الجهل :
في اللغة :
جَهْلٌ :1. خلاف المعرفة .
2. [ في اصطلاح أهل الكلام ]: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه (المعجم العربي الأساسي – ص 274 ) .
في القرآن الكريم :
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (24) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : ( إِنّي أَعِظُكَ أَنْ تَكونَ مِنَ الْجاهِلينَ )( هود : 46 ) .
الإمام جعفر الصادق عليه السلام :
يقول : الجهل : صورة ركبت في الدنيا ، إقبالها ظلمة وإدبارها نور ، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع الشمس . ألا ترى الإنسان تجده جاهلاً بخصال نفسه حامداً لها ، عارفاً بعيبها في غيره ، ساخطاً لها ، وتارة تجده عالماً بطباعه ساخطاً لها ، حامداً لها في غيره وهو متقلب بين العصمة والخذلان . فإن قابلته العصمة أصاب ، وإن قابله الخذلان أخطأ (عادل خير الدين – العالم الفكري للإمام جعفر الصادق – ص 285 ) .
الشيخ أبو يزيد البسطامي :
حقيقة الجهل : الغفلة عن ذكر الله تعالى (الشيخ قطب الدين الدمشقي – مخطوطة المشيخة – ص 390 ( بتصرف ) ) .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
يقول : الجهل : هو أن يكون هو إمام نفسه ، ولا يكون له إمام يقتدي به (د . محمد كمال إبراهيم جعفر – تراث التستري الصوفي – ص 223 . ) .
ويقول : الجهل : هو الدنيا (د . محمد كمال إبراهيم جعفر – تراث التستري الصوفي – ص 223 . ) .
الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري :
يقول : الجهل : هو خاطر العلم (بولس نويا اليسوعي - نصوص صوفية غير منشورة ، لشقيق البلخي – ابن عطاء الادمي – النفري – ص 255 ) .
ويقول : قال لي [ الحق ] : الجهل : مناجاة الخلق كيف كانوا وأين كانوا (المصدر نفسه – ص 246 ) .
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير :
يقول : يقال : الجهل : كله موت ، إلا من يرزقه الله العلم (الشيخ أحمد الرفاعي - حالة أهل الحقيقة مع الله – ص 155 ) .
الشيخ أبو الحسن الجوسقي :
يقول : الجهل : هو الغرور (الشيخ محمد بن يحيى التادفي الحنبلي – قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر – ص 102 ) .
الإمام فخر الدين الرازي :
يقول : « الجهل : هو عبارة عن اعتقاد غير مطابق (الإمام فخر الدين الرازي – التفسير الكبير – ج 2 ص 75 ) .
الشيخ عبد الغني النابلسي :
الجهل : هو عدم العلم بالشيء على ما هو عليه ، فيجزم بشيء ولا شيء . فترى الكافر قاطعاً بعقيدته الفاسدة ، شارحاً بها صدره . وهو من منازل الكفر الخمسة : الشك ، والعناد ، والتوهم ، والغرور (الشيخ عبد الغني النابلسي – أسرار الشريعة أو الفتح الرباني والفيض الرحماني – ص 201 ( بتصرف ) ) .
أقسام الجهل :
يقول الشيخ أحمد بن عجيبة :
الجهل ... هو عدم العلم بالمقصود وهو على قسمين : بسيط ومركب .
فالبسيط : أن يجهل ويعلم أنه جاهل .
والمركب : أن يجهل جهله .
وأقبح الجهل : الجهل بالله وإنكاره بعد طلب معرفته (الشيخ أحمد بن عجيبة – إيقاظ الهمم في شرح الحكم – ج 1 ص 48 ) .
في أسباب الجهل :
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
الجهل يحدث من جملة أشياء وهي :
الكسل ، والملل ، والغفلة ، وفساد الذهن ، وقلة الاحتمال ، وسوء الأخلاق ، وعدم الانقياد ، والركون إلى الراحة ، والرجاء في المستقبل ، والتسويف ، والفرح بالتقليد ، والنفور من الاجتهاد ، وحب الرئاسة العمل لها ، ومخالطة المفسد والمجان ، وكسب العرض والانفراد بالمذهب ، والبحث عن الشيء دون معلم ، وأخذ الموافق من الأمور الشهوانية ، وترك المخالفة للنفس الحيوانية ... وأن تغلب الشهوات البدنية على الإدراكات العقلية ، وخلطة العامة والأميين وأهل البدع والأهواء ، وبالجملة عدم القبول والاستعداد ، وسوء البخت في التربية والمعاشرة ، والمزاج المنحرف ، والتركيب الخسيس ، والمنشأ الخلف (الشيخ عبد الحق بن سبعين – بد العارف - ص 350 ) .
في حقائق الجهل :
يقول الشيخ أحمد زروق :
من حقائق الجهل ثلاث : الفرار عن الحق ، واتباع الباطل ، والحكم بما لا
يصح (الشيخ أحمد زروق – شرح الحكم العطائية – ص 80 ) .
في البحر الذي خلق منه الجهل :
يقول الشيخ عبد الحميد التبريزي :
خلق [ الله تعالى ] الجهل من البحر الأجاج ظلمانياً (الشيخ عبد الحميد التبريزي – مخطوطة البوارق النورية – ورقة 183 أ ) .
في الأشد من الجهل :
يقول الشيخ سهل بن عبد الله التستري :
ما عصى الله أحد بمعصية أشد من الجهل .
قيل : يا أبا محمد هل تعرف شيئاً أشد من الجهل ؟
قال : نعم ، الجهل بالجهل (الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 6 ص 366 ) .
الجهل بين الكفر الصراح وصريح الإيمان :
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
الجهل بالله تعالى عين الكفر الصراح المجمع على خلود صاحبه في النار أبداً .
والجهل بالله تعالى هو عين المعرفة بالله تعالى وصريح الإيمان المجمع على خلود صاحبه في الجنة أبداً .
فأما الجهل الذي هو عين الكفر : فهو الجهل بمرتبة ألوهيته بما تستحقه من الكمالات واللوازم والمقتضيات ، وما تتنـزه عنه من وجوه المستحيلات ، فهذا هو عين الكفر بالله .
وأما الجهل الثاني : فهو الجهل بالحقيقة ، الذي هو كنه الذات من حيث ما هي هي ، فإن هذا الجهل هو صريح الإيمان ، وكمال المعرفة بالله ، إذ حقيقة العجز عن درك المعرفة بالكنه هو حقيقة الإيمان بالله ، ومن ادعى معرفة الكنه فقد كفر (الشيخ علي حرازم ابن العربي - جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبو العباس التجاني – ج 2 ص 98 ) .
في أجهل الناس بنعم الله :
يقول الشيخ أبو عثمان الحيري النيسابوري :
أجهل الخلق بنعم الله : من استعملها في أنواع المعاصي ، ولم يقم بشكرها في أن يعمل بها في طاعة الله تعالى (الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – حقائق التفسير – ص 648 ) .
في حد الجهل :
يقول الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري :
حد الجهل : هو استتار العلم (الشيخ محمد النفري – كتاب النطق والصمت – ص 40 ) .
في حقيقة الجهل :
يقول الشيخ قطب الدين الدمشقي :
حقيقة الجهل : هي الغفلة عن ذكر الله (الشيخ قطب الدين الدمشقي – مخطوطة الرسالة المكية في الطريقة السنية – ص 41 ) .
في أنواع الجهالة :
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
الجهالة جهالتان :
جهالة الضلالة : وهي نتيجة إِخطاء النور المرشوش في عالم الأرواح .
وجهالة الجهولية : وهي التي جبل الإنسان عليها .
فمن عمل من الكفار سوأ بجهالة الضلالة فلا توبة له ، بخلاف من عمل سوأ من المؤمنين بجهالة الجهولية المركوزة فيه فإن له توبة (الشيخ إسماعيل حقي البروسوي – تفسير روح البيان – ج 3 ص 39 ) .