الخشية :
في اللغة :
خَشِيَ : خافَ .
الخشية ( في علم النفس ) : انفعال يمتزج فيه الخوف مع الإعجاب بالمَخُوف .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (48) مرة بمشتقاتها المختلفة ، منها قوله تعالى
الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذينَ كَفَروا مِنْ دينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ واخْشَوْنِ )( المائدة : 3 ) .
في الاصطلاح الصوفي :
التابعي سعيد بن جبير رضي الله عنه :
يقول : الخشية : أن تخشاه حتى تحول بينك وبين معصيته ، وعلى قدر علمه بالله كان خوفه .
الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
يقول : الخشية : هي ميزان العلم .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
يقول : الخشية : هي انكسار القلب من دوام الانتصاب بين يديه .
الشيخ ابن عطاء الأدمي :
يقول : الخشية شفيع الجنة .
ويقول : الخشية : سراج القلب .
الشيخ القاسم السياري :
الخشية : الكبح بلجام العلم ، والقيام بحق الشرع .
الشيخ أبو طالب المكي :
يقول : قال بعضهم : الخشية : هي انقباض القلب تحت هيبة الرب .
الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
يقول : قال بعضهم : الخشية : هي مراقبة القلب أن لا يطالع في حال من أحواله غير الحق فيمقته .
ويقول : قال بعضهم : الخشية : هي انزعاج القلب على كل الأحوال ، لا يسكن إلى طاعة فيهدأ ، ولا يميل إلى رجاء فيستروح ، ويكون من معاصيه على وجل أبداً .
ويقول : قال بعضهم : الخشية : والإشفاق اسمان باطنان ، وهما عملان من أعمال القلب ، والخشية سر في القلب خفي ، والإشفاق من الخشية .
الشريف الجرجاني :
يقول : الخشية : تألم القلب بسبب توقع مكروه في المستقبل ، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد ، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ، وخشية الأنبياء من هذا القبيل .
الشيخ محمد أبو المواهب الشاذلي :
يقول : الخشية :حلية تلبسها الأبدال ، وتتلبس بها الأنذال .
الخشية : شعار المتقين ، وصفة الأولياء والصالحين .
في الخشية من الرحمن :
يقول الإمام القشيري :
الخشية من الرحمن هي الخشية من الفراق ، والخشية من الرحمن تكون مقرونة بالأنس ، ولذلك لم يقل : من خشي الجبار ولا من خشي القهار .
في مقتضى الخشية من الله :
يقول الإمام القشيري :
يقال : الخشية من الله : تقتضي العلم بأنه يفعل ما يشاء ، وأنه لا يسأل عما يفعل .
في الخشية والعلم :
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
[ قيل ] : خير العلم ما كانت الخشية معه ، وذلك لأن الخشية إنما تنشأ عن العلم بصفات الحق . فشاهد العلم الذي هو مطلوب الله : الخشية ، وشاهد الخشية : موافقة الأمر .
الخشية والعلماء :
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
( إِنَّما يَخْشى اللَّهَ مِنْ عبادِهِ الْعُلَماءُ )( فاطر : 28 ) ، نبهت الضعفاء وأخبرت بشأن السعيد الموحد وكأنه قال : من يعلم الله على ما يجب ، وبقدر ما يمكن من الإنسان المعتبر ، لا يخشى إلا إياه ، لأنه هو الفاعل في الغير ذلك ، وإليه يرجع الأمر كله . ومن خاف غير الله وذلك الغير يفعل أو ينفعل له الوهم ، لم يعلم الله حق معرفته ولم يشهد الله له بذلك ولا قال إنما ... وكون الله قال : إن العالم هو الذي يخشاه ، وقد وجدنا بعض المخلوقات يخافها الكامل ، والشارع يأمره بخوفها ، والله قد أخبر بحصر الخوف ولم يجعله إلا منه ، فدل أنه ذلك المخوف كيفما كان . فقد أخبر عن نفسه في المظاهر وفي الهياكل ووحدة الوجود يشهد لسان حالها بذلك فهو هو .
من آثار الخشية :
يقول الشيخ أحمد زروق :
إن الخشية تحجز عن المعاصي والقبائح ، وتدعو للمحاسن والمصالح ، وفقدها ينفي ذلك لا سيما مع وجود العلم المؤيد بالتأويل ، ولذلك قيل : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق .
الثاني : إن الخشية توجب التحقيق في التحصيل ، والنصح في التوصيل ، والإنصاف في المذاكرة ، وفقدها ينفي ذلك مع غلبة الهوى ، والشهوة تغطي العقل والعلم والبيان .
الثالث : إن الخشية تحمل على طلب الآخرة ، وإرادة وجه الله بالعلم ، في جميع وجوهه ، وفقدها ينفي ذلك ، وهو رأس الآفات والعلل .
الفرق بين خشية الله وخشية غيره :
يقول الإمام القشيري :
الخشية من الله بشير الوصلة ، والخشية من غير الله نذير الفرقة .
في الفرق بين الخشية والخوف :
يقول الشيخ أبو بكر الواسطي :
الخشية أرق من الخوف : لأن الخوف للعامة من العقوبة ، والخشية من نيران الله في الطبع فيها نظافة الباطن للعلماء .
ويقول : الخشية منه حقيقة ، والخوف منه ومن غيره ، قال الله تعالى : ( وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافونَ سوءَ الْحِسابِ )( الرعد : 21 ) .
الفرق بين الخشية والخشوع :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
قالوا : الخشوع ظاهر ، والخشية سر .
الفرق بين الخشية والإشفاق :
يقول الشيخ السراج الطوسي :
الخشية والإشفاق : اسمان باطنان ، وهما عملان من أعمال القلب .
فالخشية : سر في القلب خفي . والإشفاق من الخشية أخفى من الخشية .
أهل الخشية :
الشيخ محمد مهدي الرواس الرفاعي :
يقول : أهل الخشية : هل هم الذين خافوا الله لعلمهم به سبحانه .
المصادر / موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان