يقبلوه يوم القيامة يوم قيام الأشهاد وأداء الشهادات فيفرح ويغتبط بشهادتهم .
الثانية والسبعون : أن في الاشتغال بالذكر اشتغالا عن الكلام الباطل من الغيبة واللغو ومدح الناس وذمهم وغير ذلك ، فإن اللسان لا يسكت البتة ، فإما لسان ذاكر وإما لسان لاغ ، ولا بد من أحدهما فهي النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ، وهو القلب إن لم تسكنه محبة الله عز وجل سكنه محبة المخلوقين ، ولا بد وهو اللسان إن لم تشغله بالذكر شغلك باللغو ، وما هو عليك ولا بد فاختر لنفسك إحدى الخطتين وأنزلها في إحدى المنزلتين .
الثالثة والسبعون : وهي التي بدأنا بذكرها وأشرنا إليها إشارة ، فنذكرها هاهنا مبسوطة لعظيم الفائدة بها وحاجة كل أحد بل ضرورته إليها ، وهي أن الشياطين قد احتوشت العبد وهم أعداؤه ، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظاً وأحاطوا به وكل منهم يناله بما يقدر عليه من الشر والأذى ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عز وجل . وفي هذا الحديث العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم أن يحفظه ، فنذكره بطوله لعموم فائدته وحاجة الخلق إليه ، وهو حديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة بن جندب قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وكنا في صفه بالمدينة ، فقام علينا فقال : إني رأيت البارحة عجباً ، رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ، ورأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك ، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل فطرد الشيطان عنه ، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم ، ورأيت رجلا من أمتي يلهب وفي رواية يلهث عطشاً كلما دنا من حوض منع وطرد فجاءه صيام شهر رمضان فأسقاه وأرواه ، ورأيت رجلا من أمتي ورأيت النبيين جلوساً حلقاً حلقاً كلما دنا إلى حلقة طرد فجاءه غسله من الجنابة فأخذه بيده فأقعده إلى جنبي ، ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فيها فجاءه حجة وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ، ورأيت رجلا من أمتي يتقي بيده وهج النار وشرره فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النار وظللت على رأسه ، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمة فقالت يا معشر المسلمين إنه كان وصولا لرحمة فكلموه فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ، ورأيت رجلا من أمتي جاثياً على ركبتيه وبينه وبين الله عز وجل حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذه بيده فأدخله على الله عز وجل ، ورأيت رجلا من أمتي قد ذهبت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز وجل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه ، ورأيت رجلا من أمتي خف ميزانه فجاءه إقراضه ، ورأيت رجلا من أمتي قائماً على شفير جهنم فجاء وجله في الله عز وجل فاستنقذه من ذلك ومضى ، ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله عز وجل فاستنقذته من ذلك ، ورأيت رجلا من أمتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن رعدته ومضى ، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته وأنقذته ، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : فوائد الذكر (بحث شامل ) Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

فوائد الذكر (بحث شامل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فوائد الذكر (بحث شامل )   فوائد الذكر (بحث شامل ) Clock13الأربعاء مايو 11, 2011 1:54 am

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله بك اخي الكريم على حسن اختيار المواضيع الميزه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
 
فوائد الذكر (بحث شامل )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اثبات الكرامات ::بحث شامل :::
» من فضائل مجالس الذكر
» الحركة في الذكر من الكتاب والسنة
» الشوكاني أخذ الذكر وتصوف على الطريقة النقشبندية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة :: المَواضيع الإسلاميَه العامَه-
انتقل الى: