مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الشيخ عبد القادر عيسى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو قدوس العربي
مشرف الموقع
مشرف الموقع
ابو قدوس العربي


وسام التميز : الشيخ عبد القادر عيسى  Katip
ذكر عدد المساهمات : 237

الشيخ عبد القادر عيسى  Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ عبد القادر عيسى    الشيخ عبد القادر عيسى  Clock13الإثنين يوليو 15, 2013 1:45 pm

 «الصوفية هم السفراء لدى الخلق والأُسراء لدى الحق»

الاسم والنسب:
هو سيدي الشيخ عبد القادر بن عبد الله بن قاسم بن محمد بن عيسى عزيزي الحلبي الشاذلي، يصل نسبُه بالشيخ عمر البعاج إلى سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي رضي الله عنهما.
المولد والنشأة:
ولد في مدينة حلب الشهباء سنة 1338هـ من الهجرة النبوية الشريفة، والموافق 1920م، من أبوين أميَّين من عوام المسلمين، وعاش في كنفهما عيشة رغد ورخاء، حيث كان والده يعمل في الجمارك.
حُبِّب إليه -رحمه الله تعالى- في مقتبل عمره النشاط والرياضة، وكان يلبس أحسن الثياب، ويتطيب بأفخر أنواع الطيب، ثم جذبتْه يدُ العناية الإلهية من الدنيا وزينتها، فأعرض عما كان فيه من اللهو واللعب والزينة والطيب، وحلق شعره، ولبس الثياب المرقعة، وصحب الصالحين من أهل الجذب، في الفترة من سنة 1939م حتى 1942م مدة أربع سنوات تقريبًا، كان خلالها يميل إلى الجذب مع بقيةٍ من الصحو حفظتْه من حال أهل الجذب.
وكان -رحمه الله تعالى- قبل ذلك لا يثبت على عمل من الأعمال الدنيوية رغم محاولاته الكثيرة، فقد عمل نجارًا وخياطًا، واشتغل بالتجارة فترة قصيرة، ولكنه لم يثبت على ذلك، صرفًا من الله تعالى عن ذلك، إلى أن أقنعه والده بالعمل معه في الجمارك، ولكن جذبته يد العناية الإلهية من الدنيا وأسبابها، فأقبل على الله تعالى.
السيرة العلمية:
حُبِّب إليه طلب العلم، فصحب العلماء، منهم الشيخ محمد زمّار والشيخ أحمد معود، ثم صحب الشيخ حسن حساني شيخ الطريقة القادرية، فسلك الطريق على يديه، وأذن له الشيخ حسن بالختم القادري، وخلال صحبته للشيخ حسن حساني انتسب إلى المدرسة الشعبانية في 24/12/1949م، ودرس فيها مدة ست سنوات كاملات.
المسيرة العملية:
عمل إمامًا لمسجد «ساحة حَمَد» أثناء انتسابه إلى «المدرسة الشعبانية»، وكان مسجدًا لا تُقام فيه الجمعة، وكان مهملًا، وكاد أن يُخرب، فعمل الشيخ على ترميمه وإصلاحه، وأحدث فيه منبرًا للخطابة، وذلك في 21/1/1957م.
استمر الشيخ -رحمه الله تعالى- إمامًا وخطيبًا في مسجد «ساحة حَمَد»، إلى أن توفي الشيخ محمد الرزّاز إمام وخطيب «جامع العادلية»، حيث انتقل الشيخ -رحمه الله تعالى- إليه، فأقام فيه مجلسًا للذكر بعد صلاة العشاء من يوم الخميس من كل جمعة، وكان ذلك في 21/12/1963م.
كان «جامع العادلية» مهملًا، حيث كانت ساحته مرعًى للمواشي، وكان يشكو إلى الله تعالى قلة المصلين، فراح الشيخ يعمل على إصلاحه وصيانته، حتى غدا الجامع مقصدًا لطلاب العلم، وأهل الطريق، وعمر الجامع بمجالس العلم ومجالس الذكر، وطارت شهرة الشيخ في الآفاق، فأقبل الناس عليه بمختلف فئاتهم من عوام ومثقفين وطلاب علم، فغدا «جامع العادلية» مدرسة تشع بالعلم والنور، وانتشر طريق التصوف بعد أن نقَّاه الشيخ من كثير من المخالفات الشرعية والشطحات، وغيرها مما كان الناس ينفرون منه، وعشق الناسُ التصوفَ، وانتشرت طريقة الشيخ في كل أنحاء القطر العربي السوري، فلا تكاد تجد مدينة أو قرية إلا وللشيخ فيها إخوان ومريدون، بل جاوز ذلك إلى البلاد المجاورة، كالأردن وتركيا ولبنان والعراق، ثم جاوزت شهرة الشيخ ذلك كله، فلا تكاد تجد بلدًا في الدنيا إلا وللشيخ فيه إخوان ومريدون، فوصلت طريقته إلى الكويت والسعودية والمغرب، وجنوب إفريقيا والهند وباكستان، وإنجلترا وبلجيكا وفرنسا، وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم، مما يدل على باع الشيخ الطويل في المعرفة والتربية والإرشاد.
التصوف في حياته:
يُعد الشيخ -رحمه الله تعالى- في طليعة المجدِّدين للطرق الصوفية عامة والطريقة الشاذلية خاصة، يشهد لذلك كتابه «حقائق عن التصوف» الذي طُبع مرات متعددة، وتُرجم إلى اللغة الإنجليزية واللغة التركية، وطارت شهرتُه في الآفاق، كما يشهد لعلو مقام الشيخ كثرةُ إخوانه على اختلاف فئاتهم من جميع طبقات الناس في كل بقاع الأرض، الذين يُعتبرون بحق كتبًا ناطقة عن الشيخ الذي لم يخلف من الثروة العلمية إلا هذا الكتاب، وذلك بسبب واجبات الدعوة الإصلاحية التي حملها على كاهله في نشر الطريق الصحيح القائم على الكتاب والسنة المطهرة.
يقول عن نفسه: كنت أقرأ في كتاب «إيقاظ الهمم في شرح الحكم» لابن عجيبة، فأرى فيه أشياء لم أكن متحققًا بها -رغم كوني شيخًا- فعرفت أنه لا بد لي من صحبة مرشدٍ كامل.
ولم يجد بغيتَه في حلب فسافر إلى دمشق، والتقى بكثير من مشاهير علمائها، ممن اجتمع عليهم خلق كثير لعلمهم وفصاحتهم وبلاغتهم، ولكنه لم يجد في واحد منهم مبتغاه، فتردد إلى زيارة الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي رحمه الله تعالى، فأُلهم بصحبة الشيخ محمد الهاشمي شيخ الطريقة الشاذلية، فبحث عنه فوجده في «الجامع الأموي الكبير» بـ«دمشق» يُقرر بعض مباحث علم التوحيد، وحوله ثلة قليلة من إخوانه يعظُهم ويعلِّمُهم، فأقبل على مجلس الشيخ وحضره، ثم تعرف إلى الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى، فقال له الشيخ محمد الهاشمي: «جئتَ آخرَ الناس، وتكون أولهم بإذن الله، فأنا أنتظرك منذ زمنٍ طويل».
فتمَّ للشيخ -رحمه الله تعالى- مبتغاه من صحبة المرشد الكامل، فصحب الشيخ الهاشمي -رحمه الله تعالى- سنة 1952م إلى أن توفاه الله تعالى.
ولما رأى الشيخُ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى في شيخنا أهليَّتَه للإرشاد، أذن له بالورد العام والخاص في الطريقة الشاذلية، كما أذن له بالتربية والإرشاد.
كان للشيخ كرامات كثيرة وكشوفات واضحة، ولكنه كان يُعْرِض عن كل ذلك، ويُحَذِّر إخوانَه من الركون إلى الكرامات والكشوفات، ويقرر أن أعظم الكرامات الاستقامة على شرع الله ، وكان يُعرِّف الطريقة، فيقول -رحمه الله تعالى: «الطريقة هي العمل بالشريعة».
دُعي مرة إلى وليمة طعام لأحد التجار، فلما أكل بعض اللقيمات استأذن من صاحب البيت ليغسل فاه، فقام الشيخ -رحمه الله تعالى- فتقايأ وأخرج كلَّ ما أكله، وقال لصاحب الدعوة: أنت تأخذ بعض الأموال من البنوك بالربا، والله حارب المرابي، إذا أردت أن آتي لعندك ثانية فلا تطعمني من طعامك، فتاب الرجل من فورها، ولم يمض عليه سنة حتى صحَّح معاملته من الربا، وأصبح من الصالحين المشهود لهم بالصلاح بعد ذلك.
ويُعرف الشيخ -رحمه الله تعالى- التصوف، فيقول: «التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف».
سعى مرة في الإصلاح بين زوجين، وخلال ذلك اطلع على ظلم الرجل وتسلطه فنصحه، ولكن الرجل حمل الحقدَ والضغينة، بدلًا من أن يستجيب للنصح، وبعد مدة من الزمن، استغفل الرجلُ الشيخَ في ممر مُعتم قرب جامع «ساحة حَمَد»، فتهجم عليه وطعنه بأداة حادة على وجهه قرب فمه، فسال الدم من الشيخ، فهرب الرجل، ونُقل الشيخ إلى المستشفى، وترك علامة على وجه الشيخ لم تمحها الأيام حتى توفاه الله، ولكن أخلاق النبوة التي كان الشيخ متحليًا بها دعته إلى العفو والمسامحة والصفح، فلما توفي الرجل بعد أشهر، كان الشيخُ أولَ المصلين عليه صلاة الجنازة.
قال عن التصوف:
«الطريقة هي العمل بالشريعة».
«التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف».
«الصوفية هم السفراء لدى الخلق والأُسراء لدى الحق».
«التصوف ليس علمًا نتلقاه بقراءة الكتب ومطالعة الكراريس، ولكنه أخلاق وإِيمان، وأذواق ومعارف، لا يُنال إِلا بصحبة الرجال، الذين اهتدوا بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وورثوا عنه العلم والعمل والأخلاق والمعارف، وهو علم ينتقل من الصدر إِلى الصدر، ويفرغه القلب في القلب».
«نحن في عصرنا هذا أشد الناس حاجة إِلى متصوف يعمل بنظام التصوف الحقيقي؛ وذلك لأن شبابَنا قد استهوته الأهواء، وسيطرت على قلبه؛ فأصبحت دور السينما أشد المغريات وأشد الوسائل جلبًا له، والمجلات الفارغة، والإِذاعة اللاهية اللاعبة، أصبح كلُّ هذا يستهويه، وإِذا سيطرت الأهواء والشهوات على جيل من الأجيال أصبحت خُطبُ الخطباء لا تُجدي، وكتابة الكتَّاب لا تُجدي، ومواعظُ الوعاظ لا تجدي، وحِكم العلماء لا تجدي، وأصبحت كل وسائل الهداية لا تجدي شيئًا، وحسبك أن ترى المجلات الدينية توزع بأقل من نصف العشر أو ربع العشر مما توزعه المجلات اللاهية العابثة.
إِذًا، لا بد لنا من طريق آخر للإِصلاح، هذا الطريق أنْ نتجه إِلى الاستيلاء على نفوس الشباب، وهذا الاستيلاء يكون بطريق الشيخ ومريديه، بحيث يكون في كل قرية، وفي كل حيٍّ من أحياء المدن، وفي كل بيئة علمية أو اجتماعية أو سياسية، رجال يقفون موقف الشيخ الصوفي من مريديه.
إِن العلاقة بين المريد والشيخ، وبين مراتب هذا المريد، هي التي يمكن أن تهذِّب وأن توجه».
وفاته:
وفي سنة 1991م سافر إلى «تركيا» لزيارة بعض إخوانه، فاشتد عليه المرض هناك، فأدخل المستشفى في مدينة «مرعش»، ثم نُقل بعد ذلك إلى «إسطنبول».
تعجب القائمون على معالجته من أطباء ومختصين، كيف لا يتوجع أو يُظهر ألمًا، وهو ساكت لا يتكلم، مستغرق بقلبه وببصره وبكلِّه إلى الله تعالى.
فأراد أحد أولاده أن يطمئن عن شعوره وإحساسه وإدراكه، وعن غيبته التي طالت، وعن عقله وهو لا يكلم أحدًا، وكان بينه وبين والده -رحمه الله تعالى- ملاطفة ومدارسة؛ فسأله عن بيت من الشعر كان قد سمعه منه -رحمه الله تعالى- ليثبت للموجودين آنذاك بأن الله تعالى هو يتولى الصالحين، وأنه كامل الوعي والإحساس والعقل، ولكنه منجذب بمحبة الله تعالى، ومستغرق به سبحانه وتعالى، فذكّره بهذا البيت من الشعر:
يا سائلي عن رسول الله كيف سها ** والسهو ...
ثم سكت وقال له: يا سيدي من فضلك أكمل لي هذا البيت -وكان يمازحه- فالتفت إليه وقال متممًا:
        والسهو عن كل قلبٍ غافلٍ لاهي
سها عن كل شيء سرُّه فسها ** عمَّا سوى الله فالتعظيم لله
وأعاد شطر البيت مرارًا: والسهو عن كل قلبٍ غافلٍ لاهي
ثم دمعت عيناه -رحمه الله تعالى- وبكى، ولم يكلم أحدًا بعدها.
كان انتقاله -رحمه الله تعالى- إلى جوار ربه، عشية يوم السبت الساعة السادسة، في الثامن عشر من ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وألف من الهجرة النبوية الشريفة، الموافق للسادس والعشرين من تشرين الأول سنة إحدى وتسعين وتسع مائة وألف للميلاد (18 ربيع الآخر 1412هـ/ 26 تشرين الأول 1991م).
وكان مثواه الأخير بجوار الصحابي الجليل سيدنا أبي أيوب الأنصاري  في «إسطنبول»، فخسر المسلمون بموته عالمًا عاملًا ومرشدًا كاملًا من أعلام الطريق والدعوة إلى الله تعالى، تغمده الله برحمته، وأعلى مقامه، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وقد نُقِشَ على قبره قول الله: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}  [النساء100]
{وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[النمل: 19].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابوصفاءالدين السلطان
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
مؤسس الشبكة ومن كبار الشخصيات
ابوصفاءالدين السلطان


وسام التميز : الشيخ عبد القادر عيسى  Katip
ذكر عدد المساهمات : 1858
مرشد*مريد*مداح : مداح

خدمات المنتدى
مشاركة الموضوع:
الاعجاب بموقع الرفاعيه:

الشيخ عبد القادر عيسى  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشيخ عبد القادر عيسى    الشيخ عبد القادر عيسى  Clock13الإثنين يوليو 15, 2013 10:53 pm

بارك الله بك على حسن انتقاء المواضيع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://smrxxl.yoo7.com
 
الشيخ عبد القادر عيسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قــصـائـد فـيـديـو:بـصـوت شبل الرفاعية الشيخ عبدالغفور ابن الشيخ عبدالمجيد ال الشيخ عيسى شيخ الطريقة الرفاعية
» فديو الشيخ عبد الغفور الشيخ عيسى الرفاعي ضرب بسلاح المسدس
» من اشعار الشيخ العارف القطب الشيخ عبد القادر الجيلاني رضى الله عنه
» الشيخ عبد الغفور الشيخ عيسى 2011
» الشيخ عيسى وابو خمرة واخو رية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مَوقِع الطَريقَة الرِفاعيَة :: مُنتَدى ترجَمَة مَشايخ وَأعلام الصُوفيَةِ في تآريخ الإسلام-
انتقل الى: